الكاتب: سامي لبيب
المصدر: الحوار المتمدن
أزمة العقل الديني أنه تلقى مجموعة هائلة من الغيبيات والخرافات عن طريق التلقين والوراثة لتعرف طريقها إلى العقل كمعلومة دون أن يتلمسها ويتعامل معها ويجد لها أي وجود أو مدلول أو حضور.
العقل البشري إدراكه كله حسي أو قابل للمعاينة والإستدلال ولا تخرج عن المادة كونها المكون الوحيد والفريد الذي يُشكل وعينا وإدراكنا , وليس بالضرورة أن ندرك الأشياء بعيوننا وأناملنا بل يمكن أن ندركها ونعاينها ونتلمس سلوكها بوسائل مادية ومنطقية تجعل لها حضورا ووجودا .
العقل الديني تلقى المعلومة الميتافزيقية مع شحنة قوية من المشاعر والعواطف أحاطت بها وحصنتها وجعلت لها وجود وحماس يُحسد عليها متلقيها , ولكن لا يجب عليك أن تندهش من قوة هذا الإعتقاد بعد أن تدرك كيف تم تصدير هذه النصوص إليه وأن الأمور في النهاية شديدة الهشاشة تتساقط مع أول معول للنقد .
هنا تكون ورطة العقل الديني أنه يمتلك كم هائل من المعلومات التي ليس لها أي وجود في الواقع سواء اليوم أو غدا ً..فبالرغم عن آلاف القصص عن الجن والعفاريت والملائكة والشياطين والبعث بعد الموت والعالم الأخروي بجنته وجحيمه ..وبالرغم من مئات القصص عن معجزات ووحي وأساطير فليس لها أي حضور في الواقع ولا يمكن الإستدلال عليها بأي وسيلة مادية , فيكفي أن مدعيها يقولون عنها أنها غير مادية ..فلا تعرف ماهية الغير مادية تلك وكيف عرفها المدعى الأول .!
هذه المعلومات الغيبية مهما إمتلكت من الحماس فهي هشة أمام أي فكرة ناقدة وشاكة لأنها بالفعل لا تمتلك ما تقدمه سوى الإستفاضة في المزيد من الإفتراضات والظنون والماهيات الغير المدركة .
ولكن الأفكار الدينية تمثل أمان وحاجة نفسية لصاحبها ..و إهتزاز الأفكار داخل الإنسان يسبب ألماً وإرتباكاً في ثوابت كثيرة أخذت أمانها النفسى في الإرتماء بأحضانها ليس كونها فكرة بقدر ما تعبر عن حاجات وإنتماءات نفسية عميقة .
العقل البشرس لا يقوم بالتفكير من ذاته بل يًفكر ويُبدع من خلال أوامر نفسية عميقة تبغي الراحة والحاجة وتتوسل البعد عن دوائر الألم ..لذا تتحرك ماكينات العقل لمحاولة تقديم إبداعات وحيل ومناورات لتثبيت الأفكار التي تتداعى .
هنا العقل يحاول أن يناور ويتعاطى مع ما هو متاح له من وسائل منطقية يتوسمها لجلب الهدوء والراحة للنفس المضطربة ..وهذا ما لاحظته من مئات الحوارات التي تدار حول الأديان والله في العديد من المواقع والمنتديات عبر الإنترنت و يكون أطرافها إما دينيين مع بعضهم أو مؤمنين وغير مؤمنين .
سأذكر بعض الملاحظات العامة التي يتعاطى معها العقل الديني عندما يواجه فكرا ً يخوض في ثوابته وفرضياته ليتلمس مجموعة من الحلول يتصور أنه يخرج الفكر من أزمته .
- الإرتماء في حضن القطيع .
يتبنى العقل الديني فكرة يتصور أنها منطقية ولكنها بعيد كل البعد عن أدوات المنطق ..فيتصور أنه طالما هناك ملايين من البشر يعتقدون بالله وبدينه فيكون إيمانه وفكره صحيح , فليس من المعقول بأن هؤلاء البشر كُلهم مُخطئون ومُنحرفون فكريا .!!
ولكن هذا المنطق بائس في مجمله فليس صحيحا ً أن إلتفاف مجموعة كبيرة من البشر حول معتقد أو فكرة معينة يجعل هذا الإعتقاد والأفكار صحيحة ..فإذا كان من يفتخر بوجود أكثر من مليار مسلم على ظهر الأرض فنقول له أن عدد المسيحيين يزيدون عن هذا العدد ..وكذلك الهندوس أصحاب البقرة المقدسة يعادلوا من يؤمنون بالإله الإسلامي ..وعدد اللادينيين والملحدين في العالم يقترب من هذا الفصيل أو ذاك .
هنا لا يكون إنتشار فكرة ووجود أعداد هائلة من المناصرين لها دليل على صحتها ..بل هناك أمثلة رائعة من التاريخ البشري تستهزأ بهذه الرؤية والمنطق ..فحتى عصور قريبة كان العالم بأسره يعتقد بفكرة أن الأرض مسطحة ومنبسطة وأنها تشكل مركزا ً الكون .
ليأتى العلم وينسف هذه الفكرة من جذورها , فلا الأرض مسطحة بل كروية ولا تشكل مركزا ً للكون بل هي نقطة زرقاء باهتة مزوية في أحد أطراف الكون الرهيب .
أصحاب هذه الرؤية يصرفوا حجم القلق الذي ينتابهم من الموروث الديني وعجزهم عن إيجاد وسائل منطقية للإقتناع والإقناع بأن يتشرتقوا داخل المجموع ..أن يجدوا الحماية في وجود أعداد هائلة من المناصرين ولا بأس أن يكون منهم علماء ومفكرون فهذا سيعطى للمعتقد المزيد من سلامه وقوته . !!
هذه الطريقة في التعاطي مع الأفكار هي مناورة للعقل الديني للبحث عن الأمان النفسي من خلال الإنغماس في المجموع والإرتماء في أحضانه كوسيلة لجلب حالة من السلام الداخلى ..هو بالفعل يجد أمانه في المجموع وأنه ليس الوحيد الذي يقف في الساحة يتلو هكذا خرافات .
- يا عزيزي كلنا بشعون ومخرفون .!!
هناك من يحصن إيمانه وتراثه من النقد بتحويل نظره إلى معتقدات الآخرين وبيان فسادها وخوائها معتقدا ًومتوهما ً أنه بذلك ينجو بخرافاته ويجد له حضورا ً وأمانا ً ..
فتجد المسلم ينال من إيمان المسيحي ومعتقداته بالمسيح الإله المخلص كما تجده يسخر من الذين يَعبدون البقر بينما تجد المسيحي يستنكر صورة الإله المتعطش للدماء والغزو والسبي في الموروث الإسلامي ..تجد الجميع يطعنون في معتقدات الأخرين , وقد يمتلكوا بالفعل رؤية جيدة لا تخلو من المنطق والعقل وقد تصل ببعض الناقدين منهم إلى وجود دراسة جيدة لعلم الميثولوجيا والتاريخ والتراث .
لكن الغريب والطريف في نفس الوقت أنهم ما أن ينتهوا من نقدهم التحليلي ليتوجهوا صوب إيمانهم فتجدهم يرمون العقل والمنطق عند أول صندوق قمامة ..وتتبخر كل التحليلات والميثولوجيات والمنطق من الأذهان .!!
العقل الديني يهرب من الإشكاليات التي تكلل معتقده ودينه بالخوض في فساد فكر الآخر كمحاولة إما لتفريغ طاقة غضب عن عجزه أو هو الإرتماء في حالة نفسية تبريرية بأننا كلنا فاسدون ومنحرفون ..هذا الأمر شبيه بالحالة النفسية التي تنتاب التلميذ الفاشل عندما يدرك أن كل التلاميذ يعانون من الإمتحان وأن هناك إخفاقات كثيرة ..كمبرر له أنه ليس الوحيد الذي يحظى بالفشل .
نتلمس هذا الأمر بوضوح في الكثير من المواقع والمنتديات ولم يسلم موقع الحوار المتمدن من مثل هكذا تداعيات ...فعندما يتم الخوض في إشكالية تتعاطى مع الموروث الإسلامي كالمذابح التي تمت على مدار الدعوة الإسلامية تجد المسلم يتداخل ليذكرك بالمذابح التي في الكتاب المقدس ..أو حين التطرق لحد الردة في الإسلام يسرع المسلم بإستحضار نصوص من الكتاب المقدس تدعو هي الأخرى لقتل المرتد ..بالرغم أن موضوع المقال غير معنى بمذابح الكتاب المقدس أو نصوصه .
يذكرني هذا الأمر بفيلم مصري بعنوان" يا عزيزى كلنا لصوص " ..وليكون المماثل في حالتنا " يا عزيزي كلنا بشعون ومخرفون " .!!
ليس تسفيه خرافات وغيبيات وسلوكيات الآخر يعنى تبرير لخرافاتي وغيبياتي وسخافاتي وأنها ستنجو بذلك من الملاحقة النقدية ..ولكنها وسيلة يبدعها العقل الديني حتى يحمى أفكاره وعواطفه المنتهكة على مذبح النقد والعقل .
- فوبيا و فكر المؤامرة .
الفكر الديني يتكئ إتكاءا ً شديدا ً على إستحضار فكرة المؤامرة في محاولة من العقل لإيجاد وسيلة تتحمل كم الخرافات والغيبيات الكامنة في سراديبه والتي تتعرض من وقت لآخر أن تظهر على السطح مسببة لألم لا يمكن إحتماله ... لتكون فكرة المؤامرة محاولة لبث الهدوء في النفس المضطربة التي تجد إيمانها ينهار مع أول مطرقة نقد ..وكشماعة تلقى عليها كل الهواجس والقلق .
الإبداع الأساسي والمحوري في إستحضار نظرية المؤامرة يتكأ على وجود الشيطان وفعله ..فهذا الشيطان اللعين يحاول أن يخرب في إيماننا ومعتقداتنا ويوسوس بداخلنا بالشر وكل فكر متشكك ..فهو أساس البلاء ومن يبدع الأسئلة والبدع ليجرفنا عن إيماننا الجميل .
تزداد دوائر المؤامرة عندما يترسخ في ذهن المؤمن أن المعتقدات الأخرى المنحرفة تريد أن تخرب إيمانه وتجذبه إليها بإيمانها الضال ..وأن نقدها لمعتقداته لا يأتي إلا غيرة وحقد تكنه لإيمانه الصحيح .!!
هو يرى أن الحملات التي تنال من إيمانه من جانب إتجاهات أخرى دينية أو لادينية إما تحركها أصابع الشيطان الخبيثة أو هو حقد وغيرة منهم على عظمة وجماليات إيمانه .!!
هنا العقل الديني إبتكر فكرة تعطى للخرافات التي يؤمن بها أن تبقى آمنه ..فالنقد الذي يشكك ويهز أرجاء إيمانه هو نتاج قوى شريرة وحاقدة ولا تبغي الخير له ... فيتشرنق الإنسان على ذاته ويتشبث بموروثه أكثر .!
- إجابة السؤال بسؤال .
من الأنماط الشائعة في مناورات العقل الديني هو أن يتبنى نظرية " خير وسيلة للدفاع هو الهجوم " أو قل هي القدرة العجيبة على تحويل السؤال الموجه ليّ إلى سؤال آخر مضاد أوجه لك حتى يتوه سؤالك وأجد تبريرا ً مقنعا ً لإيماني .!
فعندما تتحدث مثلا ًعن الخلق وكيف تم مع وجود رؤية علمية بان المادة يستحيل أن تتواجد من العدم , كما ستندفع أسئلة أخرى كثيرة تخوض في قصة الخلق نفسها وصفات الإله الخالق لتطلب الإجابة ..هنا العقل الديني لا يملك شيئا ً يقدمه بحكم أنه تلقى المعلومة كموروث ثقافي إكتسبه وتم تلقينه إياه ..فلن يفعل سوى أن يطرح سؤال مضاد أمام سؤالك : وهل تعتقد يا عزيزي أن الكون والوجود وجد هكذا ..وهل الحياة جاءت صدفة وبعشوائية .؟!
بالطبع هذا هروب من السؤال إلى سؤال يجعل السائل ينصرف عن سؤاله أو على الأقل يهدئ نفس مضطربة جرى إقتحامها .
المفروض أن صاحب الرؤية الدينية هو من يدعى بوجود الخلق مثلا ً ويسوق لها ليل نهار وبالتالي عليه أن يمتلك كل أدواتها ومعارفها بحكم أنه صاحب الحل الوحيد المُعلن ..ولا يكون إستفساري إلا أنني أجد خللا ً منطقيا ً وعلميا ً في أطروحات القصة ..فليس لى وجهة نظر أخرى أريد تسويقها بل هو مناقشة ماهو مطروح ويتم إدعاءه ..لذا ليس هناك أي داعي أن تسألني وتطلب منى نظرية بديلة ..فهل لو إفتقدت لتقديم تظرية بديلة يعفي نظريتك من النقد ويجعلها صحيحة .!!
الفكر الديني جاء لتلبية إحتياجات نفسية للإنسان بالمعرفة والفضول ومن خلال هذه الحاجة تولدت الأسطورة وفقا ً للحجم المعرفي والتطوري للإنسان لتقدم له حلول سهلة ومتسرعة لتفي حاجته المعرفية ..ولكن ليس معنى أنني لا أمتلك إجابة لسر الوجود أن يجعل إجاباتك الهشة والمتعجلة والمهترأة أن تكون صحيحة .
- الحكمة الإلهية والعجز الإنساني .
عندما يعترى العقل الديني اليأس في محاولة أن يجد للغيبيات والخرافات حضور وهو ما يفتقده بحكم أنها أشياء تم تعاطيها هكذا ولا يوجد دليل واحد يثبت صحتها بالرغم من عَظم الميديا التي تُبوق لها ..هنا لا يكون أمامه سوى العبارة الشهيرة التي تقفل أي حوار وتجعل النفس ترجع إلى مأواها بدون قلق وشك ..فليس أمامه سوى إدعاء أن هناك حكمة إلهية عظيمة وتدبير وتخطيط إلهي كبير ونحن من العجز أن نستوعبه بحكم عقولنا الصغيرة والمحدودة .
بالطبع هذه المقولة تستقى من عجز أي إنسان عن إستيعاب كل العلوم والآداب المختلفة ..ليثبت العجز عن فهم الحكمة والتدبير الإلهي .
هنا يتم خلط أوراق كثيرة حتى تتشبع النفس الإنسانية بمخدر يجعلها تقبل التناقضات والإخفاقات وتسكنها في ذاتها بدون منغصات .
نحن البشر قد نعجز عن إستيعاب كل العلوم ولكن ليس معنى هذا أننا مقيدون عن المعرفة أو القدرة على التعامل مع هذه العلوم ..فيمكنني أن أبدد مساحات جهلي متى تطرقت لهذه العلوم وخضت وبحثت فيها ..ولكن أن يكون العجز مستحيل فهذا غير مقبول كونه يشل العقل عن البحث ويحصن الفكرة التي لا يوجد دليل واحد يثبتها من الإقتراب والنقد لتبقى آمنة على حالها .
- الإرهاب والوعيد والسب .
أسوا منتجات العقل الديني في مواجهته للأفكار الشاكة أن يتعامل ببدائية وبداوة ..أن يصدر ضعفه وهوانه وحماقاته .
فمواجهة الفكر الناقد بالوعيد والإرهاب بالعذاب والجحيم هو أسلوب يتبعه المؤمنون كوسيلة إحترازية وإحتراسية من عذاب يوم قادم ..هو يعتقد أنه بهكذا أسلوب في تصديره للإرهاب كفيل بالرد على ما يثار من نقد حول منظومته الدينية ..فهو يتحصن من عذاب هذا اليوم ويصدر لناقده .
قد يكون التهديد والوعيد بعذاب يوم قادم هو موجه لنفس المؤمن الذاتية فهو يُرهب ذاته عن الخوض في أمور قد تأتى بالإنحراف عن الإيمان مما سيكون له سوء العاقبة ..ولا مانع أن أصدر لناقد إيماني هذا الرعب حتى يكف عن إثارة أمور تؤذى أماني النفسي .!
من أحقر الأساليب التي يتعامل معها الديني هو السب والسخرية والتهكم لتصيب صاحب الفكر الناقد في شخصه كمحاولة النيل منه ..ولا مانع إطلاقا ً من الوعيد بالعذاب والجحيم وسوء العاقبة متصورا ً أن اسلوب السباب واللعنات قد تقوض الفكرة الناقدة لتسكت صاحبها عن الخوض فيها ثم تأتى ميثولوجيا المحرقة والإنتقام الإلهي لتجهز على البقية الباقية .
بالطبع هم واهمون وبائسون ..فهم يتصورون أن الإنسان مازال تحت نير العبودية الفكرية القديمة وأن حد السيف المشهور سلاحا ً أو سبا ً كفيل بالردع .
إن مقولة إغلظ عليهم الشهيرة هي مقولة بدائية وبدوية بائسة تتوهم بأنه بهكذا إسلوب تُقهر الأفكار .
دمتم بخير
المصدر: الحوار المتمدن
أزمة العقل الديني أنه تلقى مجموعة هائلة من الغيبيات والخرافات عن طريق التلقين والوراثة لتعرف طريقها إلى العقل كمعلومة دون أن يتلمسها ويتعامل معها ويجد لها أي وجود أو مدلول أو حضور.
العقل البشري إدراكه كله حسي أو قابل للمعاينة والإستدلال ولا تخرج عن المادة كونها المكون الوحيد والفريد الذي يُشكل وعينا وإدراكنا , وليس بالضرورة أن ندرك الأشياء بعيوننا وأناملنا بل يمكن أن ندركها ونعاينها ونتلمس سلوكها بوسائل مادية ومنطقية تجعل لها حضورا ووجودا .
العقل الديني تلقى المعلومة الميتافزيقية مع شحنة قوية من المشاعر والعواطف أحاطت بها وحصنتها وجعلت لها وجود وحماس يُحسد عليها متلقيها , ولكن لا يجب عليك أن تندهش من قوة هذا الإعتقاد بعد أن تدرك كيف تم تصدير هذه النصوص إليه وأن الأمور في النهاية شديدة الهشاشة تتساقط مع أول معول للنقد .
هنا تكون ورطة العقل الديني أنه يمتلك كم هائل من المعلومات التي ليس لها أي وجود في الواقع سواء اليوم أو غدا ً..فبالرغم عن آلاف القصص عن الجن والعفاريت والملائكة والشياطين والبعث بعد الموت والعالم الأخروي بجنته وجحيمه ..وبالرغم من مئات القصص عن معجزات ووحي وأساطير فليس لها أي حضور في الواقع ولا يمكن الإستدلال عليها بأي وسيلة مادية , فيكفي أن مدعيها يقولون عنها أنها غير مادية ..فلا تعرف ماهية الغير مادية تلك وكيف عرفها المدعى الأول .!
هذه المعلومات الغيبية مهما إمتلكت من الحماس فهي هشة أمام أي فكرة ناقدة وشاكة لأنها بالفعل لا تمتلك ما تقدمه سوى الإستفاضة في المزيد من الإفتراضات والظنون والماهيات الغير المدركة .
ولكن الأفكار الدينية تمثل أمان وحاجة نفسية لصاحبها ..و إهتزاز الأفكار داخل الإنسان يسبب ألماً وإرتباكاً في ثوابت كثيرة أخذت أمانها النفسى في الإرتماء بأحضانها ليس كونها فكرة بقدر ما تعبر عن حاجات وإنتماءات نفسية عميقة .
العقل البشرس لا يقوم بالتفكير من ذاته بل يًفكر ويُبدع من خلال أوامر نفسية عميقة تبغي الراحة والحاجة وتتوسل البعد عن دوائر الألم ..لذا تتحرك ماكينات العقل لمحاولة تقديم إبداعات وحيل ومناورات لتثبيت الأفكار التي تتداعى .
هنا العقل يحاول أن يناور ويتعاطى مع ما هو متاح له من وسائل منطقية يتوسمها لجلب الهدوء والراحة للنفس المضطربة ..وهذا ما لاحظته من مئات الحوارات التي تدار حول الأديان والله في العديد من المواقع والمنتديات عبر الإنترنت و يكون أطرافها إما دينيين مع بعضهم أو مؤمنين وغير مؤمنين .
سأذكر بعض الملاحظات العامة التي يتعاطى معها العقل الديني عندما يواجه فكرا ً يخوض في ثوابته وفرضياته ليتلمس مجموعة من الحلول يتصور أنه يخرج الفكر من أزمته .
- الإرتماء في حضن القطيع .
يتبنى العقل الديني فكرة يتصور أنها منطقية ولكنها بعيد كل البعد عن أدوات المنطق ..فيتصور أنه طالما هناك ملايين من البشر يعتقدون بالله وبدينه فيكون إيمانه وفكره صحيح , فليس من المعقول بأن هؤلاء البشر كُلهم مُخطئون ومُنحرفون فكريا .!!
ولكن هذا المنطق بائس في مجمله فليس صحيحا ً أن إلتفاف مجموعة كبيرة من البشر حول معتقد أو فكرة معينة يجعل هذا الإعتقاد والأفكار صحيحة ..فإذا كان من يفتخر بوجود أكثر من مليار مسلم على ظهر الأرض فنقول له أن عدد المسيحيين يزيدون عن هذا العدد ..وكذلك الهندوس أصحاب البقرة المقدسة يعادلوا من يؤمنون بالإله الإسلامي ..وعدد اللادينيين والملحدين في العالم يقترب من هذا الفصيل أو ذاك .
هنا لا يكون إنتشار فكرة ووجود أعداد هائلة من المناصرين لها دليل على صحتها ..بل هناك أمثلة رائعة من التاريخ البشري تستهزأ بهذه الرؤية والمنطق ..فحتى عصور قريبة كان العالم بأسره يعتقد بفكرة أن الأرض مسطحة ومنبسطة وأنها تشكل مركزا ً الكون .
ليأتى العلم وينسف هذه الفكرة من جذورها , فلا الأرض مسطحة بل كروية ولا تشكل مركزا ً للكون بل هي نقطة زرقاء باهتة مزوية في أحد أطراف الكون الرهيب .
أصحاب هذه الرؤية يصرفوا حجم القلق الذي ينتابهم من الموروث الديني وعجزهم عن إيجاد وسائل منطقية للإقتناع والإقناع بأن يتشرتقوا داخل المجموع ..أن يجدوا الحماية في وجود أعداد هائلة من المناصرين ولا بأس أن يكون منهم علماء ومفكرون فهذا سيعطى للمعتقد المزيد من سلامه وقوته . !!
هذه الطريقة في التعاطي مع الأفكار هي مناورة للعقل الديني للبحث عن الأمان النفسي من خلال الإنغماس في المجموع والإرتماء في أحضانه كوسيلة لجلب حالة من السلام الداخلى ..هو بالفعل يجد أمانه في المجموع وأنه ليس الوحيد الذي يقف في الساحة يتلو هكذا خرافات .
- يا عزيزي كلنا بشعون ومخرفون .!!
هناك من يحصن إيمانه وتراثه من النقد بتحويل نظره إلى معتقدات الآخرين وبيان فسادها وخوائها معتقدا ًومتوهما ً أنه بذلك ينجو بخرافاته ويجد له حضورا ً وأمانا ً ..
فتجد المسلم ينال من إيمان المسيحي ومعتقداته بالمسيح الإله المخلص كما تجده يسخر من الذين يَعبدون البقر بينما تجد المسيحي يستنكر صورة الإله المتعطش للدماء والغزو والسبي في الموروث الإسلامي ..تجد الجميع يطعنون في معتقدات الأخرين , وقد يمتلكوا بالفعل رؤية جيدة لا تخلو من المنطق والعقل وقد تصل ببعض الناقدين منهم إلى وجود دراسة جيدة لعلم الميثولوجيا والتاريخ والتراث .
لكن الغريب والطريف في نفس الوقت أنهم ما أن ينتهوا من نقدهم التحليلي ليتوجهوا صوب إيمانهم فتجدهم يرمون العقل والمنطق عند أول صندوق قمامة ..وتتبخر كل التحليلات والميثولوجيات والمنطق من الأذهان .!!
العقل الديني يهرب من الإشكاليات التي تكلل معتقده ودينه بالخوض في فساد فكر الآخر كمحاولة إما لتفريغ طاقة غضب عن عجزه أو هو الإرتماء في حالة نفسية تبريرية بأننا كلنا فاسدون ومنحرفون ..هذا الأمر شبيه بالحالة النفسية التي تنتاب التلميذ الفاشل عندما يدرك أن كل التلاميذ يعانون من الإمتحان وأن هناك إخفاقات كثيرة ..كمبرر له أنه ليس الوحيد الذي يحظى بالفشل .
نتلمس هذا الأمر بوضوح في الكثير من المواقع والمنتديات ولم يسلم موقع الحوار المتمدن من مثل هكذا تداعيات ...فعندما يتم الخوض في إشكالية تتعاطى مع الموروث الإسلامي كالمذابح التي تمت على مدار الدعوة الإسلامية تجد المسلم يتداخل ليذكرك بالمذابح التي في الكتاب المقدس ..أو حين التطرق لحد الردة في الإسلام يسرع المسلم بإستحضار نصوص من الكتاب المقدس تدعو هي الأخرى لقتل المرتد ..بالرغم أن موضوع المقال غير معنى بمذابح الكتاب المقدس أو نصوصه .
يذكرني هذا الأمر بفيلم مصري بعنوان" يا عزيزى كلنا لصوص " ..وليكون المماثل في حالتنا " يا عزيزي كلنا بشعون ومخرفون " .!!
ليس تسفيه خرافات وغيبيات وسلوكيات الآخر يعنى تبرير لخرافاتي وغيبياتي وسخافاتي وأنها ستنجو بذلك من الملاحقة النقدية ..ولكنها وسيلة يبدعها العقل الديني حتى يحمى أفكاره وعواطفه المنتهكة على مذبح النقد والعقل .
- فوبيا و فكر المؤامرة .
الفكر الديني يتكئ إتكاءا ً شديدا ً على إستحضار فكرة المؤامرة في محاولة من العقل لإيجاد وسيلة تتحمل كم الخرافات والغيبيات الكامنة في سراديبه والتي تتعرض من وقت لآخر أن تظهر على السطح مسببة لألم لا يمكن إحتماله ... لتكون فكرة المؤامرة محاولة لبث الهدوء في النفس المضطربة التي تجد إيمانها ينهار مع أول مطرقة نقد ..وكشماعة تلقى عليها كل الهواجس والقلق .
الإبداع الأساسي والمحوري في إستحضار نظرية المؤامرة يتكأ على وجود الشيطان وفعله ..فهذا الشيطان اللعين يحاول أن يخرب في إيماننا ومعتقداتنا ويوسوس بداخلنا بالشر وكل فكر متشكك ..فهو أساس البلاء ومن يبدع الأسئلة والبدع ليجرفنا عن إيماننا الجميل .
تزداد دوائر المؤامرة عندما يترسخ في ذهن المؤمن أن المعتقدات الأخرى المنحرفة تريد أن تخرب إيمانه وتجذبه إليها بإيمانها الضال ..وأن نقدها لمعتقداته لا يأتي إلا غيرة وحقد تكنه لإيمانه الصحيح .!!
هو يرى أن الحملات التي تنال من إيمانه من جانب إتجاهات أخرى دينية أو لادينية إما تحركها أصابع الشيطان الخبيثة أو هو حقد وغيرة منهم على عظمة وجماليات إيمانه .!!
هنا العقل الديني إبتكر فكرة تعطى للخرافات التي يؤمن بها أن تبقى آمنه ..فالنقد الذي يشكك ويهز أرجاء إيمانه هو نتاج قوى شريرة وحاقدة ولا تبغي الخير له ... فيتشرنق الإنسان على ذاته ويتشبث بموروثه أكثر .!
- إجابة السؤال بسؤال .
من الأنماط الشائعة في مناورات العقل الديني هو أن يتبنى نظرية " خير وسيلة للدفاع هو الهجوم " أو قل هي القدرة العجيبة على تحويل السؤال الموجه ليّ إلى سؤال آخر مضاد أوجه لك حتى يتوه سؤالك وأجد تبريرا ً مقنعا ً لإيماني .!
فعندما تتحدث مثلا ًعن الخلق وكيف تم مع وجود رؤية علمية بان المادة يستحيل أن تتواجد من العدم , كما ستندفع أسئلة أخرى كثيرة تخوض في قصة الخلق نفسها وصفات الإله الخالق لتطلب الإجابة ..هنا العقل الديني لا يملك شيئا ً يقدمه بحكم أنه تلقى المعلومة كموروث ثقافي إكتسبه وتم تلقينه إياه ..فلن يفعل سوى أن يطرح سؤال مضاد أمام سؤالك : وهل تعتقد يا عزيزي أن الكون والوجود وجد هكذا ..وهل الحياة جاءت صدفة وبعشوائية .؟!
بالطبع هذا هروب من السؤال إلى سؤال يجعل السائل ينصرف عن سؤاله أو على الأقل يهدئ نفس مضطربة جرى إقتحامها .
المفروض أن صاحب الرؤية الدينية هو من يدعى بوجود الخلق مثلا ً ويسوق لها ليل نهار وبالتالي عليه أن يمتلك كل أدواتها ومعارفها بحكم أنه صاحب الحل الوحيد المُعلن ..ولا يكون إستفساري إلا أنني أجد خللا ً منطقيا ً وعلميا ً في أطروحات القصة ..فليس لى وجهة نظر أخرى أريد تسويقها بل هو مناقشة ماهو مطروح ويتم إدعاءه ..لذا ليس هناك أي داعي أن تسألني وتطلب منى نظرية بديلة ..فهل لو إفتقدت لتقديم تظرية بديلة يعفي نظريتك من النقد ويجعلها صحيحة .!!
الفكر الديني جاء لتلبية إحتياجات نفسية للإنسان بالمعرفة والفضول ومن خلال هذه الحاجة تولدت الأسطورة وفقا ً للحجم المعرفي والتطوري للإنسان لتقدم له حلول سهلة ومتسرعة لتفي حاجته المعرفية ..ولكن ليس معنى أنني لا أمتلك إجابة لسر الوجود أن يجعل إجاباتك الهشة والمتعجلة والمهترأة أن تكون صحيحة .
- الحكمة الإلهية والعجز الإنساني .
عندما يعترى العقل الديني اليأس في محاولة أن يجد للغيبيات والخرافات حضور وهو ما يفتقده بحكم أنها أشياء تم تعاطيها هكذا ولا يوجد دليل واحد يثبت صحتها بالرغم من عَظم الميديا التي تُبوق لها ..هنا لا يكون أمامه سوى العبارة الشهيرة التي تقفل أي حوار وتجعل النفس ترجع إلى مأواها بدون قلق وشك ..فليس أمامه سوى إدعاء أن هناك حكمة إلهية عظيمة وتدبير وتخطيط إلهي كبير ونحن من العجز أن نستوعبه بحكم عقولنا الصغيرة والمحدودة .
بالطبع هذه المقولة تستقى من عجز أي إنسان عن إستيعاب كل العلوم والآداب المختلفة ..ليثبت العجز عن فهم الحكمة والتدبير الإلهي .
هنا يتم خلط أوراق كثيرة حتى تتشبع النفس الإنسانية بمخدر يجعلها تقبل التناقضات والإخفاقات وتسكنها في ذاتها بدون منغصات .
نحن البشر قد نعجز عن إستيعاب كل العلوم ولكن ليس معنى هذا أننا مقيدون عن المعرفة أو القدرة على التعامل مع هذه العلوم ..فيمكنني أن أبدد مساحات جهلي متى تطرقت لهذه العلوم وخضت وبحثت فيها ..ولكن أن يكون العجز مستحيل فهذا غير مقبول كونه يشل العقل عن البحث ويحصن الفكرة التي لا يوجد دليل واحد يثبتها من الإقتراب والنقد لتبقى آمنة على حالها .
- الإرهاب والوعيد والسب .
أسوا منتجات العقل الديني في مواجهته للأفكار الشاكة أن يتعامل ببدائية وبداوة ..أن يصدر ضعفه وهوانه وحماقاته .
فمواجهة الفكر الناقد بالوعيد والإرهاب بالعذاب والجحيم هو أسلوب يتبعه المؤمنون كوسيلة إحترازية وإحتراسية من عذاب يوم قادم ..هو يعتقد أنه بهكذا أسلوب في تصديره للإرهاب كفيل بالرد على ما يثار من نقد حول منظومته الدينية ..فهو يتحصن من عذاب هذا اليوم ويصدر لناقده .
قد يكون التهديد والوعيد بعذاب يوم قادم هو موجه لنفس المؤمن الذاتية فهو يُرهب ذاته عن الخوض في أمور قد تأتى بالإنحراف عن الإيمان مما سيكون له سوء العاقبة ..ولا مانع أن أصدر لناقد إيماني هذا الرعب حتى يكف عن إثارة أمور تؤذى أماني النفسي .!
من أحقر الأساليب التي يتعامل معها الديني هو السب والسخرية والتهكم لتصيب صاحب الفكر الناقد في شخصه كمحاولة النيل منه ..ولا مانع إطلاقا ً من الوعيد بالعذاب والجحيم وسوء العاقبة متصورا ً أن اسلوب السباب واللعنات قد تقوض الفكرة الناقدة لتسكت صاحبها عن الخوض فيها ثم تأتى ميثولوجيا المحرقة والإنتقام الإلهي لتجهز على البقية الباقية .
بالطبع هم واهمون وبائسون ..فهم يتصورون أن الإنسان مازال تحت نير العبودية الفكرية القديمة وأن حد السيف المشهور سلاحا ً أو سبا ً كفيل بالردع .
إن مقولة إغلظ عليهم الشهيرة هي مقولة بدائية وبدوية بائسة تتوهم بأنه بهكذا إسلوب تُقهر الأفكار .
دمتم بخير
12 تعليق(ات):
مقالتك رائعة اشكرك عليها
فعلن مقالة فى منتهى الحكمة
مقالة رائعة..شكرا
اسمع اي تعقل يا ايها الملحد
ان التفكر للانسان بحد داته هو كما من المادة التي تتركام باسلوب يعتمد على ميزان مسلم به يطلق عليه اسم المنطق , اي ان وسيلة التفكر هي مادية وهي العقل اد هو جملة عصبية ونحوها من الاعظاء الجسدية التي تشترك معها حتى النفس التي هي مادة اي موجودة مع انها غريبة النوع ومجهولة التعيين الحدودي المادي ,
ونتيجة التفكر هي مادة اد هي محددة التعيين متمكن من عقلها فهما في نفس الانسان.
ومن ثم ادا كان وسيلة وناتج التفكر ماديين فان التفكر في ما هو غير مادي او بما لايعتمد عليه العقل في التفكر فو مستحيل تعيينه او الاحاطة به علما , اي العدم هو هيئة اخرى تنفي كل مادة ومن ثم يضيع فيها القياس الفزيائي والمادي التعيين عموما مما يجعل العدم هو غير الموجود الحالي , فمثله مثل الغيب الدي لا يحتمل التشبيه اي لايقبل حتى الاحتمال لأن الاحتمال يرتكز بل يؤسس على مبدئ المادة المتفكر بالموازين المقدرة عليها , ولدلك فالعدم لايمكن ان يعرف بانه غير موجود حتى يحتمل انه موجات او طاقة او نحوها.
فلا ينس الملحد انه يتفكر باداة لها حدود ومقدرة على عمل القياس باوزان مأخودة امثالها مما احاط الانسان من موجود حتى وان كان فراغ وهو كون الله تعالى.
اي بشرح آخر مختصر ان المعلوم ان كان فلا يكون الا بوسيلة ميزان على شاكلة الموزون الدي هو الكون برمته وادا كان هدا فهو اكيد ان له مدبر ومنشؤ لأنها منسجمة ,لأن الصدفة لاتحقق الانسجام الكمالي لكل موجود في الكون , كما ان هدا المدبر لايمكن ان يكون اكثر من واحد لأن الانسجام لكل الموجودات في كل الكون تشير الى ان نسق الموازين هو واحد والدي يدل قطعا ان منشؤ الموازين هو واحد . ولما كان لاكون هو عدمه فان كل موجود هو مدبر والمدبر هو خالقا لكل موجود , اي المدبر هو خالق , والموجود هو حياته وعدمه هو موته , وتخليقه هو وجوده وعدم تخليقه هو عدمه , ولدلك فتعريف العدم لا يكون الا من موجود يقر ان خالقا اوجده ليعرف العدم انه زوال ما كان موجودا او هو لاوجود لموجود.
ولدلك كيف لكم يا ملحدين ان تعرفوا العدم وانتم اصلا لاتؤمنون بوجود خالقا لكل ما تعرفون ومالاتعرفون من موجود , اي لكم الحق الدي هو خطئا تاما ان تقدروا العدم بطاقة او صفرا غير معدوم او غير دلك من اللاعقل , لأن العقل اصلا يرتكز على المبدأ الميزاني الدي يقيس على نسقه التفكر بالاستدلال من الاكوان بالامثال. اي في تقديركم بالالحاد الدي انتم عليه فلا عقل لكم.
بقلم-نور-من الجزائر المسلمة السنية.
العنوان www.elnoor_to@yahoo.com
ياأيها المثقف أو لم تعلم أن الكتب السماوية و خصوصا القرآن إنما هو كلام الله المحض الذي يدل عليه مجموعة من الحقائق ليست خرافات أو غيبيات كما طرحت.أعلم يا أخي انه يوجد في علم القرآن الكريم بما يسمى الاعجاز العلمي للقرآن الكريم،وأبسط مثال و الأمثلة عديدة...ما ورد في القرآن الكريم في سورة الرحمن قوله تعالى[مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان.فبأي الأء ربكما تكذبان ]صدق الله العظيم.و هذه حقيقة عملية توصل العلم إليها حديثا بينما ذكرت في القرآن منذ 14 قرنا مضت.فهل كان محمد(صلى الله عليه و سلم)عالم بحار .لا وإنما هو كلام الله العالم العارف الخالق القدير الموحى إلى عبده و رسوله الأمين الذي لا ينطق عن الهوى.
انا مذلت مؤمين ولا اسب احد حتى ولو مختلف مع فيما اعتقد ولا افرض افضليه لوجه نظرى عليه و مع علمى التام بوجود اختلفات بين الدين والعلم ولكن اجد فيه راحه نفسبه واعمل مع الناس بمنتهل امانا وحب بغض معتقده لانى معتقد ان يوجد اناس لاينفع معا حره
افضل طريقة مريحة للجميع هو مناقشة القران بالدليل العلمي
دون سخرية او تسفيه احد
ان كان هناك ايات من القران لا توافق العلم ولا المنطق فليكن اذا توضيح وتعليم للناس بهذه الحقائق
شيء اخر بالنسبة لعقل الانسان لايوجد هناك دليل علمي يثبت ان العقل سيد المواقف بل من السهل خداعه و برمجته عن طريق العقل اللاواعي او الباطن
اذا الامور العلمية هي نفسها متغيرة وغير ثابتة وفي ليس تطور بل تغيير من الممكن تغيير شامل ومخالف لما كنا نصدقه
فحتى العلم متغير من الاساس وغير واضح في الصور فكل شيء ممكن تجريبه ودراسته في العلم وكل انسان له الحق ان يثبت ان الحقيقة معه وهكذا الحقيقة لها اكثر من وجه
شكرا
تأكيدا للرد بسؤال على سؤال هو اننى لم اجد سببا لخلق الكون او حكمه فيه فاقول انه و هما او وجد بطريقه فجائيه غير محدده و لو اننى اعرف اسباب الخلق و حكمته لاجزت قول الخليقه ...
فلذلك الادعاء على من ادعى ..و عليه ان يثبت كيف خلق الكون و الكائنات و ما الحكمه من تواجدهما ...
فكما يتحدث الوجوديون ان الكلمه او الهدف يسبق الصناعه ..اى ان الماهيه تسبق المومجود و الوجود ...فلو كان الصانع موجودا و له رؤيته فى الصنعه فقد كان مصنوعا و وحيدا...فاختار نقطه بعد ان انشاء الكون فى فراغ غير معلوم...و جميعها تضاربات لا يمكن الوثوق بترابطها
عزيزى الاستاذ سامى لك منى الحب والتقدير وبعد
اتفق معك فى كثير مما طرحتة ولكن هناك بعض الاختلاف فطرح الاسئلة مشروع بين السائل والمجيب
والعقل الدينى كما تصفة فية شىء كبير من الظلم فالرب خلق الانسان بعقل حر اما ماتسمية بعقل دينى اى متحجر لايستجيب للمنطق فليس بعقل دبنى وانما شخصيىة متحجرة ان امكن التعبير بذلك
واثبات وجود الخالق وهو فوق الادراك الطبيعى لايعنى ان نخضع كل شىء للحواس والمختبرات
فوجود الجاذبية الارضية مثلا تشعر بقانونها ولكنك لاتراها ولكن نحن نشعر بالايمان بقوة عمل اللة فى حياتنا وادراكنا لتك الحقيقة مايجعلنا لانومن بغيبيات كما يظن البعض
ولكن المهم فى الامر ان تتحرر عقولنا من قيود فكرية او قوالب ايمانية ليست على مستوى الادراك
والذى توضحة كلمة الرب فى الكتاب المقدس
اصلى من اجلك ومن اجل كل انسان ان يدرك هذة الحقبقة البسيطة واتمنى لك كل خير وسعادة فى الرب يسوع امين
هل تريد ان يكون لرب مدلول حسي هذه فلسفة افلاطنية القديمة لانها مبنتية على قضية خاطئة تستلزم قضية صحيحة المشكلة انكم انتم الملحدين لم تعرفو معنى الرب ومن هنا بدأت القضية الخاطئة
ان مبدأ هايزمبيرغ يدل دلالة واضحة على النقص الانساني على فهم الطبيعة وليس على عدم السببية لأن عدم معرفة سبب ماهية الشيئ ياتي من الضعف الانساني في المعرفة والادلة على هذا كثيرة والنظرية النسبية و ميكانيك الكم فيها من الدلالات على هذا كثير
فقط اعطيك ردا يكفي اى عقل يبحث عن حقيقة وجود خالق لهذا الون المعجز
بخصوص موضوع الارض مسطحة وانها مركز الكون ثم جاء العلم ونسف تلك النظرية
انه كان قبل ذلك كتاب الله اللذي نزل بالحق على رسولنا الكريم ص الذي نسف تلكم النظريتين واليك الدليل من كتاب الله و الأرض بعد ذلك دحاها ،
الكرة الأرضية ، تلك التى نعيش عليها ، هل هي مسطحة ؟ أم كرة مستديرة؟
بداية ، كان هناك إجماع على أنها مسطحة ، و ظل هذا الاعتقاد سائدا حتى اكتشف كوبرنيقوس أنها كروية .
فهل الأرض كروية مستديرة(كاملة الاستدارة كالكرة)؟
لا
فقد اكتشف علماء الفلك في العصر الحديث أن الأرض ليست كاملة الاستدارة .
حيث وجدوها منبعجة عند خط الاستواء ، مفلطحة عند القطبين (تشبه الكرة المنتفخة من وسطها)
أى وجدوها بيضاوية .
هذا آخر ما توصل إليه العلم الحديث (بعد غزو الفضاء و تصوير الكوكب الأرضي من خارجه) .
**يقول العليم الحكيم الخبير في سورة النازعات و الأرض بعد ذلك دحاها) {سورة النازعات) . ففي اللغة العربية ، كلمة (دحية)تعني (بيضة) ((بيضة الدجاجة))
و لا تزال هناك قرية في محافظة الجيزة بمصر تستعمل كلمة (للدلالة على البيضة) ((حقيقة))
**فالمعنى اللغوي للآية : (و الارض بعد ذلك جعلها مثل البيضة ، أي : بيضاوية) !
من اخبر الانسان المسمي بمحمد خير البشر بهذه الحقيقة
فبهت الذي كفر
إرسال تعليق