The Out Campaign
  

محرك البحث اللاديني المواقع و المدونات
عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان
تصنيفات مواضيع "مع اللادينيين و الملحدين العرب"    (تحديث: تحميل كافة المقالات PDF جزء1  جزء2)
الإسلام   المسيحية   اليهودية   لادينية عامة   علمية   الإلحاد   فيديوات   استفتاءات   المزيد..

16‏/03‏/2008

الخرافة في الاسلام والمسيحية


منذ مدة طويلة قرأت رسالة طريفة من تأليف أحمد ديدات الداعية الاسلامي المعروف والذي اشتهر بمناظراته مع قساوسة المسيحيين، والرسالة المذكورة عبارة عن قصة مصورة تتحدث عن مبشر يطرق باب مسلم ويدعوه الى الايمان بالمسيح المنقذ والمخلص ، فيسأل المسلم ذاك المبشر عن مدى ايمانه بالمسيح فيأكد صاحبنا المبشر عمق ايمانه وشدة يقينه ، فيقترح المسلم أن يختبر صحة ايمان المسيحي ، ويقبل ذاك المبشر المسيحي على الفور، ولكنه سرعان ما يتفاجأ عندما يعرف أن الاختبار المقصود هو نص في انجيل مرقس ونصه : ( وهذه علامة الذين يؤمنون بي، باسمي يطردون الشياطين وسوف يتكلمون بلغات جديدة وسوف يقبضون على الثعابين واذا تناولوا شيئا مميتا لا يضرهم ) ) لوقا : 16 / 17-18)
وعلى الفور يدفع المسلم بكأس من السم الزعاق الى المبشر كنوع من الاختبار الانجيلي لصدق ايمانه ، بالطبع يتردد المبشر ويصفر وجه خوفا من هذا الاختبار ، وامام اصرار المسلم يعترف بأنه لا يؤمن بالمسيح الايمان الكافي ..وتنتهي القصة بفرار المبشر المسيحي وسط قهقهات المسلم ..

انها قصة طريفة بالفعل ، وتكشف عن المضمون الخرافي للعقيدة المسيحية التي تقوم على الايمان بالمعجزات الغيبية الخرافية ، ولكن الطريف في الأمر أن المسلمين يتناقلون هذه الرواية من باب التندر بالعقيدة المسيحية وينسون أن في الفكر الاسلامي نص مشابه لهذه الرواية الى حد بعيد ...


يقول محمد ( من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) ( البخاري ومسلم والبيهقي وابو داوود )

اذن .. باستطاعة أي مسيحي الآن أن يعكس قصة أحمد ديدات السابقة ويجعل بطلها مسلم يطرق باب مسيحي داعيا اياه الى الاسلام ، فيبادر المسيحي الى امتحان صدق حديث محمد بأن يدفع الى صاحبنا المسيحي سبع تمرات عجوة ( ولا ندري سر هذا الرقم تحديدا !!!؟؟ ) ويعقبها على الفور بكوب من السم الهاري .. فهل يقبل أي مسلم مثل هذا الاختبار ؟؟؟؟

بالتأكيد لم يكن قصدنا من هذا الموضوع الانتصار لدين على حساب دين آخر .. لا .. بل كان قصدنا هو التأكيد على المضمون الخرافي للدين أيا كانت تسميته ( الاسلام أو المسيحية أو اليهودية ) فجميع الاديان خرجت من مشكاة واحدة وهي المخيلة البشرية ، ومن ثم من الطبيعي أن تتشابه مضامينها الخرافية والاسطورية كما هو الحال بالنسبة الى موضوع الاختبار الذي ذكره انجيل مرقس واشار اليه محمد .. ومن هنا فانا لا نملك الا ان نعجب من البعض يسخر من عقائد الآخرين وينسى ما في دينه من طامات !!!!!!!

لا نملك الا أن نعجب ممن يصف عقائد الآخرين بالخرافات وينسى خرافات دينه !!!

في اعتقادي ان ازدواجية النظرة تلك مردها الى عدم وجود معايير عقلية عند المتدين للتمييز بيت الخرافة والحقيقة ، فبالنسبة الى كل مؤمن ما صح سنده هو الحقيقة المطلقة حتى وأن تصادم بشكل سافر مع حقائق العلم والمنطق والعقل .. وما وهن سنده أو تعارض مع صحيح الدين فهو الخرافة والاسطورة حتى وان تضافرت الادلة العقلية والعلمية على صحته !!!!!..

ببساطة شديدة : النقل أصدق من العقل !!!!!!!!

وبالتالي .. وتطبيقا لهذا المنطق في التفكير فان جميع عقائد الاسلام خرافات بالنسبة الى المسيحي لأنها تخالف ديانته .. وبالمقابل جميع عقائد الارض – ما عدا الاسلام – خرافات مضحكة لأنها تخالف القرآن .. بل تمتد الخرافة حتى الى نظريات العلم ايضا فنظرية داروين مثلا هي خرافة !! و مثلها ايضا نظريات فرويد في علم النفس وافكار دوركهايم في علم الاجتماع .. كلها في نظر أي مؤمن متحمس خرافات !!!!) لمجرد أنها تتعارض مع حقائق الدين ونصوصه !! ..

مثل هذا النمط من التفكير يتصادم مع أبسط مبادئ العقل والمنطق .. لأنه ينتصر للخرافة والنقل على حساب العقل .. بحيث يصبح النقل الصحيح هو معيار التمييز بين الحقيقة والخرافة ودون أي اعتبار للعلم والعقل والمنطق !!!!!!!!! ..

لنأخذ مثالا بسيطا :

في الموروث الاسلامي رواية منسوبة الى محمد تقول ( الباذنجان شفاء من كل داء ) وقد قال عنها ابن القيم انها موضوعة ولم يكتف بذلك بل سخر منها قائلا ( لو قال هذا يوحنس أمهر الأطباء لسخر الناس منه ) وكل هذا لأن سندها ضعيف .. ولكن في ذات الموروث الاسلامي رواية اخرى منسوبة لمحمد هي ( ان في الحبة السوداء شفاء من كل داء الا السام ) وقد شاءت الاقدار أن يصح سند هذه الرواية لتصبح اليوم موضوع آلاف الكتب والدراسات والابحاث التي تطبل وتزمر لها بحجة أن فيها ( اعجازا علميا !!!!!!!!! )

ترى ما الفارق الحقيقي بين الروايتين ؟؟؟

السند (أي النقل ) هو الذي جعل من الرواية الأولى رواية ساقطة تستدعي السخرية والضحك ( أي خرافة ) في حين جعل السند ( أي النقل ) من الرواية الثانية حقيقة تنطوي على اعجاز علمي باهر !!!!! ومن المؤكد لو أن الحظ العاثر وقف الى جانب سند الرواية الاولى واصبحت صحيحة لتسابق الجميع في تعداد الحقائق العلمية التي تنطوي عليها هذه الرواية ...!!!!!

من الواضح أن العقلية الاسلامية خصوصا ، والعقلية الدينية عموما تستخدم معايير مزدوجة في فهم الخرافة والحقيقة ، فالمسلم مثلا الذي يؤمن بصحة حديث محمد ( من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) سيسهل عليه تبرير هذه الرواية بكلام مفبرك من قبيل (فالذي يتصبح بسبع تمرات إيماناً وتصديقاً لنبيه صلى الله عليه وسلم فإن يقينه بالله تعالى يزيد التجاؤه إليه، وتوكله عليه بقوى، وبذلك تقوى معنوياته وتزداد مقاومته الجسدية والنفسية، فلا مجال للوساوس والمخاوف وتوقع حدوث سحر يصيبه أو دسّ سمّ من قبل عدوٍ يكيد له. وإذا ما وقع ذلك فإن الأضرار تخف بما قدَّم من اعتقاد بالله وثقة به وتصديق لنبيّه فهي وقاية نفسية ومعالجة روحية في هذا المجال ) .......... ولكنه للآسف الشديد سرعان ما ينسى هذا التبرير وهو يسخر من نص انجيلي المسيحي مثل (وهذه علامة الذين يؤمنون بي، باسمي يطردون الشياطين وسوف يتكلمون بلغات جديدة وسوف يقبضون على الثعابين واذا تناولوا شيئا مميتا لا يضرهم ) اذ يصبح هذا النص خرافة ومدعاة للسخرية والضحك .. وينسى أن تبريره السابق ينطبق حرفيا على ذات النص الانجيلي الذي يسخر منه بحيث يمكن لأي مسيحي أن يقول ( فالذي يؤمن بالمسيح مخلصا ومنقذا فإن يقينه بيسوع تعالى يزيد التجاؤه إليه، وبذلك تقوى معنوياته وتزداد مقاومته الجسدية والنفسية، فلا مجال للوساوس والمخاوف وتوقع حدوث سحر يصيبه أو دسّ سمّ من قبل عدوٍ يكيد له، وإذا ما وقع ذلك فإن الأضرار تخف بما قدَّم من اعتقاد بيسوع المخلص وثقة به )

ما ايسر أن تتحول الخرافات والاساطير الى حقائق .. وما ايسر أن تنقلب الحقائق الى خرافات !!!!!


shahabx@myway.com


الكاتب: شهاب الدمشقي

المصدر: شبكة اللادينيين العرب

26 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها