من كتاب إنجيل يهوذا
THE GOSPEL OF JUDAS
edited by Rodolphe Ksser, Marvin Meyer
THE GOSPEL OF JUDAS
edited by Rodolphe Ksser, Marvin Meyer
ترجمة: Waked
عندما وقفت المسيحيه على راسها
الروايه البديله ألتي يقدمها أنجيل يهوذا
لايحدث يوميا أن يكون لأكتشاف ما تاثيره الكبير بين اوساط المهتمين بدراسات الانجيل مثلما حدث حين اعلن عن أكتشاف أنجيل يهوذا فمثل هذا لم يحدث ألا عندما أعلن عن اكتشاف مايدعى أليوم مخطوطات البحر ألميت عام 1947 والتي لاتزال تأثر على المستوى ألاكاديمي وعلى المستوى ألشعبي ويكفي أن نشير الى روايه شفره دافنشي والتي أوردت اشارات نسبت الى هذه المخطوطات ،والحقيقه هي ان مااؤرده دان براون في روايته عن أحتواء مخطوطات البحر الميت لاشارات عن أناجيل قديمه ليس صحيحا فتلك المخطوطات لاتحوي أي أدبيات مسيحيه أو حتى أي اشاره الى يسوع فهي كتب يهوديه وأهميتها تكمن في أنها قد غيرت وطورت معرفتنا عن الديانه اليهوديه وخصوصا في فتره صاحبت ظهور ونشوء المسيحيه على مسرح الاحداث المعاصره .
وما أشار اليه دان براون في شفره دافنشي هو ماوردنا من معلومات في مكتبه نجع حمادي والتي أكتشفت عام 1945 اي قبل عام ونصف ألعام من مخطوطات ألبحر ألميت .
كان أهم ماجاءنا مع مكتبه نجع حمادي هو أنجيل توماس ويحوي 114 قول منسوب ليسوع واغلب هذه الاقوال لم ترد فيما يدعى أليوم بقانون ألعهد الجديد ويمكن أن نقول جازمين بأن اكتشاف أنجيل توماس هو أحد اهم الاكتشافات في تاريخ التوثيق المسيحي .
ولكن اليوم وبعد أكتشاف أنجيل يهوذا والذي يرتبط بشخص أحد أشهر تلاميذ يسوع ومن اقرب ألمقربين ليسوع كشف لنا هذا الانجيل عن عقيده لم نرها في قانون العهد الجديد .هذا هز أنجيل يهوذا الاسخربوطي الشخصيه الاكثر أثاره للجدل والتي اصبحت رمزا للخيانه على طول وعرض ألتاريخ .
لقرون طويله ترددت أشاعات عن وجود مثل هذا الانجيل ولكننا لم نكن نعلرف مايحويه هذا الانجيل وأهم مايميز انجيل يهوذا عن بقيه ألاناجيل هو تصويره ليهوذا الاسخربوطي بطريقه لم نألفها أو نعرفها فحسب هذا ألانجيل فان يهوذا الاسخربوطي لم يكن شريرا أو خائنا بل كان اقرب الناس الى قلب يسوع وهو الوحيد الذي عرف حقيقه يسوه وما عمليه تسليم يسوع الى الرومان الا بناء على تنفيذ لأمر يسوع نفسه فيهوذا والحال هذه كان منفذا لاراده أعلى من ارادته وهو الذي قدم خدمه كبرى ليسوع وساعده للتخلص من جسده المادي مسهلا عمليه التحاق الروح بالمقدس ألازلي
معلومات قديمه
مايعرفه الناس عن حياه وموت يسوع هو الروايات التي وصلتنا عبر الاناجيل القانونيه ألاربعه ولكن أصبح اليوم معروفا وحتى خارج الحلقات الدراسيه المتخصصه بان هناك أناجيل عديده كانت قيد التداول خلال المائتي عام الاولى من نشوء المسيحيه وان اغلب هذه ألاناجيل قد اعتبرت مهرطقه او منحوله وتم تدميرها واتلافها بناء على امر ألكنيسه الارذوذكسيه ،ولانستطيع اليوم ان نعرف عدد الاناجيل والتي كانت متداوله في السنوات الاولى لنشوء المسيحيه ولكننا نعلم اليوم بأن هناك اناجيل متعدده وقد وصلنا منها – عدا ألاربعه – أنجيل توماس وانجيل ماري المجدليه وانجيل فيليب وأنجيل يهوذا .
ومن المؤكد اننا لانستطيع أن نحدد وبدقه تاريخ كتابه هذا الانجيل ولكن تاريخ النسخه ألتي لدينا أليوم يقع بين عامي 250 – 280 ميلاديه ولكن هذا لايعني باي حال من ألاحوال أن هذا التاريخ هو تاريخ كتابته ولكننا اذا قارنا بين تاريخ هذه النسخه وأقدم نسخه لدينا لأنجيل مرقص نجد أن تأريخ هذه النسخه من أنجيل يهوذا اقدم ببضعه أعوام من أنجيل مرقس ولكن اساتذه الدراسات ألمسيحيه يقبلون وبشكل عام تأريخ 70 ميلاديه كتاريخ لكتابه انجيل مرقص ورغما عن عدم وصول أيه من هذه النسخ القديمه – في حال وجودها – فتأريخ 70 ميلادي هو المقبول لدى ألغالبيه والامر نفسه ينطبق على انجيل يهوذا فنحن نستطيع أيضا تحديد تأريخ متقدم باكثر من مائه عام عن النسخه ألتي بين .
ايدينا معتمدين بذلك على أهم مؤرخي المسيحيه ونقصد به أريناوس
والذي كتب دفاعا عن الكنيسه حوالي عام 180 ميلاديه واشار فيما اشار الى أنجيل كان الغنوصين يستخدمونه متهما اياهم بالهرطقه والكفر هذا الانجيل هو انجيل يهودا . ولكن ماهي الغنوصيه ؟
الاديان الغنوصيه
قبل اكتشاف المكتبه الغنوصيه في عام 1945 كان اريناوس أحد اهم مصادر معلوماتنا عن الغنوصيه وكتاباته التي أتسمت بالدفاع عن الارذوكسيه كان لها الاثر الاكبر في تاكيد وجود هذه الاناجيل المختلفه عن الاناجيل المقوننه ولكننا نعلم اليوم بأن وصف اريناوس وتحليله للغنوصيه لم يكن دقيقا بما فيه الكفايه وخصوصا بعد ان استطعنا تحليل وقراءه مكتبه نجع حمادي .
وبدايه اود أن اؤكد بأن الغنوصيه لم تعرف مدرسه واحده فقد تبين لنا بأن هناك اختلافات بين الاديان الغنوصيه واستخدام مصطلح الغنوصيه على انه أطار عام فضفاض وان هناك من الاختلافات بين ألاديان الغنوصيه مما يجعل بعضها يقف خارج المجموعه .
وهنا اود أن احصر أهتمامي فقط في نموذج الغنوصيه الذي يقدمه لنا أنجيل يهودا ، ان مصطلح الغنوصيه قد جاءنا من الاغريقيه مشتقا من كنوسس والتي تعني المعرفه ،والغنوصيون هو أولئك الذين يعرفون ولكن ماهو الذي يعرفونه ؟أنهم يعرفون أسرارا تجلب لهم ألخلاص ،هذا الخلاص لايتحقق بألايمان بيسوع أو بالعمل الصالح ولكن ألخلاص يكون عندما يستطيع الشخص أن يعرف ويرى الحقيقه ،الحقيقه عن العالم الذي نعيش فيه ومن هو الاله الحقيقي والاهم من ذلك هو كيف نعرف انفسنا .نعرف من اين أتينا وكيف وجدنا انفسنا على هذه ألارض وكيف نستطيع العوده ألى عالم ملكوت ألروح لأن هذا العالم منزلنا ولا مستقرنا ونحتاج الى ان نتعلم كيفيه الخلاص من هذا العالم وبالنسبه الى الغنوصيين من ألمسيحين فأن يسوع هو الذي جلب ألى الارض هذه المعرفه وقد كاشف البعض من المقربين له بهذه الحقيقه والتي ستحررهم من هذه القيود الماديه والتي يفرضها على ارواحنا وجودنا المادي ومايصاحبه من احتياجات ماديه حياتيه .
علمتنا المسيحيه التقليديه بأن الارض وكل هذا الكون من خلق الاله ألواحد ولكن الغنوصيون لايؤمنون بذلك فهم يعتقدون بأن خالق الكون ليس هو الاله الواحد المطلق بل هو اله اقل منه بكثير بل هو أله جاهل فكيف ينظر أحد ألى هذا الكون بالامه والشر الذي فيه ويقول أن الها جبارا رحيما هو الخير كله قد خلقه ؟
من هذه العقيده انطلقوا الى فهم خاص للكون يعتمد على أن هذا الكون لايمكن الا أن يكون خطا كارثيا وان الخلاص يكمن في التخلص والهرب من هذا الكون المادي .
لذلك فهم يقدمون نظريه للخلق تقول بان الاله الواحد الجبار هو روح مطلقه لايمكن ان يملك اي قدرات ماديه أو وعي بالماده لأن ذلك سيحط من شأنه ومن قداسته كروح مطلقه .هذا الاله كان قد انتج مايسميه الغنوصيون - ايون - هذه الايون هي جزيئات روحيه من نفس طبيعه الاله ولكن كارثه كونيه ما تسببت بسقوط احد هذه الايونات من ملكوت الارواح هذا ألايون ألساقط تسبب في عمليه خلق لذوات ذات طبيعه الهيه ولكنها خارج نطاق ملكوت الاله الواحد وخارج وعيه ، هذه الوحدات الالهيه هي التي قامت بخلق وجودنا المادي - الكون والانسان - ومن ثم قامت بحبس أي ارواح مقدسه اخرى في أجساد بشريه لمنعها من العوده والالتحاق بملكوت ألروح ،ويعتقد الغنوصيون بأن ليس كل البشر يملكون ارواحا مقدسه بل فئه قليله منهم اما بقيه البشر فسينتهون بموتهم شأنهم شأن اي كائن حي اخر .لذا فان الخلاص يكمن بمعرفه هذه الحقيقه والتصرف أزاء الكون والحياه بأحتقار لقيمتها ومن يراد له السمو فعليه ان يرحل وبسرعه عن هذا ألجسد المادي
القابيليون وانجيل يهوذا :
من ألمجموعات ألغنوصيه التي ذكرها اريناوس هي الغنوصيه القابيليه ،ولاندري ان كانت هذه الديانه موجوده فعلا أم انها مجرد اختلاق من أريناوس ولكن اريناوس يذكر بأن هذه ألمجموعه كانت تتخذ من أنجيل يهوذا كتابا مقدسا لها وتعتبره الكتاب الذي يمثل الاقوال الحقيقيه لما قاله يسوع بل ان ماعداه من كتب ماهو الا خطا كبير .
وسميت هذه المجموعه بالقابليليون نسبه الى قابيل الابن الاكبر لادم والذي يصور عاده بأنه مرتكب اول الجرائم الكبرى في تاريخ البشريه بقتله هابيل شقيقه الاصغر والذي بارك له الهه – يهوه – جميع اعماله . ولكن لماذا أختارت هذه الديانه بأن تسب نفسها الى قابيل ؟ هذا لأنهم أمنوا بان رب التوراه ليس هو ألاله الجدير بالعباده لانه وكما بينا سابقا اله ناقص لايمتلك صفات الاله الواحد والذي هو الخير كله . من هذه ألرؤيه يحكم ألغنوصيون على جميع شخوص التوراه والذين يصورون بانهم أخيار على انهم اشرار فهم كانوا يبشرون ويدعون ألى اله ناقص مجرم وظالم وماالعقاب الجماعي التي تعرضت له أقوام مثل سادوم وعاموره وقوم نوح الا محاوله من هذا الاله لعقاب كل من تسول له نفسه البحث عن الاله الحقيقي والتخلص من اسر هذا العالم المادي .وهكذا فكل مايامر به يهوه – الناقص – عباره عن محاوله لمنع البشر من معرفه الحقيقه والابقاء على حاله عدم الوعي هذه لغرض أحكام قبضته على هذا الكون ،انطلاقا من هذه العقيده فليس غريبا أن يعتبر هؤلاء يهودا والذي صورته الكنيسه على انه ألد أشد أعداء يسوع بأنه هو الوحيد الذي فهم حقيقه يسوع وماعمله كان هو ألصحيح .
فما هي صوره يهوذا بالنسبه الى انجيل يهوذا ؟ولماذا لم تدخل هذه الكتب ألى قانون العهد الجديد ؟
يهوذا في قانون العهد الجديد :
يورد لنا مؤلفو العهد الجديد اسماء متشابهه لعده اشخاص فكما راينا فقد كان هناك العديد من اللواتي سمين بمريم وهيرودس وكذلك يهوذا ،ولما كانت العاده أن لايصاحب اسماء الاشخاص لقب العائله لاؤلئك المنحدرين من عامه الناس فقد قام كتبه العهد الجديد بالاشاره الى هؤلاء نسبه ألى المدينه او المكان الذي قدموا منه فنرى مثلا مريم أم يسوع ومريم من بيت هاني ومريم المجدليه ونرى أسم يهودا يتكرر عده مرات فهناك يهودا أخو المسيح متي55-13 ويهودا الذي كان احد تلامذه يسوع ويهودا أبن جيمس شقيق يسوع لوقا 16-6 واخر هو يهودا ألاسخربوطي والذي هو موضوع البحث هنا .اما معنى الاسخربوطي فلانستطيح تحديد معنى اكيد له فقد اختلف اساتذه ودارسي العهد الجديد في معنى هذا الاسم .
يذكر العهد الجديد يهوذا في اكثر من عشرين موقعا وفي كل مره يذكر بها يصاحب ذكره أشاره أو ملاحظه تحاول الحط من شانه ويشار اليه وكأنه التفاحه العفنه وبطريقه تميزه وتهيا الى استشراف متوقع لخيانته .
ومالم يحاول مؤلفو العهد الجديد حل اشكاله هو اذا كان صلب يسوع هو الطريق لخلاص البشريه وغسل ذنوبها فلماذا لاينظر ألى ماقام به يهوذا على انه عمل جيد ؟ فلو لم تكن هناك خيانه ومن ثم محاكمه وصلب لم يكن هناك قيامه وخلاص ، فكيف كان لنا ان نتطهر من ذنوبنا لولا هذا العمل – ألخياني - ؟ ولو فرضنا أن هذه الخيانه لم تحدث وان يسوع بقي حيا فهل كان أسلوب الخلاص سيتغير ؟ اسئله ستبقى بدون اجابه .
وبدلا من حل هذا ألاشكال تسرد لنا الاناجيل روايات مختلفه فبينما لايذكر لنا مرقس سبب الخيانه يصف لنا متي بأسهاب هذا الحدث مؤكدا بأن جشع يهوذا كان السبب وراء هذه الخيانه بينما يدخل لوقا الشيطان العدو الازلي والخالد ليسوع ويجعله السبب وراء الخيانه وفي يوحنا نرى بأن يسوع كان قد حذر حوارييه منذ البدا بان هناك من سيخونه وان واحد منهم هو الشيطان .
وفي انجيل يهوذا نجد نقيضالهذه الصوره السيئه فيهوذا هنا قد قام بعمل ممتاز وجيد فلولاه لم يتحرر يسوع .
يهوذا هو البطل وليس ألخائن .
عقائد أنجيل يهوذا :
ذكرت بعضا من العقائد في انجيل يهوذا واعيد ذكرها :
أن خالق هذا الكون وكل العالم ألمادي هو ليس ألاله الواحد القديروالرحيم .
- هذا العالم مليء بالشر ويتوجب ألخلاص منه .
ان يسوع لم يكن ابنا للواحد القدير .
- أن الخلاص لايتم عن طريق الايمان بيسوع مخلصا بل علينا أن نؤمن بأن المعرفه هي طريقنا للخلاص من هذا العالم المادي وكل مافعله يسوع هو انه ارشدنا الى هذا الطريق .
ماتقدم هو بعض من عقائد ألغنوصيه وهي تعارض وتناقض وبشكل كلي ماقدم للعالم وعبر مئات من السنين على أنه العقيده الصحيحه للمسيحيه ،أن وجود مثل هذه العقائد بل وأنتشارها يبرهن وبشكل أكيد بأن مايدعى العقيده الصحيحه لاوجود له وان ألثلاث قرون الاولى من عمر المسيحيه قد شهدت تنوعا في الاديان ألمسيحيه وكتبها . وكل فئه كانت تدعي بأنها الوريث ألشرعي ليسوع وتعاليمه وكل من هذه الفئات كانت تدعم أقوالها وشرعيتها بكتب مقدسه – أناجيل – مختلفه تلك الاناجيل لم يصلنا منها الا النزر اليسير وماكان من الجانب المنتصر الا أن يمنع ويحرق ويتلف كل الكتابات المعرضه لفكره والتي لاتنسجم مع فلسفته وبقي الجانب المنتصر يكرر ويزعم بان كتبه المقوننه هي الوحيده وان كل ماعداها خروج .
الرب حسب انجيل يهوذا :
منذ الاسطر الاولى لهذا الانجيل نرى بأن الاله المقصود والمفترض عبادته ليس اله ألتوراه ،وفي أحد المشاهد الافتتاحيه نجد الحواريون وهم مجنمعون لاداء طقوس العباده لدى دخول يسوع عليهم قد يتوقع أحدنا ان يسوع سيبادر ألى المشاركه معهم ولكن الذي حدث كان عكس ماكان هؤلاء يتوقعونه فقد ضحك يسوع ولكن التلاميذ لايرون مايدعو ألى الضحك فيسألونه :
ايها المعلم لم تسخر منا وتضحك من صلاتنا ؟
يجيبهم يسوع : انكم لاتدرون ما انتم فاعلون ، انكم بعملكم هذا تؤدون واجبا تجاه الههم .
يذهل الحواريون ويسألونه : ياسيد ولكنك انت ابن الرب .
ويجيبهم يسوع : من جيلكم هذا لن يعلم أحد من انا .
هذا الجواب أثار حفيظه الحواريون الى حد أنهم بداو بالتململ والاعتراض على ماقاله يسوع ،ولكن يسوع لايابه لغضبهم ويقول لهم : ان الرب بداخلكم .
وهنا يقع الجميع في حيره من امرهم فهم يعبدون الها أخر ويسوع ليس أبن ألرب .
وهنا ينبري يهوذا والذي يبدو انه ألوحيد الذي فهم كلام يسوع : انا أعرف يامعلم من أنت ، انت القادم من الملكوت ألاعلى .
هكذا أذن ومنذ البدا يوضح لنا انجيل يهوذا بأن اله هذا الكون لأيس سوى اله غبي لاقيمه له .وعندما يقدم الحواريون صلاتهم ألى الرب فهم لايقدمونها الى ألرب الواحد بل يصلون الى الاله المجرم – يهوه - .
اما يسوع فلايعبد هذا الاله ولكنه يعبد الواحد والذي سيعود الى ملكوته بعد ان يتخلص من سجن بدنه .
الخلاص هو هدف أتباع يسوع الحقيقيون وليس العباده وطقوسها فهي لاتعني شيئا للاله الحق اما من يعبد أله هذا الكون فقد اختار طريق الخذلان وحكم على روحه بالفناء مع جسده .
أن أحد اهم الصور ألتي يرسمها لنا أنجيل يهوذا هي تاكيده بان الحواريون لم يفهموا يسوع وانهم قد اختاروا الوقوف خارج ملكوت ألخلاص وسيلعنون يهوذا ويتهمونه باقبح الاتهامات لانهم اغلقوا قلوبهم عن سماع الحق وبقيوا جاهلين بحقيقه يسوع بل أن هؤلاء سيقومون بالتبشير كذبا وزورا بأسم يسوع وبدلا من أن يقودوا الاجيال ألى خلاص حقيقي سيقودونهم الى مزيد من الضلال بأصرارهم على عباده اله هذا الكون وسيدعي هؤلاء بأنهم أتباع يسوع الحقيقيون وأنهم الذين يبشرون بعهد جديد بعدما نقض بنو أسرائيل عهدهم القديم مع ألله وبأنهم هم الشعب المختار وليس بنو أسرائيل هذا كله سيقوله أتباع يسوع ولكنهم يكذبون وبدلا من أن يعلموا الناس حقيقه ألرب الواحد يعلمونهم باسم رب ناقص وشرير .
هذا الهجوم العنيف على كل ماتمثله ألكنيسه من تعاليم وعقيده يجعل من هؤلاء الغنوصيون وكتبهم خطرا أكيدا على ماكانت الكنيسه تريد أن تبشر به كطريق للخلاص وأنها اي الكنيسه الممثل الشرعي الوحيد ليسوع المسيح وتعاليمه وأن الناس يجب أن يلجاؤا أليهم ليرشدوهم طريق الخلاص لا ان يبحثوا عن طريق خلاص اخر بعيد عن المؤسسه الرسميه للكنيسه .
لم يكن سيكتب لهؤلاء الغنوصيون أي فرصه لأنهم بعيدون عن فرض رؤياهم فهم يؤمنون بأن من سيكتب له طريق ألخلاص هم قله من ألذين يرون النور وبأن أرواح أغلب البشر مكتوب عليها الفناء لانها أعتقدت بأن الخلاص يمكن أن يأتي عن طريق عباده أله ناقص وشرير
الروايه البديله ألتي يقدمها أنجيل يهوذا
لايحدث يوميا أن يكون لأكتشاف ما تاثيره الكبير بين اوساط المهتمين بدراسات الانجيل مثلما حدث حين اعلن عن أكتشاف أنجيل يهوذا فمثل هذا لم يحدث ألا عندما أعلن عن اكتشاف مايدعى أليوم مخطوطات البحر ألميت عام 1947 والتي لاتزال تأثر على المستوى ألاكاديمي وعلى المستوى ألشعبي ويكفي أن نشير الى روايه شفره دافنشي والتي أوردت اشارات نسبت الى هذه المخطوطات ،والحقيقه هي ان مااؤرده دان براون في روايته عن أحتواء مخطوطات البحر الميت لاشارات عن أناجيل قديمه ليس صحيحا فتلك المخطوطات لاتحوي أي أدبيات مسيحيه أو حتى أي اشاره الى يسوع فهي كتب يهوديه وأهميتها تكمن في أنها قد غيرت وطورت معرفتنا عن الديانه اليهوديه وخصوصا في فتره صاحبت ظهور ونشوء المسيحيه على مسرح الاحداث المعاصره .
وما أشار اليه دان براون في شفره دافنشي هو ماوردنا من معلومات في مكتبه نجع حمادي والتي أكتشفت عام 1945 اي قبل عام ونصف ألعام من مخطوطات ألبحر ألميت .
كان أهم ماجاءنا مع مكتبه نجع حمادي هو أنجيل توماس ويحوي 114 قول منسوب ليسوع واغلب هذه الاقوال لم ترد فيما يدعى أليوم بقانون ألعهد الجديد ويمكن أن نقول جازمين بأن اكتشاف أنجيل توماس هو أحد اهم الاكتشافات في تاريخ التوثيق المسيحي .
ولكن اليوم وبعد أكتشاف أنجيل يهوذا والذي يرتبط بشخص أحد أشهر تلاميذ يسوع ومن اقرب ألمقربين ليسوع كشف لنا هذا الانجيل عن عقيده لم نرها في قانون العهد الجديد .هذا هز أنجيل يهوذا الاسخربوطي الشخصيه الاكثر أثاره للجدل والتي اصبحت رمزا للخيانه على طول وعرض ألتاريخ .
لقرون طويله ترددت أشاعات عن وجود مثل هذا الانجيل ولكننا لم نكن نعلرف مايحويه هذا الانجيل وأهم مايميز انجيل يهوذا عن بقيه ألاناجيل هو تصويره ليهوذا الاسخربوطي بطريقه لم نألفها أو نعرفها فحسب هذا ألانجيل فان يهوذا الاسخربوطي لم يكن شريرا أو خائنا بل كان اقرب الناس الى قلب يسوع وهو الوحيد الذي عرف حقيقه يسوه وما عمليه تسليم يسوع الى الرومان الا بناء على تنفيذ لأمر يسوع نفسه فيهوذا والحال هذه كان منفذا لاراده أعلى من ارادته وهو الذي قدم خدمه كبرى ليسوع وساعده للتخلص من جسده المادي مسهلا عمليه التحاق الروح بالمقدس ألازلي
معلومات قديمه
مايعرفه الناس عن حياه وموت يسوع هو الروايات التي وصلتنا عبر الاناجيل القانونيه ألاربعه ولكن أصبح اليوم معروفا وحتى خارج الحلقات الدراسيه المتخصصه بان هناك أناجيل عديده كانت قيد التداول خلال المائتي عام الاولى من نشوء المسيحيه وان اغلب هذه ألاناجيل قد اعتبرت مهرطقه او منحوله وتم تدميرها واتلافها بناء على امر ألكنيسه الارذوذكسيه ،ولانستطيع اليوم ان نعرف عدد الاناجيل والتي كانت متداوله في السنوات الاولى لنشوء المسيحيه ولكننا نعلم اليوم بأن هناك اناجيل متعدده وقد وصلنا منها – عدا ألاربعه – أنجيل توماس وانجيل ماري المجدليه وانجيل فيليب وأنجيل يهوذا .
ومن المؤكد اننا لانستطيع أن نحدد وبدقه تاريخ كتابه هذا الانجيل ولكن تاريخ النسخه ألتي لدينا أليوم يقع بين عامي 250 – 280 ميلاديه ولكن هذا لايعني باي حال من ألاحوال أن هذا التاريخ هو تاريخ كتابته ولكننا اذا قارنا بين تاريخ هذه النسخه وأقدم نسخه لدينا لأنجيل مرقص نجد أن تأريخ هذه النسخه من أنجيل يهوذا اقدم ببضعه أعوام من أنجيل مرقس ولكن اساتذه الدراسات ألمسيحيه يقبلون وبشكل عام تأريخ 70 ميلاديه كتاريخ لكتابه انجيل مرقص ورغما عن عدم وصول أيه من هذه النسخ القديمه – في حال وجودها – فتأريخ 70 ميلادي هو المقبول لدى ألغالبيه والامر نفسه ينطبق على انجيل يهوذا فنحن نستطيع أيضا تحديد تأريخ متقدم باكثر من مائه عام عن النسخه ألتي بين .
ايدينا معتمدين بذلك على أهم مؤرخي المسيحيه ونقصد به أريناوس
والذي كتب دفاعا عن الكنيسه حوالي عام 180 ميلاديه واشار فيما اشار الى أنجيل كان الغنوصين يستخدمونه متهما اياهم بالهرطقه والكفر هذا الانجيل هو انجيل يهودا . ولكن ماهي الغنوصيه ؟
الاديان الغنوصيه
قبل اكتشاف المكتبه الغنوصيه في عام 1945 كان اريناوس أحد اهم مصادر معلوماتنا عن الغنوصيه وكتاباته التي أتسمت بالدفاع عن الارذوكسيه كان لها الاثر الاكبر في تاكيد وجود هذه الاناجيل المختلفه عن الاناجيل المقوننه ولكننا نعلم اليوم بأن وصف اريناوس وتحليله للغنوصيه لم يكن دقيقا بما فيه الكفايه وخصوصا بعد ان استطعنا تحليل وقراءه مكتبه نجع حمادي .
وبدايه اود أن اؤكد بأن الغنوصيه لم تعرف مدرسه واحده فقد تبين لنا بأن هناك اختلافات بين الاديان الغنوصيه واستخدام مصطلح الغنوصيه على انه أطار عام فضفاض وان هناك من الاختلافات بين ألاديان الغنوصيه مما يجعل بعضها يقف خارج المجموعه .
وهنا اود أن احصر أهتمامي فقط في نموذج الغنوصيه الذي يقدمه لنا أنجيل يهودا ، ان مصطلح الغنوصيه قد جاءنا من الاغريقيه مشتقا من كنوسس والتي تعني المعرفه ،والغنوصيون هو أولئك الذين يعرفون ولكن ماهو الذي يعرفونه ؟أنهم يعرفون أسرارا تجلب لهم ألخلاص ،هذا الخلاص لايتحقق بألايمان بيسوع أو بالعمل الصالح ولكن ألخلاص يكون عندما يستطيع الشخص أن يعرف ويرى الحقيقه ،الحقيقه عن العالم الذي نعيش فيه ومن هو الاله الحقيقي والاهم من ذلك هو كيف نعرف انفسنا .نعرف من اين أتينا وكيف وجدنا انفسنا على هذه ألارض وكيف نستطيع العوده ألى عالم ملكوت ألروح لأن هذا العالم منزلنا ولا مستقرنا ونحتاج الى ان نتعلم كيفيه الخلاص من هذا العالم وبالنسبه الى الغنوصيين من ألمسيحين فأن يسوع هو الذي جلب ألى الارض هذه المعرفه وقد كاشف البعض من المقربين له بهذه الحقيقه والتي ستحررهم من هذه القيود الماديه والتي يفرضها على ارواحنا وجودنا المادي ومايصاحبه من احتياجات ماديه حياتيه .
علمتنا المسيحيه التقليديه بأن الارض وكل هذا الكون من خلق الاله ألواحد ولكن الغنوصيون لايؤمنون بذلك فهم يعتقدون بأن خالق الكون ليس هو الاله الواحد المطلق بل هو اله اقل منه بكثير بل هو أله جاهل فكيف ينظر أحد ألى هذا الكون بالامه والشر الذي فيه ويقول أن الها جبارا رحيما هو الخير كله قد خلقه ؟
من هذه العقيده انطلقوا الى فهم خاص للكون يعتمد على أن هذا الكون لايمكن الا أن يكون خطا كارثيا وان الخلاص يكمن في التخلص والهرب من هذا الكون المادي .
لذلك فهم يقدمون نظريه للخلق تقول بان الاله الواحد الجبار هو روح مطلقه لايمكن ان يملك اي قدرات ماديه أو وعي بالماده لأن ذلك سيحط من شأنه ومن قداسته كروح مطلقه .هذا الاله كان قد انتج مايسميه الغنوصيون - ايون - هذه الايون هي جزيئات روحيه من نفس طبيعه الاله ولكن كارثه كونيه ما تسببت بسقوط احد هذه الايونات من ملكوت الارواح هذا ألايون ألساقط تسبب في عمليه خلق لذوات ذات طبيعه الهيه ولكنها خارج نطاق ملكوت الاله الواحد وخارج وعيه ، هذه الوحدات الالهيه هي التي قامت بخلق وجودنا المادي - الكون والانسان - ومن ثم قامت بحبس أي ارواح مقدسه اخرى في أجساد بشريه لمنعها من العوده والالتحاق بملكوت ألروح ،ويعتقد الغنوصيون بأن ليس كل البشر يملكون ارواحا مقدسه بل فئه قليله منهم اما بقيه البشر فسينتهون بموتهم شأنهم شأن اي كائن حي اخر .لذا فان الخلاص يكمن بمعرفه هذه الحقيقه والتصرف أزاء الكون والحياه بأحتقار لقيمتها ومن يراد له السمو فعليه ان يرحل وبسرعه عن هذا ألجسد المادي
القابيليون وانجيل يهوذا :
من ألمجموعات ألغنوصيه التي ذكرها اريناوس هي الغنوصيه القابيليه ،ولاندري ان كانت هذه الديانه موجوده فعلا أم انها مجرد اختلاق من أريناوس ولكن اريناوس يذكر بأن هذه ألمجموعه كانت تتخذ من أنجيل يهوذا كتابا مقدسا لها وتعتبره الكتاب الذي يمثل الاقوال الحقيقيه لما قاله يسوع بل ان ماعداه من كتب ماهو الا خطا كبير .
وسميت هذه المجموعه بالقابليليون نسبه الى قابيل الابن الاكبر لادم والذي يصور عاده بأنه مرتكب اول الجرائم الكبرى في تاريخ البشريه بقتله هابيل شقيقه الاصغر والذي بارك له الهه – يهوه – جميع اعماله . ولكن لماذا أختارت هذه الديانه بأن تسب نفسها الى قابيل ؟ هذا لأنهم أمنوا بان رب التوراه ليس هو ألاله الجدير بالعباده لانه وكما بينا سابقا اله ناقص لايمتلك صفات الاله الواحد والذي هو الخير كله . من هذه ألرؤيه يحكم ألغنوصيون على جميع شخوص التوراه والذين يصورون بانهم أخيار على انهم اشرار فهم كانوا يبشرون ويدعون ألى اله ناقص مجرم وظالم وماالعقاب الجماعي التي تعرضت له أقوام مثل سادوم وعاموره وقوم نوح الا محاوله من هذا الاله لعقاب كل من تسول له نفسه البحث عن الاله الحقيقي والتخلص من اسر هذا العالم المادي .وهكذا فكل مايامر به يهوه – الناقص – عباره عن محاوله لمنع البشر من معرفه الحقيقه والابقاء على حاله عدم الوعي هذه لغرض أحكام قبضته على هذا الكون ،انطلاقا من هذه العقيده فليس غريبا أن يعتبر هؤلاء يهودا والذي صورته الكنيسه على انه ألد أشد أعداء يسوع بأنه هو الوحيد الذي فهم حقيقه يسوع وماعمله كان هو ألصحيح .
فما هي صوره يهوذا بالنسبه الى انجيل يهوذا ؟ولماذا لم تدخل هذه الكتب ألى قانون العهد الجديد ؟
يهوذا في قانون العهد الجديد :
يورد لنا مؤلفو العهد الجديد اسماء متشابهه لعده اشخاص فكما راينا فقد كان هناك العديد من اللواتي سمين بمريم وهيرودس وكذلك يهوذا ،ولما كانت العاده أن لايصاحب اسماء الاشخاص لقب العائله لاؤلئك المنحدرين من عامه الناس فقد قام كتبه العهد الجديد بالاشاره الى هؤلاء نسبه ألى المدينه او المكان الذي قدموا منه فنرى مثلا مريم أم يسوع ومريم من بيت هاني ومريم المجدليه ونرى أسم يهودا يتكرر عده مرات فهناك يهودا أخو المسيح متي55-13 ويهودا الذي كان احد تلامذه يسوع ويهودا أبن جيمس شقيق يسوع لوقا 16-6 واخر هو يهودا ألاسخربوطي والذي هو موضوع البحث هنا .اما معنى الاسخربوطي فلانستطيح تحديد معنى اكيد له فقد اختلف اساتذه ودارسي العهد الجديد في معنى هذا الاسم .
يذكر العهد الجديد يهوذا في اكثر من عشرين موقعا وفي كل مره يذكر بها يصاحب ذكره أشاره أو ملاحظه تحاول الحط من شانه ويشار اليه وكأنه التفاحه العفنه وبطريقه تميزه وتهيا الى استشراف متوقع لخيانته .
ومالم يحاول مؤلفو العهد الجديد حل اشكاله هو اذا كان صلب يسوع هو الطريق لخلاص البشريه وغسل ذنوبها فلماذا لاينظر ألى ماقام به يهوذا على انه عمل جيد ؟ فلو لم تكن هناك خيانه ومن ثم محاكمه وصلب لم يكن هناك قيامه وخلاص ، فكيف كان لنا ان نتطهر من ذنوبنا لولا هذا العمل – ألخياني - ؟ ولو فرضنا أن هذه الخيانه لم تحدث وان يسوع بقي حيا فهل كان أسلوب الخلاص سيتغير ؟ اسئله ستبقى بدون اجابه .
وبدلا من حل هذا ألاشكال تسرد لنا الاناجيل روايات مختلفه فبينما لايذكر لنا مرقس سبب الخيانه يصف لنا متي بأسهاب هذا الحدث مؤكدا بأن جشع يهوذا كان السبب وراء هذه الخيانه بينما يدخل لوقا الشيطان العدو الازلي والخالد ليسوع ويجعله السبب وراء الخيانه وفي يوحنا نرى بأن يسوع كان قد حذر حوارييه منذ البدا بان هناك من سيخونه وان واحد منهم هو الشيطان .
وفي انجيل يهوذا نجد نقيضالهذه الصوره السيئه فيهوذا هنا قد قام بعمل ممتاز وجيد فلولاه لم يتحرر يسوع .
يهوذا هو البطل وليس ألخائن .
عقائد أنجيل يهوذا :
ذكرت بعضا من العقائد في انجيل يهوذا واعيد ذكرها :
أن خالق هذا الكون وكل العالم ألمادي هو ليس ألاله الواحد القديروالرحيم .
- هذا العالم مليء بالشر ويتوجب ألخلاص منه .
ان يسوع لم يكن ابنا للواحد القدير .
- أن الخلاص لايتم عن طريق الايمان بيسوع مخلصا بل علينا أن نؤمن بأن المعرفه هي طريقنا للخلاص من هذا العالم المادي وكل مافعله يسوع هو انه ارشدنا الى هذا الطريق .
ماتقدم هو بعض من عقائد ألغنوصيه وهي تعارض وتناقض وبشكل كلي ماقدم للعالم وعبر مئات من السنين على أنه العقيده الصحيحه للمسيحيه ،أن وجود مثل هذه العقائد بل وأنتشارها يبرهن وبشكل أكيد بأن مايدعى العقيده الصحيحه لاوجود له وان ألثلاث قرون الاولى من عمر المسيحيه قد شهدت تنوعا في الاديان ألمسيحيه وكتبها . وكل فئه كانت تدعي بأنها الوريث ألشرعي ليسوع وتعاليمه وكل من هذه الفئات كانت تدعم أقوالها وشرعيتها بكتب مقدسه – أناجيل – مختلفه تلك الاناجيل لم يصلنا منها الا النزر اليسير وماكان من الجانب المنتصر الا أن يمنع ويحرق ويتلف كل الكتابات المعرضه لفكره والتي لاتنسجم مع فلسفته وبقي الجانب المنتصر يكرر ويزعم بان كتبه المقوننه هي الوحيده وان كل ماعداها خروج .
الرب حسب انجيل يهوذا :
منذ الاسطر الاولى لهذا الانجيل نرى بأن الاله المقصود والمفترض عبادته ليس اله ألتوراه ،وفي أحد المشاهد الافتتاحيه نجد الحواريون وهم مجنمعون لاداء طقوس العباده لدى دخول يسوع عليهم قد يتوقع أحدنا ان يسوع سيبادر ألى المشاركه معهم ولكن الذي حدث كان عكس ماكان هؤلاء يتوقعونه فقد ضحك يسوع ولكن التلاميذ لايرون مايدعو ألى الضحك فيسألونه :
ايها المعلم لم تسخر منا وتضحك من صلاتنا ؟
يجيبهم يسوع : انكم لاتدرون ما انتم فاعلون ، انكم بعملكم هذا تؤدون واجبا تجاه الههم .
يذهل الحواريون ويسألونه : ياسيد ولكنك انت ابن الرب .
ويجيبهم يسوع : من جيلكم هذا لن يعلم أحد من انا .
هذا الجواب أثار حفيظه الحواريون الى حد أنهم بداو بالتململ والاعتراض على ماقاله يسوع ،ولكن يسوع لايابه لغضبهم ويقول لهم : ان الرب بداخلكم .
وهنا يقع الجميع في حيره من امرهم فهم يعبدون الها أخر ويسوع ليس أبن ألرب .
وهنا ينبري يهوذا والذي يبدو انه ألوحيد الذي فهم كلام يسوع : انا أعرف يامعلم من أنت ، انت القادم من الملكوت ألاعلى .
هكذا أذن ومنذ البدا يوضح لنا انجيل يهوذا بأن اله هذا الكون لأيس سوى اله غبي لاقيمه له .وعندما يقدم الحواريون صلاتهم ألى الرب فهم لايقدمونها الى ألرب الواحد بل يصلون الى الاله المجرم – يهوه - .
اما يسوع فلايعبد هذا الاله ولكنه يعبد الواحد والذي سيعود الى ملكوته بعد ان يتخلص من سجن بدنه .
الخلاص هو هدف أتباع يسوع الحقيقيون وليس العباده وطقوسها فهي لاتعني شيئا للاله الحق اما من يعبد أله هذا الكون فقد اختار طريق الخذلان وحكم على روحه بالفناء مع جسده .
أن أحد اهم الصور ألتي يرسمها لنا أنجيل يهوذا هي تاكيده بان الحواريون لم يفهموا يسوع وانهم قد اختاروا الوقوف خارج ملكوت ألخلاص وسيلعنون يهوذا ويتهمونه باقبح الاتهامات لانهم اغلقوا قلوبهم عن سماع الحق وبقيوا جاهلين بحقيقه يسوع بل أن هؤلاء سيقومون بالتبشير كذبا وزورا بأسم يسوع وبدلا من أن يقودوا الاجيال ألى خلاص حقيقي سيقودونهم الى مزيد من الضلال بأصرارهم على عباده اله هذا الكون وسيدعي هؤلاء بأنهم أتباع يسوع الحقيقيون وأنهم الذين يبشرون بعهد جديد بعدما نقض بنو أسرائيل عهدهم القديم مع ألله وبأنهم هم الشعب المختار وليس بنو أسرائيل هذا كله سيقوله أتباع يسوع ولكنهم يكذبون وبدلا من أن يعلموا الناس حقيقه ألرب الواحد يعلمونهم باسم رب ناقص وشرير .
هذا الهجوم العنيف على كل ماتمثله ألكنيسه من تعاليم وعقيده يجعل من هؤلاء الغنوصيون وكتبهم خطرا أكيدا على ماكانت الكنيسه تريد أن تبشر به كطريق للخلاص وأنها اي الكنيسه الممثل الشرعي الوحيد ليسوع المسيح وتعاليمه وأن الناس يجب أن يلجاؤا أليهم ليرشدوهم طريق الخلاص لا ان يبحثوا عن طريق خلاص اخر بعيد عن المؤسسه الرسميه للكنيسه .
لم يكن سيكتب لهؤلاء الغنوصيون أي فرصه لأنهم بعيدون عن فرض رؤياهم فهم يؤمنون بأن من سيكتب له طريق ألخلاص هم قله من ألذين يرون النور وبأن أرواح أغلب البشر مكتوب عليها الفناء لانها أعتقدت بأن الخلاص يمكن أن يأتي عن طريق عباده أله ناقص وشرير
0 تعليق(ات):
إرسال تعليق