بقلم: Lenny Flank
ترجمه الى الاسبانية:Edison Andres Rivera Norena
ترجمه الى العربية: فينيق – منتدى الملحدين العرب
واحدة من التُهم الموجهة من قبل الخلقيين للتطور أنه عبارة عن " نظرية فقط ولم تكن مُختبرة ". تأكيدات كتلك تكون ايضاً صاخبة من قبل المُحافظين, هؤلاء الداعمين سياسياً لنظرية الخلق. كمثال, في العام 1980 خلال الحملة الرئاسية, رونالد ريغن قال في مهرجان عام, مقاربا التطور, " حسناً, انها تكون نظرية – فقط نظرية علمية, وقد نوقشت من سنوات قريبة في عالم العلم ولا يُعتقد في المؤسسة العلمية بأنها معصومة عن الخطأ كما تمّ التفكير سابقاً ".
هذا الاتهام يبين جهلاً اساسياً بمناهج ومباديء العلم. المنهج العلمي من المفترض أنه يدعم كل النتائج بوصفها مؤقتة, وأنه لا شيء يمكن اثباته في الحياة بيقين مُطلق. كل نتيجة يتم التوصل لها من قبل أيّ عالم, دوماً يتوجب تضمنها, سيما عندما تكون مجرد افتراض, التكتيك القائل: " هذا فقط يكون الجواب الافضل وفق معرفتنا الراهنة ".
العلم لا يضطلع بحقائق مطلقة, يبحث وفق فرضيات, نظريات ونماذج. يكون مهماً فهم الفارق بين أولئك والاعتراض على العلم من قبل البراهين الخلقية, حيث كلمة " نظرية " حيث تمتلك استخداما شعبيا يختلف بشكل ملحوظ عن معناها العلمي { اغلب الاميركيين – ببعض الدراسات قد تصل نسبتهم 95% - لديهم اساس علمي بسيط جداً, ويمتلكون نسبة ضئيلة جدا من الفهم للتفكير العلمي الحديث, والخلقيين يستثمرون هذا الجهل الشعبي للدعوة لفرضيتهم }.
بحسب وجهة النظر الشعبية, كلمة " نظرية " تعني ببساطة شيء غير مُثبت { غير مُتحقق منه } – عبارة عن ادعاء يمكن أن يكون صحيح أو غير صحيح. هذا ما يعتمده الخلقيين من فهم للنظرية عندما يجزمون بأن التطور يكون " فقط نظرية ", وهذا سيستلزم فيما لو أن التطور لم يكن مُثبتاً, اذا سيتوجب أن يحل مكانه " علم الخلق ". في العلم, مع ذلك, كلمة " نظرية " تمتلك معنى محدد للغاية. في إطار المنهج العلمي, الخطوة الاولى في البحث تكون بجمع المعطيات والمعلومة بصيغة دليل قابل للتحقق منه. بعد حصول جمع المعطيات, الخطوة التالية تكون بصياغة فرضية ستشرح تلك المعطيات وتوضحها. هذه الفرضية لا تكون اكثر من تخمين ذكي. { الفرضية, بالواقع, مصطلح علمي يقترب من الفهم الشعبي لكلمة " نظرية " }.
بعد أن تمت صياغة الفرضية, تتم المقارنة مع المعطيات { القديمة والجديدة } لأجل رؤية كيفية انسجامها مع الوقائع المستقرة. فيما لو تكن الفرضية متناقضة مع المعطيات, بالتالي يتوجب تعديلها واختبارها من جديد, أو رفضها كلياً والقيام بصياغة فرضية جديدة. عند انتهاء التحقق من الفرضية عبر المعطيات, تصبح نظرية علمية – ما قوله, تصبح إطاراً مستقراً ضمنه يتم تفسير العلاقة بين أجزاء متنوعة للمعطيات الواضحة. بالاستناد لهذه النظرية, يتم تشكيل فرضيات جديدة, وتحديد مجالات يمكن أخذ معطيات جديدة منها. فيما لو تستمر النظرية مفسِّرة لمعطيات جديدة بشكل صحيح { وواقعياً تصلح للتنبؤ بنتيجة اختبارات علمية بشكل صحيح }, يتم القول عندها بأن النظرية تمتلك درجة عالية من الوثوقية. هنا لا تكون رؤية افتراضية أو تخمينية, هنا فرضية قد كان متحقق منها اختباريا بشكل مباشر وتم اثبات صلاحيتها التنبؤية بدرجة كبرى.
عندما مجموعه متصلة من النظريات, ترتبط ببعضها وتثبت قابلية لتكون تنبؤية وتقوم بتفسير المعطيات, ستشكل ما يمكن تسميته نموذج علمي. النماذج تكون الاطار الثقافي, الذي ضمنه يتم تفسير كمّ هائل من المعطيات الخاصة ووصفها. هي ايضاً تفيد بالاشارة لمجالات جديدة محتملة للبحث ولفرضيات جديدة, يمكن اختبارها لرؤية امكانية اندماجها في النموذج.
مثال يمكن أن يضيء على تلك الفروقات. المعطيات المُلاحظة تشير لنا لامكانية رؤيتنا صواري السفن العالية, بينما الصواري تكون خارج الأفق, قبل أن نتمكن من رؤية الزخرفة أو هيكل السفن. ايضا يمكننا ملاحظة أنّ ظل الارض, الحاصل على القمر خلال الكسوف, يظهر بكونه دائرياً. يمكننا بالتالي, صياغة فرضية تقول بأن الارض تكون مدورة. هذا سيفسر كل معطياتنا. باستخدام هذه الفرضية, يمكننا التنبؤ بأنه, فيما لو أن الارض بالواقع تكون كرة, سيكون بامكاننا الابحار بشكل كامل حول الارض دون الوقوع أو الخروج من حافة. واذا تمّ تحقيق هذه التجربة, سنرى انه فعلا يمكنن عملها بالواقع هكذا. فرضيتنا قد صارت محققة الآن تجريبياً, لقد تم اثبات القدرة على وضع مجموعة مختلفة من البيانات المتفاوتة, وتم اثبات قابليتها لتكون تنبؤية, وبهذا يتم اقرارها كنظرية علمية, النظرية هي نظرية الارض المدوّرة { الكرة }.
فيما لو نقم بجمع نظريتنا عن الارض الكروية مع نظريات اخرى مثل نظرية القمر الكروي ونظرية المجموعة الشمسية, يمكننا تشكيل نموذج – مدارات القمر حول الارض, مدارات الارض حول الشمس, وكلها تشكل جزء من نظام مدارات الكواكب حول نجم مركزي. هذا هو النموذج للنظام الشمسي المركزي.
عزيزي القاريء من فضلك, ثبّت ملاحظة بأنه ولا شيء من ذلك سيكون قيد البحث باعتباره فعل مطلق. يكون وارداً بشكل كامل بأن بعض الملاحظات المستقبلية أو المعطيات الجديدة, قد تعرقل نموذجنا بشكل كليّ. كثير من المرات, يتوجب تعديل نموذج ويتوجب تغييره لأجل تفسير معطيات جديدة أو نشر قدرتها التفسيرية. ولا أيّ نموذج علمي يمكن رؤيته باعتباره اختباراً مطلقاً. ربما في يوم ما, نقطة ما من ظل الارض في القمر ستُرى كشكل مربع, أو ربما في يوم ما سنرى نحن القمر لا يدور حول الارض. مع ذلك, نمر بكل المعطيات التي تمتلكها راهناً, يمكن استخلاص أن أياً من تلك الاحتمالات يكون كثير الترجيح, نحن معذورين لامتلاك درجة اعلى من الوثوقية في نموذج النظام الشمسي. ولو أنه لم يكن { ولا يمكن ان يكون منطقياً } اثبات بيقين مطلق, لقد كان مُتحققاً عبر كل اختبار قد تمّ تحقيقه للآن, وقد تمّ اثبات امتلاكه لقدرة تنبؤية شديدة الثقة.
هذا النموذج يصير قاعدة, بالتالي, فيها يتم صياغة فرضيات جديدة وخلق مساحات جديدة للبحث. عندما عدد من العلماء يُنتجون معطيات جديدة ويصيغون نظريات جديدة وفرضيات, يتوجب بلوغ اتفاق عام حول أيّ النظريات مُرضية بشكل افضل من حيث المعطيات وأيّ منها لديه درجة وثوقية اعلى. بهذه الطريقة, النموذج يكون معدلاً بثبات, يتم تحسينه ويمتد ليضم معطيات اكثر واكثر. النماذج العلمية لا يمكن ان تكون راكدة ابداً – هم بشكل ثابت يتغيرون وينتشرون بحسب تطور معرفتنا للكون وازديادها.
هكذا, لا يمكن بتاتاً رؤية النماذج العلمية بوصفها " الحقيقة ". أحسن القول, أنها تشكل اقتراب من الحقيقة, وتلك الاقترابات تتقدّم اكثر نحو " الحقيقة " بحسب اختبارات جديدة لدليل جديد والحصول على معطيات اكثر. مع هذا, النماذج العلمية لا يمكنها بلوغ " الحقيقة ", حيث أنه لا احد يعرف كل المعارف والمعطيات. انطلاقا من عدم امتلاكنا لمعرفة كاملة وتامة, نماذجنا العلمية فقط يتوجب اعتبارها مؤقتة, وصالحة ضمن حدود راهنة ضمن ما نعرفه.
النظريات الراهنة للآليات التطورية { التدرُّج الدارويني اعتباراً من الانتقاء الطبيعي, التوازن الدقيق والتطور المحايد } تشكّل معاً نموذج علمي. هذا النموذج قد بقي على قيد الحياة { مع بعض التعديلات } مع كل اختبار تجريبي, ولم يكن غير صالح بأيّ معطيات أو دليل نمتلكه راهناً. النظرية التطورية اثبتت اهليتها لأجل الربط والتفسير لتنوع هائل من المعطيات المتباينة بدرجة عالية من الثقة, واثبتت امتلاكها للقدرة على التنبؤ بنتائج تجريبية والاشارة لمجالات جديدة يمكن بحثها لاجل معطيات جديدة. كنظرية علمية, نظرية التطور تمتلك ذات الموقع والمكانة التي تمتلكها نظريات علمية مثل: النظرية الذريّة, النظرية النسبية ونظرية الفيزياء الكوانتية.
محاولة وصف التطور باعتباره " فقط مجرد نظرية " من قبل الخلقيين, يعجبهم ايضا اعتبار وجهة نظرهم الخاصة باعتبارها " نموذج ". الاختبار سيثبت بسرعة بأن هذا ببساطة غير صحيح – نظرية الخلق لا تكون نموذجا علميا بأي معنى للكلمة. الفرضيات العلمية, النظريات والنماذج تكون كلها مؤسسة وفق معايير اساسية مختلفة. أولاً, يتوجب عليها القيام بتفسير العالم عند ملاحظته, مستعملين لآليات طبيعية يمكن اختبارها ويمكن التحقق منها عبر الملاحظة المستقلة والتجريب.
ولو أن وجود الإله بالضرورة لا يكون مرفوضاً من قبل العلم, يتم استبعاد تفسيرات فوق طبيعية, تكون مؤسسة بأفعال يسهو عنها الإله, بالحاجة الى العلم كمادة. كعالم أحياء هالدان قد اشار, بأن العلم يكون واقعي ويعمل بحسب قوانين عادية قابلة للتنبؤ بها, ولا تتغيّر من لحظة لاخرى تبعاً لأهواء قوى فوق طبيعية:" تطبيقاتي كعالم تكون ملحدة. هذا يعني, أنه عندما أقوم بتحضير اختبار, آخذ على عاتقي بأنه لا إله أو ملاك أو شيطان سيتدخل مع مجراه ". الجيولوجي واللاهوتي جيمس سكيان ايضا يشير إلى:" أنا أحاول ببحثي العلمي مع الاضطلاع الاكيد بأن الارض تتابع القوانين في الطبيعة التي اقرها الإله في عملية الخلق.. دراساتي يتم تحقيقها مع الثقة بكون الإله لن يخلط النتائج العلمية كيفياً عبر معجزة " زلِقة " ".
بطريقة مشابهة للعلم, يتم اسبعاد ايضا الافعال المنسوبة لقوى فوق طبيعية من قبل الجسم القضائي – ولا شخص يمكنه الدفاع عن عمل جنائي امام محكمة, بكون غير مسؤول عن جريمة لأن الشيطان قد أوحى له القيام بها, أو جريمة كتلك قد حصلت بطلب إلهي. ولا نظام ينفي وجود الإله, لكن يستبعدون الإله بوصفه آلية تفسيرية.
فكرة نظرية الخلق بان الإله قد خلق الكون, يمكن ان يكون أو لا يكون ملموساً, لكن, بالتماس حدث فوق طبيعي يحدث خارج قوانين طبيعية للكون, فكرة مشابهة تقع خارج مملكة العلم. لا يوجد أيّ اختبار يمكن عبره التحقق من أيّة بيانات ولا أيّ تنبؤ بمعطيات مستقبلية سيكون بامكانها البرهنة او الاستدلال على تلك الفرضية البسيطة, وهؤلاء الداعمين لتلك الخلاصات فقط يمكنهم عمله على قاعده ايمانية. هذا لا يشترك بشيء بالمطلق مع العلم.
خاصية اخرى للعلم تكون بضرورة كونه قابل للتخطيء. فيما رأيناه نحن, لا يكون ممكناً " مشاهدة " نموذج علمي بكونه صحيح كلياً. يكون, بالتالي, ممكن بشكل كاف اثبات أن تموذج علمي معطى لا يكون صحيحاً – ما قوله, يمكن اثبات خطئه استنتاجياً. نموذج التطور, كمثال, سيكون ممكناً الغائه بطرق كثيرة – سيكون ممكناً ملاحظة ذلك عبر ملاحظة نوع جديد بثقة يظهر فجأة!! ضمن الوجود, صادراً من جزء غير محدد, كمثال.
بمستوى واقعي اكثر, نموذج التطور سيكون ممكناً الغائه استنتاجياً فيما لو أنّ القواعد الاساسية الثلاثة الآتية بأجل قصير -- التغيُّر, الوراثة أو الانتقاء -- سيكون مثبتاً عدم صلاحيتها عبر اختبار علمي { ما قوله, فيما لو يوجد آلية وراثية ما التي كيميائياً ستسهل الطفرات في الدي إن إي, أو ستمنع الخطو باتجاه التطفُّر المشابه من جيل لآخر }. النموذج التطوري ايضا سيتم الغائه فيما لو أن البقايا الاحفورية لكائن بشري حديث كلياً أو لنبات زهري سيتم العثور عليهم بثقة في طبقات يعود تاريخها للعصر الكامبري* من تاريخ الارض, أو العصر الديفوني**, أو العصر البرمي***, او فيما لو يكن واضحاً استنتاجياً بأن كل الاحفوريات المؤرخة المعثور عليها تكون مقلّدة تفصيلياً, مزروعة عبر مؤامرة دولية من قبل علماء التطور لأجل فرض الاتجاه العلماني الانساني في كوكبنا. حتى الآن, مع ذلك, ولا دليل قد تمّ تقديمه بشكل وثوقيّ, ولا حتى من قبل الخلقيين أو غيرهم, يمكنه الغاء نموذج التطور. كل تجربة واختبار قد تمّ تحقيقه, كما كل التفاصيل والمعطيات المتجمّعة, قد اجمعت على صلاحيته.
هوامش
* العصر الكامبري Cambrian أحد الأقسام الرئيسية مـن الاحقاب الجيولوجية يبدأ من حوالي 542 مليون سنة مضت في نهاية حقبة البروتيوروزوي و انتهى منذ 488 مليون سنة مع بداية العصر الأوردوفيشي . يعتبر العصر الأول من حقبة الباليوزوية من الأمد الفانيروزوي . سمي الكامبري نسبة ل كامبريا Cambria الاسم الكلاسيكي لويلز حيث وجدت أول الصخور التي درست من تلك الفترة . |image=EarlyCambrianGlobal.jpg يعتبر الكامبري أقدم عصر وجد في صخوره أحياءا متعددة الخلايا متحجرة بأعداد كبيرة و أشكال متنوعة أعقد من الاسفنجيات البحرية أو الميدوسا medusoids . ظهرت فجأة خلال هذه الفترة حوالي خمسين مجموعة رئيسية مستقلة أو شعب عضوية بدون أسلاف مؤكدة evident precursors في معظم الحالات . هذا التضخم و التشعب الهائل في شعب الحيوانات هو ما يشار له بظاهرة الانفجار الكامبري .
** العصر الديفوني Devonian period : جاء بعد السيلوري منذ 415 مليون سنة واستمر حتى 359 مليون سنة وهو ينتمي إلى الحقبة الباليوزية . سمي بهذا الإسم بعد العثور لأول مرة على حفريات لذلك العصر في منظقة ديفون بإنجلترا. وفيه ظهرت منذ 400 مليون سنة بعض الأسماك البرمائية وكان لها رئات و خياشيم و زعانف قوية. كما ظهرت الرأسقدميات كالحبار والأشجار الكبيرة .ومن حفرياته الأسماك و المرجانيات الرباعية والسرخسيات.
***العصر البرمي Permian period: منذ 299- 230 مليون سنة . وفيه زادت أعداد الفقاريات و الزواحف وظهرت فيه برمائيةالبرمائيات .وانقرضت فيه معظم الأحياء التي كانت تعيش من قبله . وفيه ترسبت الأملاح بسبب إرتفاع درجة حرارة الجو .
{ الهوامش منقولة للضرورة والاهمية التوضيحية }
وماذا يكون موقف " علم " الخلق عندما يتم وضعه قيد الاختبار؟ المبدأ المركزي " لعلم " الخلق يكون بأن الله قد خلق الكون من لاشيء, بأمر إلهي. هذا " النموذج ", مع ذلك, غير قابل للتخطيء بشكل كليّ. لا يوجد أي اختبار أو تجربة يمكنها اثبات أن الله غير موجود, أو أنّ الخلق لم يحدث. لأنه بحكم تعريفه, الله يكون قادراً على عمل أيّ شيء, ولا يوجد شيء يمكن ان يشير لعدم استطاعته عمله, وبالتالي فإن الفرضية الخاصة تكون غير قابلة للتخطيء. أيّ مشكلة مهما بدت عويصة مع " نموذج الخلق " يمكن ان تصبح مفسّرة, بتأكيد بسيط, " الله قد عمله بهذه الطريقة ". لأنّ مباديء الخلق العلمي لا يمكن ان تكون قابلة للاختبار, البحث أو التخطيء, وهذا لانها تحتج بذوات فوق طبيعية كآليات تفسيرية, فلا يمكن اعتبارها تشكّل نموذجاً علمياً.
بعض الخلقيين, اضافة, قد حولوا هذا النقد الى فضيلة, ودافعوا بقولهم, فيما لو انه لا يمكن اثبات أن الخلق الهي, لم يحدث, اذا يتوجب الاضطلاع بكونه قد حدث. هذا, من المفترض, أنه يخرق بديهيات المنطق. أيّ واحد ببساطة يمكنه هكذا التأكيد بأن الحياة على الارض تكون نتيجة تجربة نفذها علماء احياء فضائيين من كوكب ما قد زرعوا بذور في الارض بمكونات حيوية صناعية. لا يوجد اي طريقة للتحقق من هذه الفرضية, ولا يوجد اي طريقة لاثبات خطأها. هذا, مع ذلك, فقط يعني عدم وجود نظرية علمية صالحة – ولا يتوجب وجود, بالضرورة, علماء احياء فضائيين من ذاك الكوكب.
في المحكمة, الخلقيين قد دافعوا عن وجهة نظرهم باعتبارها غير دينية بالضرورة, حيث انهم يقصدون " خالق ", وليس " الله ". خلال المحاكمة في آركينساس, كمثال, المدافعين عن عملية التعامل المتوازن { بمعنى معاملة التطور بالمثل مع الخلق }, دافعوا بقولهم:" لا يوجد شيء ديني بمصطلحات "خالق" أو "خلق", مستخدمة ضمن القانون 590. القانون 590 يحاول اعادة شغل تصور غير ديني " للخلق" و"الخالق", ليست كالمصطلحات المستعملة في الكتاب المقدس أو الكتابات الدينية الاخرى.. كل هذا الخلق – العلم يستلزم ذاتاً قد سببت الخلق تمتلك قدرة, ذكاء واتجاه تصميم ". هذا البرهان يفتقر للمعنى, وقد كان مرفوضاً من قبل كل قاضي قد استمع لهذا الكلام.
في لحظات صفائهم الذهني, الخلقيين يكون واضحين باعتبار " نموذجهم " بكونه غير علمي. هنري موريس Henry Morris, المدافع الرئيسي بمعهد البحث الخلقي, يقبل بانفتاح, بكتابه " الخلق العلمي " بالآتي:
الخلق لا يمكن اثباته
1-الخلق ... يكون متعذراً الوصول اليه عن طريق المنهج العلمي.
2- يكون مستحيلاً تصور تجربة علمية لاجل توصيف عملية الخلق, أو حتى لاجل تحديد فيما لو يكن هناك عملية شبيهة لها.
واخيرا يقول موريس:" نموذج الخلق يقوم بالتسليم سلفاً بإله, أو خالق قد خلق الاشياء بالبدء ".
عضو آخر في معهد البحث الخلقي, دون غيشDuane Gish, بكتابه " التطور, الاحفور يقول لا!!", نجد:
" الخلق, يكون من المفترض, انه غير قابل للاختبار ولا يمكن اثباته عبر مناهج العلم التجريبي. كما انه لا يمكن بحثه, عبر المعيار السابق, باعتباره نظرية علمية, حيث ان الخلق لم يكن خاضع للملاحظة وكان نظرية غير قابلة للتخطيء ".
ويقول ايضاً:" نحن لا نعرف كيف خلق الخالق, ايّة عمليات قد استعمل, أو لأنه استعمل عمليات لا تكون جارية الآن بأي جزء من الكون الطبيعي .. لا يمكننا اكتشاف شيء عبر ابحاث علمية حول العمليات الخلقية المستعملة من قبل الخالق ".
أخيراً, لقد تناول الخلقيين الدفاع بأنه, فيما لو أن الخلق لا يكون فعلاً علمياً, فلن يكون التطور علمياً, فيقولون عن التطور بكونه "دين " تابع " العلمنة الانسانية ". فشخص كغيش يؤكد هذا برسالة عبر مجلة ديسكفري, حيث يقول:" الخلقيين قد صرّحوا مراراً بأنه لا الخلق ولا التطور تشكل نظريات علمية { وكل واحدة منهما دينية بالتساوي }". بول إلونجرPaul Ellwanger بقول:" نحن لا نقوم بطرح مطالب علمية للخلق, لكننا نريد الطلب من التطور ليكون علميا ". إلونجر هذا كان, لمهزلة القدر, مؤلف القانون 590 بآركنساس الذي طالب بتعليم الخلق باعتباره " علم ". هذه المشكلة كانت في العام 1994, حيث ان محكمة فدرالية, قد اصدرت قرارها, القاضي بأن " التطور " لم يكن ديناً, وتعليم نظرية التطور بصف العلوم لا يُعتبر تدخُّلاً بأيٍّ من الاعتقادات الدينية.
فيما لو أنهم الآن يقبلون بأن ذلك الخلق لا يكون نموذجاً علمياً, الخلقيين يتوجب عليهم التفسير لماذا قاموا بعمل هذا, عندما كان قانون كانساس الضد – تطوري ماراً, أو لماذا يقومون بتسمية انفسهم خلقيين " علماء ", أو لماذا قاموا بالطلب وخلال أعوام عديدة بأن وجهة نظرهم كانت بمثابة " علم " وليس كعقيدة دينية؟. هذا الاتجاه بالقول اشياء متناقضة كلياً تكون تقليدية عند الحركة الخلقية – تاريخها يتغير بحسب الاحتياجات الآنية, دون أيّ إحراج واضح بتركيب داخلي { أولاً, الخلق كان دينياً بشكل واضح, بالتالي بعد ان قررت المحكمة العليا بأن وجهة نظره دينية ولا يمكن بالتالي تدريسها في المدارس الحكومية, الخلقيين يبدلون ليصبح " العلم " الصالح كالتطور, أما خارج المحكمة فيعود كل شيء كما كان, دينيون والتطور سيصير ديناً ايضاً – ايمان ديني لا يمكن تخطيئه – الامر الذي لا يمنع الخلقيين من تقديم الدليل العلمي الذي يبين خطأ التطور لو يمتلكوه }.
قلّة الحياء والشرف للحركة الخلقية, قد كانت واضحة عبر وثيقة مقدمة خلال محاكمة آركنساس, التي قد بيّنت بأن الخلقيين قد كانوا ينصحون الشهود المحتملين لأجل التصويت لصالح العقيدة الدينية المتمثلة بالخلق, في محاولة لتفادي صدور قانون دستوري. بول إلونجرPaul Ellwanger, الخلقي الذي قد صاغ قانون آركنساس فعلياً, قد كتب لأحد الانصار:" سيكون شديد الحكمة, إن لم يكن اساسياً, بأننا كلنا من يتقاسم هذا الجهد التشريعي, سنهتم بعدم عرض موقفنا وعملنا في إطار ديني.
كمثال, في بيانات خطيّة يمكن تقاسمها بصيغة ما مع اشخاص, هؤلاء اللذين نهتم بمحاولتنا اقناعهم, سيكون جيداً استبعاد شهادتنا الخاصة الشخصية و/أو اعطاء شهادة المسيح, احسن القول, فيما لو أننا نتحرك هكذا, اعطاء هذه الشهادة عبر ملاحظة مرفقة منفصلة ". في رسالة اخرى, إلونجر قد كتب:" سيسعدني الاقتراح لحضرتك وشركائك بأن تكونوا حذرين عند الخلط بين الخلق – العلم مع الخلق – الدين. .. من فضلكم نبهوا شركائكم بأن لا يتخلوا عن استيعاب افكارهم الدينية والوقوع بفخ الخلط بين الاثنين, حيث ان هذا الخلط يسبب أذى لا يمكن حسابه للتشريع المرغوب ".
وفي رسالة اخرى, يؤكد:" نعم لاجل جهد التشجيع لهذا المشروع للقانون الحكومي, لدى حضرتك خيار واضح للاختيار, بين قادة شعبيين يكونوا وزراء { رعاة } أو قادة علمانيين, قم باختيار علمانيين. لا تقدم شيء جيد لمشروع القانون عند وجود وزراء { رعاة, قسيسين } في وسط الشأن العام, والخصوم سيحصلون على فائدة من هذا العمل بكل ثقة....".
بذات الوقت الذي كان فيه الخلقيين يحثون انصارهم بتقليص القاعده الدينية بوجهة نظرهم, هم لم يخفوا اهدافهم الدينية باستئنافها لاجل التمويل أو الدعم السياسي بين الانصار أو النواب المحافظين. كثير من أدبيات الخلقيين المكتوبة تصرح بوضوح بأن الاسباب الكائنة وراء الهجوم " من الخلق العلمي " على التطور تكون دينية واخلاقية, وليست علمية. إلونجر, الشخص الذي كتب قانون آركنساس ضد – التطور, اعترف برسالة النائب الذي يرعاه:" أنا أرى بأن هذه المعركة بين غيرها, كمعركة بين الله والقوى الضد – إلهية ".
القاضي برازويل دينBraswell Dean من جيورجيا, من انصار الخلق, قد صرّح, قائلاً:" هذه الميثيولوجيا من القرد الى داروين. تكون السبب بالتساهل, الاختلاط, الانحرافات, الاجهاض, المواد الإباحية, التلوث, التسمم وانتشار كل انواع الجرائم ".
مركز البحث الخلقي قد أعلن بأن " بحثه " قد اثبت بأن النموذج العلمي التطوري, يكون المسؤول عن " الانحطاط الاخلاقي بالقيم الروحية التي تساهم بهدم الصحة العقلية ", هكذا بمثابة " انهيار شامل لقانون والنظام ". النظرية التطورية, يراها المركز الخلقي للبحث, بكونها مسؤولة مباشرة عن " الطلاق, الاجهاض, والامراض المتفشية ".
يظهر بأن الخلقيين يفكرون بطريقة تبين أن كل تلك التي يعتبرونها شرور في العالم, لم تكن موجودة إلا عندما اعلن داروين نشر كتابه اصل الانواع بأواسط القرن التاسع عشر. للأسف, الخلقيين لم يعطوا اي تصريح مكتوب حول أيّة تنوعات " للشيطانية " و " الانحطاط الاخلاقي " يمكن للتطور ان يساهم فيها قياسا بنماذج علمية اخرى, كالنظرية العامة النسبية والجاذبية, النظرية الجزيئية الكيميائية, أو الفيزياء الكوانتية النووية.
الخلاصة التي لا مفرّ منها, الحركة الخلقية, عارفة بأنه سيكون غير مشروع محاولة فرض رؤيتها الدينية نحو رؤى اخرى من خلال التشريع, لقد اختارت بعمل جهد تشاوري لأجل اخفاء هويتها الدينية وهكذا لن يكون قانونها خارج الاعلان الدستوري. الآن وباعتبار ان جهدها التشريعي قد سقط, حاجتها الى شيء من " العلم " تكون مستبعدة, ويمكنها العودة الى عقيدتها الدينية بكل علنية.
الخلاصة, بالتالي, عبر قبولها الخاص, بوجهة نظر " علماء " الخلق بكونها غير علمية بأي شكل من الاشكال, صيغة, أو مفهوم. لا شيء أكثر من محاولة تمرير قانون ديني بإيحاءات " علمية ", بخرق مباشر لدستور الولايات المتحدة الاميركية وكل مباديء الديموقراطية الاساسية.
23/12/2010
هل التطور "نظرية فقط"؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها
0 تعليق(ات):
إرسال تعليق