هل قام يسوع من الاموات ؟وماهي الادله ؟
يعتبر قيام يسوع من احد اهم اقانيم المسيحيه ولنرى ماقاله باول في كونثيوس فصل 15 س 17 وفي الحقيقه فان مصداقيه المسيحيه كدين تعتمد وبشكل اساسي على هذه القصه
وباديء ذي بدأ يجب ان نأخذ في الاعتبار ان قصه القيامه المزعومه هذه ليست منفرده وليست مقصوره على المسيحيه فقط فتاريخ الاديان يحدثنا عن الكثير من هؤلاء انصاف الالهه الذين استطاعوا قهر الموت بأراده الهيه كما ان تاريخ الاديان يزخر ايضا بولادات انصاف الاله او ابناء الالهه الذين يولودون اما من عذراء او بطريقه غامضه تلعب الاراده الالهيه دورها في عمليه الاخصاب وان كثيرا من هؤلاء قد قتل او مات بطريقه عنيفه قبل عودتهم الى الحياه مره اخرى منتصرين على الموت .ونستطيع ان نذكر بعض اسماء هؤلاء على وجه العجاله : روميلوس ،ابوللونيوس،تايانا ،دروسلا،كلاديوس ،دينوسيس-باخوس ،تموز -ادونيس ،ميثرا،اوزريس، كرشنا ،وبوذا .اما الولادات بمساعده الله من عذراء او غير عذراء فهي كثيره جدا فمثلا ولاده اسحاق من ساره بعد ان كانت هذه قد بلغت الخامسه والتسعين ويوحنا ولد لزكريا على الكبر ويسوع من مريم والاسكندر المقدوني وغيرهم كثير
السؤال هنا وببساطه هل يتوجب علينا تصديق ادعاءات ممثلي هذه الاديان -الاساطير والذين يحاولون بكل السبل كما سبق وان اوردت في عده مداخلات في منتدى اللادينين العرب تزوير وتحريف ولي معاني الكلمات في محاوله يائسه منهم لالباس اساطيرهم ثوب الحقيقه والعقلانيه واعطاؤها بعدا تارخيا لاتستحقه الا اذا نظر اليها كاسطوره او حكايه من صنع الانسان .وكما ذكرت في بدايه هذا البحث ان الايمان بقيامه يسوع تعتبر حجر الزاويه في المعتقد المسيحي لذا توجب علينا كباحثين عن الحقيقه التاكد من صحه هذا الادعاء واشباعه دراسه ونقدا وصولا الى الحقيقه
والسؤال الاول والذي لابد وان يطرح بدايه هو ماهو الدليل ؟واين هذا الدليل ؟والجواب على هذا السؤال بسيط جدا حيث ان الذرائعيون من المسيحين لم يستطيعوا تقديم اي دليل مقنع خارج كتب الاناجيل القانونيه والمعتمده من اغلب الكنائس وعل راسها الكنيسه الكاثوليكيه . ورغما عن حقيقه اكتشاف اناجيل اخرى مثل انجيل توماس وانجيل يهودا والتي لاتشير الى حادثه الصلب او القيامه فاننا سنرى انه لاوجود لاي ادله حتى الظرفيه منها هذا عدا عن عدم وجود ايه ادله اركيولوجيه
لذا نستطيع ان نقول وبكل حزن لاولئك المسيحين المؤمنين ان كل هذه القصه هي من اختلاق وتاليف مؤسسي العقيده المسيحيه وان هذه القصه قد شهدت تطورا عضويا حتىوصلت الى ماوصلت اليه اليوم وكباحث عن الحقيقه يجب ان يكون القاريء هو الحاكم والقاضي ومن الطبيعي يتوجب علينا ان نعتقد ونأمل ان يكون هذا القاضي عادلا وغير منحازا وانه قادر على ان يزن جميع الوقائع والحقائق والادله وعليه ان يضع نصب عينيه ان ماسيحكم به سيكون ذا تأثير بالغ على العلاقه بين الله والانسان حسب العقيده المسيحيه ،ولنفترض ان قاريء هذه الاسطر قاض يترأس جلسه في محكمه يحاكم بها احدهم في جريمه قتل فمن الطبعي ان يكون واجب هذا القاضي ان ينظر في جميع الادله وان يقتنع هو والمحلفين بشكل لايقبل الشك في اي من الشهادات او الادله قبل النطق بالحكم في هذه القضيه، ومن اهم واجبات الادعاء تقديم الشهود وان يضمن ان روايات هؤلاء الشهود غير متناقضه وواضحه واذا لم يستطع الادعاء العام تقديم مثل هذه الشهادات غير المتناقضه فمعنى ذلك ان الدفاع سيطعن في مثل هذه الشهادات ويخسر الادعاء العام قضيته ونحن الان امام قضيه خاسره تماما فروايات الصلب والقيامه الوارده في الاناجيل الاربعه قد تكون مقنعه لاولئك الذين لم يحاولوا التدقيق فيما يقراؤن وينطلقون من منطلق الايمان اولا وليس من منطلق المنطق الا انك وكقاضي عادل فلن تستطيع الا ان تحكم ببطلان تلك الشهادات وان ترفض حتى النظر في هذه القضيه اذا حاولت الاعتماد على روايات الاناجيل تلك ، وساركز في هذه الدراسه على ثلاث نقاط اعتبرها رئيسيه : ا
اولا - تاريخ حدوث الصلب وفي ايه يوم ؟
ثانيا - الاحداث التي اعقبت حدث القيامه المزعوم
ثالثا - جدول مقارنه بحداث الصلب والقيامه كما ماوردت في الاناجيل الاربعه
اولا - متى صلب يسوع ؟وفي اي يوم ؟
اذا دققنا في اناجيل متي ومرقس ولوقا سنجد ان العشاء الاخير وحسب روايتهم كان هو عشاء عيد الفصح المقدس seder وهو احد اعياد اليهود الذي يمثل احتفاليه بخروج بني اسرائيل من مصر .وتاريخ اول ايام هذا العيد هو الخامس عشر من نيسان -ابريل - ونيسان هذا هو اسم عبري للشهر الرابع من السنه .وهذا يعني انه وحسب الاناجيل الثلاثه اعلاه ان العشاء الاخير قد حدث في يوم 14 نيسان - ابريل- الا ان هذه الروايه تتناقض وبشكل صارخ مع روايه انجيل يوحنا وهذا التناقض ليس بالامر الهين كما يحاول المبشرين والذرائعيين تناسيه او عدم ذكره ويبرر البعض هذا التناقض والاختلاف بأنه يعبر عن رؤيه مختلفه من زاويه مختلفه وكأن مثل هذا الاختلاف مقبول في حدث عظيم مثل هذا الحدث الذي يعتمد عليه تاريخ وعقيده الدين المسيحي كله فأن صلب المسيح اماان يكون قد حدث يوم 14 نيسان كما يقول يوحنا اوانه قد حدث يوم 15 نيسان اي اول ايام عيد الفصح اليهودي فليس من المعقول ان يكون المسيح قد صلب في هاذين اليومين سويه .نتيجه لهذا التناقض والاختلاف في تاريخ يوم الصلب نجد ان تعاقب الاحداث حسب روايه يوحنا ستختلف اختلافا جذريا عن روايه الاناجيل الثلاثه ونجد ان يوحنا لايورد اي ذكر لتناول عشاء الفصح الاخير حيث وحسب روايته فأن العشاء الاخير قد حدث يوم 13 نيسان الي انه ليكون عشاء فصح لتوجب ان يكون يوم 14 نيسان وكذلك نجد ان يوحنا لايورد اي ذكر لشرب الخمر والتي هي ضمن الطقوس اليهوديه ولذلك فأن احداث يوم العشاء الاخير ووفق يوحنا لاتذكر سوى عمليه غسل اقدام الحواريين من قبل يسوع ويبدا يوحنا الفصل الثالث عشر بقوله : اما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم ان ساعته قد جاءت ...
وهذه افتتاحيه مناقضه تماما ما جاء على لسان الاناجيل الاخرى حيث ان الاحتفال بعيد الفصح كان قد بدأ . وحسب يوحنا فعندما غادر يهودا مع كيس النقود كان في اعتقادهم انه قد ذهب لشراء طعام عيد الفصح الذي كان سيبدأ غدا وهنا لابد من التساؤل لماذا يقوم احدهم بشراء طعام الفصح في الوقت الذي وحسب بقيه الاناجيل انهم كانوا قد تناولوا عشاء الفصح ؟ سؤال وجيه
وحسب يوحنا فان اليهود وعند قيامهم بتسليم يسوع الى بيلاطس قد امتنعوا عن دخول المبنى للحفاظ على طهارتهم وليكون بامكانهم غدا -اي يوم الفصح - تناول عشاء الفصح يوحنا أصحاح 18 سطر 28 لماذا هذا التحوط من قبل اليهود الم يكونوا قد تناولوا طعام الفصح حسب متي ولوقا ومرقس ؟
ان اول سؤال يخطر على بال الشخص المحايد هو لماذا قام يوحنا بتغيير موعد الصلب من 15 نيسان الى 14 نيسان ؟
لماذا اصبح من المهم ليوحنا مؤلف الانجيل الرابع ان يصلب يسوع في عشيه عيد الفصح بدلا من اول ايام عيد الفصح كما ادعت الاناجيل الثلاثه الاخرى؟
ان الجواب على هذا السؤال يكون ولضحا وبسيطا اذا اخذنا بنظر الاعتبار الرساله التي اراد يوحنا ان يوصلها الى سامعيه وقارئيه ولنتذكر ان انجيل يوحنا هو اخر ما كتب من الاناجيل وان يوحنا يخاطب ويحاول ان يوصل رسالته الى مجتمع يعيش في القرن الثاني بعد الميلاد والذي كان يدين بالوثنيه ذات الاصول الرومانيه - الاغريقيه ،لذا فقد كان من الضروري ليوحنا ان يدخل ويمزج مفاهيم ديانه هذه المجموعه البشريه مع مفاهيم الدين الجديد الذي كان يدعو له ولاننسى ان لمفاهيم الدين اليهودي اثرها الواضح في الكثير من الاستعارات علما ان الدين اليهودي كان يعتبر الدين الثاني اهميه بالنسبه للاديان الوثنيه المنتشره في حينه .فالتضحيه بحيوان بدلا من الاله كرمز لفداء البشر وغسل ذنوبه كانت تمارس على طول وعرض الامبراطوريه الرومانيه من قبل اتباع الديانات الوثنيه والغنوصيه وخصوصا الميثرائيه - mithrasim والتي كانت مزدهره خلال الفتره التي كتب بها يوحنا انجيله .فيوحنا هذا كان على اطلاع كامل بكل طقوس الميثرائيه لذا فقد قام بادماج فكره التضحيه الميثرائيه والتي عاده ماتكون بثور مقدس مع فكره التضحيه اليهوديه بالخروف المقدس في عيد الفصح paschal lamb ولهذا نجده يهيأ المسرح لهذه الفكره بأعلان يوحنا المعمدان وفي انجيل يوحنا فقط : وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطيئه العالم . اصحاح 1 س 29 ويكرر ذلك في اصحاح 1 س 35 : فنظر الى يسوع ماشيا فقال هو ذا حمل الله . هذا يحدث فقط في انجيل يوحنا .اليس من المفروض ان يقوم القسسه بتوزيع قطعم من لحم ضحيه عيد الفصح بدلا من قطعه البسكوت التي يقدمونها عاده في احتفالات عيد الفصح ؟ الم يقول يسوع وحسب الاناجيل الثلاثه الاخرى برفع قطعه لحم ضحيه عيد الفصح قائلا هذا جسدي ؟
ونجد ان يوحنا فقط يقوم بأيراد قصه الجندي الروماني الذي يقوم بطعن يسوع في جنبه بدلا من ان يقوم بكسر رجليه وهو على خشبه الصلب - يوحنا اصحاح 19 اسطر 31-37 - ان مثل هذا الوصف يتطابق مع ماحاول يوحنا ان يحققه من ربط بين اضحيه ميثرا واضحيه عيد الفصح اليهودي وصلب المسيح كأضحيه عن البشر وقد يسأل البعض لماذا يحاول يوحنا ان يبدل الكسر بالطعن والجواب هو ان اضحيه عيد الفصح اليهوديه يجب ان تكون سليمه من ايه كسور خروج اصحاح 2 س 46- وعظما لا تكسروا منه - هذا هو السبب الذي دفع يوحنا ان يجعل يوم الصلب الرابع عشر من نيسان - ابريل - بدلا من الخامس عشر حيث ان اضحيه عيد الفصح تذبح -او تصلب كما يحاول يوحنا ان يرسخ في ذهن قارئيه - يوم الرابع عشر حسبما امر به الرب رب اسرائيل بني اسرائيل خروج اصحاح 12 س 6 : ثم يذبحه جمهور جماعه اسرائيل في العشيه -وللضروره اللاهوتيه التي ارادها يوحنا من كتابه قام بذبح يسوع يوم الرابع عشر اي ان يسوع هو الخروف الالهي والقربان المراد تضحيته لانقاذ البشر من خطيئه الاخ ادم . نستطيع هنا ان نرى اهميه هذا الاختلاف في التواريخ بين انجيل يوحنا وبقيه الاناجيل وهو اختلاف على درجه كبيره من الاهميه والخطوره اذ اننا نرى كيف ان هذه الكتب لم تكتب بوحي من اي اله بل هي كتب كتبت في مراحل مختلفه لمجاميع بشريه مختلفه وانها قد كتبت بناءا على رؤيه لاهوتيه معينه تخدم معتقدات مؤلفها
ثانيا - الاحداث التي اعقبت حدث القيامه المزعوم .
هل من الممكن قبول هذه الروايتين على انهما حقيقه ؟
لفائده اخوتي القراء اود هنا استعرض ماجاء في متي ويوحنا حول احداث مابعد القيامه اي قيام يسوع من الموت وساترك المجال ليقرا اخوتي بانفسهم وليحكموا ان كان من الممكن قبول شهاده هؤلاء الشهود المزعومين علما ان اي من كتبه الاناجيل لم يزعم يوما انه قد شهد الاحداث التي وصفها وكتب عنها
وابدأ بمتي اصحاح 28 اسطر 1-10
وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدليه ومريم الاخرى لتنظرا القبر .واذا زلزله عظيمه حدثت .لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات .فأجاب الملاك وقال للمرأتين لاتخافا انتما .فأني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب .ليس هو ههنا لانه قام كما قال .هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. وأذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات .هاهو يسبقكم الى الجليل .هناك ترونه.هاانا قد قلت لكم .فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم لتخبرا تلاميذهاذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما .فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له .فقال لهما يسوع لاتخافا اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني .انتهى نص متي
والان لنقرأ معا نص يوحنا اصحاح 20 سطر 1- 18
وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدليه الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا من القبر .فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم اين وضعوه .فخرج بطرس والتلميذ الاخر واتيا الى الى القبر .وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الاخر بطرس وجاء اولا الى القبر .وانحنى فنظر الاكفان موضوعه ولكنه لم يدخل . ثم جاء سمعان بطرس ودخل القبر ونظر الاكفان موضوعه والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الاكفان بل ملفوفا في موضع وحده .فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء الى القبر ورأى فامن .لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب انه ينبغي ان يقوم من الاموات . فمضى التلميذان الى موضعهما . اما مريم فكانت واقفه عند القبر خارجا تبكي .وفيما هي تبكي انحنت الى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والاخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا .فقالا لها يأمرأه لماذا تبكين .قالت لهما انهما اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه .ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولت تعلم انه يسوع . قال لها يأمرأه لماذا تبكين . من تطلبين . فظنت انه البستاني فقالت له ياسيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه .قال لها يسوع يامريم .فالتفت وقالت له ربوني الذي تفسيره يامعلم .قال لها لاتلمسيني لاني لم اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم .فجاءت مريم المجدليه واخبرت التلاميذ انها رات الرب وانه قال لها هذا
قبل ان ابدأ بالتعليق على هاذين النصين ارجو من الاخوان المعن بهاذين النصين والتأكد بانفسهم ان كان من الممكن قبول ان هاذين الروايتين حقيقتين وانهما يصلحان كشهاده في اي محكمه عادله او انهما كتبتا بوحي من الرب الذي لايعلم شيئا
لو اخذنا روايه متي ويوحنا على حدى لكان من الممكن ان نرى اي منهما بطريقه اخرى اما عند قراءه الروايتين معا نستطيع ان نرى انه من المستحيل ان تكون الروايتان قد حدثتا .وفي الواقع فأن التناقض والاختلاف بيت هاتين الروايتين حاد الى درجه ان الليبرالين من المسيحين والذين يعترفون ويسمحون بقبول حصول بعض الاخطاء هنا وهناك يتوقفون عن التبرير .ان هذه التناقضات من الحده بحيث لاتسمح لاي مراقب محايد ان يقبل بوجهه بعض الاصوليين والتي تدعي ان كتبة هذه الاناجيل يعرضون ماراه هو او مااستوعبه هو ووفقا لمصادره ان هذه الحجج الباليه والتبريرات اللامنطقيه تتعارض تماما مع اهميه هذا الحدث والتي لايمكن ان تقبل به اي تبريرات او اجتهادات .
في الانجيل وفق متي يقدم لنا مؤلف هذا الانجيل قصه عن ما بعد القيامه وفيها يقوم ملاك الرب بتحيه مريم المجدليه ومريم الاخرى - المقصود بها ام يسوع العذراء مريم وهنا تستطيع ان ترى مدى الاحترام الهائل لهذه الام المقدسه حامله بشاره الرب ومخلص البشريه - وكما تمضي القصه في اخبارنا بأن ملاك الرب هو الذي اعلن خبر قيامه يسوع وانه على هاتين المراتين اخبار بقيه التلاميذ بأن يسوع سيلتقي بهم في الجليل . انظر متي اعلاه - وكأن هذا اللقاء لم يكن كافيا لاقناع هاتين المرأتين يستمر متي في محاوله اقناع القاريء وذلك بأن يخبرنا كيف ان المراتين التقيتا فجأه بالمسيح نفسه القائم من الموت الذي عاد بدوره وكرر طلب الملاك -لاحظ متي اعلاه
اما وفق يوحنا حيث ينتهي التشابه بين القصتين عند اكتشاف القبر الخالي من جثه يسوع المصلوب نجد ان ماري المجدليه وصباح عيد الفصح تاتي الى القبر وفي هذه القصه لانجد اي اثر لملاك بل يصف يوحنا دهشه ماري المجدليه من اختفاء جثه يسوع من القبر وليس كما اورد لنا متي في قصته عن لقاء مرتقب في الجليل بل بالعكس من ذلك تماما فأن ماري المجدليه تستنتج من مشاهده القبر الفارغ بأن هناك من سرق الجثه او اخفاها وكما يبدو فانه لم يدر بخاطر المجدليه اي فكره لا عن قيام يسوع ولاعن لقاء مرتقب في الجليل - كما قال متي - لذا فاننا نرى ووفق يوحنا ان ماري تسرع الى الحواريين وتخبرهم بان احدهم قد سرق المعلم من القبر ولاندري اين اخفوه - لاحظ يوحنا اعلاه - . ان هذا الوصف للاحداث من قبل يوحنا يتناقض كليا عما ذكره متي في وصفه لاحداث ما بعد القيامه .فلماذا اعتقدت ماري المجدليه ان جثه يسوع قد نقلت الى مكان اخر ؟ الم يكن الملاك - حسب متي - قد اخبرها بان يسوع قد قام من الاموات ؟ وانه ذاهب الى الجليل ؟ لذا فأنه من السخف اعتقاد ماري بان هناك من اخفى الجثه وهي تعلم ان يسوع قد قام من الاموات ،بل ان المجدليه ومريم الاخرى قد التقيتا بيسوع القائم من الاموات نفسه - انظر متي اعلاه -فلماذا وحسب يوحنا نجد ان ماري المجدليه تقف حائره وقد اسقط في يديها بعد اختفاء جثه يسوع ؟ وكأنما اراد يوحنا ان يزيد التناقض تناقضا فنرى انه لايورد اي ذكر لحرس من جنود الومان عند القبر حيث ان وجود مثل هؤلاء الحرس سيمنع ماري المجدليه من ان تفكر بأمكانيه قيام احد ما بسرقه جثه يسوع لان هؤلاء الحرس قد وضعوا عند القبر - حسب متي - لمنع اي كان من سرقه الجثه ومن الواضح ان يوحنا لم يكن محتاجا الى وجود حرس عند قبر يسوع لذا فقد الغى هذه الفقره - من كلام الله الموحى به
ان حقيقه عدم وجود حرس عند قبر يسوع حسب يوحنا توجه ضربه قويه الى كل ادعاءات وتخرصات المبشرين والذرائعيين فحسب ادعاء هؤلاء ان وجود الحرس على القبر واختفاء الجثه رغما عن وجود هؤلاء الحرس اكبر دليل على قيام يسوع من الاموات حيث ان وجود الحرس كان سيمنع اي كان من سرقه جثمان يسوع وان اختفاؤه لم يكن سيكون ممكنا الا بتدخل الهي بينما نلاحظ انه وحسب يوحنا فأن امكانيه سرقه الجثه كانت هي اول ما خطر على بال ماري المجدليه وهذا تفكير منطقي حيث لاوجود للحرس حسب يوحنا وكأنما يريد يوحنا ان يزيد من تناقض قصه أحداث ما بعد القيامه فنجده يجعل ماري المجدليه تعود الى القبر مره ثانيه ولكنها تجد ان هناك ملاكين يجلسان داخل القبر ونلاحظ من سرد الاحداث ان ماري المجدليه كانت لاتزال لاتعلم بأي قيام ليسوع من الاموات لحد هذه اللحظه وانها لاتزال تشتكي من ان احدهم قد قام بسرقه جثمان يسوع وانها عازمه على ايجاد مكان هذا الجثمان رغما عن ان الملاك - وحسب متي - قد اخبرها ان يسوع قد قام من الاموات الا ان الملاك وحسب يوحنا يسألها فقط عن سبب بكاؤها ولايخبرها بأي تفاصيل عن القيامه - راجع اعلاه -الا ان يوحنا يجعل ماري وفي هذه اللحظه اسادير لترى وبشكل مفاجيء يسوع القائم من الاموات وتعتقد انه فلاح او جنائني اي ان ماري المجدليه كانت وحتى هذه اللحظه لاتعلم بأي قيام من الاموات بل انها تسأل الجنائني - يسوع - عن مكان جثه المعلم - لاحظ القصه حسب يوحنا اعلاه - في هذه اللحظه وهذه اللحظه بالذات تدرك المجدليه انها تخاطب يسوع القائم من الموت
ان السؤال المنطقي والذي يواجه اي مبشر او ذرائعي مسيحي هو
متى التقت ماري المجدليه بيسوع بعد قيامه ؟
هل اخبرها الملاك - الملائكه - بان يسوع قد قام من الاموات ؟ فحسب متي كان الملاك قد اخبرها وحسب يوحنا فأن الملاك - الملائكه - لم يخبروها
ان هذين الحدثين لايمكن ان يكونا قد حدثا معا ولايمكن ان نعتبر هاتين القصتين على انهما تصفان نفس الحدث بل اننا نرى اننا امام قصتان مختلفتان تماما . يدافع الكثير من الاصوليون عن مثل هذه الملابسات بأن قضيه القيامه تشبه حادث سياره يقصه كل من رآه وسمعه بطريقه مختلفه قد نقبل مثل هذا العذر لو كان الرواة ومؤلفي هذه الكتب قد عاشوا في نفس فتره الحدث الذي روواعنه ولكن الحقيقه ان هذه الكتب لم تكتب الا بعد اكثر من سبعين عاما من الاحداث التي وصفتها - ذلك في احسن الاحتمالات - .ان شخصا محايدا لايستطيع ان يقبل بوجود مثل هذه التناقضات الصارخه والتي لا يمكن تفسيرها على انها اختلاف بسيط او اختلاف في الروايه ناتج عن اختلاف المشاهده .ومايثير ريبه اي قاضي محايد واي دارس حقيقي للتاريخ عدم ورود اي ذكر لهذه الاحداث على لسان معاصرين مثل فيلو الاسكندري - philo of alexandria والذي عاش مابين 20- 50 ق م وهو فيلسوف ومؤرخ معاصر ليسوع - اذا كان هناك من يسوع - كتب بشكل مفصل ودقيق عن الاحداث التي جرت في عصره على اننا لا نجد اي ذكر لصلب يسوع او قيامته هذا الحدث الذي كان لزاما ان يكون قد انتشر كالنار في الهشيم اما صمت المؤرخ يوسيفوس - josephus الصارخ عن هذه الحادثه مثير للدهشه بل ان اي ذكر لهذه الحادثه لايأتينا من مصدر ارامي او عبري بل من وثيقه كتبت باليونانيه واسمها العهد الجديد
ثالثا -جدول مقارنه بين الاناجيل الاربعه :
من حمل الصليب ؟
متي - شمعون
مرقش- شمعون
لوقا - شمعون
يوحنا - يسوع حمل صليبه وحده
كم كانت الساعه عند صلب يسوع؟
متي- صباح اول ايام الفصح
مرقس - الساعه التاسعه صباحا - الساعه الثالثه من اليوم
لوقا - لم يذكر
يوحنا - الساعه الثانيه عشر - الساعه السادسه من اليوم
في اي يوم صلب يسوع ؟
متي - اول ايام عيد الفصح
مرقس - كذلك
لوقا - كذلك
يوحنا- قبل يوم من عيد الفصح
هل شرب يسوع شيئا ما ؟
متي -نعم
مرقس- لا
لوقا- غير مذكور
يوحنا - نعم ماذا كان في الشراب ؟
متي -خمر مع
مرقس -خمر مع
لوقا- خل مع
يوحنا -خل مع
هل امن اللصوص الذين صلبوا مع يسوع؟
متي- لم يؤمن احد
مرقس- لم يؤمن احد
لوقا-احدهم امن والاخر لم يؤمن
يوحنا -لم يذكر
ماذا كانت كلمات يسوع الاخيره؟
متي - ايلي ايلي لماذا شبقتني اي يا إلهي لماذا تخليت عني ؟يبدو ان يسوع لم يكن يعلم انه سيعود للحياه فهذا ومن شده الالم شك بان الله قد تخلى عنه لاادري كيف يتصور ابن الله ان اباه قد تخلى عنه ؟
مرقس-كذلك
لوقا-يابتاه في يديك استودع روحي
يوحنا- قد اكمل اي انتهى كل شيء
متى قامت مريم بتحضير الطيب لدهن جسد يسوع ؟
متي - لم يذكر
ملرقس -بعد انتهاء يوم السبت
لوقا - قبل ان يبدا السبت
يوحنا - لم تكن مريم بل نيكوديموس هو الذي قام بتحضير الطيب
هل كانت الشمس مشرقه عندما ذهبت النسوه الى القبر - المرأه-
متي - كان قريب الفجر
مرقس - نعم كانت الشمس قد اشرقت
لوقا- كان فجرا
يوحنا كلا - ماري المجدليه ذهبت الى القبر عندما كان الظلام دامسا
كم نهار وليله بقي يسوع في القبر؟
متي -ثلاثه نهارات وليلتين
مرقس- كذلك
لوقا- كذلك
يوحنا - نهارين وليلتين
يرجى الملاحظه ان يسوع قد تنبأ بأنه سيبقى في القبر ثلاثه نهارات وثلاثه ليالي .
كم شخص زار القبر ؟
ومن هم ؟
متي - ماري المجدليه وماري الاخرى - ام يسوع - اثنين
مرقس - ماري المجدليه وماري ام يسوع وسالومي -ثلاثه-
لوقا - ماري المجدليه وام يسوع ويوانا وامرأه اخرى - اربعه -
يوحنا - فقط ماري المجدليه
هل كان الحجر قد رفع عندما زارت المجدليه القبر ؟
متي - كلا بل تم رفع الحجر من قبل الملاك عند وصول ماري الى القبر
مرقس- نعم كان قد رفع
لوقا- نعم
يوحنا - لم يكن احد
كم ملاك كان عند القبر ؟
متي -واحد
مرقس - كان هناك شاب
لوقا- رجلين
يوحنا - لااحد ماذا كان يفعل الملاك؟
متي- جالسا
مرقس- جالسا
لوقا- واقفا
يوحنا- لااحد
اين كان الملاك - الملائكه-
متي- فوق الحجر
مرقس- الى الجهه اليمني داخل القبر
لوقا- داخل القبر
يوحنا- لااحد
ماذا كانت تعليمات الملاك ؟
متي لقد ذهب
مرقس اخبري تلاميذه انه سيكون في الجليل
لوقا- ان يبقوا جميعا في القدس وان لايذهبوا الى الجليل
يوحنا- لم يخبر الملائكه ماري اي شيء ولم تكن هناك تعليمات
هل رغبت ماري بأخبار الحواريين بماذا جرى؟
متي- نعم
مرقس - كلا
لوقا- نعم
يوحنا- نعم
اين شوهد يسوع؟
متي- في الطريق الى القدس
مرقس -لم يحدد ولكن من سياق القصه كان من الواضح انه كان مباشره بعد ان هربت ماري من القبر
لوقا - في الطريق الى عماوس
يوحنا -عند القبر
هنا تناقض واضح ففي حين يصر لوقا انه وبعد ان التقى الحواريين مع يسوع في الطريق الى عماوس واخبرا بقيه الحواريين قال الجميع هذا حق ،بينما وحسب مرقس لم يصدق بقيه الحواريين الخبر .
هل سمح يسوع لماري ان تلمسه؟
متي - نعم
مرقس- لم يذكر
لوقا -نعم
يوحنا- كلا
كم ظهر يسوع بعد قيامه من الاموات؟
متي- مرتين
مرقس- ثلاث مرات
لوقا- مرتين
يوحنا -اربع مرات
باول- سته مرات
ماهو تسلسل الظهر ولمن ؟
متي - ماري المجدليه وماري الاخرى اولا
المره الثانيه لبقيه الحواريين
مرقس- ماري اولا
اثنان من الحواريين ثانيا
بقيه الحواريين ثالثا
لوقا - كليوباص واخر غير معرف
احد عشر حواريا
يوحنا- ماري المجدليه اولا
عشره حواريين ثانيا - توماس لم يكن موجودا -
11 حواري ثالثا
بطرس وتوماس واثنين من ابناء زبيده رابعا
بولص -سيفاس اولا
اثنا عشر حواريا ثانيا 500 من الناس ثالثا
جيمس رابعا
اثنا عشر حواريا خامسا
بولص سادسا
اسئله مشروعه :
اولا- مما تقدم اعلاه نرى انه لايمكن ان نقوم بوضع قصه مترابطه من كل هذه الاحداث المتناقضه والتواريخ المتضاربه وكما قلت سابقا ان الدفع الذي يقدمه بعض الذرائعيون على ان وصف احداث الصلب والقيامه يعتمد على كيف تم نقله من قبل الشاهد كما في حادث المرور السابق الذكر وكما قلت ان مؤلفي هذه الاناجيل لم يكونوا شهودا للحدث مما يضعف روايتهم وعلاوه على ذلك فأن اسماء اولئك المؤلفين هي ايضا موقع اختلاف حيث لايعرف احد اي شيء عن من كتب هذه الاناجيل انما هي تخمينات تم الاتفاق عليها للسهوله ولاعطائها بعض المصداقيه التي تفتقر اليها ،وكما قلت سابقا فأن الكنيسه تدعي ان هذه الكتب موحى بها من اله ما مما يجعل الكنيسه ومن آمن بهذه الاسطوره يقف امام معضله كبيره ،فأما ان هذا الاله لايعرف شيئا او ان هذه الكتب من تأليف بشر مثلنا فلا مجال اذا لاعتمادها كمصدر موثوق به مهما كان الجواب .
ثانيا- اذا كانت هذه الكتب قد تم تأليفها من قبل اناس مثلنا - وهو الراجح - فلماذا لم يتم مراجعتها وتعديلها لتبدو متناسقه ؟ الجواب هو الغرور واللامبالاه والاهمال فلم تكن الكنيسه تتوقع في يوم من الايام ان يتحدى سلطتها احد ، اضافه الى ذلك لم تسمح الكنيسه بتداول هذه الكتب وترجمتها الى لغات العالم المختلفه الا في القرن السادس عشر ولما بدأ التحدي كان قد فات الاوان .
ثالثا- من الغريب جدا انه لم يتعرف على يسوع بعد قيامه اي من تلاميذه بل ان ماري المجدليه لم تعرفه عندما رأته .
رابعا- اذا كان قيام يسوع من الاموات هو اهم حدث في نظر المسيحيه فلماذا لم يكن الحواريون واتباع يسوع يعلمون بأن يسوع يجب ان يقوم من الاموات واذا كانوا يعلمون فلماذا لم يكونوا بأنتظاره عند القبر ؟
انظر متي اصحاح 16-21 -22 مرقس اصحاح 8: 31- 32 لوقا اصحاح 18: 33-34 بل ان الاغرب من ذلك انهم افترضوا ان احدا ما قد قام بسرقه الجثه انظر يوحنا: اصحاح 20 :2 كما انهم رفضوا تصديق اي من الاخبار والاشاعات حول قيام يسوع انظر مرقس اصحاح 16 : 11-13 متي اصحاح 28 :17 لوقا اصحاح 24 : 11 يوحنا 20 : 3-13 .
خامسا- ادعى متي اصحاح 27 : 52- 53 انه واثناء صلب يسوع انشقت القبور - ارجو تذكر افلام زومبي - وان الكثير من الصالحين من اليهود قد تم بعثهم الى الحياه مره اخرى . فاذا كان مثل هذا الحدث قد حدث فعلا فأنه من المفروض ان له وقع الصاعقه على رؤوس معاصري هذا الحدث فلماذا لم يذكره احد من مؤرخي تلك المرحله وعلى رأسهم يويفوس ؟ بل ان بقيه الاناجيل لم تتنازل عن ذكر هذا الخبر
سادسا- في متي اصحاح اصحاح 12 : 28-40 يطلب الفريسيون من يسوع علامه او اشاره ويقول لهم ان الاشاره الوحيده هي اشاره يونس او يونا وانه سيظهر بعد ثلاثه ايام من دفنه مرقس اصحاح 8 : 11-12 فأذا كان قيام يسوع من الموت هي الاشاره التي يفترض ان يراها كبار قاده بني اسرائيل فلماذا لم يظهر يسوع لهم ؟ هل كان كافيا ان يظهر فقط الى اتباعه ؟ لقد ادعى جوزيف سمث مؤسس فئه المرمون ان الشهود قد شاهدوا بأعينهم الصحائف الذهبيه التي استخدمت في كتابه كتاب الامورمون المقدس فلماذا نكذب جون سمث ونصدق السيد متي او مرقس .
سابعا- لقد ادعى باول ان هناك 500 شخص كانوا قد شاهدوا المسيح القائم فلماذا يجب ان نصدق هؤلاء ونكذب الاف الحجاج الشيعه والذين ادعوا انهم قد شاهدوا صوره الحسين في القمر ؟ ولماذا لانصدق قصص تجسد بوذا والتي تحدث بشكل يومي ؟
ثامنا- هل قام يسوع بجسده من الاموات حسب يوحنا اصحاح 20: 17 ،26-27 او لوقا اصحاح 24 :39-43 او هو تجسد روحي كورنيثيوس 1 أصحاح 15 : 44 -50 وبطرس أصحاح 3 :8 مما يجعلنا نتسائل لماذا هذا الاختلاف الجذري ؟
تاسعا- يتسائل البعض اذا لم يكن قيام يسوع حقيقه فلماذا اذا دفع الاف المسيحين الاوائل ارواحهم دفاعا عن عقيدتهم هذه ؟ الجواب بسيط جدا فلماذا يدفع الاف المسلمين الانتحاريين ارواحهم وبكل طواعيه فيما يعتقدونه دفاع مشروع عن عقيدتهم هل ان مثل هذا العمل يجعل الاسلام اصلح من المسيحيه ؟ ان القبول بالعذاب دفاعا عن عقيده ما لايعني بالضروره ان هذه العقيده هي الصحيحه وبقيه العقائد مزيفة
يعتبر قيام يسوع من احد اهم اقانيم المسيحيه ولنرى ماقاله باول في كونثيوس فصل 15 س 17 وفي الحقيقه فان مصداقيه المسيحيه كدين تعتمد وبشكل اساسي على هذه القصه
وباديء ذي بدأ يجب ان نأخذ في الاعتبار ان قصه القيامه المزعومه هذه ليست منفرده وليست مقصوره على المسيحيه فقط فتاريخ الاديان يحدثنا عن الكثير من هؤلاء انصاف الالهه الذين استطاعوا قهر الموت بأراده الهيه كما ان تاريخ الاديان يزخر ايضا بولادات انصاف الاله او ابناء الالهه الذين يولودون اما من عذراء او بطريقه غامضه تلعب الاراده الالهيه دورها في عمليه الاخصاب وان كثيرا من هؤلاء قد قتل او مات بطريقه عنيفه قبل عودتهم الى الحياه مره اخرى منتصرين على الموت .ونستطيع ان نذكر بعض اسماء هؤلاء على وجه العجاله : روميلوس ،ابوللونيوس،تايانا ،دروسلا،كلاديوس ،دينوسيس-باخوس ،تموز -ادونيس ،ميثرا،اوزريس، كرشنا ،وبوذا .اما الولادات بمساعده الله من عذراء او غير عذراء فهي كثيره جدا فمثلا ولاده اسحاق من ساره بعد ان كانت هذه قد بلغت الخامسه والتسعين ويوحنا ولد لزكريا على الكبر ويسوع من مريم والاسكندر المقدوني وغيرهم كثير
السؤال هنا وببساطه هل يتوجب علينا تصديق ادعاءات ممثلي هذه الاديان -الاساطير والذين يحاولون بكل السبل كما سبق وان اوردت في عده مداخلات في منتدى اللادينين العرب تزوير وتحريف ولي معاني الكلمات في محاوله يائسه منهم لالباس اساطيرهم ثوب الحقيقه والعقلانيه واعطاؤها بعدا تارخيا لاتستحقه الا اذا نظر اليها كاسطوره او حكايه من صنع الانسان .وكما ذكرت في بدايه هذا البحث ان الايمان بقيامه يسوع تعتبر حجر الزاويه في المعتقد المسيحي لذا توجب علينا كباحثين عن الحقيقه التاكد من صحه هذا الادعاء واشباعه دراسه ونقدا وصولا الى الحقيقه
والسؤال الاول والذي لابد وان يطرح بدايه هو ماهو الدليل ؟واين هذا الدليل ؟والجواب على هذا السؤال بسيط جدا حيث ان الذرائعيون من المسيحين لم يستطيعوا تقديم اي دليل مقنع خارج كتب الاناجيل القانونيه والمعتمده من اغلب الكنائس وعل راسها الكنيسه الكاثوليكيه . ورغما عن حقيقه اكتشاف اناجيل اخرى مثل انجيل توماس وانجيل يهودا والتي لاتشير الى حادثه الصلب او القيامه فاننا سنرى انه لاوجود لاي ادله حتى الظرفيه منها هذا عدا عن عدم وجود ايه ادله اركيولوجيه
لذا نستطيع ان نقول وبكل حزن لاولئك المسيحين المؤمنين ان كل هذه القصه هي من اختلاق وتاليف مؤسسي العقيده المسيحيه وان هذه القصه قد شهدت تطورا عضويا حتىوصلت الى ماوصلت اليه اليوم وكباحث عن الحقيقه يجب ان يكون القاريء هو الحاكم والقاضي ومن الطبيعي يتوجب علينا ان نعتقد ونأمل ان يكون هذا القاضي عادلا وغير منحازا وانه قادر على ان يزن جميع الوقائع والحقائق والادله وعليه ان يضع نصب عينيه ان ماسيحكم به سيكون ذا تأثير بالغ على العلاقه بين الله والانسان حسب العقيده المسيحيه ،ولنفترض ان قاريء هذه الاسطر قاض يترأس جلسه في محكمه يحاكم بها احدهم في جريمه قتل فمن الطبعي ان يكون واجب هذا القاضي ان ينظر في جميع الادله وان يقتنع هو والمحلفين بشكل لايقبل الشك في اي من الشهادات او الادله قبل النطق بالحكم في هذه القضيه، ومن اهم واجبات الادعاء تقديم الشهود وان يضمن ان روايات هؤلاء الشهود غير متناقضه وواضحه واذا لم يستطع الادعاء العام تقديم مثل هذه الشهادات غير المتناقضه فمعنى ذلك ان الدفاع سيطعن في مثل هذه الشهادات ويخسر الادعاء العام قضيته ونحن الان امام قضيه خاسره تماما فروايات الصلب والقيامه الوارده في الاناجيل الاربعه قد تكون مقنعه لاولئك الذين لم يحاولوا التدقيق فيما يقراؤن وينطلقون من منطلق الايمان اولا وليس من منطلق المنطق الا انك وكقاضي عادل فلن تستطيع الا ان تحكم ببطلان تلك الشهادات وان ترفض حتى النظر في هذه القضيه اذا حاولت الاعتماد على روايات الاناجيل تلك ، وساركز في هذه الدراسه على ثلاث نقاط اعتبرها رئيسيه : ا
اولا - تاريخ حدوث الصلب وفي ايه يوم ؟
ثانيا - الاحداث التي اعقبت حدث القيامه المزعوم
ثالثا - جدول مقارنه بحداث الصلب والقيامه كما ماوردت في الاناجيل الاربعه
اولا - متى صلب يسوع ؟وفي اي يوم ؟
اذا دققنا في اناجيل متي ومرقس ولوقا سنجد ان العشاء الاخير وحسب روايتهم كان هو عشاء عيد الفصح المقدس seder وهو احد اعياد اليهود الذي يمثل احتفاليه بخروج بني اسرائيل من مصر .وتاريخ اول ايام هذا العيد هو الخامس عشر من نيسان -ابريل - ونيسان هذا هو اسم عبري للشهر الرابع من السنه .وهذا يعني انه وحسب الاناجيل الثلاثه اعلاه ان العشاء الاخير قد حدث في يوم 14 نيسان - ابريل- الا ان هذه الروايه تتناقض وبشكل صارخ مع روايه انجيل يوحنا وهذا التناقض ليس بالامر الهين كما يحاول المبشرين والذرائعيين تناسيه او عدم ذكره ويبرر البعض هذا التناقض والاختلاف بأنه يعبر عن رؤيه مختلفه من زاويه مختلفه وكأن مثل هذا الاختلاف مقبول في حدث عظيم مثل هذا الحدث الذي يعتمد عليه تاريخ وعقيده الدين المسيحي كله فأن صلب المسيح اماان يكون قد حدث يوم 14 نيسان كما يقول يوحنا اوانه قد حدث يوم 15 نيسان اي اول ايام عيد الفصح اليهودي فليس من المعقول ان يكون المسيح قد صلب في هاذين اليومين سويه .نتيجه لهذا التناقض والاختلاف في تاريخ يوم الصلب نجد ان تعاقب الاحداث حسب روايه يوحنا ستختلف اختلافا جذريا عن روايه الاناجيل الثلاثه ونجد ان يوحنا لايورد اي ذكر لتناول عشاء الفصح الاخير حيث وحسب روايته فأن العشاء الاخير قد حدث يوم 13 نيسان الي انه ليكون عشاء فصح لتوجب ان يكون يوم 14 نيسان وكذلك نجد ان يوحنا لايورد اي ذكر لشرب الخمر والتي هي ضمن الطقوس اليهوديه ولذلك فأن احداث يوم العشاء الاخير ووفق يوحنا لاتذكر سوى عمليه غسل اقدام الحواريين من قبل يسوع ويبدا يوحنا الفصل الثالث عشر بقوله : اما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم ان ساعته قد جاءت ...
وهذه افتتاحيه مناقضه تماما ما جاء على لسان الاناجيل الاخرى حيث ان الاحتفال بعيد الفصح كان قد بدأ . وحسب يوحنا فعندما غادر يهودا مع كيس النقود كان في اعتقادهم انه قد ذهب لشراء طعام عيد الفصح الذي كان سيبدأ غدا وهنا لابد من التساؤل لماذا يقوم احدهم بشراء طعام الفصح في الوقت الذي وحسب بقيه الاناجيل انهم كانوا قد تناولوا عشاء الفصح ؟ سؤال وجيه
وحسب يوحنا فان اليهود وعند قيامهم بتسليم يسوع الى بيلاطس قد امتنعوا عن دخول المبنى للحفاظ على طهارتهم وليكون بامكانهم غدا -اي يوم الفصح - تناول عشاء الفصح يوحنا أصحاح 18 سطر 28 لماذا هذا التحوط من قبل اليهود الم يكونوا قد تناولوا طعام الفصح حسب متي ولوقا ومرقس ؟
ان اول سؤال يخطر على بال الشخص المحايد هو لماذا قام يوحنا بتغيير موعد الصلب من 15 نيسان الى 14 نيسان ؟
لماذا اصبح من المهم ليوحنا مؤلف الانجيل الرابع ان يصلب يسوع في عشيه عيد الفصح بدلا من اول ايام عيد الفصح كما ادعت الاناجيل الثلاثه الاخرى؟
ان الجواب على هذا السؤال يكون ولضحا وبسيطا اذا اخذنا بنظر الاعتبار الرساله التي اراد يوحنا ان يوصلها الى سامعيه وقارئيه ولنتذكر ان انجيل يوحنا هو اخر ما كتب من الاناجيل وان يوحنا يخاطب ويحاول ان يوصل رسالته الى مجتمع يعيش في القرن الثاني بعد الميلاد والذي كان يدين بالوثنيه ذات الاصول الرومانيه - الاغريقيه ،لذا فقد كان من الضروري ليوحنا ان يدخل ويمزج مفاهيم ديانه هذه المجموعه البشريه مع مفاهيم الدين الجديد الذي كان يدعو له ولاننسى ان لمفاهيم الدين اليهودي اثرها الواضح في الكثير من الاستعارات علما ان الدين اليهودي كان يعتبر الدين الثاني اهميه بالنسبه للاديان الوثنيه المنتشره في حينه .فالتضحيه بحيوان بدلا من الاله كرمز لفداء البشر وغسل ذنوبه كانت تمارس على طول وعرض الامبراطوريه الرومانيه من قبل اتباع الديانات الوثنيه والغنوصيه وخصوصا الميثرائيه - mithrasim والتي كانت مزدهره خلال الفتره التي كتب بها يوحنا انجيله .فيوحنا هذا كان على اطلاع كامل بكل طقوس الميثرائيه لذا فقد قام بادماج فكره التضحيه الميثرائيه والتي عاده ماتكون بثور مقدس مع فكره التضحيه اليهوديه بالخروف المقدس في عيد الفصح paschal lamb ولهذا نجده يهيأ المسرح لهذه الفكره بأعلان يوحنا المعمدان وفي انجيل يوحنا فقط : وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطيئه العالم . اصحاح 1 س 29 ويكرر ذلك في اصحاح 1 س 35 : فنظر الى يسوع ماشيا فقال هو ذا حمل الله . هذا يحدث فقط في انجيل يوحنا .اليس من المفروض ان يقوم القسسه بتوزيع قطعم من لحم ضحيه عيد الفصح بدلا من قطعه البسكوت التي يقدمونها عاده في احتفالات عيد الفصح ؟ الم يقول يسوع وحسب الاناجيل الثلاثه الاخرى برفع قطعه لحم ضحيه عيد الفصح قائلا هذا جسدي ؟
ونجد ان يوحنا فقط يقوم بأيراد قصه الجندي الروماني الذي يقوم بطعن يسوع في جنبه بدلا من ان يقوم بكسر رجليه وهو على خشبه الصلب - يوحنا اصحاح 19 اسطر 31-37 - ان مثل هذا الوصف يتطابق مع ماحاول يوحنا ان يحققه من ربط بين اضحيه ميثرا واضحيه عيد الفصح اليهودي وصلب المسيح كأضحيه عن البشر وقد يسأل البعض لماذا يحاول يوحنا ان يبدل الكسر بالطعن والجواب هو ان اضحيه عيد الفصح اليهوديه يجب ان تكون سليمه من ايه كسور خروج اصحاح 2 س 46- وعظما لا تكسروا منه - هذا هو السبب الذي دفع يوحنا ان يجعل يوم الصلب الرابع عشر من نيسان - ابريل - بدلا من الخامس عشر حيث ان اضحيه عيد الفصح تذبح -او تصلب كما يحاول يوحنا ان يرسخ في ذهن قارئيه - يوم الرابع عشر حسبما امر به الرب رب اسرائيل بني اسرائيل خروج اصحاح 12 س 6 : ثم يذبحه جمهور جماعه اسرائيل في العشيه -وللضروره اللاهوتيه التي ارادها يوحنا من كتابه قام بذبح يسوع يوم الرابع عشر اي ان يسوع هو الخروف الالهي والقربان المراد تضحيته لانقاذ البشر من خطيئه الاخ ادم . نستطيع هنا ان نرى اهميه هذا الاختلاف في التواريخ بين انجيل يوحنا وبقيه الاناجيل وهو اختلاف على درجه كبيره من الاهميه والخطوره اذ اننا نرى كيف ان هذه الكتب لم تكتب بوحي من اي اله بل هي كتب كتبت في مراحل مختلفه لمجاميع بشريه مختلفه وانها قد كتبت بناءا على رؤيه لاهوتيه معينه تخدم معتقدات مؤلفها
ثانيا - الاحداث التي اعقبت حدث القيامه المزعوم .
هل من الممكن قبول هذه الروايتين على انهما حقيقه ؟
لفائده اخوتي القراء اود هنا استعرض ماجاء في متي ويوحنا حول احداث مابعد القيامه اي قيام يسوع من الموت وساترك المجال ليقرا اخوتي بانفسهم وليحكموا ان كان من الممكن قبول شهاده هؤلاء الشهود المزعومين علما ان اي من كتبه الاناجيل لم يزعم يوما انه قد شهد الاحداث التي وصفها وكتب عنها
وابدأ بمتي اصحاح 28 اسطر 1-10
وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدليه ومريم الاخرى لتنظرا القبر .واذا زلزله عظيمه حدثت .لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات .فأجاب الملاك وقال للمرأتين لاتخافا انتما .فأني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب .ليس هو ههنا لانه قام كما قال .هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. وأذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات .هاهو يسبقكم الى الجليل .هناك ترونه.هاانا قد قلت لكم .فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم لتخبرا تلاميذهاذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما .فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له .فقال لهما يسوع لاتخافا اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني .انتهى نص متي
والان لنقرأ معا نص يوحنا اصحاح 20 سطر 1- 18
وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدليه الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا من القبر .فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم اين وضعوه .فخرج بطرس والتلميذ الاخر واتيا الى الى القبر .وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الاخر بطرس وجاء اولا الى القبر .وانحنى فنظر الاكفان موضوعه ولكنه لم يدخل . ثم جاء سمعان بطرس ودخل القبر ونظر الاكفان موضوعه والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الاكفان بل ملفوفا في موضع وحده .فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء الى القبر ورأى فامن .لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب انه ينبغي ان يقوم من الاموات . فمضى التلميذان الى موضعهما . اما مريم فكانت واقفه عند القبر خارجا تبكي .وفيما هي تبكي انحنت الى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والاخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا .فقالا لها يأمرأه لماذا تبكين .قالت لهما انهما اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه .ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولت تعلم انه يسوع . قال لها يأمرأه لماذا تبكين . من تطلبين . فظنت انه البستاني فقالت له ياسيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه .قال لها يسوع يامريم .فالتفت وقالت له ربوني الذي تفسيره يامعلم .قال لها لاتلمسيني لاني لم اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم .فجاءت مريم المجدليه واخبرت التلاميذ انها رات الرب وانه قال لها هذا
قبل ان ابدأ بالتعليق على هاذين النصين ارجو من الاخوان المعن بهاذين النصين والتأكد بانفسهم ان كان من الممكن قبول ان هاذين الروايتين حقيقتين وانهما يصلحان كشهاده في اي محكمه عادله او انهما كتبتا بوحي من الرب الذي لايعلم شيئا
لو اخذنا روايه متي ويوحنا على حدى لكان من الممكن ان نرى اي منهما بطريقه اخرى اما عند قراءه الروايتين معا نستطيع ان نرى انه من المستحيل ان تكون الروايتان قد حدثتا .وفي الواقع فأن التناقض والاختلاف بيت هاتين الروايتين حاد الى درجه ان الليبرالين من المسيحين والذين يعترفون ويسمحون بقبول حصول بعض الاخطاء هنا وهناك يتوقفون عن التبرير .ان هذه التناقضات من الحده بحيث لاتسمح لاي مراقب محايد ان يقبل بوجهه بعض الاصوليين والتي تدعي ان كتبة هذه الاناجيل يعرضون ماراه هو او مااستوعبه هو ووفقا لمصادره ان هذه الحجج الباليه والتبريرات اللامنطقيه تتعارض تماما مع اهميه هذا الحدث والتي لايمكن ان تقبل به اي تبريرات او اجتهادات .
في الانجيل وفق متي يقدم لنا مؤلف هذا الانجيل قصه عن ما بعد القيامه وفيها يقوم ملاك الرب بتحيه مريم المجدليه ومريم الاخرى - المقصود بها ام يسوع العذراء مريم وهنا تستطيع ان ترى مدى الاحترام الهائل لهذه الام المقدسه حامله بشاره الرب ومخلص البشريه - وكما تمضي القصه في اخبارنا بأن ملاك الرب هو الذي اعلن خبر قيامه يسوع وانه على هاتين المراتين اخبار بقيه التلاميذ بأن يسوع سيلتقي بهم في الجليل . انظر متي اعلاه - وكأن هذا اللقاء لم يكن كافيا لاقناع هاتين المرأتين يستمر متي في محاوله اقناع القاريء وذلك بأن يخبرنا كيف ان المراتين التقيتا فجأه بالمسيح نفسه القائم من الموت الذي عاد بدوره وكرر طلب الملاك -لاحظ متي اعلاه
اما وفق يوحنا حيث ينتهي التشابه بين القصتين عند اكتشاف القبر الخالي من جثه يسوع المصلوب نجد ان ماري المجدليه وصباح عيد الفصح تاتي الى القبر وفي هذه القصه لانجد اي اثر لملاك بل يصف يوحنا دهشه ماري المجدليه من اختفاء جثه يسوع من القبر وليس كما اورد لنا متي في قصته عن لقاء مرتقب في الجليل بل بالعكس من ذلك تماما فأن ماري المجدليه تستنتج من مشاهده القبر الفارغ بأن هناك من سرق الجثه او اخفاها وكما يبدو فانه لم يدر بخاطر المجدليه اي فكره لا عن قيام يسوع ولاعن لقاء مرتقب في الجليل - كما قال متي - لذا فاننا نرى ووفق يوحنا ان ماري تسرع الى الحواريين وتخبرهم بان احدهم قد سرق المعلم من القبر ولاندري اين اخفوه - لاحظ يوحنا اعلاه - . ان هذا الوصف للاحداث من قبل يوحنا يتناقض كليا عما ذكره متي في وصفه لاحداث ما بعد القيامه .فلماذا اعتقدت ماري المجدليه ان جثه يسوع قد نقلت الى مكان اخر ؟ الم يكن الملاك - حسب متي - قد اخبرها بان يسوع قد قام من الاموات ؟ وانه ذاهب الى الجليل ؟ لذا فأنه من السخف اعتقاد ماري بان هناك من اخفى الجثه وهي تعلم ان يسوع قد قام من الاموات ،بل ان المجدليه ومريم الاخرى قد التقيتا بيسوع القائم من الاموات نفسه - انظر متي اعلاه -فلماذا وحسب يوحنا نجد ان ماري المجدليه تقف حائره وقد اسقط في يديها بعد اختفاء جثه يسوع ؟ وكأنما اراد يوحنا ان يزيد التناقض تناقضا فنرى انه لايورد اي ذكر لحرس من جنود الومان عند القبر حيث ان وجود مثل هؤلاء الحرس سيمنع ماري المجدليه من ان تفكر بأمكانيه قيام احد ما بسرقه جثه يسوع لان هؤلاء الحرس قد وضعوا عند القبر - حسب متي - لمنع اي كان من سرقه الجثه ومن الواضح ان يوحنا لم يكن محتاجا الى وجود حرس عند قبر يسوع لذا فقد الغى هذه الفقره - من كلام الله الموحى به
ان حقيقه عدم وجود حرس عند قبر يسوع حسب يوحنا توجه ضربه قويه الى كل ادعاءات وتخرصات المبشرين والذرائعيين فحسب ادعاء هؤلاء ان وجود الحرس على القبر واختفاء الجثه رغما عن وجود هؤلاء الحرس اكبر دليل على قيام يسوع من الاموات حيث ان وجود الحرس كان سيمنع اي كان من سرقه جثمان يسوع وان اختفاؤه لم يكن سيكون ممكنا الا بتدخل الهي بينما نلاحظ انه وحسب يوحنا فأن امكانيه سرقه الجثه كانت هي اول ما خطر على بال ماري المجدليه وهذا تفكير منطقي حيث لاوجود للحرس حسب يوحنا وكأنما يريد يوحنا ان يزيد من تناقض قصه أحداث ما بعد القيامه فنجده يجعل ماري المجدليه تعود الى القبر مره ثانيه ولكنها تجد ان هناك ملاكين يجلسان داخل القبر ونلاحظ من سرد الاحداث ان ماري المجدليه كانت لاتزال لاتعلم بأي قيام ليسوع من الاموات لحد هذه اللحظه وانها لاتزال تشتكي من ان احدهم قد قام بسرقه جثمان يسوع وانها عازمه على ايجاد مكان هذا الجثمان رغما عن ان الملاك - وحسب متي - قد اخبرها ان يسوع قد قام من الاموات الا ان الملاك وحسب يوحنا يسألها فقط عن سبب بكاؤها ولايخبرها بأي تفاصيل عن القيامه - راجع اعلاه -الا ان يوحنا يجعل ماري وفي هذه اللحظه اسادير لترى وبشكل مفاجيء يسوع القائم من الاموات وتعتقد انه فلاح او جنائني اي ان ماري المجدليه كانت وحتى هذه اللحظه لاتعلم بأي قيام من الاموات بل انها تسأل الجنائني - يسوع - عن مكان جثه المعلم - لاحظ القصه حسب يوحنا اعلاه - في هذه اللحظه وهذه اللحظه بالذات تدرك المجدليه انها تخاطب يسوع القائم من الموت
ان السؤال المنطقي والذي يواجه اي مبشر او ذرائعي مسيحي هو
متى التقت ماري المجدليه بيسوع بعد قيامه ؟
هل اخبرها الملاك - الملائكه - بان يسوع قد قام من الاموات ؟ فحسب متي كان الملاك قد اخبرها وحسب يوحنا فأن الملاك - الملائكه - لم يخبروها
ان هذين الحدثين لايمكن ان يكونا قد حدثا معا ولايمكن ان نعتبر هاتين القصتين على انهما تصفان نفس الحدث بل اننا نرى اننا امام قصتان مختلفتان تماما . يدافع الكثير من الاصوليون عن مثل هذه الملابسات بأن قضيه القيامه تشبه حادث سياره يقصه كل من رآه وسمعه بطريقه مختلفه قد نقبل مثل هذا العذر لو كان الرواة ومؤلفي هذه الكتب قد عاشوا في نفس فتره الحدث الذي روواعنه ولكن الحقيقه ان هذه الكتب لم تكتب الا بعد اكثر من سبعين عاما من الاحداث التي وصفتها - ذلك في احسن الاحتمالات - .ان شخصا محايدا لايستطيع ان يقبل بوجود مثل هذه التناقضات الصارخه والتي لا يمكن تفسيرها على انها اختلاف بسيط او اختلاف في الروايه ناتج عن اختلاف المشاهده .ومايثير ريبه اي قاضي محايد واي دارس حقيقي للتاريخ عدم ورود اي ذكر لهذه الاحداث على لسان معاصرين مثل فيلو الاسكندري - philo of alexandria والذي عاش مابين 20- 50 ق م وهو فيلسوف ومؤرخ معاصر ليسوع - اذا كان هناك من يسوع - كتب بشكل مفصل ودقيق عن الاحداث التي جرت في عصره على اننا لا نجد اي ذكر لصلب يسوع او قيامته هذا الحدث الذي كان لزاما ان يكون قد انتشر كالنار في الهشيم اما صمت المؤرخ يوسيفوس - josephus الصارخ عن هذه الحادثه مثير للدهشه بل ان اي ذكر لهذه الحادثه لايأتينا من مصدر ارامي او عبري بل من وثيقه كتبت باليونانيه واسمها العهد الجديد
ثالثا -جدول مقارنه بين الاناجيل الاربعه :
من حمل الصليب ؟
متي - شمعون
مرقش- شمعون
لوقا - شمعون
يوحنا - يسوع حمل صليبه وحده
كم كانت الساعه عند صلب يسوع؟
متي- صباح اول ايام الفصح
مرقس - الساعه التاسعه صباحا - الساعه الثالثه من اليوم
لوقا - لم يذكر
يوحنا - الساعه الثانيه عشر - الساعه السادسه من اليوم
في اي يوم صلب يسوع ؟
متي - اول ايام عيد الفصح
مرقس - كذلك
لوقا - كذلك
يوحنا- قبل يوم من عيد الفصح
هل شرب يسوع شيئا ما ؟
متي -نعم
مرقس- لا
لوقا- غير مذكور
يوحنا - نعم ماذا كان في الشراب ؟
متي -خمر مع
مرقس -خمر مع
لوقا- خل مع
يوحنا -خل مع
هل امن اللصوص الذين صلبوا مع يسوع؟
متي- لم يؤمن احد
مرقس- لم يؤمن احد
لوقا-احدهم امن والاخر لم يؤمن
يوحنا -لم يذكر
ماذا كانت كلمات يسوع الاخيره؟
متي - ايلي ايلي لماذا شبقتني اي يا إلهي لماذا تخليت عني ؟يبدو ان يسوع لم يكن يعلم انه سيعود للحياه فهذا ومن شده الالم شك بان الله قد تخلى عنه لاادري كيف يتصور ابن الله ان اباه قد تخلى عنه ؟
مرقس-كذلك
لوقا-يابتاه في يديك استودع روحي
يوحنا- قد اكمل اي انتهى كل شيء
متى قامت مريم بتحضير الطيب لدهن جسد يسوع ؟
متي - لم يذكر
ملرقس -بعد انتهاء يوم السبت
لوقا - قبل ان يبدا السبت
يوحنا - لم تكن مريم بل نيكوديموس هو الذي قام بتحضير الطيب
هل كانت الشمس مشرقه عندما ذهبت النسوه الى القبر - المرأه-
متي - كان قريب الفجر
مرقس - نعم كانت الشمس قد اشرقت
لوقا- كان فجرا
يوحنا كلا - ماري المجدليه ذهبت الى القبر عندما كان الظلام دامسا
كم نهار وليله بقي يسوع في القبر؟
متي -ثلاثه نهارات وليلتين
مرقس- كذلك
لوقا- كذلك
يوحنا - نهارين وليلتين
يرجى الملاحظه ان يسوع قد تنبأ بأنه سيبقى في القبر ثلاثه نهارات وثلاثه ليالي .
كم شخص زار القبر ؟
ومن هم ؟
متي - ماري المجدليه وماري الاخرى - ام يسوع - اثنين
مرقس - ماري المجدليه وماري ام يسوع وسالومي -ثلاثه-
لوقا - ماري المجدليه وام يسوع ويوانا وامرأه اخرى - اربعه -
يوحنا - فقط ماري المجدليه
هل كان الحجر قد رفع عندما زارت المجدليه القبر ؟
متي - كلا بل تم رفع الحجر من قبل الملاك عند وصول ماري الى القبر
مرقس- نعم كان قد رفع
لوقا- نعم
يوحنا - لم يكن احد
كم ملاك كان عند القبر ؟
متي -واحد
مرقس - كان هناك شاب
لوقا- رجلين
يوحنا - لااحد ماذا كان يفعل الملاك؟
متي- جالسا
مرقس- جالسا
لوقا- واقفا
يوحنا- لااحد
اين كان الملاك - الملائكه-
متي- فوق الحجر
مرقس- الى الجهه اليمني داخل القبر
لوقا- داخل القبر
يوحنا- لااحد
ماذا كانت تعليمات الملاك ؟
متي لقد ذهب
مرقس اخبري تلاميذه انه سيكون في الجليل
لوقا- ان يبقوا جميعا في القدس وان لايذهبوا الى الجليل
يوحنا- لم يخبر الملائكه ماري اي شيء ولم تكن هناك تعليمات
هل رغبت ماري بأخبار الحواريين بماذا جرى؟
متي- نعم
مرقس - كلا
لوقا- نعم
يوحنا- نعم
اين شوهد يسوع؟
متي- في الطريق الى القدس
مرقس -لم يحدد ولكن من سياق القصه كان من الواضح انه كان مباشره بعد ان هربت ماري من القبر
لوقا - في الطريق الى عماوس
يوحنا -عند القبر
هنا تناقض واضح ففي حين يصر لوقا انه وبعد ان التقى الحواريين مع يسوع في الطريق الى عماوس واخبرا بقيه الحواريين قال الجميع هذا حق ،بينما وحسب مرقس لم يصدق بقيه الحواريين الخبر .
هل سمح يسوع لماري ان تلمسه؟
متي - نعم
مرقس- لم يذكر
لوقا -نعم
يوحنا- كلا
كم ظهر يسوع بعد قيامه من الاموات؟
متي- مرتين
مرقس- ثلاث مرات
لوقا- مرتين
يوحنا -اربع مرات
باول- سته مرات
ماهو تسلسل الظهر ولمن ؟
متي - ماري المجدليه وماري الاخرى اولا
المره الثانيه لبقيه الحواريين
مرقس- ماري اولا
اثنان من الحواريين ثانيا
بقيه الحواريين ثالثا
لوقا - كليوباص واخر غير معرف
احد عشر حواريا
يوحنا- ماري المجدليه اولا
عشره حواريين ثانيا - توماس لم يكن موجودا -
11 حواري ثالثا
بطرس وتوماس واثنين من ابناء زبيده رابعا
بولص -سيفاس اولا
اثنا عشر حواريا ثانيا 500 من الناس ثالثا
جيمس رابعا
اثنا عشر حواريا خامسا
بولص سادسا
اسئله مشروعه :
اولا- مما تقدم اعلاه نرى انه لايمكن ان نقوم بوضع قصه مترابطه من كل هذه الاحداث المتناقضه والتواريخ المتضاربه وكما قلت سابقا ان الدفع الذي يقدمه بعض الذرائعيون على ان وصف احداث الصلب والقيامه يعتمد على كيف تم نقله من قبل الشاهد كما في حادث المرور السابق الذكر وكما قلت ان مؤلفي هذه الاناجيل لم يكونوا شهودا للحدث مما يضعف روايتهم وعلاوه على ذلك فأن اسماء اولئك المؤلفين هي ايضا موقع اختلاف حيث لايعرف احد اي شيء عن من كتب هذه الاناجيل انما هي تخمينات تم الاتفاق عليها للسهوله ولاعطائها بعض المصداقيه التي تفتقر اليها ،وكما قلت سابقا فأن الكنيسه تدعي ان هذه الكتب موحى بها من اله ما مما يجعل الكنيسه ومن آمن بهذه الاسطوره يقف امام معضله كبيره ،فأما ان هذا الاله لايعرف شيئا او ان هذه الكتب من تأليف بشر مثلنا فلا مجال اذا لاعتمادها كمصدر موثوق به مهما كان الجواب .
ثانيا- اذا كانت هذه الكتب قد تم تأليفها من قبل اناس مثلنا - وهو الراجح - فلماذا لم يتم مراجعتها وتعديلها لتبدو متناسقه ؟ الجواب هو الغرور واللامبالاه والاهمال فلم تكن الكنيسه تتوقع في يوم من الايام ان يتحدى سلطتها احد ، اضافه الى ذلك لم تسمح الكنيسه بتداول هذه الكتب وترجمتها الى لغات العالم المختلفه الا في القرن السادس عشر ولما بدأ التحدي كان قد فات الاوان .
ثالثا- من الغريب جدا انه لم يتعرف على يسوع بعد قيامه اي من تلاميذه بل ان ماري المجدليه لم تعرفه عندما رأته .
رابعا- اذا كان قيام يسوع من الاموات هو اهم حدث في نظر المسيحيه فلماذا لم يكن الحواريون واتباع يسوع يعلمون بأن يسوع يجب ان يقوم من الاموات واذا كانوا يعلمون فلماذا لم يكونوا بأنتظاره عند القبر ؟
انظر متي اصحاح 16-21 -22 مرقس اصحاح 8: 31- 32 لوقا اصحاح 18: 33-34 بل ان الاغرب من ذلك انهم افترضوا ان احدا ما قد قام بسرقه الجثه انظر يوحنا: اصحاح 20 :2 كما انهم رفضوا تصديق اي من الاخبار والاشاعات حول قيام يسوع انظر مرقس اصحاح 16 : 11-13 متي اصحاح 28 :17 لوقا اصحاح 24 : 11 يوحنا 20 : 3-13 .
خامسا- ادعى متي اصحاح 27 : 52- 53 انه واثناء صلب يسوع انشقت القبور - ارجو تذكر افلام زومبي - وان الكثير من الصالحين من اليهود قد تم بعثهم الى الحياه مره اخرى . فاذا كان مثل هذا الحدث قد حدث فعلا فأنه من المفروض ان له وقع الصاعقه على رؤوس معاصري هذا الحدث فلماذا لم يذكره احد من مؤرخي تلك المرحله وعلى رأسهم يويفوس ؟ بل ان بقيه الاناجيل لم تتنازل عن ذكر هذا الخبر
سادسا- في متي اصحاح اصحاح 12 : 28-40 يطلب الفريسيون من يسوع علامه او اشاره ويقول لهم ان الاشاره الوحيده هي اشاره يونس او يونا وانه سيظهر بعد ثلاثه ايام من دفنه مرقس اصحاح 8 : 11-12 فأذا كان قيام يسوع من الموت هي الاشاره التي يفترض ان يراها كبار قاده بني اسرائيل فلماذا لم يظهر يسوع لهم ؟ هل كان كافيا ان يظهر فقط الى اتباعه ؟ لقد ادعى جوزيف سمث مؤسس فئه المرمون ان الشهود قد شاهدوا بأعينهم الصحائف الذهبيه التي استخدمت في كتابه كتاب الامورمون المقدس فلماذا نكذب جون سمث ونصدق السيد متي او مرقس .
سابعا- لقد ادعى باول ان هناك 500 شخص كانوا قد شاهدوا المسيح القائم فلماذا يجب ان نصدق هؤلاء ونكذب الاف الحجاج الشيعه والذين ادعوا انهم قد شاهدوا صوره الحسين في القمر ؟ ولماذا لانصدق قصص تجسد بوذا والتي تحدث بشكل يومي ؟
ثامنا- هل قام يسوع بجسده من الاموات حسب يوحنا اصحاح 20: 17 ،26-27 او لوقا اصحاح 24 :39-43 او هو تجسد روحي كورنيثيوس 1 أصحاح 15 : 44 -50 وبطرس أصحاح 3 :8 مما يجعلنا نتسائل لماذا هذا الاختلاف الجذري ؟
تاسعا- يتسائل البعض اذا لم يكن قيام يسوع حقيقه فلماذا اذا دفع الاف المسيحين الاوائل ارواحهم دفاعا عن عقيدتهم هذه ؟ الجواب بسيط جدا فلماذا يدفع الاف المسلمين الانتحاريين ارواحهم وبكل طواعيه فيما يعتقدونه دفاع مشروع عن عقيدتهم هل ان مثل هذا العمل يجعل الاسلام اصلح من المسيحيه ؟ ان القبول بالعذاب دفاعا عن عقيده ما لايعني بالضروره ان هذه العقيده هي الصحيحه وبقيه العقائد مزيفة
الكاتب: Waked
27 تعليق(ات):
سلام
إليك بعض مما تراه تناقض يا عزيزي لكى تتضح لك الصورة...والباقى فى مقاله اخرى باذن الله..
بالنسبه لسؤال المسيح صلب فى اى يوم وكم ليله ونهار قضاها فى القبر فهذا الرد سيكون له مقاله خاصه
هل شرب يسوع شيئا على الصليب؟ فى الحقيقه ان الشريعه كانت تنص ان يقدموا خمرا لمرى النفس ومن هم تحت حكم الاعدام وتلك نص الايه :
(ام31-6)". 6 اعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمرّي النفس.7 يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد"
فالحقيقه انهم قدموا له مسكرا وهو ذاق ولم يرد ان يشرب... فقط ذاق.. اكراما لمن قدم اليه.. ولم يرد ان يشرب فعلا لانه اراد ان يشرب كأس الالم عن البشر حتى النهايه ودون ان يغيب عن الوعى...
اما بالنسبه لنوع الشراب الذى قُدِم له... فهو خل ممزوج بمرارة كما ذكرت بشائر متى ومرقس واما البشارتين لوقا ويوحنا فذكروا انه خل فقط... وذلك لانه ليس من الاحداث الضروريه ذكر تفاصيل الشئ فهو معظمه خل ولكن معه اعشاب مرة وهو مزيج يترك ليتخمر ويكون له مفعول مخدر...
اما عن الكلمات الاخيرة التى قالها يسوع على الصليب فهى 7:
1- "ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23).
2- الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 43:23)
3 هوذا ابنك .....هوذا امك (يوحنا 27 26:19)
4- "الهي الهي لماذا تركتني "( متي 46:27)
5- "أنا عطشان" (يو 28:19)
6- قد أكمل (يو 30:19)
7- ياأبتاه في يديديك أستودع روحي (لو 46:23)
وان لم تذكر بعض البشائر كل هذه الكلمات بجملتها فهذا لايعنى تناقض ماقاله هنا من هناك ... بل تكامل... فكل بشير يكتب لفئة معينه ويركز على احداث معينه تناسب تلك الفئة
اما لمقولة ايلى ايلى لما شبقتنى والتى تعنى (الهى الهى لمذا تركتني) فهى مقدمة المزمور22 لدواد وكان من تقليد اليهود ان يقول رئيس الكهنه هذا المزمور يوم الكفارة العظيم ... فكأن السيد المسيح يناديهم بأن يقرأوا هذا المزمور (حيث انه مملوء بالنبوات عن الصلب تماما كما سنرى)...كما ان له مدلولات اخرى تأمليه عند اليهود والمسيحيين..
المزمور 22
"الهي الهي لماذا تركتني.بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري. 2 الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل ادعو فلا هدوء لي. 3 وانت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل 4 عليك اتكل آباؤنا.اتكلوا فنجّيتهم. 5 اليك صرخوا فنجوا.عليك اتكلوا فلم يخزوا. 6 اما انا فدودة لا انسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب. 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين 8 اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سرّ به. 9 لانك انت جذبتني من البطن.جعلتني مطمئنا على ثديي امي. 10 عليك ألقيت من الرحم.من بطن امي انت الهي. 11 لا تتباعد عني لان الضيق قريب.لانه لا معين 12 احاطت بي ثيران كثيرة.اقوياء باشان اكتنفتني. 13 فغروا عليّ افواههم كاسد مفترس مزمجر. 14 كالماء انسكبت.انفصلت كل عظامي.صار قلبي كالشمع.قد ذاب في وسط امعائي. 15 يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى تراب الموت تضعني. 16 لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يديّ ورجليّ. 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون فيّ. 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون 19 اما انت يا رب فلا تبعد.يا قوتي اسرع الى نصرتي. 20 انقذ من السيف نفسي.من يد الكلب وحيدتي. 21 خلصني من فم الاسد ومن قرون بقر الوحش استجب لي 22 اخبر باسمك اخوتي.في وسط الجماعة اسبحك. 23 يا خائفي الرب سبحوه.مجدوه يا معشر ذرية يعقوب.واخشوه يا زرع اسرائيل جميعا. 24 لانه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه اليه استمع. 25 من قبلك تسبيحي في الجماعة العظيمة.اوفي بنذوري قدام خائفيه 26 يأكل الودعاء ويشبعون.يسبح الرب طالبوه.تحيا قلوبكم الى الابد. 27 تذكر وترجع الى الرب كل اقاصي الارض.وتسجد قدامك كل قبائل الامم. 28 لان للرب الملك وهو المتسلط على الامم. 29 اكل وسجد كل سميني الارض.قدامه يجثو كل من ينحدر الى التراب ومن لم يحي نفسه. 30 الذرية تتعبد له.يخبر عن الرب الجيل الآتي. 31 يأتون ويخبرون ببره شعبا سيولد بانه قد فعل"
»ورد في إنجيل لوقا 23:26 »ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع«. وورد في يوحنا 19:16 و17 »فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يُقال له موضع الجمجمة حيث صلبوه«.
وللرد نقول: من قوانين الرومان أنه إذا حُكم على مذنب بالإعدام، ألزموه أن يحمل صليبه. وقد أشار بلوتارك إلى ذلك عند كلامه على بلايا الرذيلة، فقال: »إن كل رذيلة تنتج شقاءً وعذاباً خاصاً، كما أنه إذا حُكم على إنسان بالإعدام حمل صليبه«. فالمسيح بموجب هذا القانون حمل صليبه إلى محل الصلب.
وتفيد عبارة البشير لوقا ذلك، مثل عبارة يوحنا. فإنه قال: »ولما مضوا به أمسكوا رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع«. يعني لما حمل المسيح الصليب على كتفه كالعادة وسار به مسافة، ضعُفت قواه الجسدية وتعذّر عليه المشي. فوجدوا في الطريق سمعان القيرواني، والأرجح أنه كان من العبيد، لأنهم لا يكلّفون الأحرار بمثل هذا العمل الذي كان يُعتبر أعظم هوان، وسخّروه في مساعدة المسيح على حمل الصليب، لأنه قال: »وضعوه عليه ليحمله خلف المسيح« فقد حمله سمعان كما أن المسيح حمله أيضاً. فلا منافاة بين القولين.
ورد في متى 27:34 »أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب، ولما ذاق لم يرد أن يشرب«. وورد في آية 48 »ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه«. وورد في مرقس 15:23 »وأعطوه خمراً ممزوجاً بمرٍّ ليشرب فلم يقبل«. وورد في آية 36 »فركض واحد وملأ إسفنجة خلاً وجعلها على قصبة وسقاه«، وفي لوقا 23:36 »والجند استهزأوا به، وهم يأتون ويقدمون له خلاً« وفي يوحنا 19:28-30 أن المسيح قال: »أنا عطشان، وكان إناءٌ موضوعاً مملوءاً خلاً، فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه، فلما أخذ يسوع الخل قال قد أُكمل. وهذه الآيات تناقض بعضها بعضاً«.
قُدِّم الخل للمسيح مرتين. في الأولى قدموه له ممزوجاً بمر، لأنهم اعتادوا أن يقدموا للمحكوم عليه بالإعدام خلاً ممزوجاً بمُر ليغيّبه عن الوعي. فرفض المسيح ذلك، لأنه أتى ليتألم ويحمل في جسده العقاب الذي كنا نستحقّه بسبب خطايانا، ثم لأنه أراد أن يكون في كمال الوعي وهو ينطق كلماته على الصليب. وبعد إكماله هذا كله عطش من شدة الألم على الصليب، فأعطوه خلاً من مشروب العساكر، فشربه.
قال متى 27:44 ومرقس 15:32 إن اللصين اللذين صُلبا معه كانا يعيّرانه، وقال لوقا إن أحدهما عيّره وأما الآخر فزجر رفيقه وقال ليسوع: »اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك«. فقال له يسوع: »إنك اليوم تكون معي في الفردوس« (لوقا 23:42 و43) وهذا تناقض«.
اشترك اللصان أول الأمر في التعيير، ولكن لما اقتنع أحدهما بما رآه في يسوع المسيح من الوداعة والحلم، وتذكر ما صنعه من المعجزات الباهرة، اعترف بذنبه وأقرّ بقوة المسيح.. وقال بعض العلماء: »اشتهر في اللغة العبرية إقامة الجمع مقام المفرد، وجرى البشير متى على هذه الطريقة، فقال في موضع آخر كما هو مكتوب في الأنبياء، وهو يقصد نبياً واحداً«.
اعتراضات على قصة القيامة
متى 28:1-15 ومرقس 16:1-11 ولوقا 24:1-12 ويوحنا 20:1-18
إنها وردت مختلطة متناقضة في روايات البشيرين الأربعة
ولكي ننفي هذه الشبهة نقول أولاً إنه لم ترد في أية بشارة على حِدة خلاصةٌ شاملة لكل الحقائق المختصّة بقضية القيامة. فمتَّى يقول إن مريم المجدلية جاءت مع المريمات الأخريات إلى قبر المسيح في صباح ذلك اليوم العظيم. ومرقس يذكر بهذا الصدد مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة. ولوقا أورد أسماء مريم المجدلية ويونّا ومريم أم يعقوب. أما يوحنا فلا يذكر بهذا الصدد إلا اسم مريم المجدلية فقط. وليس في هذا تناقض، فالبشائر الأربع متفقة في إيراد اسم المجدلية. ثم إن مرقس ولوقا أوردا اسم مريم أم يعقوب التي يشير إليها متى بمريم الأخرى (متى 27:56)، بمعنى أن اسم مريم هذه قد ورد في ثلاث بشائر. إذاً يوجد اتفاق تام بين كل ما جاء في البشائر عن النساء اللاتي أتين إلى القبر. صحيحٌ أن مرقس انفرد بذكر سالومة بينهن، كما انفرد لوقا بذكر يونّا، ولكن هذا لا يدل على أن مرقس ولوقا متناقضان. كل ما في الأمر أن قول هذا يكمل قول ذاك. فسالومة كانت بين النساء في ذلك الصباح كما كانت يونّا أيضاً. ومع أن يوحنا لا يذكر إلا مريم المجدلية، إلا أنه يشير في كلامه إلى مصاحبة بعض رفيقات لها، إذ يقول إنها »لما وجدت القبر فارغاً ركضت إلى بطرس ويوحنا وقالت لهما: أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه« (يوحنا 20:2). فقولها: »لسنا نعلم« بصيغة الجمع يبيّن أنها لم تذهب وحدها.
وقد قال البعض بوجود تناقض بين يوحنا ومرقس في تعيين وقت ذهاب النساء إلى القبر. فمرقس يقول إنهن أتين عند طلوع الشمس، بينما يقول يوحنا إن مريم المجدلية جاءت إلى القبر والظلام باقٍ. ولكن لا تناقض بينهما، لأن يوحنا يتكلم عن وقت بدء السير إلى القبر، بينما مرقس يشير إلى وقت الوصول إليه. وبديهي أنه كان لا بد لأولئك النساء من قطع مسافة قبل الوصول إلى القبر، سواء كنَّ مقيمات في أورشليم أو في بيت عنيا التي تبعُد عنها قليلاً. فعندما بدأنَ في السير كان الظلام باقياً، ولكن عند وصولهن إلى القبر الواقع شمال أورشليم كانت الشمس على وشك الطلوع.
على أن النقطة التي كثُر فيها البحث أكثر من سواها هي الإشارة إلى الملاكين اللذين ظهرا للنساء وأخبراهنَّ عن القيامة. فمتى ومرقس يقولان إن ملاكاً واحداً كلّم النساء، بينما لوقا ويوحنا يذكران ملاكين كانا عند القبر وزفَّا بشارة القيامة إلى أولئك النساء. فيقول الملحدون إن هذا تناقض ظاهر. ولكن القارئ المدقق يرى خطأ قولهم هذا. فلم يقُل متى ومرقس إنه لم يكن عند القبر إلا ملاك واحد. وإشارتهما إلى ملاك واحد لا تمنع إمكانية وجود ملاكين أو أكثر عند القبر. ولنتأمل فيما حدث عند ميلاد المسيح، إذ ظهر ملاك واحد للرعاة. وفي الحال ظهر معه جمهور من الجند السماوي. وربما كان سبب ذكر متى ملاكاً واحداً أن »ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه« (متى 28:2). فهو يخص بالإشارة هذا الملاك، وهو الذي كلم النساء. ولما كانت مأمورية الملاك هذه على جانب عظيم من الأهمية، ذكر متى هذا الملاك فقط، دون أن يعلّق أهمية على وجود سواه من الملائكة عند القبر. كما أن عدم إشارة مرقس إلى وجود ملاك آخر قد يكون راجعاً إلى اهتمامه بالملاك الذي حمل بشرى قيامة المسيح. ولعل ما كان مهماً في نظره هو أن النساء لم يتلقَّيْن هذه البشرى من أحد الرسل، بل من ملاك مرسَل من الله. فسواء كان عند القبر ملاك واحد أو ملاكان، هذا أمر ثانوي. ولا يخفى أن عدم الإشارة إلى وجود شخص ما في ظرف معيَّن لا ينفي وجوده. فلنفرض مثلاً أنك قد حظيت بالمثول بين يدي رئيس الدولة، وكان رئيس الوزراء ساعتئذ حاضراً. وعند رجوعك إلى البيت قد تقول لأهلك: رأيت رئيس الدولة، وقال لي كذا وكذا. وبعد قليل قد تقابل صديقاً لك وتقول له: رأيت هذا الصباح رئيس الدولة ورئيس الوزراء، وقالا لي كذا وكذا. وإذا قابلت صديقاً آخر تقول له: اُتيحت لي رؤية رئيس الدولة ورئيس الوزراء هذا الصباح، فقال لي رئيس الدولة كذا وكذا. فهل يجرؤ أحدٌ على اتّهامك بالتناقض في هذه الأقوال الثلاثة؟
وعليه يجب أن نعامل الكتاب المقدس عند الحكم على ما جاء به بمبدأ العدل الذي نطلبه لأنفسنا، فنجده خالياً من كل تناقض. فمن المحتمل في قضية القيامة أن أحد الملاكين هو الذي نطق بالبشارة. ومن المحتمل أيضاً أن الثاني كان يردّد كلام الأول تأييداً له. وكيفما كانت الحال، فالبشيرون لهم الحق أن يشيروا إلى أحدهما أو كليهما معاً.
ثم يوجد في موضوع القيامة نقطة أخرى قيل بوجود تناقض فيها، وهي قول يوحنا إن المسيح ظهر لمريم المجدلية عند القبر بعد رجوعها من عند بطرس ويوحنا، اللذين أخبرتهما بعدم وجود جسد المسيح. بينما متى يقول إن المسيح ظهر للنساء وهنَّ عائدات من القبر إلى الرسل حاملات بشرى القيامة من الملاك. ولا حاجة إلى الاسترسال في شرح نقطة ظاهرة كهذه، فعند رجوع مريم من القبر لتخبر التلاميذ بعدم وجود جسد الرب، دخلت باقي النساء القبر حيث رأين الملاكين اللذين أسمعاهنَّ بشرى القيامة. وفيما هن راكضات إلى التلاميذ بهذه البشرى رجعت مريم إلى القبر، وهناك ظهر لها الرب المقام.
»يُعلم من إنجيل متى 28:1-7 أن مريم المجدلية ومريم الأخرى لما وصلتا إلى القبر نزل ملاك الرب ودحرج الحجر عن القبر وجلس عليه، وقال: »لا تخافا أنتما.. اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه«. وفي مرقس 16:1-5 إنهما وسالومة لما وصلن إلى القبر »رأين أن الحجر قد دُحرج« ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين. وفي لوقا 24:1-4 إنهن لما وصلن وجدن الحجر مدحرجاً، فدخلن ولم يجدن جسد المسيح، فصرن محتارات، فإذا رجلان واقفا بهنّ بثياب برّاقة. وهذا تناقض«.
تفيد عبارة متى أن الملاك كان قد دحرج الحجر قبل مجيء مريم المجدلية ومريم الأخرى، فإنهما لما أتتا إلى القبر حدثت زلزلة عظيمة، لأن ملاك الرب كان قد نزل من السماء ودحرج الحجر عن الباب، فجزع الحراس. وهذا مثل ما ورد في مرقس ولوقا.. أما من جهة النساء فذكر لوقا أنه أتت نساء أخريات. واقتصر بعض البشيرين على ذكر بعضهنَّ لشهرتهنّ، مثل مريم المجدلية لأنها كانت أول من بادر بتبليغ الرسل.
أما اقتصار البعض على ذكر ملاك واحد دون الآخر فلأنه هو الذي خاطبهم وكلمهم، إذ لا يُعقل أن يتكلم الملاكان في آن واحد ذات الكلام عينه.
أما قول بعض البشيرين إنه رجل لابس ثياباً بيضاء، وفي محل آخر يقول إنه ملاك، قلنا إن الملاك يتشكل بشكل الإنسان. والملائكة هم أجساد لطيفة قادرة على التشكّل بصور مختلفة، فرآهم الرسل كذلك.
هناك تناقض بين متى 28:8 ومرقس 16:8. يقول متى 28:8 إن النسوة خرجن من القبر بسرعة ليخبرن التلاميذ، بينما يقول مرقس 16:8 إن النسوة هربن خائفات، ولم يقلن لأحدٍ شيئاً«.
يصف مرقس مشاعر النسوة وهن راجعات من القبر، فلم يتوقفن عند بيوت الأصدقاء لإفادتهم بما رأين وسمعن، لأنهن كنّ خائفات. ولا يقول مرقس إن النسوة لم يخبرن التلاميذ، بل يقول (مرقس 16:7) إن الملاك أمرهنّ بإخبار التلاميذ وبطرس أن المسيح سبقهم إلى الجليل. ولو لم تخبر النسوة التلاميذ ببشارة الملاك لكان هذا عصياناً منهن، وهذا غير معقول، فالنسوة كنّ طائعات محبّات للمسيح وللتلاميذ، ولا بد أنهن أبلغن رسالة الملاك
ورد في متى 28:9 و10 أن الملاك لما أخبر المرأتين أنه قد قام من الأموات، ورجعتا، لاقاهما المسيح في الطريق وسلم عليهما، وقال: »اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني«. ويُعلم من لوقا 24:9-11 أنهن لما سمعن من الرجلين رجعن وأخبرن الأحد عشر وسائر التلاميذ بهذا كله، فلم يصدقوهن. وقال يوحنا 20:14 إن المسيح لقي مريم عند القبر، وهذا تناقض«.
واضحٌ أن المسيح لاقاهنَّ لما تركن القبر المرة الثانية، فإنهن أتين أول مرة، ثم بادرن وأخبرن التلاميذ، ثم عُدْن ثانية. فالمسيح ظهر أولاً لمريم المجدلية لما كانت وحدها (يوحنا 20:14) ثم ظهر لباقي النساء كما قال متى.
جاء في متى 28:10 و16 و17»فقال لهما يسوع لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني.. وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل حيث أمرهم يسوع. ولما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكّوا«.. ولكن جاء في يوحنا 20:19»ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: سلام لكم« وهذا تناقض
تتحدث هذه الآيات عن ظهور المسيح لتلاميذه بعد قيامته. والنقطة الوحيدة التي قد يجد فيها القارئ صعوبةً هي عدم إشارة متى إلى ظهور الرب للتلاميذ في أورشليم. ولكن متى لم ينفِ هذه الحقيقة، ولو أننا لا نعلم سبب إغفاله ذكر ظهور الرب في أورشليم بعد قيامته. ولكن واضح تماماً أنه لا تناقض من هذا القبيل بينه وبين يوحنا. كل ما في الأمر أن رواية يوحنا أوفى من روايته.
جاء في متى 27:48 »وللوقت ركض واحدٌ منهم وأخذ إسفنجةً وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه« وهذا يعني أن المسيح لم يمُت، ولكنه بسبب الخل أُغمي عليه فقط، وأفاق في قبره. فقال المسيحيون إنه مات وقام!«.
رفض المسيح الخل الممزوج بالمر، والذي يمكن أن يغيِّب الإنسان عن الوعي (انظر تعليقنا أعلاه على متى 27:34). ولكنه قبِل أن يشرب الخل فقط ليروي عطشه. وصاحب نظرية الإغماء ملحدٌ اسمه فنتوريني نشر نظريته منذ قرنين.
ومن الأدلة على أن المسيح قد مات فعلاً، ولم يُغمَ عليه، كما قال المعترض:
(1) عرف يوسف الرامي أن المسيح قد مات، فذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس يطلب دفن الجسد تكريماً له. وجاء زميله نيقوديموس بمئة منا (درهم) من مزيج المر والعود لتكفين الجسد. ولو لم يتأكدا من موته ما قاما بما قاما به (متى 27:57-61 ويوحنا 19:38-42).
(2) قبل الوالي بيلاطس طلب يوسف الرامي بتسليم جسد المسيح ليدفنه بعد أن تأكد من قائد المئة أن المسيح قد مات فعلاً (مرقس 15:44 و45). وتقرير قائد المئة بمثابة تقرير طبيب الصحة عندنا اليوم، وهو الذي يكتب شهادات الوفاة. وكان جنود الرومان متمرِّسين في عملية الصلب، وكانوا يكسرون ساقي المصلوب ليعجِّلوا بموته. ولكنهم لما جاءوا ليكسروا ساقي المسيح وجدوه قد مات (يوحنا 19:33). وليس للجنود ولا لقائد المئة مصلحة في كتابة تقرير كاذب يوقع بهم الأذى لو ظهر كذبه، خصوصاً وشيوخ اليهود كانوا يريدون أن يتأكدوا أنه قد مات حقاً.
(3) كان جسد المسيح ملفوفاً بقماش الكتان، وحوله الأطياب، موضوعاً في قبر على بابه حجر ضخم وعليه الختم الروماني، يحرسه الجنود لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه. فلو لم يكن المسيح قد مات على الصليب لاختنق ومات في قبره الذي بقي فيه من مساء يوم الجمعة إلى صباح يوم الأحد (يوحنا 19:39 و40 ومتى 27:60). فالذي حدث أنه مات فعلاً.
(4) الآلام التي قاساها المسيح كان لا بد تميته، فقد قُبِض عليه في منتصف الليل، وعومل معاملة وحشية في دار رئيس الكهنة، ثم في دار ولاية بيلاطس، ثم سيق إلى قصر هيرودس وأُعيد منه إلى قصر بيلاطس، ثم جُلد، وحمل صليبه إلى مكان الصلب وسقط تحته، ثم دُقَّت المسامير في يديه ورجليه وغُرس الشوك في جبينه، وقاسى من العطش والحمى، وبقي معلَّقاً على الصليب يدمي مدة ست ساعات، ثم طعنه جندي بالحربة في جنبه. فكيف يبقى بعد كل هذا على قيد الحياة؟
(5) تحدَّثت نبوات التوراة عن موت المسيا مخلِّص العالم، فأعلن داود هذا قبل الصَّلب بألف سنة (مزمور 22:16)، وتنبأ به إشعياء قبل الصلب بسبعمئة سنة (إشعياء 53:5-10)، وأوضحه النبي زكريا قبل الصلب بخمسمئة سنة (زكريا 12:10). وأعلن المسيح مراراً أنه سيموت (راجع متى 12:40 و17:22 و23، ومرقس 8:31 و9:31 و10:33، ويوحنا 2:19-21 و10:10 و11). ثم صرخ قائلاً: »يا أبتاه، في يديك أستودع روحي« ولما قال هذا أسلم الروح« (لوقا 23:46 - راجع يوحنا 19:30 و47-49). وقد سمع صرخة موته كل الواقفين حول الصليب.. وتنبأ المسيح أيضاً بقيامته، وواضح أنه لا يقوم من الموت إلا الذي يموت (راجع مزمور 16:10 وإشعياء 26:19 ودانيال 12:2 ومتى 12:40 و17:22 و23 ويوحنا 2:19-21).
قال المعترض: »ورد في متى 27:51-53 »وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين«. وقال نورتن إن هذه الحكاية كاذبة، والغالب أنها كانت رائجة بين اليهود بعد ما صارت أورشليم خراباً. فلعل أحداً كتبها في حاشية النسخة العبرية لإنجيل متى، وأدخلها الكاتب في المتن. فلو حدثت هذه فعلاً لآمن كثيرٌ من الرومان واليهود«.
وللرد نقول: وردت هذه الأقوال في متن جميع النسخ القديمة، فإنكارها إنكارٌ للحقائق الثابتة بالإجماع والتواتر والأسانيد الثابتة الصحيحة. ولا نتعجب إذا لم يصدق الكفرة هذه الأقوال لأنهم يرفضون المعجزات عموماً. ولكننا نتعجب من الأمة اليهودية التي قاومت المسيح وكفرت به رغم ما أجراه بينهم من معجزات.
لو كان عمل المعجزات والآيات كافياً وحده في هداية الأنفس إلى الحق، لاهتدى فرعون وقومه إلى الحق وآمنوا بالإله الحي بسبب معجزات النبي موسى. ومع أن بني إسرائيل رأوا قوة الله القاهرة، إلا أنهم تركوه واتخذوا العجل إلهاً لهم. ومع أن المسيح كان يفتح أعين العميان ويشفي الأكمه ويقيم الموتى، إلا أن اليهود رفضوه وصلبوه. وواضحٌ أن إقامة الموتى وفتح أعين العميان وشفاء المرضى بمجرد كلمة واحدة، وتسكين العواصف وغيرها من الآيات البينات، هي أعظم من انشقاق حجاب الهيكل وتشقيق الصخور وقيام الموتى من القبور. فالمعجزات ليست هي الواسطة الوحيدة في هداية الناس. ومع هذا فإن احتمال إيمان كثيرين من اليهود والرومان بالمسيح، بعد انشقاق حجاب الهيكل قائم، لا يقدر أحدٌ أن ينكره.
»بصوت عظيم قائلاً: إيلي، إيلي، لما شبقتني، أي إلهي إلهي، لماذا تركتني؟« وفي مرقس 15:34 »إلُوي إلوي لما شبقتني، الذي تفسيره: إلهي إلهي لماذا تركتني؟« وفي لوقا 23:46 »ونادى يسوع بصوت عظيم وقال: »يا أبتاه، في ديك أستودع روحي«. وهذا تناقض
صرخ المسيح على الصليب مرتين. الأولى كان صراخ التوجُّع من آلام الصلب، والثانية كان صراخ تسليم الروح. في المرة الأولى اقتبس مطلع مزمور 22 »إلهي إلهي لماذا تركتني؟« لأنه كان إنساناً مثلنا في كل شيء، ماعدا الخطية. فلما جلدوه وضربوه واستهزأوا به وعيّروه، تألم من ذلك كإنسان. ومما زاد توجّعه وتألمه أنه حمل خطايانا على جسده. قال إشعياء النبي في 53:4 و5 »لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفينا«. وصار ذبيحة عن خطايانا كما في غلاطية 3:13 وفي 2كورنثوس 5:21 »لأنه (الله) جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا (أي ذبيحة خطية) لنصير نحن برّ الله فيه«. فشدة آلام المسيح ناشئة عن وضع خطايانا عليه، فهذا هو صراخ التوجّع، وقد ذكره متى ومرقس، بل قالا أيضاً إنه صرخ مرة ثانية وأسلم الروح. أما لوقا فذكر توجّعه وتألمه (وهو لا ينافي أنه صرخ في أثناء ذلك) ثم قال لوقا إنه قبل أن أسلم الروح صرخ قائلاً: »في يديك أستودع روحي
»يُعلم من مرقس 16:2 أن النساء أتيْنَ إلى القبر إذ طلعت الشمس، ومن يوحنا 20:1 أن الظلام كان باقياً وكانت المرأة واحدة
قال البشير مرقس: »باكراً جداً في أول الأسبوع أتيْنَ إلى القبر إذ طلعت الشمس« وقال البشير يوحنا: »وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق«.
(1) أتت المجدلية أولاً وقت الفجر والظلام باقً، ثم أتت النساء باكراً جداً إذ طلعت الشمس، فلا يوجد اختلاف لاختلاف الزمن.
(2) ولا يوجد تناقض لاختلاف الموضوع، ففي مكان قال إن مريم المجدلية سبقت غيرها، وفي مكان آخر قال إن النساء أتين.. وحتى لو فرضنا أن العبارتين تفيدان شيئاً واحداً، فيكون يوحنا اقتصر على ذكر مريم المجدلية لحديثها مع المسيح
»ورد في مرقس 15:25 أنهم صلبوا المسيح في الساعة الثالثة، وورد في يوحنا 19:14 أنه كان عند بيلاطس في الساعة السادسة. ويُفهم أيضاً من الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح كان في الساعة الثالثة على الصليب، ويُفهم من إنجيل يوحنا أنه كان في هذا الوقت ماثلاً أمام بيلاطس البنطي
(1) لم تقل الأناجيل الثلاثة الأولى ذلك، لكن جميعهم أجمعوا على أن الأرض أظلمت في الساعة السادسة.
(2) قال بعض المفسرين إن مرقس 15:25 الذي يحدد صلب المسيح نحو الساعة الثالثة بمعنى أن صدور الحكم بالصلب كان في الساعة الثالثة، أما تنفيذه (فبحسب يوحنا 19:14) كان في الساعة السادسة، وتمَّ في الجلجثة، وهي خارج أورشليم. وبين المكان الذي حُوكم فيه المسيح والمكان الذي صُلب فيه مسافة طويلة يحتاج قطعها إلى نحو ثلاث ساعات . ومما يدل على ذلك قوله إنه في الساعة السادسة أظلمت الدنيا، برهاناً على أن الصلب تم فعلاً نحو الساعة السادسة. وإذ تقرر ذلك فلا منافاة بين قولي البشيرين.
(3) وقدَّم بعض المفسرين حلاً آخر: بما أن يوحنا الإنجيلي كان مقيماً في آسيا الصغرى، حسب التوقيت على الطريقة الرومانية الرسمية، وكان الرومان يحسبون اليوم من منتصف الليل. فالساعة السادسة التي أشار إليها هي بعد منتصف الليل (أي صباحاً). فصرف نحو ثلاث ساعات في إجراء ما يلزم للصلب، ويكون الصلب في الساعة التاسعة قبل الظهر، وهي الساعة الثالثة التي ذكرها البشير مرقس، وعليه فلا اختلاف مطلقاً.
شبهات وهمية على سلسلة نسب المسيح
(1) كان اليهود مولعين بسلسلة أنسابهم ولعاً كبيراً، ليثبتوا أنهم من شعب الله المختار، فيكون لهم الحق في وراثة الأرض. وكان لا بد للكاهن أن يبرهن أنه من سبط لاوي قبل أن يتولى وظيفة الكهنوت. وبلغ من شدة تدقيقهم أنهم احتفظوا بسلسلة كاملة مكتوبة لأنسابهم، ورفضوا كل من لم يجدوا اسمه مكتوباً فيها (عزرا 2:62). ومن هذا يتضح أنه لو كان هناك أي خطأ في سلسلة نسب المسيح كما ذكرها متى ولوقا، لهاجمها اليهود منذ القرن المسيحي الأول، لأن المسيحيين لم يكتفوا بأن ينسبوا للمسيح كهنوتاً، ولا منحوه أرضاً، لكنهم قالوا إنه المسيح مخلِّص العالم المنتظَر. ولو كان هناك أي خطأ في سلسلة نسب المسيح لهبَّ اليهود لكشفه فوراً. وهذه النقطة من أقوى البراهين على أن سلسلة نسب المسيح في متى ولوقا، كما هي عندنا، صحيحة تماماً. فالصَّمت عن المهاجمة دليل الصحّة.
(2) هناك حقيقة تحيّر القارئ اليوم، ولكنها كانت عادية للغاية عند اليهود، وهي أن الشخص الواحد كان يمكن أن يحمل اسم أبوين، وينتمي إلى سبطين، أحدهما بالميلاد الطبيعي، والثاني بالمصاهرة. فقد كان اليهود أحياناً ينسبون الرجل لوالد زوجته. ونجد هذا في أماكن كثيرة في العهد القديم، فيقول: »ومن بني الكهنة، بنو حبايا، بنو هقّوص، بنو برزلاي الذي أخذ امرأة من بنات برزلاّي الجلعادي، وتسمَّى باسمهم« (عزرا 2:61 قارن نحميا 7:63). وحدث الأمر نفسه مع يائير بن حصرون الذي تزوج من ابنة ماكير أحد رؤساء منسّى، فسمُّوه يائير بن منسّى (1أخبار 2:21 و22 و7:14 قارن العدد 32:40). وقارئ اليوم يتحيَّر في ذلك، ولكن قارئ التوراة من اليهود لم يكن يجد في ذلك ما يحيّر، لأنه يعرف عادات قومه. وعلى المعترض اليوم أن يدرس ويتروَّى قبل أن يهاجم ويعترض.
(3) رجع البشير متى بتسلسل المسيح إلى يوسف بن يعقوب، وقسم سلسلة النسب إلى ثلاثة أقسام، يحتوي كل قسم منها على 14 اسماً. والأقسام الثلاثة هي للآباء، ثم الملوك، ثم نسل الملوك. واعتبر البشير متى أن داود واحد من الآباء، كما اعتبره واحداً من الملوك. ونسَبَ متى المسيح إلى إبراهيم، لأنه كتب إنجيله لليهود.
أما البشير لوقا فقد رجع بتسلسل المسيح إلى العذراء مريم، وقال إن يوسف هو ابن هالي، والد مريم (لوقا 3:23). فأطلق على يوسف اسم والد زوجته. ونسَبَ لوقا المسيح إلى آدم، فالله. وقال لوقا إن المسيح على »ما كان يُظنّ« ابن يوسف خطيب مريم العذراء.
(4) لم تكن هناك مشكلة بالمرة للمؤرخ اليهودي أن يُسقط بعض الأسماء من سلسلة النسب، دون أن يمسّ الإغفال تسلسُل النسَب. لذلك أسقط متى أسماء ثلاثة ملوك من سلسلة نسبه، بين يورام وعزيا، هم أخزيا ويوآش وأمصيا، وهكذا فعل عزرا في سفره (عزرا 7:1-5). .
(5) سلسلة النسَب كما نراها في متى ولوقا تخدم الهدف الذي لأجله كُتب الإنجيلان، فهي ترينا أن المسيح هو نسل المرأة، الموعود به في تكوين 3:15، وهو يحوي أسماء: ثامار الفلسطينية، وراحاب الأمورية، وراعوث الموآبية، ومريم العذراء اليهودية. فالمسيح »ابن الإنسان« و»نسل المرأة« ينتمي للبشر جميعاً، وهو مخلّص الجميع. ومن جدود المسيح ملوكٌ ورعاة غنم وساكنو خيام، فهو »ابن آدم« الذي يريد الجميع يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون.
ورد في متى 1:11 »ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل«. في هذه الآية ثلاث مشاكل: (1) لم يكن يوشيا أب يكنيا، بل كان جدّه (كما في 1أخبار 3:15 و16) وأولاد يوشيا هم يوحنان ويهوياقيم وصدقيا وشلوم، وابنا يهوياقيم يكنيا وصدقيا. (2) لم يكن ليكنيا إخوة، أو بالحري لم تُذكر له إخوة. (3) مات يوشيا قبل سبي بابل بعشرين سنة، فلا يمكن أن يكون يكنيا وإخوته قد وُلدوا عند سبي بابل«.
تزول كل هذه المشاكل بالقراءة التي وُجدت في نُسخ كثيرة بخط اليد، وهي قراءة باللغة اليونانية تقول: »ويوشيا ولد يهوياقيم (أو يواقيم). ويواقيم ولد يكنيا (انظر قراءات كريسباغ)، فإن يوشيا كان أبا يهوياقيم (الذي يُسمَّى أيضاً ألياقيم ويواقيم). وإخوته يوحانان وصدقيا وشلوم (1أخبار 3:15). ويواقيم كان أبا يكنيا عند سبي بابل الأول، لأن بني إسرائيل سُبُوا ثلاث مرات إلى بابل: أول سبي في السنة الرابعة من حكم يواقيم بن يوشيا في سنة 589 ق.م عندما استولى نبوخذنصر على أورشليم وسبى كثيرين وأتى بهم إلى بابل. وحدث السبي الثاني في عهد يكنيا بن يواقيم، فانه بعد أن حكم ثلاثة أشهر سُبي سنة 579 وحُمل إلى بابل مع كثير من وجهاء إسرائيل. وحدث السبي الثالث في حكم صدقيا سنة 586 ق.م. ولهذا يجب قراءة الآية 11 هكذا: »يوشيا ولد يواقيم وإخوته، ويواقيم ولد يكنيا عند سبي بابل الأول، ويكنيا ولد شألتئيل بعد سبي بابل«. والقرينة الدالة على صحة القراءة المتقدمة المذكورة قول متى »14 جيلاً«. فإنه لا يصح أن يذكر 41 جيلاً ويقول إنها 42. وهاك جدولاً ببيان الأربعة عشر جيلاً أو الاثنين والأربعين جيلاً :
1 إبراهيم 1 سليمان 1 يكنيا
2 إسحاق 2 رحبعام 2 شألتئيل
3 يعقوب 3 أبيا 3 زربابل
4 يهوذا 4 آسا 4 أبيهود
5 فارص 5 يهوشافاط 5 ألياقيم
6 حصرون 6 يورام 6 عازور
7 أرام 7 عزيا 7 صادوق
8 عميناداب 8 يوثام 8 أخيم
9 نحشون 9 آحاز 9 ألود
10 سلمون 10 حزقيا 10 أليعازر
11 بوعز 11 منسى 11 متّان
12 عوبيد 12 أمون 12 يعقوب
13 يسى 13 يوشيا 13 يوسف
14 داود 14 يواقيم 14 يسوع
ولعل القارئ الكريم يرى أن استشكال المعنى على المعترض سببه التقديم والتأخير.
ويمكن أن نقول إن البشير متى حذف يهوياقيم لأنه كان آلة في يد ملك مصر (كما في 2أخبار 36:4) ولأنه مثل يوآش لم يُدفَن في قبور الملوك بل سُحِب كحمار وطُرح بعيداً عن أسوار أورشليم (إرميا 22:19 و36:30). ويجوز أن نقول إن يوشيا ولد يكنيا لأنه جدُّه.
يوجد تناقض بين قول المسيح في متى 12:4 إنه يمكث في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، وبين الوقت الذي مرَّ بين موته وقيامته، فقد صُلب المسيح بعد ظهر يوم الجمعة وقام صباح الأحد. فإذا حسبنا مدة بقاء جسده في القبر نحكم بوجوده في القبر ساعات قليلة من بعد ظهر الجمعة، ثم السبت التالي بليلته، ثم جزءاً من يوم الأحد ما بين غروب الشمس يوم السبت وبدء يوم القيامة. وعلى هذا يكون جسد المسيح قد بقي في القبر جزءاً من يوم الجمعة، وكل يوم السبت، وجزءاً من يوم الأحد، وليس ثلاثة أيام وثلاث ليال
ونحن نرد على هذا الاعتراض يجب أن نأخذ في اعتبارنا ثلاثة أمور: (أ) كان اليهود يعتبرون بدء اليوم من غروب الشمس. (ب) وكانوا يعتبرون الجزء من النهار نهاراً كاملاً والجزء من الليل ليلاً كاملاً، فقد قال التلمود (أقدس الكتب عند اليهود بعد كتاب الله): »إضافة ساعة إلى يوم تُحسَب يوماً آخر، وإضافة يوم إلى سنة يُحسَب سنة أخرى«. (ج) وكان معنى اليوم عندهم هو المساء والصباح، أو الليل والنهار.
فإذا أخذنا هذه النقاط الثلاث في الاعتبار وجدنا أن مقدار الزمان المعبَّر عنه هنا بثلاثة أيام وثلاث ليال هو في الحقيقة يوماً كاملاً، وجزءاً من يومين آخرين، وليلتين كاملتين. هكذا سُمِّي في أستير 4:16 بثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، حيث يقول: »لا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً« ثم ورد في أستير 5:1 »وفي اليوم الثالث وقفت أستير في دار بيت الملك الداخلية« وحصل الفرج في هذا اليوم. ومع ذلك فقيل عن هذه المدة ثلاثة أيام.
وورد في 1صموئيل 30:2 »لأنه لم يأكل خبزاً ولا شرب ماء في ثلاثة أيام وثلاث ليال«. والحقيقة هي أن المدة لم تكن ثلاثة أيام بل أقل من ذلك، فإنه في اليوم الثالث أكل. وكذلك ورد في 2أخبار 10:5 »ارجعوا إليّ بعد ثلاثة أيام« ثم أورد في آية 12 »فجاء الشعب إلى يربعام في اليوم الثالث«. فلم تمض ثلاثة أيام كاملة بل مضى جزء منها. وفهم السامعون قصده. وأُطلِق في تكوين 42:17 و18 »ثلاثة أيام« على جزءٍ صغيرٍ منها، لأن يوسف كلّم إخوته في أواخر اليوم الأول، واعتُبر يوماً كاملاً، ثم مضى يوم واحد، وكلمهم في اليوم الذي بعده، فاعتبروا ذلك ثلاثة أيام. وإذا توفي إنسان قبل غروب الشمس بنصف ساعة حُسب له هذا اليوم كاملاً، مع أنه يكون قد مضى النهار بتمامه ولم يبق منه سوى نصف ساعة فقط
جاء في متى 26:21-25 قول المسيح لتلاميذه »إن واحداً منكم يسلّمني، فحزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول: هل أنا هو يا رب؟ فأجاب: الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمّني.. فسأل: هل أنا هو يا سيدي؟ قال له: أنت قلت«. ولكن يوحنا 13:21-27 يورد قول المسيح بطريقة مختلفة، إذ يقول: »إن واحداً منكم يسلمني، فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون فيمن قال عنه.. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له: يا سيد من هو؟ أجاب يسوع: هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذ
لا نرى تناقضاً بين الروايتين، فهما تذكران قول المسيح »إن واحداً منكم يسلمّني«، ويُفهم من الروايتين أن التلاميذ انذهلوا وتحيّروا، وأخذوا يتساءلون عن الشخص الذي يتجاسر على ذلك. وكلاهما تقولان إن يهوذا هو الذي أضمر له السوء. فلما استفهم أحد التلاميذ من المسيح عن الشخص الذي قصد أنه سيسلّمه قال (بحيث لم يسمعه سوى السائل): »الذي أغمس اللقمة وأعطيه«. ثم غمس اللقمة وأعطاها ليهوذا. وهذا لا يناقض ما ذكره البشير متى من أن يهوذا سأل المسيح بعد ذلك عن مسلّمه، فأجابه: »أنت هو«.
»ورد في متى 26:48-50 أن يهوذا كان قال لليهود: الذي أُقَبِّله هو هو أمسكوه. فتقدم وقال: السلام يا سيدي. وقبّله. فأمسكوه. ولكن ورد في يوحنا: »وكان يهوذا مسلّمه يعرف الموضع، لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه. فأخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح، فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه، وقال لهم: من تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري. قال لهم يسوع: أنا هو. وكان يهوذا مسلّمه أيضاً واقفاً معهم. فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. فسألهم أيضاً: من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري. أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون«. وبين القصتين تناقض
لا نرى تناقضاً فالروايتان تتفقان. فالبشير يوحنا لم يذكر تقبيل يهوذا لسيده، اعتماداً على فهم القارئ، لأن الإسخريوطي، باعتباره تلميذاً للمسيح كان لابد أن يقبِّله وهو يسلّم عليه، فهذا هو الاحترام الواجب على التلميذ نحو أستاذه. ولما قبّله سألهم المسيح: من تطلبون؟ فوقعت هيبة قداسته وحقه وعدالته في نفوسهم، وسقطوا على الأرض.
وقال المسيح للذين جاءوا ليقبضوا عليه: أنا هو، حتى لا يمسّوا تلاميذه بضرر. ولا يوجد اختلاف في رواية هذه الأخبار المهمة. نعم يكون هناك تناقض لو قال أحدهم إن يهوذا قبّل المسيح، بينما قال الآخر إنه لم يقبّله. أو لو قال أحدهما إنهم سقطوا خوفاً من أن يُنزِل ناراً من السماء تهلكهم، وقال الآخر إن هذا لم يحدث. ومن هذا يتضح أن أقوال البشيرين تكمل بعضها بعضاً، ولا تناقض بعضها بعضاً.
»اختلف الإنجيليون الأربعة في إنكار بطرس عدة اختلافات:
ورد في إنجيل متى 26:69-75 »أما بطرس فكان جالساً خارجاً في الدار، فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلي. فأنكر قدام الجميع قائلاً: لست أدري ما تقولين. ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك: وهذا كان مع يسوع الناصري. فأنكر أيضاً بقَسَم إني لستُ أعرف الرجل. وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: حقاً أنت أيضاً منهم، فإن لغتك تظهرك. فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرجل. وللوقت صاح الديك، فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات«.
وورد في مرقس 14:66-72 »وبينما كان بطرس في الدار أسفل، جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة. فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت إليه وقالت: وأنت كنت مع يسوع الناصري. فأنكر قائلاً: لست أدري ولا أفهم ما تقولين. وخرج خارجاً إلى الدهليز فصاح الديك، فرأته الجارية أيضاً وابتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم، فأنكر أيضاً. وبعد قليل أيضاً قال الحاضرون لبطرس: حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً، ولغتك تشبه لغتهم. فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه. وصاح الديك ثانية، فتذكر بطرس القول الذي قاله يسوع: »إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات«.
وورد في لوقا 22:54-61 »وأما بطرس فتبعه من بعيد. ولما أضرموا ناراً في وسط الدار وجلسوا معاً، جلس بطرس بينهم، فرأته جارية جالسة عند النار، فتفرست فيه وقالت: وهذا كان معه، فأنكره قائلاً: لست أعرفه يا امرأة. وبعد قليل رآه آخر وقال: وأنت منهم. فقال بطرس: يا إنسان! لست أنا. ولما مضى نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلاً: بالحق إن هذا أيضاً كان معه، لأنه جليلي أيضاً. فقال بطرس يا إنسان! لست أعرف ما تقول، وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك، فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب: كيف قال له: »إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات«.
وورد في يوحنا 18:16 و17 »أما بطرس فكان واقفاً خارجاً، فخرج التلميذ الآخر الذي كان معروفاً عند رئيس الكهنة وكلم البوَّابة فأدخل بطرس. فقالت الجارية البوَّابة لبطرس: ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الإنسان؟ قال ذاك: »لست أنا«. وفي آية 25 وسمعان بطرس كان يصطلي، فقالوا له: »ألست أنت أيضاً من تلاميذه؟« فأنكر ذاك وقال: »لست أنا« . فقال واحد من عبيد رئيس الكهنة: »أما رأيتُك أنا معه في البستان؟« فأنكر بطرس أيضاً. وللوقت صاح الديك«.
وهذه الاختلافات هي:
(1) يُفهم من رواية متى ومرقس أن جاريتين والرجال القيام كلَّموا بطرس، أما لوقا فقال إنهم جارية واحدة ورجلان.
(2) كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار حسب رواية متى، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل الدار على رواية يوحنا.
(3) اختلفوا في الأسئلة الموجَّهة لبطرس.
(4) كان صياح الديك بعد إنكار بطرس ثلاث مرات على رواية متى ولوقا ويوحنا، وكان صياحه مرة بعد إنكار بطرس الأول، ومرة أخرى بعد إنكاره مرتين، على رواية مرقس.
(5) قال متى ولوقا إن المسيح قال: »قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات«. وقال مرقس إنه قال: »قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات«.
(6) جواب بطرس للجارية حسب رواية متى »لست أدري ما تقولين« وعلى رواية يوحنا أجاب بالسلب فقط، وعلى رواية مرقس »لست أدري ما تقولين« وعلى رواية لوقا »لست أعرف يا امرأة«
1) اتفق الإنجيليون على عدد مرات إنكار بطرس لسيده، وأجمعوا على أن إنكاره كان قبل أن يصيح الديك. وتمت بذلك نبوَّة المسيح أن بطرس سينكره ثلاث مرات، وقبل صياح الديك.
لقد قال المسيح العبارتين - قال إن بطرس سينكره قبل أن يصيح ديك، وإنه ينكره قبل أن يصيح الديك مرتين. وذكر متى إحدى العبارتين، وذكر مرقس العبارة الأخرى. ومما يجدر ذكره أن لوقا ويوحنا أوردا قول المسيح بنفس الصيغة الواردة في متى. وقبل الجزم بأن أحد البشيرين يناقض البقية يجب أن نأتي بالدليل على أن المسيح لم يقل هذه العبارة إلا مرة واحدة، وإلا فلا تناقض.
فيصح أن نتصور ما يأتي: أنذر المسيح بطرس أنه قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات.. ولما كان بطرس سريع التأثر ثار لما سمع هذا، وكأنه يقول: هل أنا أنكر سيدي؟ إن هذا مُحال! »ولو اضطُررت أن أموت لا أنكرك«. وعندئذ كرر المسيح الإنذار، وأضاف تفصيلاً آخر بقوله: يا بطرس، قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات. ويترجح جداً أنه قد تُبودلت عبارات كثيرة بين بطرس وسيده بصدد هذه النقطة الخطيرة. ولا شك أن المسيح قال لبطرس نفس العبارة الواردة في متى ولوقا ويوحنا، والعبارة الواردة في مرقس أيضاً.
ولنورد حلاً آخر، وهو أن متى ولوقا ويوحنا أوردوا إعلان المسيح لبطرس أنه سينكره بصيغة عامة، أما مرقس (فكما هي عادته) أورد العبارة بالتدقيق. وكما نراه في روايات أخرى يورد تفصيلات دقيقة لا نراها في بقية البشائر، هكذا هنا أيضاً أورد كلمة دقيقة لم يوردها غيره. وعلاوة على هذا يجب أن نتذكر أن بشارة مرقس (كما يفيد التقليد) كُتبت تحت إشراف بطرس. ولذا نرى فيها أسلوب بطرس ولهجته. فلا نستغرب عندما نجد أن العبارة المقولة لبطرس واردة في هذه البشارة بدقة أكثر من سواها.
(2) اقتصر لوقا البشير على ذكر المرة التي أنكر فيها بطرس سيده صراحة وبشدة، لأنها كانت أهم من المرة الأولى. وهذا لا ينافي أن جاريتين سألتاه مرتين. أما متى ومرقس فذكرا الحالتين. وعليه فلا اختلاف، فإن الاختلاف لا يتحقق إلا إذا نفى الواحد ما أثبته الآخر. وهنا اقتصر لوقا على ذكر الأهم، وأما الآخرون فذكروا كل شيء بالتفصيل.
(3) قال لوقا إن رجلين سألاه عن نسبته إلى سيده، وقال متى ومرقس إن الرجال سألوه، فعبارتهما تتضمن أن رجلين سألاه نيابةً عن باقي الجمهور، فلا نتصوَّر أن كل الحاضرين سألوا بطرس مرة واحدة.
(4) قال متى: إنه كان خارجاً في الدار، وقال مرقس: في الدار أسفل، وقال لوقا: في وسط الدار، وقال يوحنا: إنه كان واقفاً عند الباب خارجاً، فخرج التلميذ وكلَّم البوَّابة فأدخل بطرس (آية 16). فلا يوجد اختلاف. بطرس كان حسب قول متى خارجاً في الدار، أي ليس في الدار الأعلى الذي كان فيه المسيح والمجلس. ومما يدل على أنه كان في صحن الدار قول متى إنه لما ضايق اليهود بطرس خرج إلى الدهليز، مما يدل على أنه كان في الدار. ولم يقل البشير إن بطرس كان خارج الدار، بل »خارجاً في الدار« أي خارج المخادع. وبما أنه كان في المحل التحتاني (أي صحن الدار) فيصح أن يُطلق عليه أسفل الدار. ولا يخفى أن معنى صحن الدار هو أسفله، وهو لا ينافي أنه كان جالساً في وسطه يستدفئ. وقصد الرسل أنه لم يكن في الدور الأعلى المرتفع الذي كان فيه المجلس، بل كان في مكان الخدم وهو الصحيح.
(5) من تأمل الأسئلة الموجَّهة لبطرس وجدها واحدة، ففي متى قالت الجارية: »وأنت كنت مع يسوع الجليلي«. ثم قالت أخرى: »وهذا كان مع يسوع الناصري«. وقال القيام (أي الحراس): »أنت أيضاً منهم فإن لغتك تظهرك«. هذه هي رواية متى.
أما مرقس فذكر أن الجارية قالت: »أنت كنت مع يسوع الناصري«. ثم رأته ثانية وقالت للحاضرين: »إن هذا منهم«. وقال الحاضرون لبطرس: »حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً ولغتك تشبه لغتهم«. وقِس على ذلك ما ورد في إنجيل لوقا ويوحنا، فإنه لا يختلف عن ذلك في شيء ما.
(6) أنكر بطرس المسيح ثلاث مرات قبل صياح الديك، غير أن بعضهم ذكر أن الديك صاح مرتين واقتصر البعض الآخر على ذكر صياح الديك مرة، وسبب ذلك هو أن الديوك عادةً تصيح مرتين، عند قدوم الصبح وعند طلوع النهار. وبما أنه يندر من يسمع صياحه أول مرة، لم يذكره بعض البشيرين. والمهم هو الصياح الثاني وقد ذكره جميع البشيرين، وهذا لا ينافي أنه صاح قبلها.
(7) إجابات بطرس واضحة متشابهة لا فرق بينها. وبما أن كثيرين من الخدم والحاضرين أخذوا يعنفونه ويضايقونه، فزع وتلعثم في الكلام، وهو يبرئ نفسه بأساليب متنوعة في الوضوح والخفاء. فتارة ينكر، وأخرى يحلف ليتخلّص من ظلم اليهود. وكان ينتقل من مكان لآخر ليواري نفسه ويتخلص من مأزقه.
(8) وهكذا يتضح عدم وجود اختلاف في أقوال البشيرين، فكل واحد منهم ذكر أقوال الوحي الإلهي بحسب روحه ونَفَسه، فإن الوحي لا يبتلع شخصية الإنسان. فالله يوحي للنبي أو الرسول المعاني والأحكام، ويكون في يد الله بمنزلة القلم في يد الكاتب، فتُحفظ شخصيته، ويظهر في كتابته ما اختص به من القوى العقلية وطرق الفكر والتصوّر. وهذا هو سبب تنوّع طرق تعبير الأنبياء. وكلامنا هنا هو عن الأنبياء أو الرسل بصيغة الجمع. أما إذا اختلف رسول أو نبي في أقواله وعباراته، فهذا هو الذي يُؤاخذ عليه، لأنه ناقض نفسه بنفسه.
العنوان الذي كتبه بيلاطس ووضعه على الصليب في الأناجيل الأربعة مختلف، ففي متى 27:37 »يسوع ملك اليهود« وفي مرقس 15:26 »ملك اليهود« وفي لوقا 23:38 »هذا هو ملك اليهود« وفي يوحنا 19:19 »يسوع الناصري ملك اليهود«. وهذا تناقض
ذكر جميع البشيرين عنوان »ملك اليهود«، لأنه هو موضوع اتهام اليهود الذين اتخذوه حجَّة في صلب. أما كونه ناصرياً، أو أنه سُمي »يسوع« أي المخلص، فلم يتخذوه سبباً في صلب المسيح.
وكان أول من أثار هذا الاعتراض أحد الملاحدة الأمريكيين، واسمه توماس بين، وهو مؤلف كتاب »حقوق الإنسان«. فردّ عليه أحد العلماء قائلاً: »إن الخلاف الموجود في الأناجيل لفظي، ناشئ عن كتابة هذا العنوان بالعبرية واليونانية واللاتينية. ومع أن معناها واحد إلا أن الترجمة لا تسلم من الاختلاف اللفظي. فإذا فرضنا أن المقادير قضت عليك بأن يشنقك »روبسبير« وكتب فوق المشنقة باللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية »توماس بين الأمريكي مؤلف حقوق الإنسان«. وشاهد أربعة أشخاص تنفيذ الحكم بالإعدام، ورووا هذه الحادثة، وكتبوا ملخص تاريخك بعد وفاتك بعشرين سنة، فقال أحدهم إن توماس شُنق، وكان عنوان المشنقة »هذا هو توماس بين مؤلف حقوق الإنسان« وقال الثاني كان عنوانها »مؤلف حقوق الإنسان« وقال الثالث كان عنوانها »هذا هو مؤلف حقوق الإنسان« وقال الرابع كان عنوانها »توماس بين الأمريكي مؤلف حقوق الإنسان« فهل يرتاب أحد في صحة تأليفهم لتاريخك؟ لا نظن ذلك. فكذلك الحال هنا فإن الله يخاطبنا حسب الطرق المصطلح عليها بين الناس«.
الرب يباركك اخى و انى اصلى الى الله من اجللك ان ينير لك حق نور انجيل المسيح و اقول ايضا اطلب من الرب ان يظهر لك ذاتة و ان تعرفة معرفة حقيقية الرب يحبك و هو منتظرك ترجع الى حضنة هو منتظر فاتح ذراعية للك و صدقنى انظر الى نفسك او الى حوللك سوف تجد روعة الخالق
الله أكبر الله أكبر
ما كل هذا اللغط وكل هذه اللخبطة
وما ربكم هذا الذي يسقط ولا يستطيع حمل الصليب ولا يشرب الخمر حتى لا يسكر وما ذنب من ماتوا قبل مجيئه ليحمل خطايا البشر
وما مصير موسى والأنبياء الذين تؤمنون بهم وجاؤا قبل المسيح ولم يتحمل خطاياهم ولماذا لم يأتي من قبل وجاء بعد ملايين السنين من موت أدم
وما سر الاله الواحد الثلاثة الذي يعبد نفسه وهو اب لنفسه ولكنه ليس نفسه
بصراحة لخبطة في لخبطة
انتهوا هو خير لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 72 لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73 أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 74 مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 75 قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
صدق الله العظيم
الريس عمر حرب
الاستاذ غير معروف
اذا كنت ستضع يواقيم في نسب المسيح حتى تتغلب على موضوع ال14 جيل فيجب عليك وضع الثلاثة الباقين أخزيا و يواش و أمصيا، الموضوع ليس بالمزاج ندخل في نسب ديني رفيع من نشاء ونخرج من نشاء بمعزل عن نص الكتاب المقدس .ثم أن يواقيم هذا، قرر الرب حرمان ذريته من الجلوس على عرش داود (أرمياء 30:36)فكيف يكون في النسب؟ ثم لماذا بين داود و المسيح 26 جيلا في متى بينما في لوقا 41 جيلا؟ حتى لوتعذرت بأن هذا نسب أم المسيح فيجب أن يحوي نفس عدد الآباء تقريبا.وبم تفسر اختلاف اسماء اولاد زربابل في متى عن لوقا ؟ ثم الاثنان مختلفان عن سفر أخبار الايام الاول 19:3 ؟ حتى اذا كان لأحد اسمان ولكن ليس ثلاثة؟؟؟!!!
كل عام فى يوم سبت النور بكنيسة القبر المقدس بأورشليم القدس يخرج النور المقدس بعد التأكد علميا من عدم وجود مصدر للنور او الأشعال داخل القبر المقدس ويتميز النور المقدس بصفات النار ولكنها لا تحرق لمدة 33دقيقة ثم تأخذ طبيعة النار العادية هذه المعجزة مستمرة فى الحدوث منذ أكثر من 2000سنة وستحدث العام القادم والذى يليه ووووالى انقضاء الدهر وهى تؤكد القيامة
لوسمحتو ممكن أسم كاتب المقال ؟
اذا فرضنا جدلا ان السيد المسيح لم يصلب ولم يكن له وجود اصلا ما الذى يدفع المؤمنين فى ذلك الوقت والرسل المعاصرين له بالدفاع باستماتة وتعريض حياتهم للخطر والاستشهاد من اجل قصة تعتبرونها ملفقة(الصلب والقيامة). ان تفاصيل هذه الاحداث تم تسجيلها من قبل مؤرخين يهود ووثنيين معاصرين لهذه الاحداث. وابسط مثال هى الدراسة التى اجريت على الكفن المقدس الخاص بتكفين السيد المسيح والموجود بإيطاليا حاليا حيث يتضح من بعض نتائج التحليلات وجود اثار دم واثار التعذيب للسيد المسيح مطبوعة على الكفن وايضا العثور على خشبة الصليب المقدس بفلسطين
كل عام فى يوم سبت النور بكنيسة القبر المقدس بأورشليم القدس يخرج النور المقدس بعد التأكد علميا من عدم وجود مصدر للنور او الأشعال داخل القبر المقدس ويتميز النور المقدس بصفات النار ولكنها لا تحرق لمدة 33دقيقة ثم تأخذ طبيعة النار العادية هذه المعجزة مستمرة فى الحدوث منذ أكثر من 2000سنة وستحدث العام القادم والذى يليه ووووالى انقضاء الدهر وهى تؤكد القيامة ولايوجد قبر فى تاريخ البشرية من ادم حتى وقتنا هذا يحدث فية تلك الظاهرة الفريدة الا انها دليل مادى اكيد على قيامة المسيح من الاموات
فهل بعد ذلك تعترض فالاعتراف سيد الادلة ووجود دليل مادى قاطع كهذا لانحتاج بعدة لاى شىء اخر وانتهت شبهاتك المزعومة
الطرح او الموضوع ملفت ولكن المعالجة ضعيفةّ...الاناجيل هي كتب ايمانية ولا تؤخذ كوثيقة تاريخية كعمل مؤرخي التاريخ.......
إرسال تعليق