تعريف بالشاعر المفكر أبو العلاء المعري
هو أحمد بن عبدالله بن سليمان ( 363 – 449 هجريا . 973 – 1057 ميلاديا )
ولد فى " معرة النعمان " بسورية
وقد عميَ من الجدري في عامه الرابع
لزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان , و أوصى أن يكتب على قبره :
هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد
وعن كتبه ومؤلفاته يقول القفطي :
" إن أكثر كتب أبى العلاء هذه عُدمت ، وإنما يوجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها ، وقتل من قتل من أهلها ونهب ما وجد منها فأما الكتب الكبار التي لم تخرج من المعرة فعدمت وإن وجد شئ منها فإنما يوجد البعض من كل كتاب "
( القفطى : إنباه الرواة )
اما مؤلفاته التى لم تتعرض للحرق او الضياع فهى :
ديوان "سقط الزند"
ديوان "لزوم ما لا يلزم"
رسالة "الصاهل والشاحج"
"رسالة الغفران"
"رسالة الملائكة"
"رسالة الهناء"
"رسالةالفصول والغايات"
من اقواله فى العقل الذى يحترمه ويعتبره
السبيل الوحيد للوصول الى
الحقيقة وكشف الزيف
والوهم والخرافات
"أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي “
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء
فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء
إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء
ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا
جاءت أحاديثُ إن صــحتْ فإن لها شأنـا ولكن فيها ضعف إسنادِ
فشاور العقل واترك غيره هـــدرا فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي
في كل أمرك تقليدٌ رضيتَ به حتى مقالك ربي واحدٌ ، أحدُ
وقــد أُمرنا بفكرٍ في بدائعه وإن تفكر فيه معشر لحدوا ؟
قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ
زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا
هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ
أما الإله فأمرٌ لست مدركه فاحذر لجيلك فوق الأرض إسخاطا
أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟
وزعمت أن لنا معادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين
إن كان لا يحظى برزقك عاقــل وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى من ما يشتهي فتزندقا
أما اليقين فـلا يقين وإنما أقصى اجتهادي أن أظن وأحدسا
وقد عدم التيقن في زمان حصلنا من حجاه على التظني
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
تعالى الله فهو بنا خبير قد اضطرت إلى الكذب العقول
نقول على المجاز وقد علمنا بأن الأمر ليس كما نقول
وينقد الاديان ويشكك فى صدقها ويعتبرها تأليف بشرى
من القدماء ويعتبرها سببا للعداوة
بين البشر , وانها وراء
تخلف المجتمعات
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء
فلا تحسب مقال الرسل حقا ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا باالمحال فكدروه
دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل ، يدان بها فهل تفرد يوما بالهدى جيل ؟
وينشأ ناشئ الفتيان منــا على ما كان عوّده أبوه
وما دام الفتى بحجى ولكن يـعلمه التدين أقربوه
ولا تطيعن قوما ما ديانتهم إلا احتيال على أخذ الإتاوات
وإنما حمل التوراة قارئهـا كسب الفوائد لا حب التلاوات
إن الشرائع ألقت بيننا إحنا وأودعتنا أفانين العـــداوات
أمور تستخف بها حلوم وما يدرى الفتى لمن الثبور
كتاب محمد وكتاب موسى وإنجيل ابن مريم والزبـور
نهت أمما فما قبلت وبارت نصيحتها فكل القوم بور
في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح
كل يعظّم ديـنه ياليت شعري ما الصحيح ؟
وعن اعتقاده بان الحج ما هو الا طقوس
وثنية يرفضها العقل :
وما حجى إلى أحجار بيت كؤوس الخمر تشرب في زراها
إذا رجع الحكيم إلى حجاه تهاون بالمذاهب وازدراها
ما الركن في قول ناس لست أذكرهم إلا بقية أوثان وأنصاب
أرى عالما يرجون عفو مليكهم بتقبيل ركن واتخاذ صليب
وعن عبثية الحياة وشكه فى الوجود
وايمانه بعدم وجود
حقيقة مطلقه:
وما لنفسي خلاص من نوائبها ولا لغيري إلا الكون في العدم
وزهَّدني في الخلق معرفتي بهم وعلمي بأن العالمين هباء
إذا سألوا عن مذهبي فهو بيِّن وهل أنا إلا مثل غيري أبله
جهلنا فلم نعلم على الحرص ما الذي يُراد بنا والعلم لله ذي المنِّ
سبحان من ألهم الأجناس كلَّهم أمراً يقود إلى خبل وتخبيل
سألتموني فأعيتْني إجابتُكم من ادَّعى أنه دارٍ فقد كذبا
وكم طلبتَ أموراً لست مدركَها تبارك الله من أغراك بالطلب
قال المنجِّم والطبيب كلاهما لا تُحشَر الأجساد قلت إليكما
إن صحَّ قولُكما فلستُ بخاسرٍ أو صحَّ قولي فالخسارُ عليكما
لا تقيِّد عليَّ لفظي فإني مثل غيري تكلُّمي بالمجاز
خالق لا يُشَكُّ فيه قديم وزمان على زمان تقادم
جائز أن يكون آدم هذا قبله آدم على إثر آدم
لست أنفي عن قدرة الله أشــباح ضياء بغير لحم ولا دم
وليس لنا علمٌ بسرِّ إلهنا فهل علمتْه الشمس أو شعر النجم
يحطِّمنا ريب الزمان كأننا زجاج ولكن لا يُعاد لنا سَبْك
وما الإنسان في التطواف إلا أسيرٌ للزمان فما يفك
يُفني ولا يفنى ويُبلي ولا يبلى ويأتي برخاء وويل
نَزول كما زال أجدادنا ويبقى الزمان على ما ترى
جمع: سواح
هو أحمد بن عبدالله بن سليمان ( 363 – 449 هجريا . 973 – 1057 ميلاديا )
ولد فى " معرة النعمان " بسورية
وقد عميَ من الجدري في عامه الرابع
لزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان , و أوصى أن يكتب على قبره :
هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد
وعن كتبه ومؤلفاته يقول القفطي :
" إن أكثر كتب أبى العلاء هذه عُدمت ، وإنما يوجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها ، وقتل من قتل من أهلها ونهب ما وجد منها فأما الكتب الكبار التي لم تخرج من المعرة فعدمت وإن وجد شئ منها فإنما يوجد البعض من كل كتاب "
( القفطى : إنباه الرواة )
اما مؤلفاته التى لم تتعرض للحرق او الضياع فهى :
ديوان "سقط الزند"
ديوان "لزوم ما لا يلزم"
رسالة "الصاهل والشاحج"
"رسالة الغفران"
"رسالة الملائكة"
"رسالة الهناء"
"رسالةالفصول والغايات"
من اقواله فى العقل الذى يحترمه ويعتبره
السبيل الوحيد للوصول الى
الحقيقة وكشف الزيف
والوهم والخرافات
"أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي “
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء
فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء
إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء
ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا
جاءت أحاديثُ إن صــحتْ فإن لها شأنـا ولكن فيها ضعف إسنادِ
فشاور العقل واترك غيره هـــدرا فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي
في كل أمرك تقليدٌ رضيتَ به حتى مقالك ربي واحدٌ ، أحدُ
وقــد أُمرنا بفكرٍ في بدائعه وإن تفكر فيه معشر لحدوا ؟
قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ
زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا
هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ
أما الإله فأمرٌ لست مدركه فاحذر لجيلك فوق الأرض إسخاطا
أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟
وزعمت أن لنا معادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين
إن كان لا يحظى برزقك عاقــل وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى من ما يشتهي فتزندقا
أما اليقين فـلا يقين وإنما أقصى اجتهادي أن أظن وأحدسا
وقد عدم التيقن في زمان حصلنا من حجاه على التظني
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
تعالى الله فهو بنا خبير قد اضطرت إلى الكذب العقول
نقول على المجاز وقد علمنا بأن الأمر ليس كما نقول
وينقد الاديان ويشكك فى صدقها ويعتبرها تأليف بشرى
من القدماء ويعتبرها سببا للعداوة
بين البشر , وانها وراء
تخلف المجتمعات
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء
فلا تحسب مقال الرسل حقا ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا باالمحال فكدروه
دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل ، يدان بها فهل تفرد يوما بالهدى جيل ؟
وينشأ ناشئ الفتيان منــا على ما كان عوّده أبوه
وما دام الفتى بحجى ولكن يـعلمه التدين أقربوه
ولا تطيعن قوما ما ديانتهم إلا احتيال على أخذ الإتاوات
وإنما حمل التوراة قارئهـا كسب الفوائد لا حب التلاوات
إن الشرائع ألقت بيننا إحنا وأودعتنا أفانين العـــداوات
أمور تستخف بها حلوم وما يدرى الفتى لمن الثبور
كتاب محمد وكتاب موسى وإنجيل ابن مريم والزبـور
نهت أمما فما قبلت وبارت نصيحتها فكل القوم بور
في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح
كل يعظّم ديـنه ياليت شعري ما الصحيح ؟
وعن اعتقاده بان الحج ما هو الا طقوس
وثنية يرفضها العقل :
وما حجى إلى أحجار بيت كؤوس الخمر تشرب في زراها
إذا رجع الحكيم إلى حجاه تهاون بالمذاهب وازدراها
ما الركن في قول ناس لست أذكرهم إلا بقية أوثان وأنصاب
أرى عالما يرجون عفو مليكهم بتقبيل ركن واتخاذ صليب
وعن عبثية الحياة وشكه فى الوجود
وايمانه بعدم وجود
حقيقة مطلقه:
وما لنفسي خلاص من نوائبها ولا لغيري إلا الكون في العدم
وزهَّدني في الخلق معرفتي بهم وعلمي بأن العالمين هباء
إذا سألوا عن مذهبي فهو بيِّن وهل أنا إلا مثل غيري أبله
جهلنا فلم نعلم على الحرص ما الذي يُراد بنا والعلم لله ذي المنِّ
سبحان من ألهم الأجناس كلَّهم أمراً يقود إلى خبل وتخبيل
سألتموني فأعيتْني إجابتُكم من ادَّعى أنه دارٍ فقد كذبا
وكم طلبتَ أموراً لست مدركَها تبارك الله من أغراك بالطلب
قال المنجِّم والطبيب كلاهما لا تُحشَر الأجساد قلت إليكما
إن صحَّ قولُكما فلستُ بخاسرٍ أو صحَّ قولي فالخسارُ عليكما
لا تقيِّد عليَّ لفظي فإني مثل غيري تكلُّمي بالمجاز
خالق لا يُشَكُّ فيه قديم وزمان على زمان تقادم
جائز أن يكون آدم هذا قبله آدم على إثر آدم
لست أنفي عن قدرة الله أشــباح ضياء بغير لحم ولا دم
وليس لنا علمٌ بسرِّ إلهنا فهل علمتْه الشمس أو شعر النجم
يحطِّمنا ريب الزمان كأننا زجاج ولكن لا يُعاد لنا سَبْك
وما الإنسان في التطواف إلا أسيرٌ للزمان فما يفك
يُفني ولا يفنى ويُبلي ولا يبلى ويأتي برخاء وويل
نَزول كما زال أجدادنا ويبقى الزمان على ما ترى
جمع: سواح
شبكة اللادينيين العرب
8 تعليق(ات):
هذه اخر الابيات التي القاها ابي العلاء المعري.
يا من يرى مد البعوض جناحها * في ظلمة الليل البهيم الاليل
ويرى مناط عروقها في نحرها * والمخ في تلك العظام النحل
أمنن علي بتوبة تمحو بها * ما كان مني في الزمان الاول
رد الامام ابن كثير على ابي العلاء المعري (الجزء الاول)
قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية:
أبو العلاء المعري التنوخي الشاعر، المشهور بالزندقة، اللغوي، صاحب الدواوين والمصنفات في الشعر واللغة، ولد يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاث بقين من ربيع الاول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وأصابه جدري وله أربع سنين أو سبع، فذهب بصره، وقال الشعر وله إحدى أو ثنتا عشرة سنة، ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم خرج منها طريدا منهزما ولانه سأل سؤالا بشعر يدل على قلة دينه وعلمه وعقله فقال:
تناقض فما لنا إلا السكوت له * وأن نعوذ بمولانا من النار
يد بخمس مئين عسجد وديت * ما بالها قطعت في ربع دينار
وهذا من إفكه يقول: اليد ديتها خمسمائة دينار، فما لكم تقطعونها إذا سرقت ربع دينار، وهذا من قلة عقله وعلمه، وعمى بصيرته.
وذلك أنه إذا جنى عليه يناسب أن يكون ديتها كثيرة لينزجر الناس عن العدوان، وأما إذا جنت هي بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها وديتها لينزجر الناس عن أموال الناس وتصان أموالهم، ولهذا قال بعضهم: كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت.
ولما عزم الفقهاء على أخذه بهذا وأمثاله هرب ورجع إلى بلده، ولزم منزله فكان لا يخرج منه.
وكان يوما عند الخليفة وكان الخليفة يكره المتنبي ويضع منه، وكان أبو العلاء يحب المتنبي ويرفع من قدره ويمدحه، فجرى ذكر المتنبي في ذلك المجلس فذمه الخليفة، فقال أبو العلاء:
لو لم يكن للمتنبي إلا قصيدته التي أولها * لك يا منازل في القلوب منازل * لكفاه ذلك.
فغضب الخليفة وأمر به فسحب برجله على وجهه وقال: أخرجوا عني هذا الكلب.
وقال الخليفة: أتدرون ما أراد هذا الكلب من هذه القصيدة ؟ وذكره لها ؟ أراد قول المتنبي فيها:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الدليل علي أني كامل
وإلا فالمتنبي له قصائد أحسن من هذه، وإنما أراد هذا.
وهذا من فرط ذكاء الخليفة، حيث تنبه لهذا.
وقد كان المعري أيضا من الاذكياء، ومكث المعري خمسا وأربعين سنة من عمره لا يأكل اللحم ولا اللبن ولا البيض، ولا شيئا من حيوان، على طريقة البراهمة الفلاسفة، ويقال إنه اجتمع
براهب في بعض الصوامع في مجيئه من بعض السواحل آواه الليل عنده، فشككه في دين الاسلام،
وكان يتقوت بالنبات وغيره، وأكثر ما كان يأكل العدس ويتحلى بالدبس وبالتين، وكان لا يأكل بحضرة أحد، ويقول: أكل الاعمى عورة، وكان في غاية الذكاء المفرط، وعلى ما ذكروه، وأما ما ينقلونه عنه من الاشياءة المكذوبة المختلقة من أنه وضع تحت سريره درهم فقال: إما أن تكون السماء قد انخفضت مقدار درهم أو الارض قد ارتفعت مقدار درهم، أي أنه شعر بارتفاع سريره عن الارض مقدار ذلك الدرهم الذي وضع تحته، فهذا لا أصل له.
وكذلك يذكرون عنه أنه مر في بعض أسفاره بمكان فطأطأ رأسه فقيل له في ذلك فقال: أما هنا شجرة ؟ قالوا: لا، فنظروا فإذا أصل شجرة كانت هنا في الموضع الذي طأطأ رأسه فيه، وقد قطعت، وكان قد اجتاز بها قديما مرة فأمره من كان معه بمطأطأة رأسه لما جازوا تحتها، فلما مر بها المرة الثانية طأطأ رأسه خوفا من أن يصيبه شئ منها، فهذا لا يصح.
وقد كان ذكيا، ولم يكن زكيا، وله مصنفات كثيرة أكثرها في الشعر، وفي بعض أشعاره ما يدل على زندقته، وانحلاله من الدين، ومن الناس من يعتذر عنه ويقول: إنه إنما كان يقول ذلك مجونا ولعبا، ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، وقد كان باطنه مسلما.
قال ابن عقيل لما بلغه: وما الذي ألجأه أن يقول في دار الاسلام ما يكفره به الناس ؟ قال: والمنافقون مع قلة عقلهم وعلمهم أجود سياسة منه، لانهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه، والله يعلم أن ظاهره كباطنه.
قال ابن الجوزي: وقد رأيت لابي العلاء المعري كتابا سماه الفصول والغايات، في معارضة السور والآيات، على حروف المعجم في آخر كلماته وهو في غاية الركاكة والبرودة، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته.
ردالامام ابن كثير على ابي العلاء المعري(الجزء الثاني)
وذكر ابن الجوزي وغير أشياء كثيرة من شعره تدل على كفره، بل كل واحدة من هذه الاشياء تدل على كفره وزندقته وانحلاله، ويقال إنه أوصى أن يكتب على قبره: هذا جناه أبي علي * وما جنيت على أحد معناه أن أباه بتزوجه لامه أوقعه في هذه الدار، حتى صار بسبب ذلك إلى ما إليه صار، وهو لم يجن على أحد بهذه الجناية، وهذا كله كفر وإلحاد قبحه الله.
وقد قال بعضهم أنه أقلع عن هذا كله وتاب منه، وأنه قال قصيدة يعتذر فيها من ذلك كله، ويتنصل منه، وهي القصيدة التي يقول فيها:
يا من يرى مد البعوض جناحها * في ظلمة الليل البهيم الاليل
ويرى مناط عروقها في نحرها * والمخ في تلك العظام النحل
أمنن علي بتوبة تمحو بها * ما كان مني في الزمان الاول
توفي في ربيع الاول من هذه السنة بمعرة النعمان، عن ست وثمانين سنة إلا أربعة عشر يوما، وقد رثاه جماعة من أصحابه وتلامذته، وأنشدت عند قبره ثمانون مرثاة، حتى قال بعضهم (1) في مرثاة له:
إن كنت لم ترق الدماء زهادة * فلقد أرقت اليوم من جفني دما
قال ابن الجوزي: وهؤلاء الذين رثوه والذين اعتقدوه: إما جهال بأمره، وإما ضلال على مذهبه وطريقه.
وقد رأى بعضهم في النوم رجلا ضريرا على عاتقه حيتان مدليتان على صدره، رافعتان رأسيهما إليه، وهما ينهشان من لحمه، وهو يستغيث، وقائل يقول: هذا المعري الملحد وقد ذكره ابن خلكان فرفع في نسبه على عادته في الشعراء، كما ذكرنا.
وقد ذكر له من المصنفات كتبا كثيرة، وذكر أن بعضهم وقف على المجلد الاول بعد المائة من كتابه المسمى بالايك والغصون، وهو المعروف بالهمز والردف، وأنه أخذ العربية عن أبيه واشتغل بحلب على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي، وأخذ عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، وذكر أنه مكث خمسا وأربعين سنة لا يأكل اللحم على طريقة الحكماء، وأنه أوصى أن يكتب على قبره:
هذا جناه أبي علي * وما جنيت على أحد
قال ابن خلكان: وهذا أيضا متعلق باعتقاد الحكماء، فإنهم يقولون اتخاذ الولد وإخراجه إلى هذا الوجود جناية عليه، لانه يتعرض للحوادث والآفات.
قلت: وهذا يدل على أنه لم يتغير عناعتقاده، وهو ما يعتقده الحكماء إلى آخر وقت، وأنه لم يقلع عن ذلك كما ذكره بعضهم، والله أعلم بظواهر الامور وبواطنها، وذكر ابن خلكان أن عينه اليمنى كانت ناتئة وعليها بياض، وعينه اليسرى غائرة، وكان نحيفا ثم أورد من أشعاره الجيدة أبياتا فمنها قوله:
لا تطلبن بآلة لك رتبة * قلم البليغ بغير جد مغزل
سكن السماء كان السماء كلاهما * هذا له رمح وهذا أعزلالجزء الثاني)
عذرا يا ملحدين لم اجد معكم ما يستحق!!!؟؟؟
فيه مقوله اعجبتني لاحد السلف قال طبعا اسمه محمد بن واسع قال اذا رايت رجلا في الجنة يبكي الست تعجب من بكائه ؟؟
قيل :بلى
قال:فالذي يضحك في الدنيا ولا يدري الى ماذا يصير هو اعجب منه.
تحياتي
shaheen.jordan@yahoo.com
رحمك الله يا اعظم شاعر
اعمى البصيرة وهم الملحدين يستأثرون باعمى البصر ابي العلاء المعري .
اي اساس المقالة اعلاه كلها مؤسس على العمى الكلي بصيرة وبصرا.
فهذا يجزي كل نقد.
بقلم - نور -
www.elnoor_to@yahoo.com
إسماعيل يقول....
هناك خطأ في إحدى الأبيات
فهو يقول "فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا"
وليس "على إمرئ رأى مايشتهي..."
سبحان من علم الانسان مالم يعلم
من يريد أن يعلق على حكماء مثل ابي العلاء يلزم ان يكون على مستواه ومن التجني الاساءة له باي حال وضع العالم الاسلامي الحالي دليل على رجاحة عقله .
إرسال تعليق