هذا حوار جرى في ساحة الاتجاهات العشرة في منتديات الشرفة بين الزميل المسلم المعتزلي القاضي عبد الجبار والزميل الملحد الراشدي حيث كتب الزميل المسلم موضوعا بعنوان (هل العقل مقدم على النص؟ كيف؟ ولماذا؟ ...) ورد عليه الزميل الملحد.
--------------------------------------------------------------------------
كتب الزميل القاضي عبد الجبار :
مما هو سائد بين الناس شناعة القول بأن العقل مقدّمٌ على النص، إذ هذا الرأي ـ كما هو معلوم ـ رأي فرقة المعتزلة، ولأن للمعتزلة تاريخاً أسود مع أهل الحديث بالتحديد (فتنة خلق القرآن)، فأهل الحديث يجدون في أنفسهم حزازة عند مجرد ذكر اسم المعتزلة فضلاً عن الخوض في بعض أبحاثهم وآرائهم .
نعم، إن المعتزلة يقولون: إن العقل مقدَّمٌ على النص، ولكنهم لا يقولون: إن العقل مقدّم على النص تقديم (تفضيل)! ولكنه مقدّم على النص تقديم (ترتيب)، وهناك فرق ـ لا شك ـ بين الترتيب والتفضيل.
وحين نتجرد لبعض الوقت من الأحكام المسبقة، والعبارات الجاهزة (المعلّبة)، ونتأمل قليلاً فيما قاله (أهل التوحيد والعدل) في هذه القضية؛ سنجد أن الأمر لا يستحق كل تلك الجَلَبة التي للصراعات السياسية والمذهبية أثرٌ لا ينكر فيها، وأن لكلامهم وجاهة تستحق النظر والتأمل.
ولكي نفهم هذه القضية حق الفهم لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال:
• هل للعقل دلالة مستقلة أو لا؟!
الإجابة عن هذا السؤال: نعم، إن للعقل دلالة مستقلة ينفرد بها عن غيره؛ وهذا أمر معلوم بالضرورة، يشهد له الواقع ويؤيده الحس، إذ للعقل مسلّماتٌ وبدائه ينطلق منها، ويؤسس عليها أحكامه، وإلا فتبطل حينئذ كل طرق النظر والاستدلال تماماً، وفي هذا من الفساد والإحالة ما لا يخفى.
إن العقل يعلم يقيناً أن الكل أكبر من الجزء، وأن الثلاثة أصغر من الأربعة، وأن الجسم لا يمكن أن يكون ساكناً ومتحركاً معاً في آن، وأن الجسم الواحد لا يمكن أن يكون في مكانين في وقت واحد، وأن حاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون ضرب اثنين في اثنين يساوي عشرة مثلاً، ولو أنك قلت لولدك الصغير: اذهب يا بنيَّ فافتح لي الباب فأنا قادم من الخارج الآن، لنظر إليك مشدوهاً يتعجب مما قلت، ولو أن صديقك قال لك : إن اللقمة أكبر من الرغيف الذي اقتُطِعت منه لعددت كلامه هذياناً يدخله في زمرة المجانين. لماذا؟ لأن للعقل دلالة مستقلة ينفرد بها، لأن له بدائه ومسلّمات وعلوماً ضرورية يفرق بها المرء بين ما يمكن وما يستحيل، بين ما يجوز وقوعه وما لا يجوز وقوعه، لأن له قدرةً يميِّز بها بين ما يحسن وما لا يحسن، ألا يتفق جميع الناس على أن العدل حسن، وعلى أن الظلم قبيح؟ على أن شكر المنعم فضيلة، وعلى أن جحوده رذيلة؟ بل حتى البهائم تميّز بين من يسيء و من يحسن إليها، فتنفر من الأوّل أشد النفور، وتُقبل على الآخر متمسحة به، وادعة بين يديه.
إذا ثبت هذا، وعلمنا أن للعقل دلالة مستقلة ونتائج ينفرد بها قبل نزول النص بل لا يمكن معرفة النص إلا بها، فقد آن لنا أن نلج في القضية وندلل على ما نحن فيه من دعوى تقديم العقل على النص.
ولكي نقرر هذا لا بد من أن نسأل هذا السؤال:
كيف علمنا أن النص هو من عند الله؟ وكيف علمنا أنه حجة وأنه دليل؟.
إن النص من حيث هو دلالة وإخبار مبني على التصديق والتكذيب، وإنك لا تقبل الخبر وتصدقه إلا إذا كنت تعلم أحوال قائله (المخبر)؛ فالأخذ بالنص وقبوله وتصديقه فرعٌ على معرفة الله تعالى، ومعرفة الله تعالى لا تكون إلا بحجة العقل وبدلالة العقل كما هو معلوم.
فبدلالة العقل نعرف الله تعالى، إذ ننظر إلى المخلوقات، وقد استقر لدينا ـ ببدائه العقول ـ أنه لا مصنوع إلا وله صانع، هذا الصانع قادر لأنه قد صح منه الفعل، وقد استقر لدينا أن القادر هو الذي يصح الفعل منه، ولما رأينا جمال الصنع وإتقانه واتساقه على مقتضى الحكمة علمنا أنه عالم لا يجهل لأن دقة الصنعة تدل على علم الصانع، ولأنه قادر وعالم فلا بد أنه حي، لأن القادرين العالمين لا بد أن يكونوا أحياء ولا يجوز أن يكون هناك قادر عالم ليس بحي، فإذا كان قادراً عالماً حيًّا فلا بد أن يكون مدرِكاً للمدرَكات متكلِّماً؛ لأن الأحياء القادرين العالمين إذا خلوا من الآفات لا بد أن يكونوا مدركين للمدرَكات متكلِّمين، وهكذا نثبت صحة الكلام منه سبحانه، وحين نظرنا وجدنا أنه لا بد أن يكون مخالفاً لهذه المخلوقات من كل وجه، فإذا كانت مُحدَثة (والمحدَث هو الذي لوجوده بداية أي كان بعد أن لم يكن)، كان هو قديماً (لا أوّل لوجوده)، وإذا كانت هي أجساماً فيستحيل أن يكون هو جسماً، وإذا كانت متحيِّزة فيستحيل أن يكون هو متحيِّزاً، وإذا كانت المخلوقات تقبل الزيادة والنقصان، فيستحيل أن يكون هو كذلك، وإذا كان تعالى غير قابل للزيادة والنقصان فهو إذن غنيٌّ، فهو عالم وغنيٌّ ، وإذا كان عالماً وغنيًّا فهو لا يفعل القبيح، لأنه لا يفعل القبيح إلا جاهل أو محتاج، فالذي يكذب لا يكذب إلا لجلب نفع، أو لدفع ضر ( وهذا هو الاحتياج)، أو يفعل ذلك لا لغاية أو لعبث (وهذا هو الجهل)، وهكذا يجري النظر خطوة خطوة حتى يعلم الناظر المستدل كون الله تعالى عدلاً حكيماً لا يفعل القبيح ولا يجري المعجزات على يد الكذابين، ويثبت بهذا النظر والاستدلال أن هذا القرآن كلام الله تعالى، وهكذا تثبت دلالة (السمع) أو (النص).
وإذن، وبعدما سبق؛ فإنه يمكننا أن نقول: إن (النص) محتاجٌ إلى (العقل) في أمرين مهمين :
الأول: أن النص محتاج إلى العقل ليثبت أولاً، ولتثبت دلالته.
الثاني: أن النص محتاج إلى العقل ليفهم، وليعقل المراد منه.
وعلى هذا فإن قول المعتزلة: "إن العقل مقدَّم على النص" ليس بهذه الخطورة التي يظنها بعض الناس، وعلى هذا أيضاً فإن قول المعتزلة: "إن العقل دليل مستقل وهو أوّل الأدلة" ليس أمراً منكراً بل هو توصيف للواقع ليس إلا.
الجدير بالذكر أن كثيراً من الناس يظنون أن دلالة العقل ودلالة النص أمران متنافران، أو مختلفان، وهذا غير صحيح، فللعقل الكلمة الأولى فيما لا يُعرف إلا به (أي العقليات)، وللسمع أيضاً الكلمة الأولى فيما لا يُعرف إلا به (أي الشرعيات)، فالوضوء وأحكامه، وأحكام الحيض والنفاس وغسل الجنابة أمور شرعية لا دخل للعقل فيها ولا تدرك إلا بالشرع، كما أن للّغة الكلمة الأولى في (اللغويات)، فإن رفع الفاعل ونصب المفعول أمور لغوية لا دخل للعقل بها، وإنما يُجرَى فيها على سنن العرب في كلامها.
لقد أنزل الله تعالى القرآن باللغة العربية التي تواضع عليها العرب قبل نزول القرآن، فعندما يقول مثلاً :" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى"، فإن العربي يعلم ـ قبل نزول النص القرآني ـ ما معنى العدل، وما معنى الإحسان، وما معنى إيتاء ذي القربى. لقد أنزل القرآن باللغة التي اتفق وتواضع العرب على معانيها قبل نزوله، فكل كلمة في القرآن يعرفها العرب سلفاً و(يعقلونها) سلفاً، قبل نزول القرآن ولهذا قال الله تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "(يوسف:2)، وقال سبحانه:" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء:195)، معنى هذا أن القرآن نزل ليكلم العرب بشيء يعقلونه مسبقاً، وحينئذ فلا غرابة ولا عيب ولا نكارة في كون العقل قبل النص، وفي كون العقل مقدَّمًا على النص وقد قلنا إنه دليل مستقل بحد ذاته، وإن تقديمه هو تقديم فطري طبيعي، لا يعني التفضيل ولا يقتضيه، ولكن ألفاظ النص وعباراته يجب أن تعود إلى العقل لتتفق مع مسلماته وقواعده واستنتاجاته.
وإذن فإن الخطاب القرآني (دلالة النص) ينقسم في علاقته مع (دلالة العقل) إلى نوعين:
1) النوع الأول : خطابٌ يدل على أشياء لولا ورود الخطاب بها لما صح أن تعرف بأدلة العقول، كالعبادات مثلاً، فإن العقل يدرك أنها تعبير عن الخضوع والشكر للمنعم، ولكنه لا يمكن أن يحدد كيفياتها وهيئاتها ومقاديرها ومواقيتها، ولو ترك ذلك للعقل لابتكر هيئات مختلفة جداً ولا متناهية، لا يمكن أن تحدد، من أجل هذا كان الأمر الإلهي بتحديد صورة وهيئات ومواقيت محددة لها؛ فالصلاة لها هيئات مخصوصة بمواقيت مخصوصة وعبارات مخصوصة، وكذلك الحج، وكذلك الصيام، وهذه الأمور (أعني كيفيات العبادات ومواقيتها) قد ثبتت بـ (دليل السمع) الذي لولا (العقل) لما ثبت أصلاً ولما قبلنا كونه من عند الله!، ثم إنها لا تصادم العقل مسلمات العقل وبدائهه لا من قريب ولا من بعيد.
2) أما الضرب الثاني من الخطاب القرآني فيدل على أمور يمكن أن تعرف بأدلة العقول، وهو على قسمين :
أ) ما لا يمكن معرفته إلا بدلالة العقول، ثم يأتي القرآن الكريم ليزيد هذا الأمر رسوخاً وتأكيداً، كحسن شكر المنعم، وإقامة العدل، والإحسان إلى الناس، وقبح الظلم والعدوان وجحود المنعم، وكمعرفة الله تعالى وتوحيده.
ب) ما يمكن معرفته بدلالة العقل وبدلالة الخطاب معاً، ولا يستغنى فيه عن دلالة الخطاب، بل إن الخطاب القرآني نفسه في هذا القسم يكون بمثابة مستفزٍّ للعقل ليبحث عن وجه الحكمة في هذا الخطاب، وحينئذٍ فالحسن فيه لا يحسن لمجرد الأمر به (كما هو رأي بعض الناس) ولكن لأن العقول أدركت حسنه، والقبيح لم يقبح لمجرد النهي عنه بل لأنه قبيح في ذاته، ويمكن للعقول أن تدرك قبحه، وليس مجرد الأمر أو النهي بعلة لا لحسن ولا لقبح، بل هما لا يعدوان أن يكونا دلالتين يهديان العقل ويستثيرانه ليفكر في حسن هذا وقبح ذاك.
إن معرفة الله تعالى لا يمكن أن تثبت إلا بدلالة العقل أولاً، فإذا عرفنا الله تعالى وعرفنا أنه عدل وأنه غني وأنه عالم قبلنا الكلام الذي أنزله على رسوله (القرآن الكريم)، وهاهنا ستضاف دلالة أخرى إلى دلالة العقل هي دلالة السمع تسير مع دلالة العقل جنباً إلى جنب، تبحث المسألة العقلية على ضوء مسلمات العقل أولاً حتى نفهم ماذا يريد السمع الذي ستصبح له الكلمة الأولى فيما ليس للعقل دخل فيه، مما هو متعلق بالشرعيات التي ليست من اختصاص العقل بل موقفه منها الفهم والقبول والتسليم والرضا
--------------------------------------------------------------------------
كتب الزميل الراشدي:
لااعرف كيف سيكون المدخل للحوار في هذا الموضوع الدسم، فالمعتزلة للاسف قد خسروا الحرب جسديا وفكريا، فبالرغم الاولويات التي امتلكوها فكريا الا انه ظهر ان اعطاء العقل اجازة طويلة هو الاصلح..
كيف علمنا ان النص من عند إله، وكيف علمنا اته حجة ودليل؟ فعلا امر ممتع.
تقول :
بدلالة العقل: فعن اي عقل تتكلم؟
هناك العقل الانساني التجريدي للجماعة، حيث تتراكم المعرفة العملية التجريبية، وهناك عقل الفرد الذي يختلف من شخص الى اخر في المستوى والقدرات والمخزون، وهناك العقل العلمي القائم على المنهج العلمي...فعن اي عقل تتكلم؟
وتضيف "انه استقر لدينا ان لا مصنوع الا وله صانع"...وبالتالي فقد جعلت الفرضية استنتاجا وحشرتها على العموم تحت تعبير " لنا" وكأنه لارأي اخر بين الناس غير هذا الرأي الحتمي والطبيعي.
اليس من الواجب اولا ان تبرهن على ان "ماتفترضه" على انه مصنوع هو مصنوع فعلا ولاخلاف على ذلك ولا يوجد اي احتمال اخر؟
لنأخذ مثلا الانسان، كيف استقر " لدينا " عقليا على انه مصنوع، حتى يحتاج الى صانع؟ اليس هناك خلاف بين الخلقيين والتطوريين تصل الى حد نفي الخلق على الاطلاق، فعن اي " لنا" تتحدث؟ ثم وحتى اذا افترضنا انك تقصد بين المتفقين معك، فعن اي عقل تتكلم؟ عقل الفرد ام الجماعة ام العلماء؟
ولنتابع بقية لموضوع
--------------------------------------------------------------------------
كتب الزميل القاضي عبد الجبار :
مما هو سائد بين الناس شناعة القول بأن العقل مقدّمٌ على النص، إذ هذا الرأي ـ كما هو معلوم ـ رأي فرقة المعتزلة، ولأن للمعتزلة تاريخاً أسود مع أهل الحديث بالتحديد (فتنة خلق القرآن)، فأهل الحديث يجدون في أنفسهم حزازة عند مجرد ذكر اسم المعتزلة فضلاً عن الخوض في بعض أبحاثهم وآرائهم .
نعم، إن المعتزلة يقولون: إن العقل مقدَّمٌ على النص، ولكنهم لا يقولون: إن العقل مقدّم على النص تقديم (تفضيل)! ولكنه مقدّم على النص تقديم (ترتيب)، وهناك فرق ـ لا شك ـ بين الترتيب والتفضيل.
وحين نتجرد لبعض الوقت من الأحكام المسبقة، والعبارات الجاهزة (المعلّبة)، ونتأمل قليلاً فيما قاله (أهل التوحيد والعدل) في هذه القضية؛ سنجد أن الأمر لا يستحق كل تلك الجَلَبة التي للصراعات السياسية والمذهبية أثرٌ لا ينكر فيها، وأن لكلامهم وجاهة تستحق النظر والتأمل.
ولكي نفهم هذه القضية حق الفهم لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال:
• هل للعقل دلالة مستقلة أو لا؟!
الإجابة عن هذا السؤال: نعم، إن للعقل دلالة مستقلة ينفرد بها عن غيره؛ وهذا أمر معلوم بالضرورة، يشهد له الواقع ويؤيده الحس، إذ للعقل مسلّماتٌ وبدائه ينطلق منها، ويؤسس عليها أحكامه، وإلا فتبطل حينئذ كل طرق النظر والاستدلال تماماً، وفي هذا من الفساد والإحالة ما لا يخفى.
إن العقل يعلم يقيناً أن الكل أكبر من الجزء، وأن الثلاثة أصغر من الأربعة، وأن الجسم لا يمكن أن يكون ساكناً ومتحركاً معاً في آن، وأن الجسم الواحد لا يمكن أن يكون في مكانين في وقت واحد، وأن حاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون ضرب اثنين في اثنين يساوي عشرة مثلاً، ولو أنك قلت لولدك الصغير: اذهب يا بنيَّ فافتح لي الباب فأنا قادم من الخارج الآن، لنظر إليك مشدوهاً يتعجب مما قلت، ولو أن صديقك قال لك : إن اللقمة أكبر من الرغيف الذي اقتُطِعت منه لعددت كلامه هذياناً يدخله في زمرة المجانين. لماذا؟ لأن للعقل دلالة مستقلة ينفرد بها، لأن له بدائه ومسلّمات وعلوماً ضرورية يفرق بها المرء بين ما يمكن وما يستحيل، بين ما يجوز وقوعه وما لا يجوز وقوعه، لأن له قدرةً يميِّز بها بين ما يحسن وما لا يحسن، ألا يتفق جميع الناس على أن العدل حسن، وعلى أن الظلم قبيح؟ على أن شكر المنعم فضيلة، وعلى أن جحوده رذيلة؟ بل حتى البهائم تميّز بين من يسيء و من يحسن إليها، فتنفر من الأوّل أشد النفور، وتُقبل على الآخر متمسحة به، وادعة بين يديه.
إذا ثبت هذا، وعلمنا أن للعقل دلالة مستقلة ونتائج ينفرد بها قبل نزول النص بل لا يمكن معرفة النص إلا بها، فقد آن لنا أن نلج في القضية وندلل على ما نحن فيه من دعوى تقديم العقل على النص.
ولكي نقرر هذا لا بد من أن نسأل هذا السؤال:
كيف علمنا أن النص هو من عند الله؟ وكيف علمنا أنه حجة وأنه دليل؟.
إن النص من حيث هو دلالة وإخبار مبني على التصديق والتكذيب، وإنك لا تقبل الخبر وتصدقه إلا إذا كنت تعلم أحوال قائله (المخبر)؛ فالأخذ بالنص وقبوله وتصديقه فرعٌ على معرفة الله تعالى، ومعرفة الله تعالى لا تكون إلا بحجة العقل وبدلالة العقل كما هو معلوم.
فبدلالة العقل نعرف الله تعالى، إذ ننظر إلى المخلوقات، وقد استقر لدينا ـ ببدائه العقول ـ أنه لا مصنوع إلا وله صانع، هذا الصانع قادر لأنه قد صح منه الفعل، وقد استقر لدينا أن القادر هو الذي يصح الفعل منه، ولما رأينا جمال الصنع وإتقانه واتساقه على مقتضى الحكمة علمنا أنه عالم لا يجهل لأن دقة الصنعة تدل على علم الصانع، ولأنه قادر وعالم فلا بد أنه حي، لأن القادرين العالمين لا بد أن يكونوا أحياء ولا يجوز أن يكون هناك قادر عالم ليس بحي، فإذا كان قادراً عالماً حيًّا فلا بد أن يكون مدرِكاً للمدرَكات متكلِّماً؛ لأن الأحياء القادرين العالمين إذا خلوا من الآفات لا بد أن يكونوا مدركين للمدرَكات متكلِّمين، وهكذا نثبت صحة الكلام منه سبحانه، وحين نظرنا وجدنا أنه لا بد أن يكون مخالفاً لهذه المخلوقات من كل وجه، فإذا كانت مُحدَثة (والمحدَث هو الذي لوجوده بداية أي كان بعد أن لم يكن)، كان هو قديماً (لا أوّل لوجوده)، وإذا كانت هي أجساماً فيستحيل أن يكون هو جسماً، وإذا كانت متحيِّزة فيستحيل أن يكون هو متحيِّزاً، وإذا كانت المخلوقات تقبل الزيادة والنقصان، فيستحيل أن يكون هو كذلك، وإذا كان تعالى غير قابل للزيادة والنقصان فهو إذن غنيٌّ، فهو عالم وغنيٌّ ، وإذا كان عالماً وغنيًّا فهو لا يفعل القبيح، لأنه لا يفعل القبيح إلا جاهل أو محتاج، فالذي يكذب لا يكذب إلا لجلب نفع، أو لدفع ضر ( وهذا هو الاحتياج)، أو يفعل ذلك لا لغاية أو لعبث (وهذا هو الجهل)، وهكذا يجري النظر خطوة خطوة حتى يعلم الناظر المستدل كون الله تعالى عدلاً حكيماً لا يفعل القبيح ولا يجري المعجزات على يد الكذابين، ويثبت بهذا النظر والاستدلال أن هذا القرآن كلام الله تعالى، وهكذا تثبت دلالة (السمع) أو (النص).
وإذن، وبعدما سبق؛ فإنه يمكننا أن نقول: إن (النص) محتاجٌ إلى (العقل) في أمرين مهمين :
الأول: أن النص محتاج إلى العقل ليثبت أولاً، ولتثبت دلالته.
الثاني: أن النص محتاج إلى العقل ليفهم، وليعقل المراد منه.
وعلى هذا فإن قول المعتزلة: "إن العقل مقدَّم على النص" ليس بهذه الخطورة التي يظنها بعض الناس، وعلى هذا أيضاً فإن قول المعتزلة: "إن العقل دليل مستقل وهو أوّل الأدلة" ليس أمراً منكراً بل هو توصيف للواقع ليس إلا.
الجدير بالذكر أن كثيراً من الناس يظنون أن دلالة العقل ودلالة النص أمران متنافران، أو مختلفان، وهذا غير صحيح، فللعقل الكلمة الأولى فيما لا يُعرف إلا به (أي العقليات)، وللسمع أيضاً الكلمة الأولى فيما لا يُعرف إلا به (أي الشرعيات)، فالوضوء وأحكامه، وأحكام الحيض والنفاس وغسل الجنابة أمور شرعية لا دخل للعقل فيها ولا تدرك إلا بالشرع، كما أن للّغة الكلمة الأولى في (اللغويات)، فإن رفع الفاعل ونصب المفعول أمور لغوية لا دخل للعقل بها، وإنما يُجرَى فيها على سنن العرب في كلامها.
لقد أنزل الله تعالى القرآن باللغة العربية التي تواضع عليها العرب قبل نزول القرآن، فعندما يقول مثلاً :" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى"، فإن العربي يعلم ـ قبل نزول النص القرآني ـ ما معنى العدل، وما معنى الإحسان، وما معنى إيتاء ذي القربى. لقد أنزل القرآن باللغة التي اتفق وتواضع العرب على معانيها قبل نزوله، فكل كلمة في القرآن يعرفها العرب سلفاً و(يعقلونها) سلفاً، قبل نزول القرآن ولهذا قال الله تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "(يوسف:2)، وقال سبحانه:" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء:195)، معنى هذا أن القرآن نزل ليكلم العرب بشيء يعقلونه مسبقاً، وحينئذ فلا غرابة ولا عيب ولا نكارة في كون العقل قبل النص، وفي كون العقل مقدَّمًا على النص وقد قلنا إنه دليل مستقل بحد ذاته، وإن تقديمه هو تقديم فطري طبيعي، لا يعني التفضيل ولا يقتضيه، ولكن ألفاظ النص وعباراته يجب أن تعود إلى العقل لتتفق مع مسلماته وقواعده واستنتاجاته.
وإذن فإن الخطاب القرآني (دلالة النص) ينقسم في علاقته مع (دلالة العقل) إلى نوعين:
1) النوع الأول : خطابٌ يدل على أشياء لولا ورود الخطاب بها لما صح أن تعرف بأدلة العقول، كالعبادات مثلاً، فإن العقل يدرك أنها تعبير عن الخضوع والشكر للمنعم، ولكنه لا يمكن أن يحدد كيفياتها وهيئاتها ومقاديرها ومواقيتها، ولو ترك ذلك للعقل لابتكر هيئات مختلفة جداً ولا متناهية، لا يمكن أن تحدد، من أجل هذا كان الأمر الإلهي بتحديد صورة وهيئات ومواقيت محددة لها؛ فالصلاة لها هيئات مخصوصة بمواقيت مخصوصة وعبارات مخصوصة، وكذلك الحج، وكذلك الصيام، وهذه الأمور (أعني كيفيات العبادات ومواقيتها) قد ثبتت بـ (دليل السمع) الذي لولا (العقل) لما ثبت أصلاً ولما قبلنا كونه من عند الله!، ثم إنها لا تصادم العقل مسلمات العقل وبدائهه لا من قريب ولا من بعيد.
2) أما الضرب الثاني من الخطاب القرآني فيدل على أمور يمكن أن تعرف بأدلة العقول، وهو على قسمين :
أ) ما لا يمكن معرفته إلا بدلالة العقول، ثم يأتي القرآن الكريم ليزيد هذا الأمر رسوخاً وتأكيداً، كحسن شكر المنعم، وإقامة العدل، والإحسان إلى الناس، وقبح الظلم والعدوان وجحود المنعم، وكمعرفة الله تعالى وتوحيده.
ب) ما يمكن معرفته بدلالة العقل وبدلالة الخطاب معاً، ولا يستغنى فيه عن دلالة الخطاب، بل إن الخطاب القرآني نفسه في هذا القسم يكون بمثابة مستفزٍّ للعقل ليبحث عن وجه الحكمة في هذا الخطاب، وحينئذٍ فالحسن فيه لا يحسن لمجرد الأمر به (كما هو رأي بعض الناس) ولكن لأن العقول أدركت حسنه، والقبيح لم يقبح لمجرد النهي عنه بل لأنه قبيح في ذاته، ويمكن للعقول أن تدرك قبحه، وليس مجرد الأمر أو النهي بعلة لا لحسن ولا لقبح، بل هما لا يعدوان أن يكونا دلالتين يهديان العقل ويستثيرانه ليفكر في حسن هذا وقبح ذاك.
إن معرفة الله تعالى لا يمكن أن تثبت إلا بدلالة العقل أولاً، فإذا عرفنا الله تعالى وعرفنا أنه عدل وأنه غني وأنه عالم قبلنا الكلام الذي أنزله على رسوله (القرآن الكريم)، وهاهنا ستضاف دلالة أخرى إلى دلالة العقل هي دلالة السمع تسير مع دلالة العقل جنباً إلى جنب، تبحث المسألة العقلية على ضوء مسلمات العقل أولاً حتى نفهم ماذا يريد السمع الذي ستصبح له الكلمة الأولى فيما ليس للعقل دخل فيه، مما هو متعلق بالشرعيات التي ليست من اختصاص العقل بل موقفه منها الفهم والقبول والتسليم والرضا
--------------------------------------------------------------------------
كتب الزميل الراشدي:
لااعرف كيف سيكون المدخل للحوار في هذا الموضوع الدسم، فالمعتزلة للاسف قد خسروا الحرب جسديا وفكريا، فبالرغم الاولويات التي امتلكوها فكريا الا انه ظهر ان اعطاء العقل اجازة طويلة هو الاصلح..
كيف علمنا ان النص من عند إله، وكيف علمنا اته حجة ودليل؟ فعلا امر ممتع.
تقول :
بدلالة العقل: فعن اي عقل تتكلم؟
هناك العقل الانساني التجريدي للجماعة، حيث تتراكم المعرفة العملية التجريبية، وهناك عقل الفرد الذي يختلف من شخص الى اخر في المستوى والقدرات والمخزون، وهناك العقل العلمي القائم على المنهج العلمي...فعن اي عقل تتكلم؟
وتضيف "انه استقر لدينا ان لا مصنوع الا وله صانع"...وبالتالي فقد جعلت الفرضية استنتاجا وحشرتها على العموم تحت تعبير " لنا" وكأنه لارأي اخر بين الناس غير هذا الرأي الحتمي والطبيعي.
اليس من الواجب اولا ان تبرهن على ان "ماتفترضه" على انه مصنوع هو مصنوع فعلا ولاخلاف على ذلك ولا يوجد اي احتمال اخر؟
لنأخذ مثلا الانسان، كيف استقر " لدينا " عقليا على انه مصنوع، حتى يحتاج الى صانع؟ اليس هناك خلاف بين الخلقيين والتطوريين تصل الى حد نفي الخلق على الاطلاق، فعن اي " لنا" تتحدث؟ ثم وحتى اذا افترضنا انك تقصد بين المتفقين معك، فعن اي عقل تتكلم؟ عقل الفرد ام الجماعة ام العلماء؟
ولنتابع بقية لموضوع
اقتباس : حي، فإذا كان قادراً عالماً حيًّا فلا بد أن يكون مدرِكاً للمدرَكات متكلِّماً؛ لأن الأحياء القادرين العالمين إذا خلوا من الآفات لا بد أن يكونوا مدركين للمدرَكات متكلِّمين، وهكذا نثبت صحة الكلام منه سبحانه
إذا الاله " قادر، عالم، حي، مدرك، متكلم، خالي من الافات"، لماذا: لكونه خالي من الافات..اليس بهذه المرافعة تصبح القاضي والمحامي والمدعي العام في نفس الوقت؟
ان اي موضوع "عقلي" يحتاج الى وضع مصطلحاته تحت المجهر ووضع تعريفات واضحة لها قبل الدخول في اي حوار. وقد اعتاد الخطاب الديني ان يتفادى التعريف ليتمكن من لوي الكلمات في سيرك لاينتهي...فمثلا هنا هل يمكن ان نعلم ماذا تقصد بتعبير "حي"، وهل يحتاج الاله ان يكون حي؟
وماذا تعني بتعبير " عالم"، ماهو العلم وكيف يجري حفظه؟ وكيف توصلت الى انه خالي من الافات، بمعنى اخر ماذا تعني الافة لديك، وهل ماتعنيه هذه المعاني عندك هي نفسها معانيها عند الاله؟ كيف تستطيع اثبات ذلك؟
ان اي موضوع "عقلي" يحتاج الى وضع مصطلحاته تحت المجهر ووضع تعريفات واضحة لها قبل الدخول في اي حوار. وقد اعتاد الخطاب الديني ان يتفادى التعريف ليتمكن من لوي الكلمات في سيرك لاينتهي...فمثلا هنا هل يمكن ان نعلم ماذا تقصد بتعبير "حي"، وهل يحتاج الاله ان يكون حي؟
وماذا تعني بتعبير " عالم"، ماهو العلم وكيف يجري حفظه؟ وكيف توصلت الى انه خالي من الافات، بمعنى اخر ماذا تعني الافة لديك، وهل ماتعنيه هذه المعاني عندك هي نفسها معانيها عند الاله؟ كيف تستطيع اثبات ذلك؟
اقتباس : فيستحيل أن يكون هو متحيِّزاً، وإذا كانت المخلوقات تقبل الزيادة والنقصان، فيستحيل أن يكون هو كذلك، وإذا كان تعالى غير قابل للزيادة والنقصان فهو إذن غنيٌّ، فهو عالم وغنيٌّ ، وإذا كان عالماً وغنيًّا فهو لا يفعل القبيح، لأنه لا يفعل القبيح إلا جاهل أو محتاج، فالذي يكذب لا يكذب إلا لجلب نفع، أو لدفع ضر ( وهذا هو الاحتياج)، أو يفعل ذلك لا لغاية أو لعبث (وهذا هو الجهل
ولكن هذه قيم اخلاقية انسانية حديثة، نشأت بظهور مجتمع الملكية. ومن الواضح ان ماتسميه العقل يعالج الامور من وجهة نظره الخاصة ليعممها على الكون وهذا بحد ذاته جهل العقل الجماعي الفلسفي الغير علمي في محاولة لصيد عقل الفرد.
ومن جديد نعود لتعريف المصطلحات: ماهو التحيز؟
وعندما تشير الى انه " يستحيل" فكيف توصلت الى هذه الاستحالة، اليس على اساس " رغبة شخصية مطلقة" ام لديك براهين عقلية لايؤثر عليها نسبية العقل البشري من خلال رؤيته الخاصة؟
واحب هنا ان اشير الى المثل الذي يقول ان الضفدعة ترى العالم من خلال فتحة البئر التب تسكنه فتظن ان هذه هي كل السماء. والعقل البشري يخطئ، فهو يرى السراب، ويستقبل الموجاات الضوئية فيعتقد انها الوان، وضربة الشمس تجعلها يرى الاوهام حقائق..فهل خبرته التي يعتبرها حقائق نابعة من عقل الفرد وحده؟
ثم هل حقا ان الله لايفعل القبيح؟ ماهو القبيح بالنسبة لك؟
واخيرا اشير الى ان العقل وحده لايكفي، يجب اضافة الية المنهج العلمي والبحث العلمي التجريبي..
--------------------------------------------------------------------------
القاضي عبد الجبار كتب:
ومن جديد نعود لتعريف المصطلحات: ماهو التحيز؟
وعندما تشير الى انه " يستحيل" فكيف توصلت الى هذه الاستحالة، اليس على اساس " رغبة شخصية مطلقة" ام لديك براهين عقلية لايؤثر عليها نسبية العقل البشري من خلال رؤيته الخاصة؟
واحب هنا ان اشير الى المثل الذي يقول ان الضفدعة ترى العالم من خلال فتحة البئر التب تسكنه فتظن ان هذه هي كل السماء. والعقل البشري يخطئ، فهو يرى السراب، ويستقبل الموجاات الضوئية فيعتقد انها الوان، وضربة الشمس تجعلها يرى الاوهام حقائق..فهل خبرته التي يعتبرها حقائق نابعة من عقل الفرد وحده؟
ثم هل حقا ان الله لايفعل القبيح؟ ماهو القبيح بالنسبة لك؟
واخيرا اشير الى ان العقل وحده لايكفي، يجب اضافة الية المنهج العلمي والبحث العلمي التجريبي..
--------------------------------------------------------------------------
القاضي عبد الجبار كتب:
اقتباس : تقول :
بدلالة العقل: فعن اي عقل تتكلم؟
هناك العقل الانساني التجريدي للجماعة، حيث تتراكم المعرفة العملية التجريبية، وهناك عقل الفرد الذي يختلف من شخص الى اخر في المستوى والقدرات والمخزون، وهناك العقل العلمي القائم على المنهج العلمي...فعن اي عقل تتكلم؟
هناك مشكلة دائماً بين أنصار العقل التجريبي والعقل النظري ... والكل يهاجم الآخر وينصر نفسه، ولكن أنبهك إلى نقطة مهمة! أن من يهاجم العقل النظري! أو ينصره، وأن من يهاجم العقل التجريبي أو ينصره لن يستخدم إلا العقل النظري لإثبات نظريته!!
وهذا هو العقل الذي أعنيه .. العقل النظري ومسلماته وبدهياته .. والذي يعود إليه المنطق الرياضي ويعود إليه المنطق التجريبي!
وهذا هو العقل الذي أعنيه .. العقل النظري ومسلماته وبدهياته .. والذي يعود إليه المنطق الرياضي ويعود إليه المنطق التجريبي!
اقتباس : وتضيف "انه استقر لدينا ان لا مصنوع الا وله صانع"...وبالتالي فقد جعلت الفرضية استنتاجا وحشرتها على العموم تحت تعبير " لنا" وكأنه لارأي اخر بين الناس غير هذا الرأي الحتمي والطبيعي.
اليس من الواجب اولا ان تبرهن على ان "ماتفترضه" على انه مصنوع هو مصنوع فعلا ولاخلاف على ذلك ولا يوجد اي احتمال اخر؟
لنأخذ مثلا الانسان، كيف استقر " لدينا " عقليا على انه مصنوع، حتى يحتاج الى صانع؟ اليس هناك خلاف بين الخلقيين والتطوريين تصل الى حد نفي الخلق على الاطلاق، فعن اي " لنا" تتحدث؟ ثم وحتى اذا افترضنا انك تقصد بين المتفقين معك، فعن اي عقل تتكلم؟ عقل الفرد ام الجماعة ام العلماء؟
أما التطوريون فما يزال كلامهم فرضيات، لم تصل بعد إلى درجة اليقين ...
وكذلك الخلقيون هب أن العلم التجريبي لم يخدمهم ...
لكن مسلمة من مسلمات العقل هي امتناع (التسلسل) و(الدور) ... تحتاج إلى من يبطلها ..
وسواء أكان الأمر مبنياً على التطور أو على الخلق ... فلا مناص من ذكر التسلسل ...فإما أن يكون الأمر متسلسلاً إلى ما لانهاية، أو يكن له نهاية ينتهي عندها، وإما أن (يدور) الأمر إلى الأبد، أو أن ينتهي إلى حد ...
وأمثل لك على التسلسل بهذا المثال:
لن يقوم سامر حتى يقوم وسيم، ولن يقوم وسيم حتى يقوم راشد، ولن يقوم راشد، حتى يقوم سعيد، وهكذا إلى ما لا نهاية ..
السؤال: هل سيقوم سامر؟ الجواب: لا، لأن هذا تسلسل والتسلسل ممتنع عقلاً ...
وهكذا لو طبقنا هذه النظرية على التطور فستؤدي إلى نفس النتيجة، لن يصبح الإنسان إنساناً حتى يصبح قرداً، ولن يصبح القرد قرداً حتى يكون قطة ...... وهكذا إلى ما لا نهاية، هل سيكون الإنسان؟
ربما يأتي متحذلق، فيقول: كلا، فربما كان هناك (تسلسل دائري) .. هذا التسلسل الدائري هو ما يسمى بالـ (دور) ... بحيث أن الكون عبارة عن تكون دائري يبدأ من (أ) وينتهي بـ (ي) ثم يعود إلى (أ) مرة أخرى وهكذا ...
هاهنا نقول: هل حقاً سيبدأ بـ (أ)؟ فإذا كان سيبدأ بـ (أ) فهو ليس دوراً إذن؟؟ فلم تسميه تسلسلاً دائرياً؟؟
إن الدور هو أن يقال، لن يقوم (سامر) حتى يقوم (سعيد)، ولن يقوم (سعيد) حتى يقوم (راشد)، ولكن (راشداً) لن يقوم حتى يقوم (سامر)، و(سامر) لن يقوم حتى يقوم (سعيد) ... وهكذا بشكل دائري ..
فهل سيقوم (سامر)؟؟
فطبق هذه النظرية على الخلق أو على التطور
فلن تصل إلى شيء!!
فأين الحل يا ترى؟
إن (المسلمات) العقلية تحيل التسلسل والدور، ولا بد من نقطة هي النقطة الأولى التي بدأ منها الكون!
لكن هذه النقطة هل هي قديمة لا أول لوجودها؟ أم هي حديثة؟
إذا كانت قديمة لا أول لوجودها فكيف حدث التغير فيها؟ هل هي غيرت نفسها بنفسها؟ بمعنى أن لها إرادة؟ إن الجمادات ليس لها إرادة كما نعلم ...
وإذن فهل هي محدثة بمعنى أنها كانت بعد أن لم تكن؟
أنت تعلم أن هناك نظرية تحدد عمر الكون بـ 16 مليار سنة ...
على أية حال، هب أن الكون قديم من جهة محدث من جهة ...
وإذن فمن الذي غيّر في هذا الكون؟ وأنشأ فيه الزمان؟ لأن الزمان لم ينشأ إلا عن طريق (حركة الأفلاك) ..
سنلج هاهنا في مسألة (الدور) و(التسلسل) فلا بد إذن من (مرجِّح) أو فلنقل (مغيِّر) غيّر هذا الكون وفعل فيه ما تعلم ... لأن الجمادات لا إرادة لها ... والقول بأن الجمادات لها إرادة هو قول لا دليل عليه.
وكذلك الخلقيون هب أن العلم التجريبي لم يخدمهم ...
لكن مسلمة من مسلمات العقل هي امتناع (التسلسل) و(الدور) ... تحتاج إلى من يبطلها ..
وسواء أكان الأمر مبنياً على التطور أو على الخلق ... فلا مناص من ذكر التسلسل ...فإما أن يكون الأمر متسلسلاً إلى ما لانهاية، أو يكن له نهاية ينتهي عندها، وإما أن (يدور) الأمر إلى الأبد، أو أن ينتهي إلى حد ...
وأمثل لك على التسلسل بهذا المثال:
لن يقوم سامر حتى يقوم وسيم، ولن يقوم وسيم حتى يقوم راشد، ولن يقوم راشد، حتى يقوم سعيد، وهكذا إلى ما لا نهاية ..
السؤال: هل سيقوم سامر؟ الجواب: لا، لأن هذا تسلسل والتسلسل ممتنع عقلاً ...
وهكذا لو طبقنا هذه النظرية على التطور فستؤدي إلى نفس النتيجة، لن يصبح الإنسان إنساناً حتى يصبح قرداً، ولن يصبح القرد قرداً حتى يكون قطة ...... وهكذا إلى ما لا نهاية، هل سيكون الإنسان؟
ربما يأتي متحذلق، فيقول: كلا، فربما كان هناك (تسلسل دائري) .. هذا التسلسل الدائري هو ما يسمى بالـ (دور) ... بحيث أن الكون عبارة عن تكون دائري يبدأ من (أ) وينتهي بـ (ي) ثم يعود إلى (أ) مرة أخرى وهكذا ...
هاهنا نقول: هل حقاً سيبدأ بـ (أ)؟ فإذا كان سيبدأ بـ (أ) فهو ليس دوراً إذن؟؟ فلم تسميه تسلسلاً دائرياً؟؟
إن الدور هو أن يقال، لن يقوم (سامر) حتى يقوم (سعيد)، ولن يقوم (سعيد) حتى يقوم (راشد)، ولكن (راشداً) لن يقوم حتى يقوم (سامر)، و(سامر) لن يقوم حتى يقوم (سعيد) ... وهكذا بشكل دائري ..
فهل سيقوم (سامر)؟؟
فطبق هذه النظرية على الخلق أو على التطور
فلن تصل إلى شيء!!
فأين الحل يا ترى؟
إن (المسلمات) العقلية تحيل التسلسل والدور، ولا بد من نقطة هي النقطة الأولى التي بدأ منها الكون!
لكن هذه النقطة هل هي قديمة لا أول لوجودها؟ أم هي حديثة؟
إذا كانت قديمة لا أول لوجودها فكيف حدث التغير فيها؟ هل هي غيرت نفسها بنفسها؟ بمعنى أن لها إرادة؟ إن الجمادات ليس لها إرادة كما نعلم ...
وإذن فهل هي محدثة بمعنى أنها كانت بعد أن لم تكن؟
أنت تعلم أن هناك نظرية تحدد عمر الكون بـ 16 مليار سنة ...
على أية حال، هب أن الكون قديم من جهة محدث من جهة ...
وإذن فمن الذي غيّر في هذا الكون؟ وأنشأ فيه الزمان؟ لأن الزمان لم ينشأ إلا عن طريق (حركة الأفلاك) ..
سنلج هاهنا في مسألة (الدور) و(التسلسل) فلا بد إذن من (مرجِّح) أو فلنقل (مغيِّر) غيّر هذا الكون وفعل فيه ما تعلم ... لأن الجمادات لا إرادة لها ... والقول بأن الجمادات لها إرادة هو قول لا دليل عليه.
اقتباس : إذا الاله " قادر، عالم، حي، مدرك، متكلم، خالي من الافات"، لماذا: لكونه خالي من الافات..اليس بهذه المرافعة تصبح القاضي والمحامي والمدعي العام في نفس الوقت؟
ان اي موضوع "عقلي" يحتاج الى وضع مصطلحاته تحت المجهر ووضع تعريفات واضحة لها قبل الدخول في اي حوار. وقد اعتاد الخطاب الديني ان يتفادى التعريف ليتمكن من لوي الكلمات في سيرك لاينتهي...فمثلا هنا هل يمكن ان نعلم ماذا تقصد بتعبير "حي"، وهل يحتاج الاله ان يكون حي؟
وماذا تعني بتعبير " عالم"، ماهو العلم وكيف يجري حفظه؟ وكيف توصلت الى انه خالي من الافات، بمعنى اخر ماذا تعني الافة لديك، وهل ماتعنيه هذه المعاني عندك هي نفسها معانيها عند الاله؟ كيف تستطيع اثبات ذلك؟
إذا قلنا بأن هناك من أحدث هذه التغييرات في هذا الكون الذي افترضنا أن (مادته) قديمة ـ تنزلاً طبعاً ـ وتغييراته حادثة ... فدعنا ننظر في هذا المغيِّر ...
كونه استطاع أن (يفعل) ألا يعني أنه بهذا قادر؟ فالقادر هو الذي يصح منه الفعل! أليس كذلك؟
وكون هذا الفعل واضح أنه محكم فمعنى هذا أن هذا القادر عالم بما يصنع! والعلم هو فعل الشيء محكماً ...
وإذا كان عالماً وقادراً فهل يمكن أن يكون ميتاً؟
إنه ليس هناك قادر وعالم إلا وهو حي ..
وإذا جوزنا وجود قادر وعالم وليس بحي طولبنا بالدليل، والدلال على خلاف هذا ...
كونه غيّر في المادة وعمل فيها ما عمل بهذه الطريقة دون غيرها، نستفيد منه أنه مريد مختار، بمعنى أنه فعل على وجه دون وجه، والمريد هو الذي يفعل على وجه دون وجه آخر ...
وإذا كان مؤوفاً (بمعنى أنه مصاب بآفة) فهو بالتالي من المحدثات، التي تتغير ...
وقد علمنا أنه ليس محدثاً وإذا كان محدثاً فسنعود إلى قضية التسلسل والدور تلك ...
كونه استطاع أن (يفعل) ألا يعني أنه بهذا قادر؟ فالقادر هو الذي يصح منه الفعل! أليس كذلك؟
وكون هذا الفعل واضح أنه محكم فمعنى هذا أن هذا القادر عالم بما يصنع! والعلم هو فعل الشيء محكماً ...
وإذا كان عالماً وقادراً فهل يمكن أن يكون ميتاً؟
إنه ليس هناك قادر وعالم إلا وهو حي ..
وإذا جوزنا وجود قادر وعالم وليس بحي طولبنا بالدليل، والدلال على خلاف هذا ...
كونه غيّر في المادة وعمل فيها ما عمل بهذه الطريقة دون غيرها، نستفيد منه أنه مريد مختار، بمعنى أنه فعل على وجه دون وجه، والمريد هو الذي يفعل على وجه دون وجه آخر ...
وإذا كان مؤوفاً (بمعنى أنه مصاب بآفة) فهو بالتالي من المحدثات، التي تتغير ...
وقد علمنا أنه ليس محدثاً وإذا كان محدثاً فسنعود إلى قضية التسلسل والدور تلك ...
اقتباس : ولكن هذه قيم اخلاقية انسانية حديثة، نشأت بظهور مجتمع الملكية. ومن الواضح ان ماتسميه العقل يعالج الامور من وجهة نظره الخاصة ليعممها على الكون وهذا بحد ذاته جهل العقل الجماعي الفلسفي الغير علمي في محاولة لصيد عقل الفرد.
بالنسبة لمجتمع الملكية ... ما القول فيه إلا مجرد ظنون وتخمينات، فإلى أي مدى استطاع علماء الحضارة أن يصلوا؟ هل وصلوا إلى أول عصر وجد فيه الإنسان؟ القطع: لا، ولهذا فبناء كل ما قيل عن مجتمع الملكية وغيره إنما هو ظنون في ظنون ...
إن أي إنسان يستقبح الظلم وينفر ممن يهجم عليه ويؤذيه بلا استحقاق، وإن كل إنسان يستحسن العدل، كل إنسان يحب أن يحسن إليه، وكل إنسان يبغض من يسيء إليه، بل حتى البهائم تفرق بين من يحسن إليها ويسيء بغض النظر عن أي شيء آخر ...
إن أي إنسان يستقبح الظلم وينفر ممن يهجم عليه ويؤذيه بلا استحقاق، وإن كل إنسان يستحسن العدل، كل إنسان يحب أن يحسن إليه، وكل إنسان يبغض من يسيء إليه، بل حتى البهائم تفرق بين من يحسن إليها ويسيء بغض النظر عن أي شيء آخر ...
اقتباس : ومن جديد نعود لتعريف المصطلحات: ماهو التحيز؟
وعندما تشير الى انه " يستحيل" فكيف توصلت الى هذه الاستحالة، اليس على اساس " رغبة شخصية مطلقة" ام لديك براهين عقلية لايؤثر عليها نسبية العقل البشري من خلال رؤيته الخاصة؟
التحيز: هو أن يكون في مكان يحيط به .. من جوانبه ...
أما بالنسبة لنسبية العقل البشري، فإن الأسس التي انطلقت منها لإثبات ما أقول هي أسس (مطلقة)، وحين يقول لي قائل: إنه لا شيء مطلق، وإن كل شيء نسبي، فأسأله:
قولك هذا هل هو نسبي؟
إن قال: نعم، فزعمه نسبي وإذن فهناك حقائق مطلقة ..
وإن قال : لا، فها هو ذا يعترف أيضاً بأن هناك حقائق مطلقة!..
أما بالنسبة لنسبية العقل البشري، فإن الأسس التي انطلقت منها لإثبات ما أقول هي أسس (مطلقة)، وحين يقول لي قائل: إنه لا شيء مطلق، وإن كل شيء نسبي، فأسأله:
قولك هذا هل هو نسبي؟
إن قال: نعم، فزعمه نسبي وإذن فهناك حقائق مطلقة ..
وإن قال : لا، فها هو ذا يعترف أيضاً بأن هناك حقائق مطلقة!..
اقتباس : واحب هنا ان اشير الى المثل الذي يقول ان الضفدعة ترى العالم من خلال فتحة البئر التب تسكنه فتظن ان هذه هي كل السماء. والعقل البشري يخطئ، فهو يرى السراب، ويستقبل الموجاات الضوئية فيعتقد انها الوان، وضربة الشمس تجعلها يرى الاوهام حقائق..فهل خبرته التي يعتبرها حقائق نابعة من عقل الفرد وحده؟
الحقائق عندي هي البدائه التي يتفق عليها البشر جميعاً ... إلا من تلوث (بمذهب الشك) لا (منهج الشك) فهناك فرق بين (الشك المنهجي) و(الشك المذهبي) ...
اقتباس : ثم هل حقا ان الله لايفعل القبيح؟ ماهو القبيح بالنسبة لك؟
القبيح بالنسبة لي هو ما يتفق العقلاء على قبحه ... والحسن عندي هو ما يتفق العقلاء على حسنه .. فهذا ما قصدته بالقبيح ...
فمثلاً، كل إنسان يستحسن العدل ويستقبح القبح، وكل إنسان يستحسن الصدق ويستقبح الكذب .. بغض النظر عن كونه مؤمناً أم ملحداً ..
حتى لو كان ظالماً فإنه لا يحب أن يُظلم، وحتى لو كان كاذباً فإنه يكره أن يُكذَب عليه .. فهذا ما أعنيه ..
أعني ما (يتفق) عليه البشر .. ويحكم به العقل ...
فمثلاً، كل إنسان يستحسن العدل ويستقبح القبح، وكل إنسان يستحسن الصدق ويستقبح الكذب .. بغض النظر عن كونه مؤمناً أم ملحداً ..
حتى لو كان ظالماً فإنه لا يحب أن يُظلم، وحتى لو كان كاذباً فإنه يكره أن يُكذَب عليه .. فهذا ما أعنيه ..
أعني ما (يتفق) عليه البشر .. ويحكم به العقل ...
اقتباس : واخيرا اشير الى ان العقل وحده لايكفي، يجب اضافة الية المنهج العلمي والبحث العلمي التجريبي..
إنا لا ننكر العلم التجريبي، ولكن العلم التجريبي ما كان ليقوم لولا المسلمات العقلية وأولها هو (العلم بالوجود)!! وهي مسلمة عقلية ... فهل ما يبحث فيه العالم التجريبي موجود أم معدوم؟
إنها قسمة عقلية (نظرية تجريدية) ولولاها لما بحث العالم في المعمل ...
--------------------------------------------------------------------------
الراشدي كتب:
إنها قسمة عقلية (نظرية تجريدية) ولولاها لما بحث العالم في المعمل ...
--------------------------------------------------------------------------
الراشدي كتب:
اقتباس : وأن من يهاجم العقل التجريبي أو ينصره لن يستخدم إلا العقل النظري لإثبات نظريته!!
الفكرة التي عنيتها ان العقل النظري نصف اعمى، وقد اعطيتك امثلة على ذلك. فالمرء يرى الامور بمنظار محدوديته، تماما كما يرى الدماغ الالوان الوهمية، وبالتالي فالارتكان الى العقل وحده امر محفوف بالمخاطر. يجب الارتكاز الى العقل والعلم التجريبي بمنهج علمي صارم.
اقتباس : أما التطوريون فما يزال كلامهم فرضيات، لم تصل بعد إلى درجة اليقين ...
حتى اليوم لايوجد لدى العلماء اي يقين اقرب من نظرية التطور، ومع ذلك فنظرية التطور اليوم ليست نظرية " التطوريين" وحدهم بل كل علم البيلوجيا والوراثة وعلم المستحاثات..ولكن مايعنينا من هذه القضية وإذا كنت انت تعتبر ان النظرية ليست يقين، فأن "الخلق" ليس يقين بدرجة اكبر ومع ذلك تجرأت على القول " انه استقر لدينا" بدون ان يرف لك جفن.
اقتباس : لكن مسلمة من مسلمات العقل هي امتناع (التسلسل) و(الدور) ... تحتاج إلى من يبطلها .
انت تتكلم عن التسلسل الغير مترابط...خذ مثلا السلسلة: هل تقوم السلسلة بدون ان تقوم الحلقات؟ بالتأكيد هذه السلسلة تنقد نموذجك الميكانيكي بالرغم من انها بذاتها بعيدة عن موضوع التطور، لماذا؟ ىن التطور هو من ضمن " المنظومة". ماذا يعني ذلك؟
عندما تكلمت انت سابقا ان الجزء هو اقل من الكل، فإن ذلك صحيح نسبيا..لنأخذ مثلا الخلية، فنرى ان الميتاكوندري اقل من الخلية ولكن الخلية لاقيمة لها بدونه، وهذا يسمى المنظومة. فالخلية الحية اذا فصلنا اجزاءها عن بعض لن تصبح الاجزاء حية كل على حدة، في حين عند جمعهم تصبح الخلية حية، فهل الحياة هي مجموع اجزاء المنظومة؟ في نفس الوقت لن يمكن القول ان السلسلة تتكون من فلان وفلان وفلان على الاستنقاء وانما من اجزاء المنظومة التي تقوم بوطيفة داخلية مترابطة وليس مجموع رياضي..لذلك فإن مثالك اعلاه عن التسلسل ليس صحيح، نحن نتكلم عن المنظومة وليس التسلسل. فطبق هذه القاعدة المبرهن عليها على التطور واي موضوع اخر فستصل الى كل شئ. ان ماذكرته اعلاه يدخل في مجال الحذلقة وليس العلم.
عندما تكلمت انت سابقا ان الجزء هو اقل من الكل، فإن ذلك صحيح نسبيا..لنأخذ مثلا الخلية، فنرى ان الميتاكوندري اقل من الخلية ولكن الخلية لاقيمة لها بدونه، وهذا يسمى المنظومة. فالخلية الحية اذا فصلنا اجزاءها عن بعض لن تصبح الاجزاء حية كل على حدة، في حين عند جمعهم تصبح الخلية حية، فهل الحياة هي مجموع اجزاء المنظومة؟ في نفس الوقت لن يمكن القول ان السلسلة تتكون من فلان وفلان وفلان على الاستنقاء وانما من اجزاء المنظومة التي تقوم بوطيفة داخلية مترابطة وليس مجموع رياضي..لذلك فإن مثالك اعلاه عن التسلسل ليس صحيح، نحن نتكلم عن المنظومة وليس التسلسل. فطبق هذه القاعدة المبرهن عليها على التطور واي موضوع اخر فستصل الى كل شئ. ان ماذكرته اعلاه يدخل في مجال الحذلقة وليس العلم.
اقتباس : إن (المسلمات) العقلية تحيل التسلسل والدور، ولا بد من نقطة هي النقطة الأولى التي بدأ منها الكون!
لكن هذه النقطة هل هي قديمة لا أول لوجودها؟ أم هي حديثة؟
المشكلة في انك تضع بنفسك المسلمات وتسميها " عقلية". ان بدء الكون من نقطة لايعني على الاطلاق ان هذه النقطة ليست " حلقة" في منظومة..حاول ان تستخدم مفهوم المنظومة وستتغير الامور.
ولن تحتاج الى بداية او نهاية خصوصا وان العلماء متفقين على الاطلاق بأن المادة لاتفنى ولاتحتاج الى خلق.
ولن تحتاج الى بداية او نهاية خصوصا وان العلماء متفقين على الاطلاق بأن المادة لاتفنى ولاتحتاج الى خلق.
اقتباس : أنت تعلم أن هناك نظرية تحدد عمر الكون بـ 16 مليار سنة ...
13،7 مليار سنة، ولكن لاتنسى ان الكون مادي ولكنه ليس المادة، فحياة الكون لاتعني حياة المادة.
اقتباس : وإذن فمن الذي غيّر في هذا الكون؟ وأنشأ فيه الزمان؟ لأن الزمان لم ينشأ إلا عن طريق (حركة الأفلاك) ..
حول هذا الامر توجد العديد من الاحتمالات والنظريات، والجزم في احداها يفترض القدرة على نفي البقية، ولكن هناك شئ وحيد متفق عليه: المادة لاتفنى وانما تغير اشكالها ضمن قوانينها وليس " إرادتها".
اقتباس : ل وصلوا إلى أول عصر وجد فيه الإنسان؟ القطع: لا، ولهذا فبناء كل ما قيل عن مجتمع الملكية وغيره إنما هو ظنون في ظنون ...
هذه المجتمعات لازالت حية حتى اليوم، بالرغم من انها الان في طور الاندثار، ولكن علماء الاجتماع عاصروها بمايكفي لدراستها..فليست ظنون كما تتصور. واستطيع ان اقدم لك العديد من الروابط الى مثل هذه المجتمعات.
اقتباس : التحيز: هو أن يكون في مكان يحيط به .. من جوانبه ..
هل هذا هو المصطلح الوحيد الذي يمكنك تقديم تعريف له ؟ واين تعريف الحي، والافات، والمدرك والعالم والقادر؟؟؟ماهو الادراك مثلا؟ كيف سنناقش حقيقة تصور هذا الاله الذي نقدم له اوصاف بشرية ومن يقدم هذه الاوصاف يرفض تقديم تعاريف لها؟؟؟هل سأفهم معناها بالمقارنة مع اوصافنا ام ماذا؟
ولماذا لايقدم لها تعاريف حتى نفهم عن ماذا يجري الحديث، مع هذه الجرأة على تقديم الاوصاف الدقيقة صوريا؟ ثم لماذا اغلب الدعاة يتهربون من التعاريف؟
ولنرى الى صورة الله من خلال تعريفك للتحيز. فأنت تقول " وجدنا انه لابد ان يكون مخالفا لهذه المخلوقات من كل وجه...واذا كانت متحيزة فيستحيل ان يكون متحيزا"
في حين ان تعريفك للتحيز هو ان يكون في مكان يحيط به من جوانبه...ماذا يعني ذلك وكيف يخالف بذلك المخلوقات؟؟ مثلا الانسان يحيط به الهواء من كل وجه، والسمكة تحيط بها الماء من كل وجه..
كما ان الله مدرك، والانسان مدرك، فكيف لم يخالف في هذا الجانب وانت الذي تدعي انه يخالف المخلوقات في كل وجه؟
ولماذا لايقدم لها تعاريف حتى نفهم عن ماذا يجري الحديث، مع هذه الجرأة على تقديم الاوصاف الدقيقة صوريا؟ ثم لماذا اغلب الدعاة يتهربون من التعاريف؟
ولنرى الى صورة الله من خلال تعريفك للتحيز. فأنت تقول " وجدنا انه لابد ان يكون مخالفا لهذه المخلوقات من كل وجه...واذا كانت متحيزة فيستحيل ان يكون متحيزا"
في حين ان تعريفك للتحيز هو ان يكون في مكان يحيط به من جوانبه...ماذا يعني ذلك وكيف يخالف بذلك المخلوقات؟؟ مثلا الانسان يحيط به الهواء من كل وجه، والسمكة تحيط بها الماء من كل وجه..
كما ان الله مدرك، والانسان مدرك، فكيف لم يخالف في هذا الجانب وانت الذي تدعي انه يخالف المخلوقات في كل وجه؟
اقتباس : الحقائق عندي هي البدائه التي يتفق عليها البشر جميعاً ...
هل قلت شيئا ما هنا؟ ماهي البدائة التي يتفق البشر عليها جميعا؟
اقتباس : لقبيح بالنسبة لي هو ما يتفق العقلاء على قبحه ... والحسن عندي هو ما يتفق العقلاء على حسنه .. فهذا ما قصدته بالقبيح ...
ومن جديد تكررها هنا..من هم العقلاء؟ ومتى اتفقوا على شئ؟ ان عقلاء القبيلة هم غير عقلاء المجلس العلمي، فعن اي عقلاء وعقل نتكلم؟
اقتباس : فمثلاً، كل إنسان يستحسن العدل ويستقبح القبح، وكل إنسان يستحسن الصدق ويستقبح الكذب .. بغض النظر عن كونه مؤمناً أم ملحداً ..
من جديد نعود للمفاهيم الاخلاقية...ان المفاهيم الاخلاقية تتغير حسب الزمن والمجتمع، فشعوب الغابات البدائية الذين لازالوا يعيشون حتى اليوم ليس لديهم مفاهيم القبح والحسن كالتالي لديك. فأي القيم الاخلاقية التي سنعتبرها ستندارد؟
اقتباس : فهل ما يبحث فيه العالم التجريبي موجود أم معدوم؟
اعجبني هذا التعبير فعلا..هل يمكننا البحث في الاوهام لنخرج رافعين ايديننا معلنين انه موجود؟
--------------------------------------------------------------------------
القاضي عبد الجبار كتب:
--------------------------------------------------------------------------
القاضي عبد الجبار كتب:
اقتباس : الفكرة التي عنيتها ان العقل النظري نصف اعمى، وقد اعطيتك امثلة على ذلك. فالمرء يرى الامور بمنظار محدوديته، تماما كما يرى الدماغ الالوان الوهمية، وبالتالي فالارتكان الى العقل وحده امر محفوف بالمخاطر. يجب الارتكاز الى العقل والعلم التجريبي بمنهج علمي صارم.
سيدي ..
أنت تقول إنه يجب الارتكاز إلى العقل والعلم التجريبي بمنهج علمي صارم ..
هذه قاعدة، فهل هي قاعدة تجريبية؟ أم هي قاعدة نظرية؟
إن عقلك النظري (حكم) أنه لا بد من الارتكاز على العقل وعلى العلم التجريبي بمنهج علمي صارم ..
إنها نتيجة (عقلية) نظرية يا سيدي .. وليست أمراً تجريبياً ..
إن العلم التجريبي لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة بدون مساندة العقل النظري، وهأنتذا فراقب نفسك، تتعامل الآن معي وتقدم الدلالات منطلقاً من (العقل) النظري لتثبت كلامك!
وأنا هاهنا لا أنتقص من العلم التجريبي فإن للعلم التجريبي أحكامه ولا شك، ولكن أحكامه ما كانت لتكون لولا مسلمات العقل النظري (الضرورية) .. إن هناك بدهيات ينطلق منها العقل ويبني أحكامه، وهذه الحزمة من الضروريات هي ما أسميه (العقل النظري) ...
أنت تقول إنه يجب الارتكاز إلى العقل والعلم التجريبي بمنهج علمي صارم ..
هذه قاعدة، فهل هي قاعدة تجريبية؟ أم هي قاعدة نظرية؟
إن عقلك النظري (حكم) أنه لا بد من الارتكاز على العقل وعلى العلم التجريبي بمنهج علمي صارم ..
إنها نتيجة (عقلية) نظرية يا سيدي .. وليست أمراً تجريبياً ..
إن العلم التجريبي لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة بدون مساندة العقل النظري، وهأنتذا فراقب نفسك، تتعامل الآن معي وتقدم الدلالات منطلقاً من (العقل) النظري لتثبت كلامك!
وأنا هاهنا لا أنتقص من العلم التجريبي فإن للعلم التجريبي أحكامه ولا شك، ولكن أحكامه ما كانت لتكون لولا مسلمات العقل النظري (الضرورية) .. إن هناك بدهيات ينطلق منها العقل ويبني أحكامه، وهذه الحزمة من الضروريات هي ما أسميه (العقل النظري) ...
اقتباس : حتى اليوم لايوجد لدى العلماء اي يقين اقرب من نظرية التطور، ومع ذلك فنظرية التطور اليوم ليست نظرية " التطوريين" وحدهم بل كل علم البيلوجيا والوراثة وعلم المستحاثات..ولكن مايعنينا من هذه القضية وإذا كنت انت تعتبر ان النظرية ليست يقين، فأن "الخلق" ليس يقين بدرجة اكبر ومع ذلك تجرأت على القول " انه استقر لدينا" بدون ان يرف لك جفن.
أنا قلت وبشكل واضح، إنه قد استقر لدينا أنه لا مصنوع إلا وله صانع ..فهل هذا غير مستقر لديك؟ بمعنى أنك لو رأيت مصنوعاً فربما يجوز عندك أن يكون أتى هكذا؟! فإذا كنت ترى أن في العبارة عيباً فليتك تنبهني إليه مع الشكر، بل إني أزيد فأضيف، إنها من مسلمات العقول...
اقتباس : انت تتكلم عن التسلسل الغير مترابط...خذ مثلا السلسلة: هل تقوم السلسلة بدون ان تقوم الحلقات؟ بالتأكيد هذه السلسلة تنقد نموذجك الميكانيكي بالرغم من انها بذاتها بعيدة عن موضوع التطور، لماذا؟ ىن التطور هو من ضمن " المنظومة". ماذا يعني ذلك؟
عندما تكلمت انت سابقا ان الجزء هو اقل من الكل، فإن ذلك صحيح نسبيا..لنأخذ مثلا الخلية، فنرى ان الميتاكوندري اقل من الخلية ولكن الخلية لاقيمة لها بدونه، وهذا يسمى المنظومة. فالخلية الحية اذا فصلنا اجزاءها عن بعض لن تصبح الاجزاء حية كل على حدة، في حين عند جمعهم تصبح الخلية حية، فهل الحياة هي مجموع اجزاء المنظومة؟ في نفس الوقت لن يمكن القول ان السلسلة تتكون من فلان وفلان وفلان على الاستنقاء وانما من اجزاء المنظومة التي تقوم بوطيفة داخلية مترابطة وليس مجموع رياضي..لذلك فإن مثالك اعلاه عن التسلسل ليس صحيح، نحن نتكلم عن المنظومة وليس التسلسل. فطبق هذه القاعدة المبرهن عليها على التطور واي موضوع اخر فستصل الى كل شئ. ان ماذكرته اعلاه يدخل في مجال الحذلقة وليس العلم.
أتلمس هاهنا نوعاً من الخلط بين التسلسل، وبين الجزء الذي هو أصغر من الكل ..
إن مسألة التسلسل (العللي) أو (السببي) معروفة بالنسبة إليك، وسواء أكانت (داخل) منظومة أو خارجها، فستبقى موجودة، ودعنا هنا نتساءل، هذه المنظومة نفسها، هل كانت موجودة قبل 14 مليار من السنين؟ وإذن فهذا الانفجار أتى وحده أم هناك شيئاً قبله؟
لنفرض أن هذا الانفجار هو جزء من منظومة قبله، فلا بأس من حقنا أن نسأل: أيضاً هذه المنظومة من أوجدها، وبالتالي فمسألة التسلسل والدور ستبقى تفرض نفسها، حتى تنتهي إلى حد.
أما بالنسبة لموضوع الجزء وأنه أصغر من الكل، فهذا التقسيم هو تقسيم (أحجام وأجزاء) لا علاقة له بالأهمية هنا ... فربما كان الجزء به قوام الكل بجميعه، كقلب الإنسان الذي هو جزء منه، ولو فقده فلن يعيش ...غير أن القلب يبقى أصغر من الجسم الإنساني الذي هو فيه، وهذه بدهية من البدهيات، أليس كذلك؟ وكل جزء فهو أصغر من الكل ...
إن مسألة التسلسل (العللي) أو (السببي) معروفة بالنسبة إليك، وسواء أكانت (داخل) منظومة أو خارجها، فستبقى موجودة، ودعنا هنا نتساءل، هذه المنظومة نفسها، هل كانت موجودة قبل 14 مليار من السنين؟ وإذن فهذا الانفجار أتى وحده أم هناك شيئاً قبله؟
لنفرض أن هذا الانفجار هو جزء من منظومة قبله، فلا بأس من حقنا أن نسأل: أيضاً هذه المنظومة من أوجدها، وبالتالي فمسألة التسلسل والدور ستبقى تفرض نفسها، حتى تنتهي إلى حد.
أما بالنسبة لموضوع الجزء وأنه أصغر من الكل، فهذا التقسيم هو تقسيم (أحجام وأجزاء) لا علاقة له بالأهمية هنا ... فربما كان الجزء به قوام الكل بجميعه، كقلب الإنسان الذي هو جزء منه، ولو فقده فلن يعيش ...غير أن القلب يبقى أصغر من الجسم الإنساني الذي هو فيه، وهذه بدهية من البدهيات، أليس كذلك؟ وكل جزء فهو أصغر من الكل ...
اقتباس : المشكلة في انك تضع بنفسك المسلمات وتسميها " عقلية". ان بدء الكون من نقطة لايعني على الاطلاق ان هذه النقطة ليست " حلقة" في منظومة..حاول ان تستخدم مفهوم المنظومة وستتغير الامور.
ولن تحتاج الى بداية او نهاية خصوصا وان العلماء متفقين على الاطلاق بأن المادة لاتفنى ولاتحتاج الى خلق.
أنا لا أضع بنفسي المسلمات، وحين تراني أزعم أن هناك مسلمة هي في نفسها ليست مسلمة، فلا تبخل علي بإرشاد من جانبك ...
أما اتفاق العلماء على أن المادة لا تفنى ولا (تأتي من العدم) .. فالخلق لا يشترط أن يكون من لاشيء.
وأنا لا مانع لدي من أن يكون أصل المادة قديماً وما يعتريها من تغيرات هو المحدث ...
أما اتفاق العلماء على أن المادة لا تفنى ولا (تأتي من العدم) .. فالخلق لا يشترط أن يكون من لاشيء.
وأنا لا مانع لدي من أن يكون أصل المادة قديماً وما يعتريها من تغيرات هو المحدث ...
اقتباس : 13،7 مليار سنة، ولكن لاتنسى ان الكون مادي ولكنه ليس المادة، فحياة الكون لاتعني حياة المادة.
يمكن أن أتفق معك في هذا .. غير أن هذه التغييرات التي تطرأ على المادة من أحدثها؟ ستقول: إنها المنظومة؟ حسناً: هذه المنظومة المتغيرة من غيرها؟ هل غيرت نفسها؟ كيف؟ بالقوانين؟ هذه القوانين هل هي التي وضعتها وفكرت فيها؟ أم ماذا؟ وهل القوانين الفيزيائية التي نتكلم عنها كانت قبل الانفجار أم أن الانفجار هو الذي أحدثها؟ وإذن فهي محدثة كانت بعد أن لم تكن، فهل أوجدتها قوانين قبلها؟ وها هنا يأتي التسلسل والدور ليتحدث ...
اقتباس : حول هذا الامر توجد العديد من الاحتمالات والنظريات، والجزم في احداها يفترض القدرة على نفي البقية، ولكن هناك شئ وحيد متفق عليه: المادة لاتفنى وانما تغير اشكالها ضمن قوانينها وليس " إرادتها".
هذه القوانين الدقيقة هل المادة نفسها هي التي أنشأتها بنفسها؟ أم أنشأها غيرها؟
اقتباس : هذه المجتمعات لازالت حية حتى اليوم، بالرغم من انها الان في طور الاندثار، ولكن علماء الاجتماع عاصروها بمايكفي لدراستها..فليست ظنون كما تتصور. واستطيع ان اقدم لك العديد من الروابط الى مثل هذه المجتمعات.
سيدي المجتمعات الهمجية موجودة نعم، غير أن أبعد ما وصل إليه علماء الحضارة، هناك عصور قبله بكثير، فهل يستطيع أحد (الجزم) بأن القوانين الأخلاقية إنما ظهرت في عهود عصور الملكية؟ إنها افتراضات يا صديقي ..
إن وجود هذه المجتمعات اليوم لا يقتضي أن تلك الأخلاق إنما ظهرت أول ما ظهرت في أسلافهم أو ممن كان في مثل حالهم، إنها افتراضات يا عزيزي لا ترقى إلى درجة اليقين .. فإن الإنسان أقدم مما وصلوا إليه ولا أحد يعلم (على التحقيق) متى ظهرت هذه الأخلاق .. غير أن هذا لا يهمني ..
إن الذي يهمني هو أن تمسك بأحدهم فتضربه بدون سبب، فهل سيرضى بهذا أم سيكرهه؟ ولو أحسنت إليه أتراه سيحب هذا أم لا؟ لا علاقة لهذا بعهود المجتمعات الملكية من غيرها يا صديقي، فحتى الهمجي يرفض هذا ... إن الشعوب الملكية أحدثت أخلاقاً جديدة فظهر لديها مفهوم (العفة)، و(البكارة) مثلاً ... وهناك مجتمعات همجية إلى الآن تتعامل بالإباحية الجنسية، غير أن هذا لا يعني أن كل البشر في عهد من العهود كانوا كذلك!! إن المسألة لا تصل إلى درجة اليقين، غير أنك تتكلم بيقين تام ولم يطرف لك جفن وأنت تؤكد كلامك! ..
على أني لا أتكلم عن (أخلاق) عهود الملكية، ولكني أتكلم عما يعرف كل إنسان قبحه همجياً كان أو غير ذلك، ولهذا قلت لك: حاول أن تظلم همجياً وانظر، هل يرضى بهذا؟ فهو يعلم أن الظلم قبيح وأن العدل حسن، وأن الإساءة قبيحة، وأن الإحسان حسن، ولو أن همجياً جاء ليصرخ كاذباً بأن هناك ديناصوراً في الجوار، فهرب الناس! وعلموا كذبه لاستقبحوا ذلك منه! ...
إن ما أتكلم عنه من الحسن والقبيح هو هذا الفطري الطبيعي الذي يعلمه كل (إنسان).
إن وجود هذه المجتمعات اليوم لا يقتضي أن تلك الأخلاق إنما ظهرت أول ما ظهرت في أسلافهم أو ممن كان في مثل حالهم، إنها افتراضات يا عزيزي لا ترقى إلى درجة اليقين .. فإن الإنسان أقدم مما وصلوا إليه ولا أحد يعلم (على التحقيق) متى ظهرت هذه الأخلاق .. غير أن هذا لا يهمني ..
إن الذي يهمني هو أن تمسك بأحدهم فتضربه بدون سبب، فهل سيرضى بهذا أم سيكرهه؟ ولو أحسنت إليه أتراه سيحب هذا أم لا؟ لا علاقة لهذا بعهود المجتمعات الملكية من غيرها يا صديقي، فحتى الهمجي يرفض هذا ... إن الشعوب الملكية أحدثت أخلاقاً جديدة فظهر لديها مفهوم (العفة)، و(البكارة) مثلاً ... وهناك مجتمعات همجية إلى الآن تتعامل بالإباحية الجنسية، غير أن هذا لا يعني أن كل البشر في عهد من العهود كانوا كذلك!! إن المسألة لا تصل إلى درجة اليقين، غير أنك تتكلم بيقين تام ولم يطرف لك جفن وأنت تؤكد كلامك! ..
على أني لا أتكلم عن (أخلاق) عهود الملكية، ولكني أتكلم عما يعرف كل إنسان قبحه همجياً كان أو غير ذلك، ولهذا قلت لك: حاول أن تظلم همجياً وانظر، هل يرضى بهذا؟ فهو يعلم أن الظلم قبيح وأن العدل حسن، وأن الإساءة قبيحة، وأن الإحسان حسن، ولو أن همجياً جاء ليصرخ كاذباً بأن هناك ديناصوراً في الجوار، فهرب الناس! وعلموا كذبه لاستقبحوا ذلك منه! ...
إن ما أتكلم عنه من الحسن والقبيح هو هذا الفطري الطبيعي الذي يعلمه كل (إنسان).
اقتباس : هل هذا هو المصطلح الوحيد الذي يمكنك تقديم تعريف له ؟ واين تعريف الحي، والافات، والمدرك والعالم والقادر؟؟؟ماهو الادراك مثلا؟ كيف سنناقش حقيقة تصور هذا الاله الذي نقدم له اوصاف بشرية ومن يقدم هذه الاوصاف يرفض تقديم تعاريف لها؟؟؟هل سأفهم معناها بالمقارنة مع اوصافنا ام ماذا؟
ولماذا لايقدم لها تعاريف حتى نفهم عن ماذا يجري الحديث، مع هذه الجرأة على تقديم الاوصاف الدقيقة صوريا؟ ثم لماذا اغلب الدعاة يتهربون من التعاريف؟
أخي الكريم ..
إنك تعرف في قرارة نفسك ما معنى (القادر)، وتعلم في قرارة نفسك ما معنى (الحي)، وتعلم ما هي (الآفة)، وتعلم ما هو (الإدراك) .. حين أقول: الله قادر: أي أنه إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، وحين أقول إنه حي: أي أن فيه صفات الأحياء التي تليق به، وحين أقول: إنه مدرك للمدركات فمعنى هذا أنه يسمع ويبصر .... وهكذا .. فهل هذه المعاني صعبة؟ أم أنك تبحث عن (الكيفيات)؟ إننا نتوصل إلى هذه المعاني من خلال الأدلة التي نراها، فإذا كنت جالساً في بيتك، وسمعت قرع الجرس، فهل ستقول: كلا، لم يثبت لي أن (كل) قرع جرس هو ناتج عن فعل فاعل، ويجب أن أحلل كل قرعة جرس لأصل إلى هذه النتيجة!، بمجرد أن تعلم أن الشيء لا يمكن أن يحدث بنفسه، وأن الأصل في الأشياء بقاؤها على ما هي عليه حتى يصيبها مغير يغيرها حالتها، فتستطيع أن تستدل على أنه لا فعل إلا وله فاعل، وإلا فقد أبطلنا الاستدلالات من أولها إلى آخرها ...
إنك تعرف في قرارة نفسك ما معنى (القادر)، وتعلم في قرارة نفسك ما معنى (الحي)، وتعلم ما هي (الآفة)، وتعلم ما هو (الإدراك) .. حين أقول: الله قادر: أي أنه إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، وحين أقول إنه حي: أي أن فيه صفات الأحياء التي تليق به، وحين أقول: إنه مدرك للمدركات فمعنى هذا أنه يسمع ويبصر .... وهكذا .. فهل هذه المعاني صعبة؟ أم أنك تبحث عن (الكيفيات)؟ إننا نتوصل إلى هذه المعاني من خلال الأدلة التي نراها، فإذا كنت جالساً في بيتك، وسمعت قرع الجرس، فهل ستقول: كلا، لم يثبت لي أن (كل) قرع جرس هو ناتج عن فعل فاعل، ويجب أن أحلل كل قرعة جرس لأصل إلى هذه النتيجة!، بمجرد أن تعلم أن الشيء لا يمكن أن يحدث بنفسه، وأن الأصل في الأشياء بقاؤها على ما هي عليه حتى يصيبها مغير يغيرها حالتها، فتستطيع أن تستدل على أنه لا فعل إلا وله فاعل، وإلا فقد أبطلنا الاستدلالات من أولها إلى آخرها ...
اقتباس : ولنرى الى صورة الله من خلال تعريفك للتحيز. فأنت تقول " وجدنا انه لابد ان يكون مخالفا لهذه المخلوقات من كل وجه...واذا كانت متحيزة فيستحيل ان يكون متحيزا"
في حين ان تعريفك للتحيز هو ان يكون في مكان يحيط به من جوانبه...ماذا يعني ذلك وكيف يخالف بذلك المخلوقات؟؟ مثلا الانسان يحيط به الهواء من كل وجه، والسمكة تحيط بها الماء من كل وجه..
كما ان الله مدرك، والانسان مدرك، فكيف لم يخالف في هذا الجانب وانت الذي تدعي انه يخالف المخلوقات في كل وجه؟
نحن هاهنا إنما نستخدم اللغة البشرية، ولكننا نعلم أن الله تعالى مدرك لذاته، والإنسان مدرك بإدراك موهوب، وهكذا يكون الفرق، أما التحيز، فهو أن يكون في مكان ... وحين يكون الله في مكان فسيكون متحيزاً، والسؤال: من أسبق في الوجود؟ هو أم المكان؟ وإذا كان محتاجاً إلى المكان، فهو محتاج إذن، والاحتياج من صفة المحدَثات! على هذا قام الدليل، ولهذا قلنا إنه غير متحيز ...
هل قلت شيئا ما هنا؟ ماهي البدائة التي يتفق البشر عليها جميعا؟
كون الواحد نصف الإثنين، الجسم لا يمكن أن يكون في مكانين في الوقت نفسه، الجزء أصغر من الكل، ليس هناك جسم أكبر من الشمس وهو في الوقت نفسه أصغر من العملة المعدنية، لا مصنوع إلا وله صانع، ............... إلخ، هذه هي البدائه التي أعنيها وما شابهها ... وحين يأتي لك إنسان فيقول لك: إنه رأى جسماً أضخم من الشمس ولكنه وضعه في جيبه الصغيرة .. فأنت لن تصدقه ... لأن هذا يخالف بدهيات العقول ....
هل قلت شيئا ما هنا؟ ماهي البدائة التي يتفق البشر عليها جميعا؟
كون الواحد نصف الإثنين، الجسم لا يمكن أن يكون في مكانين في الوقت نفسه، الجزء أصغر من الكل، ليس هناك جسم أكبر من الشمس وهو في الوقت نفسه أصغر من العملة المعدنية، لا مصنوع إلا وله صانع، ............... إلخ، هذه هي البدائه التي أعنيها وما شابهها ... وحين يأتي لك إنسان فيقول لك: إنه رأى جسماً أضخم من الشمس ولكنه وضعه في جيبه الصغيرة .. فأنت لن تصدقه ... لأن هذا يخالف بدهيات العقول ....
اقتباس : ومن جديد تكررها هنا..من هم العقلاء؟ ومتى اتفقوا على شئ؟ ان عقلاء القبيلة هم غير عقلاء المجلس العلمي، فعن اي عقلاء وعقل نتكلم؟
العقلاء ... هم من تتوافر فيهم (العلوم الضرورية) التي فسرتها لك قبل قليل، الجزء أصغر من الكل .... إلخ، وهذه توجد في دكتور الجامعة، وفي الرجل العادي ....وكل إنسان تتوافر هذه العلوم الضرورية فهو عاقل، وكل عاقل قادر على الاستدلال ..
اقتباس : من جديد نعود للمفاهيم الاخلاقية...ان المفاهيم الاخلاقية تتغير حسب الزمن والمجتمع، فشعوب الغابات البدائية الذين لازالوا يعيشون حتى اليوم ليس لديهم مفاهيم القبح والحسن كالتالي لديك. فأي القيم الاخلاقية التي سنعتبرها ستندارد؟
ما أتكلم عنه هو ما لا يختلف فيه الهمجي عن المتحضر الظلم، العدل، الإساءة، الإحسان، الصدق، الكذب .... ولا أتكلم عما تتغير فيه الأعراف ...
اقتباس : اعجبني هذا التعبير فعلا..هل يمكننا البحث في الاوهام لنخرج رافعين ايديننا معلنين انه موجود؟
وهذا هو ما أقوله ... إن العلم بالوجود هو أولى البدهيات، لأن هناك من يشك في وجود الوجود نفسه، فهو منكر للبدهيات، الحقائق الرياضية القاطعة، هي من البدهيات، كل هذا يحتاج إليه العلم التجريبي، بل لا يقوم إلا عليه ...
--------------------------------------------------------------------------
الراشدي كتب:
--------------------------------------------------------------------------
الراشدي كتب:
اقتباس : هذه قاعدة، فهل هي قاعدة تجريبية؟ أم هي قاعدة نظرية؟
انها قاعدة قائمة على المعطيات التجريبية والعقلية، وليس عقلي الذي حكم من لاشئ.
اقتباس : إنها نتيجة (عقلية) نظرية يا سيدي .. وليست أمراً تجريبياً ..
ليست " نظرية"، اي صادرة عن العقل الصرف في عزلته، وانما عن معطيات ملاحظة العقل للتجارب العملية، وبالتالي فهي تجريبية...وبالمناسبة لايوجد معطيات عقلية " صحيحة" صرفة، هذا وهم اخترعه لك عقلك والاصرار على الملاعيب العقلية تؤدي الى اوهام.
اقتباس : إن العلم التجريبي لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة بدون مساندة العقل النظري،
النظريات توضع لتوضيح الظواهر وليس العكس. والنظريات التي لديها امل بالاصابة يجب ان تكون منطلقة من خبرة عملية سابقة، وليس من مجرد تصورات كاريكاتورية.
ولو كان المعتزلة اقدماء احياء اليوم لكان هذا موقفهم، في حين ان موقفك هو "اصولي"..
وبالنسبة للجزء والكل، فأن طرحك كمي، في حين قدمت لك تتمته وهو الطرح النوعي..ومنه نرى انه لايجوز الحكم على التطور بالصيغة الكمية العددية المجردة لكون التطور يحدث للمادة في حركتها بالعلاقة المتصلة مع بعضها، فهي ليست مجموعة كمية وانما منظومة مفتوحة او مغلقة...من هنا ضرورة توضيح المنظومة في بيئتها وليست في بيئة " عقلية، تخيلية" لاعلاقة لها بالواقع..اعتقد انه لو تأملت قليلا بهذه القواعد لتغيير الكثير ولقدمت دفعة كبيرة للفكر المعتزلي العظيم.
ولو كان المعتزلة اقدماء احياء اليوم لكان هذا موقفهم، في حين ان موقفك هو "اصولي"..
وبالنسبة للجزء والكل، فأن طرحك كمي، في حين قدمت لك تتمته وهو الطرح النوعي..ومنه نرى انه لايجوز الحكم على التطور بالصيغة الكمية العددية المجردة لكون التطور يحدث للمادة في حركتها بالعلاقة المتصلة مع بعضها، فهي ليست مجموعة كمية وانما منظومة مفتوحة او مغلقة...من هنا ضرورة توضيح المنظومة في بيئتها وليست في بيئة " عقلية، تخيلية" لاعلاقة لها بالواقع..اعتقد انه لو تأملت قليلا بهذه القواعد لتغيير الكثير ولقدمت دفعة كبيرة للفكر المعتزلي العظيم.
اقتباس : أنا قلت وبشكل واضح، إنه قد استقر لدينا أنه لا مصنوع إلا وله صانع ..فهل هذا غير مستقر لديك؟ بمعنى أنك لو رأيت مصنوعاً فربما يجوز عندك أن يكون أتى هكذا؟! فإذا كنت ترى أن في العبارة عيباً فليتك تنبهني إليه مع الشكر، بل إني أزيد فأضيف، إنها من مسلمات العقول ...
" استقر لدينا" تعبير يشمل الجميع، فمن اين " لعقلك" القدرة على استقراء مااستقرت عليه العقول عند الاخرين، ام ان التعبير لتعظيم نفسك؟ " الجميع" يعلم ان هناك الملايين تؤمن بالتطور او تؤمن بدين غير سماوي و "لم يستقر لديها" ان الانسان او اي كائن حي او المنظومة الكونية " مصنوعة"، وتعبيرك كان يهدف لهذا المعنى وليس منقطع..لذلك فأنه ليس صحيح في هذا السياق. ان محاولتك اعلاه تستقطع التعبير لتحوله الى تعبير منفصل عن السياق، فهل كان تعبير محشور ولاعلاقة له بالموضوع؟
اقتباس : لنفرض أن هذا الانفجار هو جزء من منظومة قبله، فلا بأس من حقنا أن نسأل: أيضاً هذه المنظومة من أوجدها، وبالتالي فمسألة التسلسل والدور ستبقى تفرض نفسها، حتى تنتهي إلى حد.
المنظومة تتفاعل حسب قوانين المنظومة والترابط بين المنظومات، ضمن قوانين المادة على العموم. وحيث ان المادة لاتفنى بل تغيير اشكالها فأن المنظومة لاتحتاج الى ايجاد او موجد، ان ميكانيزمها الداخلي يكفي الى الابد. ومهما كانت درجة اقتنتعك من عدمه، فأن الامور المختلف عليها لايمكن حسمها من خلال القاء تفسير يحوطه الوهم من كل اطرافه، فالامر الملتبس لايفسر بالوهم وانما بالمزيد من البحث، والعقل لايمكنه استجلاء مافي باطن الاشياء بالتفكير المجرد، والا لما احتجنا الى السفر الى المريخ.
اقتباس : وأنا لا مانع لدي من أن يكون أصل المادة قديماً وما يعتريها من تغيرات هو المحدث ...
وطالما ان المادة قديمة وغير محدثة، وتغييراتها تجري حسب قوانين العلاقة الداخلية لاجزاء المنظومة..فلماذا الحاجة الى صانع؟
ثم لاحظ معي ان كون المادة قديمة وغير محدثة جرى اكتشافه بالعقل التجريبي وليس النظري، واجبر العقل النظري على تغيير اوهامه.
ثم لاحظ معي ان كون المادة قديمة وغير محدثة جرى اكتشافه بالعقل التجريبي وليس النظري، واجبر العقل النظري على تغيير اوهامه.
اقتباس : غير أن هذه التغييرات التي تطرأ على المادة من أحدثها؟ ستقول: إنها المنظومة؟ حسناً: هذه المنظومة المتغيرة من غيرها؟ هل غيرت نفسها؟ كيف؟ بالقوانين؟ هذه القوانين هل هي التي وضعتها وفكرت فيها؟ أم ماذا؟ وهل القوانين الفيزيائية التي نتكلم عنها كانت قبل الانفجار أم أن الانفجار هو الذي أحدثها؟ وإذن فهي محدثة كانت بعد أن لم تكن، فهل أوجدتها قوانين قبلها؟ وها هنا يأتي التسلسل والدور ليتحدث ...
كما ترى فأنك تقدم اسئلة وتطالب بالجواب عليها. واغلب هذه الاسئلة لايمكن الحصول على اجوبتها بدون البحث التجريبي، فالعقل وحده لايكفي. والجواب الناتج عن البحث التجريبي وحده الذي يقدم لنا جوابا حاسما، اما بقية الاجوبة العقلية الصرفة (الفلسفية وعلم الكلام والدينية) فقد انتهى دورها منذ عصور..الا في العالم الاسلامي بالطبع.
ان الاصل ان المادة قديمة، وطالما ان المادة قديمة حسب ماتوصلنا اليه، فان التغيير الذي يطرأ على المادة يبقى تطورا ماديا خاضعا لقوانين حركة المادة، ومعرفة هذه القوانين ساعدنا ولازال يساعدنا على السيطرة على المادة. وإذا كان الانفجار قد احدث منظومتنا الكونية فلازال من السابق لاوانه معرفة فيما اذا كانت منظومتنا هي نظام مغلق ام مفتوح، وتوجد نظريات (عقلية) في هذا الشأن يعمل العلماء على حسمها بالتجارب المختبرية التجريبية، راجع مثلا هذا الرابط
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/kosmos/Sience-0029.htm
ان الاصل ان المادة قديمة، وطالما ان المادة قديمة حسب ماتوصلنا اليه، فان التغيير الذي يطرأ على المادة يبقى تطورا ماديا خاضعا لقوانين حركة المادة، ومعرفة هذه القوانين ساعدنا ولازال يساعدنا على السيطرة على المادة. وإذا كان الانفجار قد احدث منظومتنا الكونية فلازال من السابق لاوانه معرفة فيما اذا كانت منظومتنا هي نظام مغلق ام مفتوح، وتوجد نظريات (عقلية) في هذا الشأن يعمل العلماء على حسمها بالتجارب المختبرية التجريبية، راجع مثلا هذا الرابط
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/kosmos/Sience-0029.htm
ان قوانين المادة لاتتغير في حين الذي يتغير هو شكلها، بمعنى ان المادة لها شكل معين في حرارة 100 وشكل اخر في حرارة 0 في حين تتعامل المادة مباشرة مع الواقع المنظومي اوتوماتيكيا وبدون حاجة للتفكير او للصنع. قبل الانفجار الكبير لاشك ان المادة كانت في شكل اخر وتحت تأثير قوانينها نفسها التي لازلنا نجهلها لكوننا لانعلم الشكل الذي كانت فيه ولانستطيع تجربته بإعتبار ان علومنا قادمة من التجربة، في حين ان المادة تملك قوانينها في ذاتها...لكونها هي المنظومة.
اقتباس : هذه القوانين الدقيقة هل المادة نفسها هي التي أنشأتها بنفسها؟ أم أنشأها غيرها؟
هذا السؤال ينشأ لكونك تنظر للامور "بالعقل الانساني" القائم على الاسقاط..القوانين هي جوهر المادة وهي لم تنشأ او تحتاج الى من ينشأها طالما اننا نعلم ان المادة ابدية. وعندما نتكلم عن " قوانين" فهو مفهوم اخترعه الانسان لفهم الظاهرة والتعامل معها وتبادل مفاهيمه مع بقية البشر..اما القوانين فهي العلاقة التي تحكم جزيئات المادة ببعضها والتي لامجال لإلغائها الا بإلغاء المادة نفسها وهذا مستحيل..وطالما ان ذلك مستحيل فتستحيل حتى الحاجة للصنع وللصانع.
واسمح لي ان اتكلم قليلا عن مفهوم الصنع والصانع الذي يتردد بإستمرار في موضوعك.
ان هذا المفهوم هو مفهوم انساني، فنحن نرى الامور بمقياس انفسنا ونخترع القصص التي تعكس عالمنا وتجربتنا..فعبر التاريخ كانت اساطير الانسان واوهامه تعكس عالم الانسان نفسه ومشاعره بصورة مكبرة.
فالالهة والجن والشياطين واي عالم من عوالم الاساطير كانت مبتكرة بالمقاييس الانسانية ولم يوجد فيها اي انحراف..
ومن المثير ان تاريخ القصص والاساطير هو تاريخ تطور المجتمع الانساني نفسه، فأساطير سكان الغابات تعكس الحالة الاجتماعية لسكان الغابات واساطير سكان الصحراء تعكس حياة الصحراء، واساطير سكان المدن هي تطور لماقبلها مضاف اليها القوانين التي تحكم المدن، فنجد ان اساطير اهل المدن تجعل ممالك الالهة مثل المملكة التي يعيشون فيها.
ومن المثير ان الاسلام ايضا لم ينحرف عن هذه القاعدة فمملكة الله تشبه مملكة رومانية او فارسية بإعتبارها كانت النموذج الاعلى في عصر محمد، والله يملك صفات اخلاقية وجسمية تشابه صفات امبراطور بشري نموذجي ذو ابعاد اكبر لاغير..وبالتالي فالصنع والصانع لايخرج عن هذه الرؤية، الانسان يرى الامور من خلال نفسه، ويعتقد انه طالما ان الاشياء التي يصنعها هو تحتاج الى صانع فأي شكل اخر يحتاج الى صانع بنفس الطريقة...من هنا اعتقد الانسان القديم ان الالهة "صنعت" الكائنات كما كانوا هم يصنعون الفخار...من طين..
وهذا الامر يعكس مأساة العقل الذي لايعتمد على منهج علمي تجريبي وانما الحياة كمختبر كبير بدون منهج علمي..لهذا السبب قلت لك سابقا انه لايوجد عقل صرف، فجميع الافكار تأتي من تجارب " فردية" سابقة، ولذلك تقع الاستنتاجات في خطأ الوهم الاستقرائي..
واسمح لي ان اتكلم قليلا عن مفهوم الصنع والصانع الذي يتردد بإستمرار في موضوعك.
ان هذا المفهوم هو مفهوم انساني، فنحن نرى الامور بمقياس انفسنا ونخترع القصص التي تعكس عالمنا وتجربتنا..فعبر التاريخ كانت اساطير الانسان واوهامه تعكس عالم الانسان نفسه ومشاعره بصورة مكبرة.
فالالهة والجن والشياطين واي عالم من عوالم الاساطير كانت مبتكرة بالمقاييس الانسانية ولم يوجد فيها اي انحراف..
ومن المثير ان تاريخ القصص والاساطير هو تاريخ تطور المجتمع الانساني نفسه، فأساطير سكان الغابات تعكس الحالة الاجتماعية لسكان الغابات واساطير سكان الصحراء تعكس حياة الصحراء، واساطير سكان المدن هي تطور لماقبلها مضاف اليها القوانين التي تحكم المدن، فنجد ان اساطير اهل المدن تجعل ممالك الالهة مثل المملكة التي يعيشون فيها.
ومن المثير ان الاسلام ايضا لم ينحرف عن هذه القاعدة فمملكة الله تشبه مملكة رومانية او فارسية بإعتبارها كانت النموذج الاعلى في عصر محمد، والله يملك صفات اخلاقية وجسمية تشابه صفات امبراطور بشري نموذجي ذو ابعاد اكبر لاغير..وبالتالي فالصنع والصانع لايخرج عن هذه الرؤية، الانسان يرى الامور من خلال نفسه، ويعتقد انه طالما ان الاشياء التي يصنعها هو تحتاج الى صانع فأي شكل اخر يحتاج الى صانع بنفس الطريقة...من هنا اعتقد الانسان القديم ان الالهة "صنعت" الكائنات كما كانوا هم يصنعون الفخار...من طين..
وهذا الامر يعكس مأساة العقل الذي لايعتمد على منهج علمي تجريبي وانما الحياة كمختبر كبير بدون منهج علمي..لهذا السبب قلت لك سابقا انه لايوجد عقل صرف، فجميع الافكار تأتي من تجارب " فردية" سابقة، ولذلك تقع الاستنتاجات في خطأ الوهم الاستقرائي..
اقتباس : إنك تعرف في قرارة نفسك ما معنى (القادر)، وتعلم في قرارة نفسك ما معنى (الحي)، وتعلم ما هي (الآفة)، وتعلم ما هو (الإدراك) .. حين أقول: الله قادر: أي أنه إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، وحين أقول إنه حي: أي أن فيه صفات الأحياء التي تليق به، وحين أقول: إنه مدرك للمدركات فمعنى هذا أنه يسمع ويبصر .... وهكذا .. فهل هذه المعاني صعبة؟ أم أنك تبحث عن (الكيفيات)؟
لايجوز الحوار على مااعلمه في داخلي، إذ ليس من النادر ان ظهر ان للمعاني محتويات اخرى في المسيار الفلسفي، ولذلك فأن اي حوار علمي يبدأ بوضع مصطلحات الكلمات وهذا امرا ليس بجديد خصوصا عندما يكون الحوار يجري عن شئ مجهول له وجود في الادمغة فقط وبالتالي يمكن ان تكون صورة ومواصفات هذا " الشئ" مختلفة من دماغ الى اخر...والصراع بين كهنة المسلمين يظهر صحة هذا الامر، وهذا نتيجة منطقية لاستخراج " الاشياء" الغير تجريبية بواسطة العقل فقط..
لاحظ معي تعريفك لكلمة التحيز، لقد ظهر لها معنى مختلف تماما عن الشائع وذلك لضرورات فلسفية للهروب من ورطة المكان والوجود، وكما ترى فإن توفعي كان في مكانه.
ولذلك فأن تعريفاتك اعلاه لم تقدم الكثير..ماهي صفات الحي؟ وماهي صفات الحي التي تليق والتي لاتليق؟ هل يمكن الاساءة الى الله حتى يهتم بقواعد اللائق؟ هل يغضب الله ويزعل؟ هل الغضب من صفات الكامل؟ اليست حاجة الله الى صفات لائقة تنفي عنه الكمال، إذ انه محتاج؟
لاحظ معي تعريفك لكلمة التحيز، لقد ظهر لها معنى مختلف تماما عن الشائع وذلك لضرورات فلسفية للهروب من ورطة المكان والوجود، وكما ترى فإن توفعي كان في مكانه.
ولذلك فأن تعريفاتك اعلاه لم تقدم الكثير..ماهي صفات الحي؟ وماهي صفات الحي التي تليق والتي لاتليق؟ هل يمكن الاساءة الى الله حتى يهتم بقواعد اللائق؟ هل يغضب الله ويزعل؟ هل الغضب من صفات الكامل؟ اليست حاجة الله الى صفات لائقة تنفي عنه الكمال، إذ انه محتاج؟
اقتباس : فإذا كنت جالساً في بيتك، وسمعت قرع الجرس، فهل ستقول: كلا، لم يثبت لي أن (كل) قرع جرس هو ناتج عن فعل فاعل، ويجب أن أحلل كل قرعة جرس لأصل إلى هذه النتيجة!، بمجرد أن تعلم أن الشيء لا يمكن أن يحدث بنفسه، وأن الأصل في الأشياء بقاؤها على ما هي عليه حتى يصيبها مغير يغيرها حالتها، فتستطيع أن تستدل على أنه لا فعل إلا وله فاعل، وإلا فقد أبطلنا الاستدلالات من أولها إلى آخرها
نعم، في ظروف قوانين محددة ومعروفة مسبقا لنا تجريبيا. ولكن اتساءل اين الفعل والفاعل في تجاذب الموجب والسالب؟ ايهم الفاعل وايهم المفعول به؟ ام ان الضرورة ليقاء نظريتك صحيحة تحتم عليك اختراع قوة خارجية بإسم الفاعل؟
ان الاستنتاجات الصحيحة هي التي لاتقوم على مقدمات مسبقة وانما على دراسة الظاهرة ضمن قوانينها نفسها...فقرع الجرس ظاهرة اخترعها الانسان ويعلم الانسان ذلك، في حين ان تأتي الى القمر وترى ظاهرة ما لن تسنتنج انها مصنوعة الا اذا كانت لديك ادلة تجريبية والا فأنها ليست مصنوعة تحتاج الى صانع وانما ظاهرة لها قوانينها الداخلية..
في النهاية احب ان اشير الى ان حوارنا لتبادل الافكار فقط، وقد سعدت للغاية بالحوار معك...والكثير من الامور قد لاتكون خلاف في القضية وانما خلاف بسبب سوء العرض والصياغة او الاطلاع..وشخصيا اعتبر ان الحوار قد حقق الهدف منه ولايحتاج الى المزيد من الاستجلاء، مع اني سعيد دائما لتبادل المزيد من الافكار معك..وكصديق احب ان اهمس في اذنك انه وبالرغم من كونك تحاول ايقاظ التراث العظيم للمعتزلة الا انك تفعل ذلك بطريقة "اصولية" الاقتباس بدون إضافة منجزات العقل الحديث لتبقيهم اسرى إطار سقفهم المعرفي الذي وصلوا اليه في عصرهم، وهذا الامر لن يرضيهم على الاطلاق.
تحياتي وخالص ودي
ان الاستنتاجات الصحيحة هي التي لاتقوم على مقدمات مسبقة وانما على دراسة الظاهرة ضمن قوانينها نفسها...فقرع الجرس ظاهرة اخترعها الانسان ويعلم الانسان ذلك، في حين ان تأتي الى القمر وترى ظاهرة ما لن تسنتنج انها مصنوعة الا اذا كانت لديك ادلة تجريبية والا فأنها ليست مصنوعة تحتاج الى صانع وانما ظاهرة لها قوانينها الداخلية..
في النهاية احب ان اشير الى ان حوارنا لتبادل الافكار فقط، وقد سعدت للغاية بالحوار معك...والكثير من الامور قد لاتكون خلاف في القضية وانما خلاف بسبب سوء العرض والصياغة او الاطلاع..وشخصيا اعتبر ان الحوار قد حقق الهدف منه ولايحتاج الى المزيد من الاستجلاء، مع اني سعيد دائما لتبادل المزيد من الافكار معك..وكصديق احب ان اهمس في اذنك انه وبالرغم من كونك تحاول ايقاظ التراث العظيم للمعتزلة الا انك تفعل ذلك بطريقة "اصولية" الاقتباس بدون إضافة منجزات العقل الحديث لتبقيهم اسرى إطار سقفهم المعرفي الذي وصلوا اليه في عصرهم، وهذا الامر لن يرضيهم على الاطلاق.
تحياتي وخالص ودي
3 تعليق(ات):
شكرا جزيلا لقد اثرى معرفتنا هذا النقاش النظري التجريبي ولكما مني كامل الاحترام
مع اضافة متواضعة امام زخم ماتفضلتما به وهو اني حينما اجلس مع نفسي وحيدا اتامل في الكون وما حولي واستمع الى نبضات قلبي وهو بهذا النسق الذي يحافظ على ان يبقى الدم يجري في عروقي وانه اذا توقف لحظة سيتعرض للتخثر واصاب بجلطة دموية قد تكون مميتة كم من البشر او المخلوقات كان سيموت بالجلطة لكي يصل اداء القلب الى هذا التناسق بالسرعة وقوة الضربة لتدفع الدم بحيث لايتوقف ولايسرع فيرفع الضغط ويفجر الشريايين وهذه الشريايين كم كانت تملك من فرص للتكرار لتصل الى مرونة دقيقة بحيث تتناسق مع ضغط الدم فيها حسب ماوصل اليه العقل التجريبي ادرك بعقلي النظري ان هذه المنظومة الى كم من الزمن تحتاج مثل هذه تجريبيا المنظومات لتكون بهذه الروعة والدقة والتناسق اذا مافرضنا جدلا انها تمتلك قوانينها ذاتيا كيف استطاعت ان تتناسق بهذا الكمال (صدفة )هذا على مستوى واحد ونحن نرى باعيننا تعدد اشكال الحياة والمادة وهي تسير في نسق يضمن وجود منظوماتهابحيث لايفني بعضها البعض صدفة مع القول بان المادة لاتفنى بل تستحيل من شكل الى اخر كم التضاد حدث وكم من التجارب حدثت حتى حدث هذا النسق في المنظومات المنفردة والمجتمعة فمتى واين وكيف حدث هذا التناسق الذي يمكن ان نقول عليه انه يفي لعقولنا النظرية او التجريبية ان ندرك انه منظم من غير دليل
وهناك طرح مهم هو لماذا لايكون (الخالق) جزء من هذه المنظومة الذكية او لنقل انه حلقة او اسلسلة ظرورية في نظام او قانون المنظومة ليراقب ادائها كجزء اخترعته المادة نفسها لتراقب ادائها بنفسها فعندها تكون المادة اوجدت نسقا يسيطير على افعالها ويقومها وان مجمل المنظومات احتاجت الى تعدد هذه المنظومة المراقبة(الموجهة لوجهة تطور المادة ) - ثم احتاجت بعد فترة زمنية ان تتوحد هذه المنظومة المراقبة لكي تنسق المنظومة الكلية (مجموعة المنظومات الفرعية التي تحتاج الى ان تتناسق لتنتج وحدة فعل غير متناقضة ينتج عنها اداء متناسق ) فظهر ( الخالق الواحد ) مهما كان اسمه وبذلك اصبح هذا الخالق هو المتحكم بالمادة التي اوجدته او خلقته ( اي ان المادة هي التي فعلت ثم تخلت عن فعلها لفاعل خلقته هي لتنظم ادائها فاصبحت تنقاد له وسلمت اليه )
وهنا يكون (الخالق ) مخلوق
وهنا ايضا يمكن ان يكون (الخالق ) محدث لانه وجد بسبب حاجة المادة الى تنظيم نسق فعلها الذي يتطلبه عدم فنائها وثبات شكلها الى الوقت الذي يعد ضروريا لاسترار نسق معين او منظومة معينة
وهنا ايضا يمكن ان يكون الخالق ( المخلوق ) ضرورة نظرية وتجريبية
ولكن السؤال الا يمكن ان يكون (الخالق ) كان هو موجود اولا ؟؟ ثم تحكم بالمادة ؟ وتمتع بنفس صفات المادة التي اوجدت نظامها بنفسها ثم تحكمت بافعالها
اذن سيكون السؤال الصحيح من؟ كان قبل من ؟؟
وهل يمكن ان نسلم الى العقل التجريبي الذي عرف الاحتمالات واستعملها في التعرف الى بعض الظواهر ان ينطلق في معرفة ماهي الاحتمالات الممكنة تجريبيا دون ان يلجا الى العقل النظري
التي ستولد منها نسق في منظومة واحدة بحيث يحافظ على اداء الجزئيات باتجاه مستمر لمدة زمنية محددة
كم من اوقت ستحتاج لتنتج هذا النسق داخل المنظومة
واذا سلمنا ان التغيير مستمر لاشكال المادة كيف يمكن ان يستمر النسق ( داخل منطومة وهو متغير باستمرار ) لمدة طويلة وباتجاه واحد من غير ان يكون هناك نسق داخلي متحكم بتغير الشكل مع الحفاظ على النسق ليتناسب مع المنظومات الجزئية الاخرى لينتج منظومة اوسع متناسقة
كمثال المايتوكوندريا والخلية ثم العضو ثم الكائن
بالاعتماد على الاحتمالات كعلم احصائي تجريبي كم سنحتاج من الوقت لينتج هذا التعدد ؟
واذا سلمنا بالصدفة سيكون لهذه الصدفة ان تتكرر بحيث تكون نسقا ايضا ليضمن اختصار الوقت لان التعدد كلما زاد قلت الصدفة ( كنسبة )
ومثال ذلك ان المايتوكوندريا انتجت الطاقةوانها بالصدفة استفادت من من مواد اخى محددة لانتاج الطاقة وكانت هذه المواد بالصدفة موجودة وان صدفة حدثت لتلتقي بالخلية وان تنتج وحدة منظومة حية
وهكذا
انا هنا لا انفي بل احاول ان اختصر الزمن بالصدف الموجودة تجريبيا ولكن الصدفة من الناحية التجريبية يعترف بها ولكنها لاتكون معروفة الاتجاه او النتيجة في المنظومات البايولوجية خصوصا
كما ان دخول النيوترون على نواة اي ذرة صدفة وخصوصا بمثل ذرات البلوتونيوم سيحدث انفجار نووي فلماذا لاتحدث هذه الصدفة ؟؟ وهو نسق موجود وتجريبيا نجح ولكنه يستحيل نظريا
فاذا كانت الصدف هي نتاج ايضا فهي نسق وبالتالي فهي منظومة بحد ذاتها
فلماذا لايكون (الخالق )ايضا صدفة حدث
وهنا سيكون وجوده محتمل ايضا كباقي الصدف
الايمان بالله سبحانه وتعالئ لا يحتاج الئ عقل فقط
إرسال تعليق