البشر قد انتشروا عالمياً لكنهم قد تطوروا محلياً / بقلم NICHOLAS WADE
ترجمة : فينيق - منتدى الملحدين العرب
يُجمع المؤرخين غالباً على أنهم غير مضطرين لاعارة الانتباه الى التطور البشري, لأن تلك العملية قد وصلت لغايتها بلحظة من الماضي قد انتهت. هذا الكلام يظهر بوصفه غير متماسك, على ضوء اللقى الحديثة المؤسسة على قوننة الدي إن إي DNA البشريّ.
لقد تابع الاشخاص تطورهم منذ مغادرتهم السكن الاقدم في الشمال الشرقي لافريقيا, منذ 50000 عام, سواء عبر العملية الصدفوية المعروفة بالانسياق الوراثي كما الانتقاء الطبيعي. الجينوم يمتلك كثير من البصمات في الاماكن التي اعاد الانتقاء الطبيعي فيها اعادة التكوين البشري, وبحسب ما قد اكتشفه الباحثون المختصون, حيث أن الجماعات في القارات المختلفة قد تكيفت مع امراض جديدة, مناخات, اغذية, وربما, متطلبات مسلكية.
الميزة الملفتة للانتباه لكثير من تلك التغيرات, يكون بكونها محليّة. الجينات تحت الضغط الانتقائي الموجودة في جماعة تنشأ بقارة أو سلالة, تكون مختلفة عن جماعات نشأت باماكن أخرى. الجينات تلك تشكّل فقط جزء صغير من إجمالي الجينات البشرية.
إحدى اللحظات المهمة لانتقاء قريب طبيعي, بروز التعاطي مع اللاكتوز – قابلية هضم اللاكتوز عند البلوغ – بين جماعة من رعاة المواشي في شمال أوروبا منذ 5000 عام. اللاكتاز, الانزيم الذي يهضم السكر الرئيسي في الحليب, عادة ينتهي نشاطه إثر الفطام. لكن نظرا للفائدة الكبرى الغذائية للرعاة { القصد هنا هو اعتمادهم على الحليب ومشتقاته بأغذيتهم غالباً } أمكنهم هضم اللاكتوز عند البلوغ ايضا. عبر تغيُّر وراثي جعل الجين الانزيم لاكتاز نشطاً { حتى بعد الفطام } وهذا أدى لانتشاره في الجماعة لاحقاً.
التعامل مع اللاكتوز بهذه الصيغة لا يقتصر على الاوروبيين فقط. العام الماضي, سارة تيشكوف, من جامعة ميرلاند, وزملائها, قد اختبروا 43 جماعة إتنية في شرق افريقيا, وقد وجدوا 3 طفرات منفصلة, جميعها مختلفة عما في أوروبا, والتي تدعم جين الانزيم لاكتاز وجعله نشطاً عند البلوغ ايضاً. واحدة من تلك الطفرات كانت عند اشخاص في كينيا وتنزانيا, يمكن تقدير فترة ظهورها لفترة قريبة تعادل حوالي 3000 عام.
لقد تطورت بشكل مستقل مسألة اللاكتوز تلك 4 مرات, كلحظات تطور متقاربة. الانتقاء الطبيعي استعمل طفرات مختلفة صالحة في الجماعات الاوروبية والشرق افريقية لاجل صنع قابلية لكل منها بالاستمرار بهضم اللاكتوز حتى عند البلوغ. في افريقيا, هؤلاء الممتلكين للطفرة, قد كانوا قادرين على إنجاب نسل بمقدار 10 مرات اكثر من آخرين لا يمتلكونه, عبر فائدة انتقائية قويّة.
الباحثين, يدرسون جينات أخرى بسيطة, لقد عثروا على دليل لتغيّر تطوري في الجينات التي تتدخل في شروط كلون الجلد, مقاومة الملاريا و الاحتفاظ بالملح.
اللحظات الاكثر بروزاً لتطور قريب بشري, ظهرت في نوع جديد من الدراسة, نوع فيه الجينوم يكون منسوخاً باحثاً عن دلائل على ضغوط انتقائية, مبيناً بضع مئات آلاف الاماكن النوعيّة حيث التنوع يكون مشتركاً فيها.
العام الفائت, Benjamín Voight, Jonathan Pritchardوزملاء لهم من جامعة شيكاغو, قد بحثوا جينات تحت الانتقاء الطبيعي عند افارقة, اوروبيين وآسيويين من الشرق. في كل جماعة, 200 جين قد بينت علامات انتقاء, لكن دون شدّة كبيرة, موضحين بأن الجماعات في كل قارة قد كانوا متكيفين مع تحديات محلية.
دراسات أخرى, معمولة من قبل Scott Williamson وزملائه, من جامعة كورنيل Cornell University, منشورة في PLoS Genetics, قد وجدوا 100 جين تحت الانتقاء عند صينيين, أفارقة – اميركان و أوروبيين – اميركيين.
في أغلب الأحوال, مصدر الضغط الانتقائي يكون مجهولاً. لكن كثير من الجينات المصاحبة لمقاومة الامراض, ظهرت من نُسخ, موافقة لأن المرض عبارة عن قوة انتقائية. تصنيف آخر لجينات تحت الضغط الانتقائي تحتله تلك الجينات المتدخلة في الاستقلاب الغذائي, مبيناً أن الجماعات قد استجابت لتغيرات بالحمية الغذائية, ربما مصحوبة بالتغير من مرحلة الصيد إلى مرحلة الزراعة.
كثير من الجينات المتدخلة بتحديد لون الجلد, قد كانت تحت ضغط انتقائي, عند اوروبيين وآسيويين في المشرق. لكن دراسة الدكتور Pritchard قد كشفت جينات لون الجلد فقط عند الاوروبيين, والدكتور Williamson قد عثر على اغلب الجينات المنتقاة بين الصينيين.
السبب في الفرق, يكون بأن الاختبار الاحصائي للدكتور Pritchard, قد كشف تنوعات جينية قد عادت شديدة الاشتراك في جماعة ما, لكن ايضا لا تكون كونية. النُسخ المختلفة عن الأصل المختارة من الدكتور Williamson قد كانت انتشرت في جماعة وهي تكون مستحوذة على الجميع تقريباً الآن.
الاكتشافات تُظهر بأنّ الاوروبيين وآسيوي الشرق, اكتسبوا لون جلد شاحب, من خلال طرق مختلفة, وفي حالة الاوروبيين, ربما قد حدث من فترة قريبة لا تتعدى 7000 عام.
أمر محيّر يبرز في الجينات المنتقاة المتدخلة في العمل الدماغي, التي تحدث في جماعات مختلفة ويمكنها, افتراضياً, أن تكون ردوداً على تحديات مسلكية وُجدت منذ مغادرة الاشخاص لمسكنهم القديم في افريقيا.
لكن بعض الجينات تمتلك أكثر من دور واحد, وبعض تلك الجينات المرتبطة مع الدماغ, يمكن أن تكون موجودة عبر انتقاء لخصائص اخرى.
منذ عامين, Bruce Lahn, عالم وراثة بجامعة شيكاغو, سجّل ملاحظته بوجود بصمات للانتقاء في اثنين من الجينات المتصلين مع الدماغ, بصيغة النمو واسم الجين microcefalin, لأنه عندما تطفّرا, الاشخاص وُلدوا مع أدمغة صغيرة جداً. اثنين من جين microcefalin قد كانا تحت ضغط الانتقاء بين الاوروبيين, وواحد بين الصينيين, كما قال الدكتور Lahn.
قد أشار لأنّ الصيغ المنتقاة للجين , قد ساعدت بتحسين القدرة على الإدراك, وأن جينات كثيرة اخرى, ايضاً تكون معروفة, وربما فعلت ذات الشيء في تلك الجماعات او في جماعات اخرى.
جين microcefalin لم يظهر في قائمة الجينات المنتقاة من قبل Pritchard و Dr. Williamson, وباحثين آخرين قد اختلفوا مع تأكيدات الدكتور Lahn. الدكتورPritchard قد وجد اثنين من الجينات الاخرى منها, كانا تحت ضغط الانتقاء, واحد عند الافارقة وآخر عند الاوروبيين وآسيويي الشرق.
ايضاً الاكثر لفتاً للانتباه, فريق الدكتور Williamson قد أورد أنّ نسخة من الجين المسمى DAB1, قد عادت للانتشار بين الصينيين, لكن ليس في جماعات أخرى. جين DAB1 يكون متدخلاً في تنظيم طبقات الخلايا للقشرة الدماغية, المكان الذي تتواجد فيه الوظائف المعرفية الادراكية العليا.
اثنين من الجينات المتغيرة متدخلين في عملية السمع, قد انتشروا, واحد بين الصينيين, والآخر بين الاوروبيين.
القائمة البارزة للجينات البشرية المنتقاة, يمكن أن تفتح آفاق فهم جديدة حول التفاعلات بين التاريخ وعلم الوراثة. " فيما لو نتساءل, أيّ الحوادث التطورية الاكثر اهمية في الخمس آلاف عام الاخيرة, ستكون ذات طابع ثقافي, كانتشار الزراعة, أو انقراض جماعات بسبب الحروب أو الامراض ", قال Marcus Feldman, عالم وراثة الجماعات من Stanford. تلك الحوادث غالباً قد تركت آثار عميقة في الجينوم البشري.
بحث جينومي للجماعات في العالم, محقق من قبل الدكتورFeldman, Noah Rosenberg وزملائهم في العام 2002, قد أثبت بأن الجماعات التي يجمعها قاعدة بفروقات صغيرة في الدي إن إي, تتوافق مع جماعات مؤسسة في القارات الخمس: أفارقة, أبوريجين* , استراليون, آسيويي الشرق, هنود اميركان وقوقازيون, مجموعة تتضمن اوروبيين, وجماعات من الشرق القريب وشبه القارة الهندية. التجمع يعكس " مؤثرات مؤسسة متسلسلة ", قال الدكتورFeldman, ما معناه بأنه حيث هاجرت الجماعات عبر العالم, كل جماعة جديدة قد حملت جزء من التغيرات الوراثية التي قد نشأت عنها.
النُسخ الجديدة تبحث عن انتقاءات, قد اثبتت بأن الجماعات في كل قارة قد تطورت بشكل مستقل, ببعض الصيغ حيث أنهم قد استجابوا للمناخ المحلي, الامراض, وربما, أوضاع مسلكية.
مفهوم سلالة { عرق, نسل, جنس } بامتلاكه لقاعده بيولوجية يكون موضع جدل, وأغلب علماء الوراثة يكونون ممانعين لوصفه بتلك الطريقة. لكن البعض يقولون بأن التجمعات الجينية في مجموعات مؤسسة في قارات توافق المفهوم الشعبي للجماعات السلالية.
" يوجد صعوبات بكيفية وضع حدود بالاجمال, لكن الآن نعرف بأنه يوجد فروقات كافية وراثية { جينية } بين الجماعات بأجزاء مختلفة من العالم, لأجل تصنيف الاشخاص بمجموعات توافق مصطلحات شعبية عن السلالة " قال الدكتور David Reich, عالم وراثة الجماعات في المدرسة الطبية بهارفارد, قد قال بأن مصطلح " سلالة " قد كان غير دقيق علمياً, وأنه يفضل مصطلح " أسلاف ". الاختبارات الوراثية للاسلاف, تكون حاليا بالغة الدقة, قال, وأنه الآن يمكن ليس تحديد فقط اوروبيين, بل ايضاً يمكن تفريق اوروبيي الشمال عن اوروبيي الجنوب. اختبارات الاسلاف تكون مستخدمة لأجل تحديد الجينات المتسببة بخطر الامراض, بمقارنتهم مع اشخاص سليمين. الاشخاص من مختلف السلالات يكونون خارج تلك الدراسات. الفروقات الجينية يمكنها التعتيم على فروقات وراثية بين المرضى والاشخاص السليمين.
لا أحد يعرف لأي مدى الانتقاء الطبيعي, عبر سبب ظروف محلية, قد امكنها اجبار الجماعات في كل قارة على طرق تطورية. لكن تلك الطرق يمكن أن تعود بطريقة ما متوازية. على الاقل بعض التغيرات التطورية, التي تظهر الآن تكون متقاربة بوضوح, ما يعني ان الانتقاء الطبيعي قد استعمل الطفرات المختلفة الصالحة في كل جماعة لاتمام ذات التكيُّف.
هذا يكون حال هضم اللاكتوز في الجماعات الاوروبية والافريقية, وحال الجلد الشاحب لآسيوي الشرق والاوروبيين.
هوامش
* الأبوريجين هم السكان الأصليين لأستراليا والجزر المحيطة بها وتشمل هذه الكلمة على حد سواء سكان جزر مضيق توريس. يشكل الأبوريجين حاليا مانسبته 2.4% من مجموع سكان أستراليا. تستعمل كلمة الأبوريجين كذلك للإشارة إلى السكان الذين يعيشون في البر الرئيسي من أستراليا وتسمانيا وبعض الجزر الأخرى المجاورة. فسكان جزر مضيق توريس هم أبوريجين من السكان الأصليين وهي المنطقة الواقعة بين أستراليا وغينيا الجديدة
{منقول}
ترجمة : فينيق - منتدى الملحدين العرب
يُجمع المؤرخين غالباً على أنهم غير مضطرين لاعارة الانتباه الى التطور البشري, لأن تلك العملية قد وصلت لغايتها بلحظة من الماضي قد انتهت. هذا الكلام يظهر بوصفه غير متماسك, على ضوء اللقى الحديثة المؤسسة على قوننة الدي إن إي DNA البشريّ.
لقد تابع الاشخاص تطورهم منذ مغادرتهم السكن الاقدم في الشمال الشرقي لافريقيا, منذ 50000 عام, سواء عبر العملية الصدفوية المعروفة بالانسياق الوراثي كما الانتقاء الطبيعي. الجينوم يمتلك كثير من البصمات في الاماكن التي اعاد الانتقاء الطبيعي فيها اعادة التكوين البشري, وبحسب ما قد اكتشفه الباحثون المختصون, حيث أن الجماعات في القارات المختلفة قد تكيفت مع امراض جديدة, مناخات, اغذية, وربما, متطلبات مسلكية.
الميزة الملفتة للانتباه لكثير من تلك التغيرات, يكون بكونها محليّة. الجينات تحت الضغط الانتقائي الموجودة في جماعة تنشأ بقارة أو سلالة, تكون مختلفة عن جماعات نشأت باماكن أخرى. الجينات تلك تشكّل فقط جزء صغير من إجمالي الجينات البشرية.
إحدى اللحظات المهمة لانتقاء قريب طبيعي, بروز التعاطي مع اللاكتوز – قابلية هضم اللاكتوز عند البلوغ – بين جماعة من رعاة المواشي في شمال أوروبا منذ 5000 عام. اللاكتاز, الانزيم الذي يهضم السكر الرئيسي في الحليب, عادة ينتهي نشاطه إثر الفطام. لكن نظرا للفائدة الكبرى الغذائية للرعاة { القصد هنا هو اعتمادهم على الحليب ومشتقاته بأغذيتهم غالباً } أمكنهم هضم اللاكتوز عند البلوغ ايضا. عبر تغيُّر وراثي جعل الجين الانزيم لاكتاز نشطاً { حتى بعد الفطام } وهذا أدى لانتشاره في الجماعة لاحقاً.
التعامل مع اللاكتوز بهذه الصيغة لا يقتصر على الاوروبيين فقط. العام الماضي, سارة تيشكوف, من جامعة ميرلاند, وزملائها, قد اختبروا 43 جماعة إتنية في شرق افريقيا, وقد وجدوا 3 طفرات منفصلة, جميعها مختلفة عما في أوروبا, والتي تدعم جين الانزيم لاكتاز وجعله نشطاً عند البلوغ ايضاً. واحدة من تلك الطفرات كانت عند اشخاص في كينيا وتنزانيا, يمكن تقدير فترة ظهورها لفترة قريبة تعادل حوالي 3000 عام.
لقد تطورت بشكل مستقل مسألة اللاكتوز تلك 4 مرات, كلحظات تطور متقاربة. الانتقاء الطبيعي استعمل طفرات مختلفة صالحة في الجماعات الاوروبية والشرق افريقية لاجل صنع قابلية لكل منها بالاستمرار بهضم اللاكتوز حتى عند البلوغ. في افريقيا, هؤلاء الممتلكين للطفرة, قد كانوا قادرين على إنجاب نسل بمقدار 10 مرات اكثر من آخرين لا يمتلكونه, عبر فائدة انتقائية قويّة.
الباحثين, يدرسون جينات أخرى بسيطة, لقد عثروا على دليل لتغيّر تطوري في الجينات التي تتدخل في شروط كلون الجلد, مقاومة الملاريا و الاحتفاظ بالملح.
اللحظات الاكثر بروزاً لتطور قريب بشري, ظهرت في نوع جديد من الدراسة, نوع فيه الجينوم يكون منسوخاً باحثاً عن دلائل على ضغوط انتقائية, مبيناً بضع مئات آلاف الاماكن النوعيّة حيث التنوع يكون مشتركاً فيها.
العام الفائت, Benjamín Voight, Jonathan Pritchardوزملاء لهم من جامعة شيكاغو, قد بحثوا جينات تحت الانتقاء الطبيعي عند افارقة, اوروبيين وآسيويين من الشرق. في كل جماعة, 200 جين قد بينت علامات انتقاء, لكن دون شدّة كبيرة, موضحين بأن الجماعات في كل قارة قد كانوا متكيفين مع تحديات محلية.
دراسات أخرى, معمولة من قبل Scott Williamson وزملائه, من جامعة كورنيل Cornell University, منشورة في PLoS Genetics, قد وجدوا 100 جين تحت الانتقاء عند صينيين, أفارقة – اميركان و أوروبيين – اميركيين.
في أغلب الأحوال, مصدر الضغط الانتقائي يكون مجهولاً. لكن كثير من الجينات المصاحبة لمقاومة الامراض, ظهرت من نُسخ, موافقة لأن المرض عبارة عن قوة انتقائية. تصنيف آخر لجينات تحت الضغط الانتقائي تحتله تلك الجينات المتدخلة في الاستقلاب الغذائي, مبيناً أن الجماعات قد استجابت لتغيرات بالحمية الغذائية, ربما مصحوبة بالتغير من مرحلة الصيد إلى مرحلة الزراعة.
كثير من الجينات المتدخلة بتحديد لون الجلد, قد كانت تحت ضغط انتقائي, عند اوروبيين وآسيويين في المشرق. لكن دراسة الدكتور Pritchard قد كشفت جينات لون الجلد فقط عند الاوروبيين, والدكتور Williamson قد عثر على اغلب الجينات المنتقاة بين الصينيين.
السبب في الفرق, يكون بأن الاختبار الاحصائي للدكتور Pritchard, قد كشف تنوعات جينية قد عادت شديدة الاشتراك في جماعة ما, لكن ايضا لا تكون كونية. النُسخ المختلفة عن الأصل المختارة من الدكتور Williamson قد كانت انتشرت في جماعة وهي تكون مستحوذة على الجميع تقريباً الآن.
الاكتشافات تُظهر بأنّ الاوروبيين وآسيوي الشرق, اكتسبوا لون جلد شاحب, من خلال طرق مختلفة, وفي حالة الاوروبيين, ربما قد حدث من فترة قريبة لا تتعدى 7000 عام.
أمر محيّر يبرز في الجينات المنتقاة المتدخلة في العمل الدماغي, التي تحدث في جماعات مختلفة ويمكنها, افتراضياً, أن تكون ردوداً على تحديات مسلكية وُجدت منذ مغادرة الاشخاص لمسكنهم القديم في افريقيا.
لكن بعض الجينات تمتلك أكثر من دور واحد, وبعض تلك الجينات المرتبطة مع الدماغ, يمكن أن تكون موجودة عبر انتقاء لخصائص اخرى.
منذ عامين, Bruce Lahn, عالم وراثة بجامعة شيكاغو, سجّل ملاحظته بوجود بصمات للانتقاء في اثنين من الجينات المتصلين مع الدماغ, بصيغة النمو واسم الجين microcefalin, لأنه عندما تطفّرا, الاشخاص وُلدوا مع أدمغة صغيرة جداً. اثنين من جين microcefalin قد كانا تحت ضغط الانتقاء بين الاوروبيين, وواحد بين الصينيين, كما قال الدكتور Lahn.
قد أشار لأنّ الصيغ المنتقاة للجين , قد ساعدت بتحسين القدرة على الإدراك, وأن جينات كثيرة اخرى, ايضاً تكون معروفة, وربما فعلت ذات الشيء في تلك الجماعات او في جماعات اخرى.
جين microcefalin لم يظهر في قائمة الجينات المنتقاة من قبل Pritchard و Dr. Williamson, وباحثين آخرين قد اختلفوا مع تأكيدات الدكتور Lahn. الدكتورPritchard قد وجد اثنين من الجينات الاخرى منها, كانا تحت ضغط الانتقاء, واحد عند الافارقة وآخر عند الاوروبيين وآسيويي الشرق.
ايضاً الاكثر لفتاً للانتباه, فريق الدكتور Williamson قد أورد أنّ نسخة من الجين المسمى DAB1, قد عادت للانتشار بين الصينيين, لكن ليس في جماعات أخرى. جين DAB1 يكون متدخلاً في تنظيم طبقات الخلايا للقشرة الدماغية, المكان الذي تتواجد فيه الوظائف المعرفية الادراكية العليا.
اثنين من الجينات المتغيرة متدخلين في عملية السمع, قد انتشروا, واحد بين الصينيين, والآخر بين الاوروبيين.
القائمة البارزة للجينات البشرية المنتقاة, يمكن أن تفتح آفاق فهم جديدة حول التفاعلات بين التاريخ وعلم الوراثة. " فيما لو نتساءل, أيّ الحوادث التطورية الاكثر اهمية في الخمس آلاف عام الاخيرة, ستكون ذات طابع ثقافي, كانتشار الزراعة, أو انقراض جماعات بسبب الحروب أو الامراض ", قال Marcus Feldman, عالم وراثة الجماعات من Stanford. تلك الحوادث غالباً قد تركت آثار عميقة في الجينوم البشري.
بحث جينومي للجماعات في العالم, محقق من قبل الدكتورFeldman, Noah Rosenberg وزملائهم في العام 2002, قد أثبت بأن الجماعات التي يجمعها قاعدة بفروقات صغيرة في الدي إن إي, تتوافق مع جماعات مؤسسة في القارات الخمس: أفارقة, أبوريجين* , استراليون, آسيويي الشرق, هنود اميركان وقوقازيون, مجموعة تتضمن اوروبيين, وجماعات من الشرق القريب وشبه القارة الهندية. التجمع يعكس " مؤثرات مؤسسة متسلسلة ", قال الدكتورFeldman, ما معناه بأنه حيث هاجرت الجماعات عبر العالم, كل جماعة جديدة قد حملت جزء من التغيرات الوراثية التي قد نشأت عنها.
النُسخ الجديدة تبحث عن انتقاءات, قد اثبتت بأن الجماعات في كل قارة قد تطورت بشكل مستقل, ببعض الصيغ حيث أنهم قد استجابوا للمناخ المحلي, الامراض, وربما, أوضاع مسلكية.
مفهوم سلالة { عرق, نسل, جنس } بامتلاكه لقاعده بيولوجية يكون موضع جدل, وأغلب علماء الوراثة يكونون ممانعين لوصفه بتلك الطريقة. لكن البعض يقولون بأن التجمعات الجينية في مجموعات مؤسسة في قارات توافق المفهوم الشعبي للجماعات السلالية.
" يوجد صعوبات بكيفية وضع حدود بالاجمال, لكن الآن نعرف بأنه يوجد فروقات كافية وراثية { جينية } بين الجماعات بأجزاء مختلفة من العالم, لأجل تصنيف الاشخاص بمجموعات توافق مصطلحات شعبية عن السلالة " قال الدكتور David Reich, عالم وراثة الجماعات في المدرسة الطبية بهارفارد, قد قال بأن مصطلح " سلالة " قد كان غير دقيق علمياً, وأنه يفضل مصطلح " أسلاف ". الاختبارات الوراثية للاسلاف, تكون حاليا بالغة الدقة, قال, وأنه الآن يمكن ليس تحديد فقط اوروبيين, بل ايضاً يمكن تفريق اوروبيي الشمال عن اوروبيي الجنوب. اختبارات الاسلاف تكون مستخدمة لأجل تحديد الجينات المتسببة بخطر الامراض, بمقارنتهم مع اشخاص سليمين. الاشخاص من مختلف السلالات يكونون خارج تلك الدراسات. الفروقات الجينية يمكنها التعتيم على فروقات وراثية بين المرضى والاشخاص السليمين.
لا أحد يعرف لأي مدى الانتقاء الطبيعي, عبر سبب ظروف محلية, قد امكنها اجبار الجماعات في كل قارة على طرق تطورية. لكن تلك الطرق يمكن أن تعود بطريقة ما متوازية. على الاقل بعض التغيرات التطورية, التي تظهر الآن تكون متقاربة بوضوح, ما يعني ان الانتقاء الطبيعي قد استعمل الطفرات المختلفة الصالحة في كل جماعة لاتمام ذات التكيُّف.
هذا يكون حال هضم اللاكتوز في الجماعات الاوروبية والافريقية, وحال الجلد الشاحب لآسيوي الشرق والاوروبيين.
هوامش
* الأبوريجين هم السكان الأصليين لأستراليا والجزر المحيطة بها وتشمل هذه الكلمة على حد سواء سكان جزر مضيق توريس. يشكل الأبوريجين حاليا مانسبته 2.4% من مجموع سكان أستراليا. تستعمل كلمة الأبوريجين كذلك للإشارة إلى السكان الذين يعيشون في البر الرئيسي من أستراليا وتسمانيا وبعض الجزر الأخرى المجاورة. فسكان جزر مضيق توريس هم أبوريجين من السكان الأصليين وهي المنطقة الواقعة بين أستراليا وغينيا الجديدة
{منقول}
0 تعليق(ات):
إرسال تعليق