بقلم والتر رَينهولد مارتيگ ماتفيلد أي دي لا تورّي, ماجستير في الآداب (التربية)
المترجم: إبن المقفع
المصدر : منتدى الملحدين العرب
حسب مفهومي أخذ العبرانيون أفكارا ومفاهيم كانت قد ظهرت سابقا في الأساطير السومرية والرافدينية للألفيتين الثانية والثالثة قبل الميلاد. وأعادوا صياغتها لأجل دحضها وتحديها وإنكارها. في ما يلي بعض من الأمثلة على تناظرات, البعض منها تبدو لي قلب عن سابق إصرار للمفاهيم والصور السومرية العامة عن العلاقة التي توجد بين الرجل البدائي العاري وخالقيه. إن طرد آدم وحواء من جنة عدن هو بالنسبة لي إعادة صياغة لتمرد آلهة الإگيگي وطردها من جنان آلهة الأنونّاكي في أريدو ونفر كما روتها ملحمة أترحاسيس. إن حكاية جنة عدن تقتبس أفكارها ومفاهيمها من عدة مصادر رافدينية, وليس ملحمة گلگامش وحسب, وتصوغها لخلق قصة جديدة عن أصول الإنسان في موقع يسمى عدن. إن آدم يفشل في نيل الخلود. يمكن أن يقال نفس الشيء عن إنكيدو و گلگامش (إن الخلود eludes أدپّا أيضا في أسطورة أدپّا وريح الجنوب, فبعض أفكارها قد ركب
بأفكار تعود لإنكيدو وربطت بآدم من قبل العبرانيين).
إن آدم يصور ك "مستمع لصوت امرأته" مما يقترح علينا أنها قد حثته على الأكل. إن هذا يبدو كإعادة صياغة لسماع إنكيدو لصوت شمخة التي تحثه على أكل الخبز المقدم له من قبل الراعي في إدِن edin والذي كانت قد خبزتا مسبقا.
تك 3:17 (بتصرف)
"وقال لآدم إذ سمعت لصوت امرأتك فأكلت من الشجرة التي نهيتك قائلا لا تأكل منها فملعونة الأرض بسببك."
إن أكل آدم قد تضمن الاستحواذ على معرفة (معرفة الخير والشر). في اعتقادي, إن هذه الفكرة العبرانية عن نيل المعرفة من خلال القيام بالأكل هي مشتقة جزئيا (أو أنها إعادة صياغة أو تحوير) من أكل إنكيدو للخبز الذي وضع أمامه. لقد تم التشديد على مسألة أن إنكيدو لا يعرف أكل الخبز, إنه لا يعرف شرب الشراب قوي (سواء كان خمرا أم جعة).ثم أنه بعد أن يشرب من هذه المواد يبدأ ب"معرفتها". ينال المعرفة عن طريق الأكل والشرب بتحريض من شمخة. لو أنها لم تكن موجودة لما نال معرفة أكل الخبز وشرب الشراب قوي. في اعتقادي, إن فكرة نيل إنكيدو المعرف من خلال الأكل بسبب تحريض شمخة قد أعيدت صياغتها كحواء تحرّّض آدم على الأكل ومن خلال ذلك نيل المعرفة (بالخير والشر). أو لنأخذ الأمر بشكل آخر, إن المرء ينال معرفة مذاق صنف من الطعام بعد أكله, وينال المرء معرفة ما مذاق الخبز أو الجعة بعد أن يتناول منها, ثم يبدأ ب"معرفة" تأثيرها المسكر على البدن. و يعرف أيضا كيف يأكل صنفا معينا من الطعام, فالخبز يقطع باليد أو يقص بالسكين, أو يقضم إلى لقيمات. لذلك فإن فعل الأكل يتضمن إلى حد ما "نيل معرفة" بصور متنوعة.
"Enkidu did not know to eat bread,
Nor had he ever learned to drink beer!
The harlot made ready to speak, saying to Enkidu:
"Eat the bread, Enkidu, the staff of life,
Drink the beer, the custom of the land."
Enkidu ate the bread until he was sated.
He drank seven juglets of the beer...
He...turned into a man...
He put on clothing..."
ص 14. بنجامين آر. فوستر. ملحمة گلگامش. نيويورك ولندن. دبليو دبليو نورتُن وشركائه. 2001)
"They set bread before him,
He gagged, he gaped at it,
stared.
Enkidu had not known about the eating of cooked food,
About drinking strong wine
no one had taught him.
The love-priestess opened her mouth,
said to Enkidu:
"Eat the food, Enkidu,
as life requires.
Drink the wine, as is the custom of the land."
Enkidu ate the food
till he was full.
He drank the wine,
seven goblets.
His brain became loose, he became childish:
his heart became light...
he became a man...
He put on clothes;
he was like a groom
(ص. 92-94. جون گاردنر وجون ماير. گلگامش, مترجمة عن نسخة سِن-لِقي-أُنِنّي. نيويورك. كتب ڨِنتِج, جزء من بيت راندم. 1984-1985)
(وإليك ترجمة طه باقر للنصين أعلاه من ملحمة گلگامش)
ولما وضعوا أمامه خبزا تحير واضطرب
وصار يطيل النظر إليه
أجل لا يعرف إنكيدو كيف يؤكل الخبز
..........................................
ولم يُعلّم كيف يشرب الشراب القوي
ففتحت البغي فاها وخاطبت إنكيدو
"كل الطعام يا إنكيدو فإنه مادة الحياة
واشرب من الشراب القوي, فهذه عادة البلاد"
فأكل إنكيدو من الخبز حتى شبع
وشرب من الشراب القوي سبعة أقداح
فانطلقت روحه وانشرح صدره وطرب لبه ونور وجهه
.......................................
وأضحى إنسانا, لبس اللباس وصار كالعريس
(ص. 68 . طه باقر. ملحمة گلگامش. دار الحرية للطباعة. بغداد.1975)
إن أكل "الطعام المحرم" (الخبز والجعة المأخوذان من حقول الحب أو مدن الجنائن التي لا منال لها والتي تعود إلى الآلهة ويفلحها البشر) من قبل إنكيدو لم يعطه معرفة الخير الشر. إن الأسطورة تؤكد على أن "تحوّلا" حدث بعد تناول الخبز والشراب القوي," يعلن أن إنكيدو أصبح "مثل إنسان" (في ترجمات أخرى "مثل رجل") مللمحة إلى أنه كان سابقا وحشا جاهلا عاريا مشعرا يأكل العشب ويشرب الماء مع وحوش إدن أو السهوب. في اعتقادي, إن تناول إنكيدو للطعام وإعطاءه ثوبا جديدا بعد ذلك من قبل الراعي لم يحوله إلى إنسان متحضر وحسب بل أنه الآن "مثل إله" لأن الآلهة تتناول الخبز والشراب وترتدي الملابس. إنها تعيش في مدن, وتمتلك جنانا. إن نمط العيش هذا لم كن متوفرا في السابق لإنكيدو. بما معناه أن إنكيدو "يصبح مثل إله" لكونه يعيش عيشة إله, لكونه أصبح عارفا أنه من الخطأ أن يكون عاريا, فإنه يرتدي الثياب مثل إله, ويأكل الخبز مثل إله, ويشرب الشراب القوي مثل إله, ويسكن في مدينة مثل إله. بكلمات أخرى, كان إنكيدو في البدء "مثل حيوان وحشي", أو "وحش," وكان الطعام النامي في جنان الآلهة بعيد المنال عن وحوش إدن, وبضمنهم الرجل الوحش العاري البري. لقد أعيدت صياغة كل ذلك في سفر التكوين, [أن يصبح آدم وحواء بعد أكلهم للفاكهة المحرمة مثل إلهين , عارفين بالخير والشر, فيسترا عورتهما خجلا. لقد تمت إعادة صياغة فكرة هجر إنكيدو وشمخة لغدير إدن, ليعيشا في أرُك, في سفر التكوين لتكون رجلا يستقر في مدن بعد أن طرد من عدن من قبل ملائكة غاضبين (حيث أسس قاين مدينة أخنوخ في أرض نود).
الأسطورة الرافدينية مقابل الكتاب المقدس
--------------
إدِن هي كلمة سومرية تعني السهوب غير المزروعة, أو السهل, أو الصحراء, أو البرية وهي ترتبط بما بين النهرين وبالأخص سومر القديمة
تقع عِدِن شرقا. توصف حاران حيث عاش إبراهيم ذات يوم بأنها تقع شرقا وهي تقع في ما بين النهرين (أنظر تك 29: 1-4)
---------------------
كان لإدن غير المزروعة نهران يسقيانها هما إد-إگلَت (دجلة) وبُرانُم السومري أو فْرات الأكدي (الفرات)
لعدن نهران يدعيان حداقل والفرات
-----------------------------
يخلق الإنسان البدائي (إنكيدو) من قبل إلهة هي أرورو ويوضع في إدن.
يخلق الإنسان البدائي (آدم) من قبل الله ويجعله في عدن
-----------------------
تصف ملحمة گلگامش إنكيدو بأنه رجل إدن الوحشي بمقابلته شمخة. إن الكاتب السومري يستخدم الرمز الصوري إدن في محل الكلمة الأكدية سِرو أو سِري والتي تعني "سهوب"."
يلتقي آدم بحواء في موضع يدعى عدن
-----------------------------
إن الحيوانات الوحشية هي رفيقة إنكيدو في إدن.
برفقة آدم في عدن حيواناتٌ برية
--------------------------------
إن رفاق الرجل العاري إنكيدو من الحيوانات لا تلحق به ضررا لأنها آكلة للنباتات (غزلان) ولا يعتبر هو تهديدا لها لأنه يأكل العشب (أي نباتي)
إن رفاق آدم العاري من الحيوانات تأكل النباتات الخضراء هو يأكل من الثمار والأعشاب (كلهم أكلة نباتات) لذلك لا يلحق أحدهما أذى بالثاني.
---------------------------
يلتقي الرجل العري إنكيدو بامرأة في إدن, فتحل محل حيواناته كرفيقة له.
يلتقي آدم العري بحواء العارية في عدن فتُعلن أنها رفيقة أكثر ملائمة له من الحيوانات
------------------------
إن بهجة قلب الرجل العاري إنكيدو وقلوب الحيوانات هو الماء في إدن عند مورد الماء
تعني عدن طبقا لما يذهب إليه بعض الباحثين "بهجة" أو "مكانا مرويا" طبقا لما يذهب إليه الآخرون
-------------------------------
يتعلم الرجل العاري إنكيدو في إدن بعد احتكاكه بالمرأة العارية شمخة أن من الخطأ البقاء عاريا.
يتعلم آدم العاري بعد أن يلتقي بالمرأة العارية حواء بأنه من الخطأ البقاء عاريا
-----------------------------
تقوم الآلهة بخلق جنائن-مدن أشجار مثمرة قبل خلق الإنسان. يحيط بتلك الجنات أرض غير مزروعة تسمى إدِن.
يخلق الله جنة قبل خلق الإنسان تقع هذه الجنة في(أو أنها محاطة ب) موقع يسمى عدن.
---------------------------
ثم أن الآلهة تقوم بخلق الإنسان ليفلح ويعتني بجنائن- مدن الأشجار المثمرة والتي تحيط بها إدن البور.
يخلق الله آدم ليفلح الأرض ويعتني بجنته المحاطة بموضع يسمى عدن.
-------------------------
ترينا الأختام الأسطوانية رجلا عاريا يفلح جنائن-مدن الآلهة. يخدم البشر العراة آلهتم الكاسية.
color=red]يفلح آدم العاري ويحرث جنة الله في عدن. يخدم آدم العاري الله الكاسي.[/color]
------------------------------
يغادر الرجل العاري إنكيدو مورد المياه في إدن ورفاقه من الحيوانات ليكون برفقة امرأة عارية (شمخة), يقوم الإثنان بستر عورتهما قبل مغادرة إدن.
يستر آدم العري وحواء العارية جسديهما قبل مغادرة الجنة في عدن.
--------------------
لا يغضب إله من تعلم الرجل البدائي في إدن أن من الخطأ أن تكون عاريا حتى يطرده من ذلك المكان.
يطرد الله الغاضب الإنسان ويلعن الأرض بسببه بعد أن يكتشف أنه قد تعلم في عدن أن من الخطأ البقاء عاريا فيكسو جسده,
-------------------
إن المرأة العارية التي تسببت في أن يصل رجل إدِن العاري إلى حقيقة أن من الخطأ البقاء عاريا لا تلعن من قبل إلهها
تُلعَنُ حواءُ جنةِ عدنٍ العاريةُ من قبل إلهها
----------------
يلوم رجل إدِن العاري سابقا امرأة إدن العارية سابقا (شمخة) على وفاته المحتمة وفقدانه برائته
يلوم آدم حواءَ لفقدانه برائته, لقد أعطته ثمرة محرمة ليأكل منها. إنه سوف يخسر حياته لاتباعه إياها بدلا عن اتباعه الله.
--------------------------
في البدء يمتنع إنكيدو عن أكل الخبز الموضوع أمامه من قبل راعي إدِن, إنه لا يعرف أكل الخبز, إنه يأكل العشب مع الغزلان. تقوم شمخة بإخباره بأن عليه أن يأكل منه, إن ذلك من عادة البلاد! هو يخضع لرغبتها ويأكل الخبز. يمكن أن يقال الآن عن إنكيدو بأنه "يعرف" أكل الخبز, لقد نال المعرفة من خلال الأكل (إنه "يعرف" الآن أكل الخبز بينما كان "يعرف"سابقا أكل العشب فقط
يتم تحذير آدم من قبل الله بأن لا يأكل الثمرة المحرمة. إن حواء هي إعادة صياغة لشمخة التي تقول لإنكيدو بأن ياكل. إن فكرة نيل الإنسان البدائي العاري المعرفة عن طريق عملية الأكل هي إعادة صياغة لنيل إنكيدو المعرفة عن طريق الأكل, إنه يعرف كيفية أكل الخبز. إلا أن العبرانيين قد أعادوا صياغة هذه المعرفة كأكل ثمرةٍ لنيل معرفة الخير والشر بدلا من "معرفة" أكل الخبز. إن معرفة الخير والشر تتوازى مع إدراك آدم أنه من الخطأ البقاء عاريا فيكسو جسده. إن هذه هي إعادة صياغة لكون إنكيدو عاريا ابتداءا في إدِن ثم ارتداءه الثياب بعد الأكل من الخبز في مخيم الراعي في إدن (إنظر في الأسفل)
----------------------
يعلن أن إنكيدو أصبح "إنسانا" بعد أن أكل من خبز الراعي (ولم يعد وحشا آكلا للنباتات بعد الآن). ثم أنه يرتدي الملابس في مخيم الراعي في إدن
إن إنكيدو قد أعيدت صياغته ليكون آدم الذي يأكل لينال المعرفة, ثم أنه بعد أنه يرتدي الثياب بعد أن يأكل, إلا أن إنكيدو لم يرتدي الثياب بعد الأكل لخجله من عريه (كما فعل آدم), إن هذا مثال على إعادة العبرانيين صياغة أفكار من ملحمة گلگامش للخروج بقصة جديدة تماما هي "أصول" البشرية في جنة عدن, في مقابل القصة الرافدينية عن كيف أن رجلين هما إنكيدو و گلگامش قد فشلا في نيل الخلود.
إن العبرانيين لا يستنسخون ملحمة گلگامش, إنهم يأخذون أفكارا مختلفة منها ويعيدون صياغتها من أجل خلق قصة جديدة تقوم حقيقة بتحدي, أو إنكار, ورفض الإشارات الرافدينية إلى كون إدِن مكانا حيث جال فيه الإنسان البدائي برفقة الحيوانات غير مدرك إلى أنه من الخطأ البقاء عاريا حتى يلتقي بامرأة عارية عند مورد مياه إدِن فيكسو جسده قبل أن يغادر إدِن برفقتها.
-------------------------
إن الآلهة تأكل الخبز وليس العشب وترتدي الملابس. يصبح إنكيدو مثل إله عندما يصبح آكلا للخبز مثل إله,
بعد الأكل يرتدي آدم الثياب, ئم إنه يصبح مثل إله عارفا أنه من الخطأ البقاء عاريا
--------------------
إنكيدو, إنسان إدن العاري سابقا, يلعن امرأة إدن العارية سابقا, ويلومها على فقدانه برائته وموته المحتم (وهو على فراش الموت. المترجم)
يلعن حواءَ اللهُ لا آدمَ (في الهاجادا اليهودية والأحاديث الإسلامية, يلوم آدم حواء ويعنفها على خروجه من عدن وهو على فراش الموت, ويحن إلى الفردوس وفاكهتها, أنظر مقاتي حول تأثير الأساطير اليهودية على الأحاديث الإسلامية. المترجم)
--------------------
يدافع إله إنكيدو , شمَش, عن شمخة فيسحب إنكيدو المُلام اللعنة ويمنحها بركة عوضا عن ذلك. يخبر شَمَش إنكيدو بأن البغي قد أعطته رداءا فاخرا ليستر عورته وطعاما وشرابا لائقا لاستهلاك إله. لقد أعطته بركات حياة متحضرة, تُنهي حياته الوحشية. يوافق شَمش على امتلاك إنكيدو لملابس في إدِن, إنه يوافق على تعلم الإنسان أن من الخطأ البقاء عاريا.
لا يدافع الله عن حواء, إنه يلومها على إغوائها لآدم ليقع في الخطيئة. إن الله غاضب لأن آدم وحواء كاسيين, لأن هذا يعني بـأنهما يمتلكان معرفة الخير والشر ويعرفان أن من الخطأ أن يبقى البالغون عراة. يقوم الله في سورة غضبه بطرد آدم وحواء العاريين سابقا.
--------------------------------------
يلعن إنكيدو الصياد الذي جلب شمخة إلى مورد المياه في إدِن ليصطاده ويحول بينه وبين رفاقه الحيوانات, طالبا من إلهه أن يقلل مردود عمل الصياد.
يلعن الله أرض بسبب آدم. إن منتوجها سيضأل وهكذا ستقل مردودات آدم. "لقد وضّفت هنا "حبكة جديدة." فبدلا من قلة مردودات الصيد نجد قلة مردودات البستنة.
-------------------------
يموت في النهاية رجل مورد مياه إدِن العاري سابقا إنكيدو وامرأة الموردِ شمخة
يموت آدم وحواء الذان كانا سابقا في جنة عدن
-------------------------
لا تطرد الآلهة الإنسان أبدا من جنائن-مدنها المليئة بأشجار الفاكهة لأنها عندها ستضطر للاعتناء بجنائنها بنفسها, وهو عبء ثقيل كانت تخشى منه.
يطرد الله الإنسان من جنته, إنه لا يحتاج إلى الإنسان ليعتني بها نيابة عنه وليوفر لله غلة ليأكل مثل الآلهة الرافدينية.
---------------------
خُلِق الإنسان ليعتني بجنائن-مدن الآلهة المليئة بأشجار الفاكهة, وليطعم الآلهة بمنتوجها, وليرفع عبئ الفلاحة عن الآلهة. إن الآلهة تُطعم مرتين في اليوم من قبل الإنسان.
تبلغ إسرائيل من قبل إلهها بأن عليها أن تطعمه مرتان في اليوم. إن الله يأكل نفس الأطعمة التي تنتجها الأرض كما تفعل الآلهة الرافدينية.
----------------------------
لقد تمردت آلهة الإگيگي ضد العمل الصعب والقاصم للظهر في بناء والعناية بقنوات الري في جنائن آلهة الأنونّاكي. إن الحياة لا تطاق في جنة الإله
ينكر سفر التكوين أن الحياة لا تطاق للبستاني العامل في جنة عدن. إن البستنة أو فلاحة الأرض تغدو جحيما فقط بعد طرد البستاني من جنة الله. لقد حدث قلب يتم فيه تحدي الإشارة الرافدينية إلى أن الحياة كانت جحيما للإنسان منذ أول لحظة جُعِل فيها في جنائن الآلهة.
--------------------------------------
يمكن أن يُبَرَّرَ تمرّد (آلهة) الإگيگي. إن الإنسان قد خلق ليحمل أعبائها, وليوفر للآلهة الغذاء واللباس والمأوى. لقد رحبوا بإراحتهم من عبئ الكدح في جنان الآلهة. لأنهم الآن يمكن أن يلتحقوا بمضطهديهم السابقينَ آلهة الأنونّاكي, لكون كلا الفرقتين يضطهدون الإنسان.
لقد تمت إعادة صياغة تمرد الإگيگي كتمرد آدم ضد الله وإبعاده عن جنته في عدن. لقد حدث قلب للصورة, لقد قدم الإبعاد عن جنة الإله كلعنة وعقاب بدلا من أن يكون نعمة.
----------------------------
إن نية الآلهة كانت أن يكدح الإنسان إلى الأبد في جنائن-مدن الآلهة, موفرين للآلهة منتوج جنائنهم لكي ما يرغد الآلهة متنعمين براحة من الكدح على الأرض إلى الأبد.
إن الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام تنتظر بلهفة اليوم الذي سيسمح الله ثانية للإنسان المطرود بأن يعود إلى جنة عدن ويدخل إلى مستقر الله.
---------------------------
(تقوم الحية باختلاس عشبة الخلود التي بحث عنها گلگامش حتى وجدها وكان يريد أن يستزرعها , ففقد بذلك فرصته وفرصة أهل سكان أرك والبشرية من بعده في نيل الخلود, تسمى الحية في ملحمة گلگامش أسد التراب.
كان للحية دور أساسي في القصة التي قدمها الكتاب المقدس, فبسبب حيلتها أصبح الموت نصيب البشرية, لقد استحقت الحية أن تلعن, وكان جزء من لعنتها أن تأكل التراب. المترجم)
---------------------------
إن الكلمة السومرية التي تعني أرضا بورا هي إدِن. بالرغم من أن ملحمة گلگامش مكتوبة باللغة الأكدية التي يعبّر فيها عن "سهوب" ب "سِرو" أو "سِري", إلا أنها تنص بصراحة على أن سمحت قد رأت إنكيدو عند مورد المياه كرجل إدِن (السهوب) الوحشي. فكيف يوصف مورد المياه بأنه يقع في ال "إدِن" بدلا من أن يكون واقعا في ال "سِرو"؟ لقد كان الكتبة الأكديون متضلعين بالسومرية كما بالأكدية, لقد استخدموا مرارا رموزا مسمارية كبدائل للكلمات الأكدية. لذلك كُتب اسم إنكيدو "رجل السهوب الوحشي" باستخدام رمز مسماري سومري (إدِن1 لقد علم الكاتب عند رؤيته لهذا الرمز المسماري أنه مرادف لكلمة سِرو أو سِري التي تعني سهوبا.
يترجم البروفيسور يپَيسر ما يتعلق بوصول إنكيدو إلى مورد المياه في السهوب (ويقابل كلمة سهوب في السومرية كلمة إدن وفي الأكدية كلمة سِرو), حيث تنتظره شمخة كاهنة-البغي التي من أُرُك والصياد (ملاحظة: إن الخط الغليظ إلى الأسفل مترجم من قبل هايدل,التالي, إلى الأكدية):
"The creeping creatures came, their heart DELIGHTING in water.
But as for him, Enkidu, born in the hills-
With the gazelles he feeds on grass,
With the wild beasts he drinks at the watering-place,
With the creeping creatures his heart DELIGHTS in water-
The lass beheld him, the savage-man,
The barbarous fellow from the depths of the steppe:
"There he is, O lass, FREE THY BREASTS,
Bare thy bosom that he may possess thy ripeness!
Be not bashful! Welcome his ardor!
As soon as he sees thee, he will draw near to thee.
Lay aside thy cloth that he may rest upon thee.
Treat him, the savage, to a woman's task! Reject him will his wild beasts that grew up on his steppe,
As his love is drawn unto thee."
The lass FREED HER BREASTS, bared her bosom,
And he possessed her ripeness.
She was not bashful as she welcomed his ardor
..."
(ص 44. إي أي سپايسر. "ملحمة گلگامش." جيمس بي پرتشارد محررا. الشرق الأدنى القديم, مختارات من النصوص والصور. پرنستُن, نيو جرسي. مطبعة جامعة پرنستُن. 1958.)
(إليك ترجمة طه باقر إلعربية. المترجم)
قصدت وحوش البر الماء ففرحت وطابت قلوبها
أما إنكيدو الذي كان مولده في التلال
والذي يأكل العشب مع الظباء, ويرد الماء مع الحيوانات
ويفرح لبه مع حيوانات البر عند مسقى المياه
فإن البغي رأته, رأت الرجل الوحش
أبصرت البغي المارد, الآتي من قلب الصحارى (وضعها طه باقر محل سهوب. المترجم)
(فأسر إليها الصياد): "هذا هو أيتها البغي فاكشفي عن نهديك
اكشفي عن عورتك لينال من مفاتن جسمك
لا تحجمي بل راوديه وابعثي فيه الهيام
فإنه متى ما رآك انجذب إليك
انضي عنك ثيابك ليقع عليك
علمي الوحش الغر فن (وضيفة) المرأة
ستنكره حيواناته التي ربيت معه في صحرائه
إذا حفي بك وانعطف حبه إليك"
فأسفرت البغي عن نهديها وكشفت عورتها
فتمتع بمفاتن جسمها
لم تحجم بل راودته وبعثت فيه الشوق
(ص. 62 . طه باقر. ملحمة گلگامش. دار الحرية للطباعة. بغداد.1975)
يترجم هايدل ما يتعلق ب"ابتهاج" قلب إنكيدو بماء مورد المياه في إدِن السهوب, علما أن عدن العبرية تعني "بهجة." لاحظ رجاءا أن إنكيدو في البيت أدناه يوصف عام 1946 كرجل وحشي من أعماق السهوب وأن هايدل قد وضع كلمة "سهوب" في موضع كلمة سِرو الأكدية و إدِن السومرية في مقاله من العام 1949.
"The animals came to the water, and their hearts were glad.
And as as for him, (for) Enkidu, whose birthplace is the open
country,
(Who) eats grass with the gazelles,
Drinks with the game at the drinking-place,
(Whose) heart DELIGHTS with the animals at the water,
Him, the wild(?) man, the prostitute saw,
The savage man from the depths of the steppe."
(ص 21. "ملحمة گلگامش." ألِكساندَر هايدل. التوازيات بين ملحمة گلگامش والعهد الجديد. شيكاغو ولندن. مطبعة جامعة شيكاغو. 1946, 1949, أعيد طبعها 1993)
يستخلص هايدل الكلمات أعلاه من ترجمة سپايسر لملحمة گلگامش فيقول (وهو يشير إلى إنكيدو):
"....بينما يسمى في اللوح الأول 4:7 ,
إتلو(گُورُس) سَگ-گا-ا سا-قا-بَل-تي سِري (إدِن): أي "الرجل الوحشي من وسط السِرو."
(راجع ص. 233. أليكساندر هايدل. "استخدام خاص للمصطلح الأكدي سِدو." ص ص. 233-235. مجلة الدراسات الشرق أدنيوية. المجلد الثامن. العدد 3. تموز 1949)
عميق شكري إلى د. روبرت إم وايتنگ من هلسنكي في فنلندة, وهو عالم مختص في الآشوريات (المحرر الإداري لمشروع النصوص الآشورية الحديثة المعروف عالميا, سلسلة الأرشيف الرسمي الآشوري) لأجل توضيحه لي أن ترجمة هايدل من العام 1949 تكشف أن الكاتب قد كتب حقيقة الكلمة "سهوب" مستخدما الرمز المسماري السومري (إدِن), وأن العلماء المعاصرون يقرأون (إدن) باعتبارها بديلا عن سِري أو سِرو. إن ترجمة هايدل تكشف أيضا عن أن كلمة لإتلو قد كتبت حقيقة ك (گورُس) وهو رمز سومري آخر. يبين وايتنگ أن استخدام الرموز المسمارية السومرية شائع جدا في المؤلفات الأكدي.
إن توضيح وايتنگ بالنسبة لي قد حل معضلة كيفية أصبحت سِرو "السهوب" كلمة عدن العبرانية, لقد أدركت أن العبرانيين ربما قد أعادوا تركيب الرمز السومري إدن المستخدم بدلا من سِرو في ملحمة گلگامش, ليكونا كلمة عدن العبرانية والتي تعني بهجة, وقد أُخبِرنا عندما يظهر إنكيدو مورد المياه أن فرحة (أو بهجة) قلبه كان الماء. لذلك أعتقد أن العبرانيين قد أخذوا هذه الإشارة إلى بهجة لإنسان البدائي العاري بالماء وحولوا مورد مياه إدن إلى كلمة عدن العبرانية, أي مكان بهجة (ها قد تم حل المعضلة بعد حوالي 3000 عام!-كذا-. بما معناه \, أن قصة إنكيدو و گلگامش تبدأ كحكايات سومرية, وكان تسمى السهوب الذي جال فيه إنكيدو إدن بالسومرية, و الرمز المسماري السومري إدن الذي يظهر في ملحمة گلگامش المكتوبة بالأكدية ربما يكون أثرا من تسمية سومرية أصبحت تُقرأ سِرو. مثال آخر على تشكيل العبرانيين لمفردات غريبة هي دويلة المدينة بْيت عَديني التي تظهر في الحوليات الآشورية الحديثة, لقد أعيد تشكيلها في الكتاب المقدس العبراني لتصبح بِيث عِدِن (أي بيت البهجة), بينما أعي تشكيل كلمة بابل البابلية أو الأكدية "باب الإله" (باب , إيل= إله) لتصبح بالال أي "بلبلة" (في الكتاب المقدس العبراني). لقد أعيد تشكيل كلمة كَلدو الآشورية الحديثة والتي تعني كلدانيين (أو كلديين) لتصبح كَسديم . وأعيد تشكيل كلمة أُرَرتو الآشورية الحديثة من قبل العبرانيين لتصبح أرارات (وهي مملكة في شرقي الأنضول. المترجم).
تحديث في 13/تشرين الثاني/2007 بخصوص ظهور كلمة إدِن في ملحمة گلگامش:
لقد كن أمس أتأمل في ترجمة هايدل لكلمة سرو/سري في العام 1949 وجاءت محل الرمز السومري الذي ينطق (إدن), لقد تسائلت عن عدد المرات التي تظهر فيها مفردة إدن في المؤلَّف؟ أي هل كانت ترجمة هايدل هي الوجود الوحيد لهذه الكلمة في ملحمة گلگامش؟
لقد أرسلت رسالة ألكترونية إلى أندرو جورج الذي كان قد ألف حديثا إحدى أشمل الدراسات عن ملحمة گلگامش بمختلف قراءاتها وأرسلت إليه هذا السؤال. لقد أجابني بالتفاتة عزيزة منه خلال أربع وعشرين ساعة وأخبرني أن كلمة إدن تظهر مرات عديدة في أسطر الألواح الاثنا عشر التي تشكل ملحمة گلگامش وقام بتوجيهي إلى بحثه الخاص الذي قد نشره على الإنترنيت.
يقسم هذا البحث إلى الاثنا عشر لوحا لملحمة گلگامش ويتألف من ترجمات إنجليزية للكلمات الأكدية التي تظهر في نصوص گلگامش حسب ترقي السطر والعمود. يوفر البروفيسور جورج عدة قراءات لكل سطر موضحا الاختلافات.
باستخدام مفتاح "إبحث" أدخلت كلمة "إدن" فحصلت على 74 نتيجة لإدن في الإثني عشر لوحا التي تحتوي على ملحمة گلگامش (تتضمن هذه ال74 نتيجة القراءات المختلفة). إن الرمز المسماري السومري إدِن يظهر بأشكال مختلفة (بنهايات مختلفة) مثل : إدن-كي, إدن-سو, إدن-إيا, إدن-كا. فعميق شكري للبروفيسور جورج لتوجيهه إياي إلى بحثه المنشور على الإنترنيت.
إن لمفردة إدن (التي تقرأ بالأكدية سرو أو سري أو تسري) معنيان كما يبدو: "أولا, هي تعني "الخلف" أو "الجانب الأعلى," وتعني ثانيا بشكل مناظر أرض السهوب غير المزروعة التي تتاخم الأرض المزروعة والمروية والتي كان يتم تخيلها خلفية (الأرض الخلفية أو البور, أو البرية, أو البراري حيث تسرح الحيوانات البرية, كالظبي, و ..........., والأسود, والرعاة مع عنزهم وخرافهم).
لقد نبهني البروفيسور جورج إلى أنه في ترجمته الإنجليزية لملحمة گلگامش قد ترجم إدن بال"البر" (أنظر اندرو جورج. ملحمة گلگامش. لندن. كتب پنگوين. 1999, 2000, 2003).
لقد مررت خلال نسختي من الكتاب الذي كنت قد أشرت إليه أعلاه ولاحظت أن مفردة "البرية" تظهر حوالي 74 مرة! إن إنكيدو يوصف بأنه قد ولد في "في البرية و مثل نمر "البر," ومثل حمار "البر" , بينما يوصف گلگامش بأنه يجول في "البر" نائحا على موت إنكييدو, يقتل وحوش ال"بر" ويأكلها (الثيران البرية, والدببة البرية, والضباع البرية, والنمور البرية, والفهود البرية, وبنات آوى البرية, والحمر البرية, و..........). إن سِدوري صاحبة الحانة ومن بعدها أُتو نپِشتِم (الذي من دلمون) تسأله عن سبب تجواله في البر باحثا عن الخلود. إن گلگامش يجول في البر أو إدن بعد وفاة إنكيدو بحثا عن الخلود بينما يذكر سفر التكوين فشل آدم في نيل الخلود في عدن مثلما فشل گلگامش وإنكيدو. بما معناه, إن عدن سفر التكوين ترتبط بأفكار الحياة والموت, والخلود والفناء, وترتبط إدن التي جال فيها إنكيدو و گلگامش بنفس الأفكار والصور العامة.
عدن من قاموس سترونگ للتوافق العبراني الكلدي (جيمس سترونگ. التوافق الشامل لسترونگ. واكو, تكساس. كتب ورد. 1977)
5727. عَدَن,: جذر أولي: يلين أو يطيب, العيش بوفرة
5729. عِدِن , مشتقة من 5727: بهجة, وعدن مكانٌ في ما بين النهرين
5730. عِدِن , مؤنثها عِدنة, مشتقة من 5727, بهجة , لذيذ, بهيج.
.5731 عِدِن, مثل 5730 (مذكر): المنطقة التي فيها مسكن آدم.
يلاحظ هذا البحث في المصدر القبل-الكتابية لعدن وجنتها أن الباحثين المختصين مختلفون في ما بينهم. لقد اقترح البعض أن مفردة عدن في سفر التكوين قد اشتقت في الأصل من إدن السومرية, في ما اعترض آخرون على ذلك. إن هنالك ثلاثة أسباب خلف اعتراضهم.
(1) إن عدن الكتابية تكتب بالعين بينما لا تكتب إدن السومرية بهذا الحرف.
(2) يبدو أن عدن الكتابية قد اشتقت من عَدَن وهو جذر يعني بهجة, متعة, خضرة, أو موضعا مرويا بشكل جيد, بينما تعني إدن السومرية "خلف" وتشير إلى الأرض الخلفية أو السهوب البور, التي تترجم إلى برية , أو بر, أو صحراء اعتمادا على الباحث.
(3) لقد تمت الإشارة إلى أن الكلمة الأكدية (أو البابلية) إِدينو تظهر مرة واحدة فقط ولذلك فإن بقائها خلال العصور لكي تصبح كلمة عدن الكتابية غير مقبول.
إنني أضم صوتي لصوت العلماء المؤيدين لكون إدن هي المصدر لكلمة عدن في سفر التكوين. ولقد أعطيت أسبابي في هذه المقالة.
(1) إن عدن هو سوء تهجئة متعمد لدحض أو إنكار أو تحدي الطرح الرافديني لأصول الإنسان وعلاقته بخالقه (أو خالقيه). إن عدن التي تعني "بهجة" هي صدى أو انعكاس لابتهاج إنكيدو ورفاقه من الحيوانات بماء مورد المياه حيث يلتقي بالمرأة العارية شمخة فيفقد شخصيته.
(2)إن الأفكار المرتبطة بإدِن مثل عري الإنسان (أو إنكيدو),وعدم إدراكه أن من الخطأ البقاء عاريا, والتجول في إدن مع الغزلان آكلة النباتات, وأنه هو نفسه يأكل العشب, قد تم إعادة صياغتها لكي يكون آدم ورفاقه من الحيوانات في عدن آكلو نباتات.
(3)إن فكرة "السقوط" وترك آدم رفقة الحيوانات لأجل امرأة عارية هي حواء في عدن تلتقي بفكرة التقاء إنكيدو بشمخة في إدِن.
(4) إن إقناع حواء لآدم بأن يأكل الطعام المحرم هو إعادة صياغة لإقناع شمخة لإنكيدو بأن يأكل الخبز في مخيم الراعي في إدن. بعد الأكل يقدم له ثوب ليرتديه (وهذه إعادة صياغة لأكل آدم ثم إكساء جسده)
(5) يلوم إنكيدو شمخة على فقدانه لبراءته وموته المحتم ويلعناها (أعيدت صياغة الفكرة لكي تكون لعن يهوه-إلوهيم لحواء على إقناعها لآدم بأن يأكل من الثمرة المحرمة.)
(6) إن الأفكار المرتبطة بموجود فرصة مضاعة للإنسان كان يمكنه من خلالها أن يكسب الخلود في عدن يبدوا أنها تنعكس في قصة إنكيدو و گلگامش اللذان عاشا لفترة من الزمن في إدن, واللذان حاولا عبثا أن يتجنبا مصير كل البشر ألا وهو الموت.
(7) تقدم عدن في سفر التكوين كاسم لموقع حقيقي أو منطقة تقع فيها جنة الله. بعد أن صنع جنته يوضع فيها الإنسان ليعتني بها. إن مصطلح إن السومري يطلق على الأرض غير المستصلحة. لقد خلقت الآلهة مدنا وجنائن-مدن لتوفر لنفسها الغذاء قبل خلق الإنسان. لاحقا, يُخلق الإنسان ليعتني بجنائنها. إن مدن-جنائن الآلهة محاطة بأرض غير مستصلحة تسمى إدن. بما معناه أن مدن-جنائن الآلهة تقع ف وسط إدن. لذلك يغرس يهوه جنة في عدن ويجعل الإنسان فيها ليعتني بها, بينما تقول الأساطير الرافدينية بأن الآلهة قد خلقت مدن الجنائن في وسط إدن (الأرض غير المستصلحة).
( إن اعتراض بعض المختصين على القول بأن إدن قد أصبحت عدن قائم على الآن الشكل الأكدي إدِنو يظهر مرة واحدة في قائمة المقاطع اللفظية مما يقترح عليهم أن الكلمة "نادرة" ولا يمكن أن تبقى ليتم تناقلها عبر العصور إلى أن تصبح عدن العبرانية من خلال الإستعارة اللغوية. بالضد من هذا الطرح, أصبحت أأمن بفضل عالمين محنرفين ومختصين متدربين بالآشوريات هما د.روبرت إم وايتنگ من هلسنكي, فنلندة, والبروفيسور أندرو جورج أن كلمة إدن قد تم حفظها كرمز مسماري سومري كان عادة ما يستخدم في محل الكلمة الأكدية سري أو سرو في كل أنواع المؤلفات!
لذلك أعتبر أن الاعتراض الذي يقدمه بعض المختصين والذي يقول بأن إدن لم تبقى محفوظة في الأدب الأكدي هو اعتراض باطل لا أساس له, لقد بقيت! ربما كان مصدر الارتباك أنه عندما يرى علماء الآشوريات المحترفون الرمز السومري في النص الأكدي فإنهم يقرأونه آليا بشكله المقابل, أي سِري أو سِِرو.
أدناه أمثلة بضعة أمثلة على استخدام رمز سومري في محل الكلمة الأكدية سرو أو سري أو تسِِرو في الاثنا عشر لوحا المكونة لملحمة گلگامش
اللوح الأول
103 P ii 37a [ina EDI]N den-ki-dù ib-ta-ni qu-ra-du :
h ii 42 ina EDIN den-k[i-
132 P iii 11 [u•-te-li ina q®t¬-ia] bu-lam nam-ma•-•á-a •á ED[IN]
133 P iii 12 [ul i-nam-din-a]n-ni a-na e-pe• ED[IN]
136 P iii 15 [ ]x e-lu EDIN-•u
اللوح الثاني
29 bb i 4' am-mi-ni KI n[am-ma•-•e-e ta-rap-pu-ud EDIN]
105 X2 ii 7' i-tep-pi-ir um-man-ni U[GU EDIN-•u]
177 X2 iv 7 ina EDIN a-lid-ma mam-ma [
اللوح الثالث
10 M3 i 10 [ -r]a-a-ta pa-gar-•u lib-la
BB2 i 10 a-na EDIN ¿i-ra-a-ti pa-gar-•ú lib-la
225 BB2 vi 3' «a»-na EDIN ¿i-ra-a-tu[m pa-gar-•ú lib-la
اللوح الرابع
107 Y2 iii 21 [x-’-al-d]am-ma ina EDIN mit-lu-ka ni-le-«’»-
اللوح الخامس
اللوح السادس
اللوح السابع
131 E3 iii 6' u ia-a-a-•i KÙ [tu-•am-flin-ni ]
L1 iii 3' [ ]-ni ina EDIN-ia
اللوح الثامن
6 R i 6 [ -t]i
V2 i 6 [ k]a-lu me-er-e-ti
V3 i 6 u bu-u[l EDIN
17 V2 i 17 [ r]i-«mu a»-a-lu tu-ra-¿u bu-lum u [nam-ma]•-•u-ú •á EDIN
e 10-11 UR.MAø AM.ME∞ a-a-lim [ ] / bu-ul nam-ma•-e EDIN
اللوح التاسع
2 D i 2 ◊ar-pi• i-bak-ki-ma i-rap-pu-ud EDIN
5 D i 5 mu-ta ap-là¿-ma a-rap-pu-ud EDIN
اللوح العاشر
24 K1 i 24 [ E]DIN
b i 6' [ in]a EDIN
52 [u pa-an lab-bi la •ak-na-ku-ma la a-rap-pu-ud EDIN]
53 (K ii 1) [ib-ri ku-da-nu flar-du ak-kan-nu •á KUR nim-ru •á EDIN]
اللوح الحادي عشر
86 J1 ii 29' [ ME]∞ um-ma-a-ni ka-li-•ú-nu ú-•e-li
T1 ii 19 [ ] «ú»-•e-li
W1 ii 23 bu-ul EDI[N] «ú»-ma-am EDIN «DUMU.ME∞ um»-ma-nu «ka-li-•u»-
n[u ]
اللوح الثاني عشر
150 G1 vi 6–7 •á •á-lam-ta-•ú ina ED[IN] na-d[a-at] / ta-mur a-ta-ma[r]
N vi 7 •á •á-lam-ta-•ú ina EDIN na-da-a[t
إن لقاء إنكيدو العري بامرأة عارية في إدن السومرية أو "السهوب" لم يفقد تمام عندما أتت الأكدية لتحل محل السومرية كلغة أدبية. إن ارتباط إنكيدو ب (سري/سور) بشكل رمز مسماري سومري هو (إدن) بقد أبقى الترابط طوال القرون الماضية.
إن المقالة التي نشرها ڨانستيفوت ذات أهمية في كونها تكشف أن رمزين مسماريين سومريين قد استخدما من قبل الكتبة الأكديين للتعبير عن عبارة "بِلِت سِري" أي "سيدة الصحراء/السهوب" (السطر 20) ك"گاسان إدن" (گاسان=سيدة, إدن=صحراء, سهوب: ="سيدة إدن")
"20. ...beletseri (GASAN.EDIN) mi-lik-kunu lis-pu-uh..."
(ص.52. إتش. جَي . ڨانستيفوت. "ملاحظة على السلسلة"رحلة في الصحراء." مجلة الدراسات المسمارية. المجلد. 29, العدد.1 (كانون الثاني. 1977), ص ص. 52-56)
يقول هالوران عن الرموز المسمارية السومرية:
"إن الرمز المسماري هو قراءة لعلامة مسمارية تمثل كلمة في اللغة المحكية. لقد اخترع الكتبة السومريون ممارسة الكتابة وعلى رقم طينية حوالي العم 3400 ق.م في منطقة اُرُك/الوركاء في جنوبي العراق. إن اللغة التي تكلموا بها وهي السومرية, معروفة لدينا من خلال كم كبير من النصوص ومن خلال قواميس ثنائية اللغة مكتوبة بالمسمارية باللغتين السومرية والأكدية, والأخيرة لغة من خلفهم, والتي لا علاقة لها بالسومرية. تعود هذه القواميس ثنائية اللغة إلى العصر البابلي القديم (1800-1600 ق.م) وكانت اللغة السومرية آنذاك قد تخلت عن دورها كلغة منطوقة إلا من قبل الكتبة. إن أقدم الكلمات السومرية وأشدها أهمية كان لها رمزها المسماري الخاص, والذي كانت جذوره رموزا صورية, ظهرت لأول مرة في مجموعة من حوالي الألف علامة أو رمز مسماري." (جون أي. هالوران. المعجم السومري. النسخة 3).
يذكر هالوران التالي بخصوص رمز إدن أو إيدن:
إدن, إيدن: اسم, سهوب, سهل, مرعى بين نهرين طويلين
أن-إدن: هضبة (عالي+سهوب)
بَر-إدن-نا: حافة الصحراء (جانب+سهوب+ ..........................)
أعتقد أن رفاق إنكيدو من الحيوانات, أي الغزلان, الذين رفضا صحبته بعد أن جامع شمخة لستة أيام وسبع ليال, أصبحت في إعادة الصياغة العبرانية صحبة آدم للحيوانات فقط الذين لم يكونوا أعوان أو رفاقا ملائمين حتى قدم الله له حواء العارية. بما معناه أن الصياد الذي جلب شمخة إلى مورد المياه, وجعلها تخلع ردائها وتثير شهوة إنكيدو بجسدها المثير, قد أعيدت صياغته ليكون يهوه-إلوهيم الذي جلب لآدم حواء العارية. لم اشتق ’دم سفر التكوين من إنكيدو؟ إن آدم يمثل إنسانا أوليا, لا أب له ولا أم, إنه كائن مخلوق. إن إنكيدو هو نوع من "البشر الأوليين" مثل آدم, الذي لم يكن له هو أيضا أب ولا أم, لقد خلق مثل آدم من قبل معبود, هي الإلهة أرورو التي صنعته من قبضة من الطين رمتها على إدن السهوب ليطوف مع رفاقه من الحيوانات البرية. لقد خلق إنكيدو وجعل في إدن ليطوف مع رفاقه من الحيوانات البرية , وخلق آدم وجعل في عدن ليطوف عاريا مع الحيوانات البرية. بما معناه أن إلهة خلقت الإنسان الأولي لا إله, لقد قلب العبرانيون الأسطورة!
تقول نانسي كَي ساندَرس عن لعنة إنكيدو التي ألقاها على بغي المعبد والصياد الذي أحضرها لتوقعه في شباكها, مقارنة إنكيدو بإشارة المسيحية إلى "سقوط" آدم, ولكن بصورة معاكسة:
"........إنكيدو الرجل الطبيعي, قد تربى مع الحيوانات البرية, وكان سريعا كمثل غزال. بمرور الوقت أثارت بغي حضرية شهوة إنكيدو , ومع فقدانه برائته جائت خطوة لا رجوع فيها نحو ترويض الرجل الوحشي. ها قد رفضته الحيوانات, ثم تم التدرج معه نحو تعلم ارتداء الثياب وأكل طعام البشر, ورعي الغنم, وشن الحرب ضد الذئب والأسد, إلى وصل في النهاية إلى مدينة أرك العظيمة المتحضرة. إنه لم ينظر ثانية إلى حياته الحرة الأولى إلى أن استلقي على فراش الموت, عندما استولت عليه بادرة ندم فلعن كل معلميه. إن هذا هو "السقوط" بالمقلوب, شعور بالندم ينقصه التقلب في المآسي, إلا أنه أيضا قص للخطوات التي اتخذها الإنسان إلى أن وصل إلى التحضر, مبتدأ من الوحشية مارا بالرعي ومنتهيا بحياة المدينة."
(ص. 30. "مقدمة" إن كي. ساندرس. ملحمة گلگامش. هارموندسوورث. مدلسكس. إنگلترا, كتب پنگوين. 1960, أعيدت طباعته في 1969)
لقد أدرك البروفيسور جاسترو مع حلول عام 1898 أن آدم وحواء كانا كما يبدوا إعادة صياغة عبرانية لشخصيات تظهر في المؤلفات الرافدينية: (1) إنكيدو وشمخة من ملحمة گلگامش,(2) لقد اشتق آدم أيضا من أدَپا من أسطورة أدَپا وريح الجنوب. لقد ذكرت الأسطورة الأخيرة السب وراء عدم نيل الإنسان الخلود. إن تأملات جاسترو الثاقبة حول سبب اختلاف رواية سفر التكوين عن الرواية الرافدينية مفيدة جدا, فيقول ملاحظا أن من المفروض أن تكون الفروقات نتيجة لمعوقات محددة كان يفرضها على راوي سفر التكوين إيمانه بإله واحد بدلا من آلهة متعددة:
"إن افترضنا ما قاله گونكِل من أن القصص التي يحتويها أول أصحاح من سفر التكوين كانت متداولة لفترة طويلة بين العبرانيين قبل أن تعطى صيغة نهائية, فإن تبني تقاليد قديمة لتدخل في نظام جديد تماما من المعتقدات يتضمن طرح خصائص لا يمكن أن تستخدم وإن غض النظر عن ذلك يكون شطوطا. إن الاختلافات العميقة بين الأساطير العبرانية ومقابلاتها الرافدينية لها معنى مساوي في القيمة للتوافقات بين الاثنين. يجب أن يُخذ في الحسبان الاختلافات كما التوافقات. لأن للاثنين أسبابهما الخاصة. لذلك نقول, لغاية تركيز الأضواء على نقطة واحدة, في حل توحيدي لمعضلة ما, أنه لا يوجد مكان لأي صراع بين الآلهة في الحل التوحيدي للمعضلة المعنية. يشاء الله ببسطة في سفر التكوين ألا يأكل الإنسان من شجرة الحياة. بينما في أسطورة أدَپا يشاء الآلهة ومن بينهم أنو ان يمنحوا طعام الحياة وماءها لفانٍ, ببساطة لأنهم يعتقدون بأن أيا خالق الإنسان يرغب في أن يمتلكها ذلك الفاني. وهكذا يصور أنو ورفاقه في خاتمة الأسطورة حزينين على تخلي أدَپا عن الامتياز.
لقد نظر إليه أنو وانتحب عليه. "تعال يا أدَپا , لم لم تأكل أو تشرب؟ ها أنت لا تستطيع أن تحيا."فأجاب أدَپا غير مدرك للخداع الذي مورس معه: "ربي إيا أمرني ألا آكل ولا أشرب."ثم يعود إيا إلى الأرض... لا يمكن لمشهد مثل هذا أن يجد له مكانا في النسخة العبرانية التي تشدد على السلطة العليا لقوة لا يُعترف بسواها. إن الله يعمل بمفرده.
إن استعدنا ذكر آدم, فإننا نذكر أنه بعد أكله لثمرة شجرة المعرفة, صنع ثوبا لنفسه؟ لا وجود لأي شك في أن هنالك ارتباطا وثيقا بين هذا التقليد وأحد مظاهر أسطورة أدَپا, حيث يؤمر أدَپا, الذي قد أري "أسرار السماء والأرض" أي أنه حاز على المعرفة, من قبل إيا بأن يرتدي الثوب الذي قد أعطي له. إن مسح شخص لجسده بالزيت, قد أهمل في القصة العبرانية باعتباره مسألة زائدة, بالرغم من أنه يعتبر جزءا أساسيا من النظافة في الشرق القديم والحديث. إن الفكرة التي تُقدم من خلال استخدام الزيت كانت نفس الفكرة التي يقدمها ستر عورة شخص ما. إن كلاهما رمز لحضارة كان من المسموح للإنسان أن ينالها, إلا أن تطوره يتوقف إلى هذه المرحلة, إنه لا يستطيع أن ينال الحياة الأبدية.
من جانب آخر, فإنه من خلال مقارنة النسختين العبرانية والبابلية من معضلة المعرفة والخلود, لا يمكن لأحد أن يتجنب أن يصدم للنبرة التشاؤمية للنسخة الأولى بالمقارنة مع الروح التشجيعية للأخيرة. إن الله لا يرغب بأن ينال الإنسان حتى المعرفة, بينما يمنحه إيا معرفة كل ما في السماء وما في الأرض عن طيب خاطر. بهذه الطريقة طور كل من العبرانيين والبابليين تقليدهم الشائع بصورة منفصلة.
(ص ص. 481-483. مورِس جاسترو. ديانة بلاد بابل وآشور. مطبعة دودو. المملكة المتحدة. إعادة طبع من عام 2007 لطبعة عام 1898.)
المترجم: إبن المقفع
المصدر : منتدى الملحدين العرب
حسب مفهومي أخذ العبرانيون أفكارا ومفاهيم كانت قد ظهرت سابقا في الأساطير السومرية والرافدينية للألفيتين الثانية والثالثة قبل الميلاد. وأعادوا صياغتها لأجل دحضها وتحديها وإنكارها. في ما يلي بعض من الأمثلة على تناظرات, البعض منها تبدو لي قلب عن سابق إصرار للمفاهيم والصور السومرية العامة عن العلاقة التي توجد بين الرجل البدائي العاري وخالقيه. إن طرد آدم وحواء من جنة عدن هو بالنسبة لي إعادة صياغة لتمرد آلهة الإگيگي وطردها من جنان آلهة الأنونّاكي في أريدو ونفر كما روتها ملحمة أترحاسيس. إن حكاية جنة عدن تقتبس أفكارها ومفاهيمها من عدة مصادر رافدينية, وليس ملحمة گلگامش وحسب, وتصوغها لخلق قصة جديدة عن أصول الإنسان في موقع يسمى عدن. إن آدم يفشل في نيل الخلود. يمكن أن يقال نفس الشيء عن إنكيدو و گلگامش (إن الخلود eludes أدپّا أيضا في أسطورة أدپّا وريح الجنوب, فبعض أفكارها قد ركب
بأفكار تعود لإنكيدو وربطت بآدم من قبل العبرانيين).
إن آدم يصور ك "مستمع لصوت امرأته" مما يقترح علينا أنها قد حثته على الأكل. إن هذا يبدو كإعادة صياغة لسماع إنكيدو لصوت شمخة التي تحثه على أكل الخبز المقدم له من قبل الراعي في إدِن edin والذي كانت قد خبزتا مسبقا.
تك 3:17 (بتصرف)
"وقال لآدم إذ سمعت لصوت امرأتك فأكلت من الشجرة التي نهيتك قائلا لا تأكل منها فملعونة الأرض بسببك."
إن أكل آدم قد تضمن الاستحواذ على معرفة (معرفة الخير والشر). في اعتقادي, إن هذه الفكرة العبرانية عن نيل المعرفة من خلال القيام بالأكل هي مشتقة جزئيا (أو أنها إعادة صياغة أو تحوير) من أكل إنكيدو للخبز الذي وضع أمامه. لقد تم التشديد على مسألة أن إنكيدو لا يعرف أكل الخبز, إنه لا يعرف شرب الشراب قوي (سواء كان خمرا أم جعة).ثم أنه بعد أن يشرب من هذه المواد يبدأ ب"معرفتها". ينال المعرفة عن طريق الأكل والشرب بتحريض من شمخة. لو أنها لم تكن موجودة لما نال معرفة أكل الخبز وشرب الشراب قوي. في اعتقادي, إن فكرة نيل إنكيدو المعرف من خلال الأكل بسبب تحريض شمخة قد أعيدت صياغتها كحواء تحرّّض آدم على الأكل ومن خلال ذلك نيل المعرفة (بالخير والشر). أو لنأخذ الأمر بشكل آخر, إن المرء ينال معرفة مذاق صنف من الطعام بعد أكله, وينال المرء معرفة ما مذاق الخبز أو الجعة بعد أن يتناول منها, ثم يبدأ ب"معرفة" تأثيرها المسكر على البدن. و يعرف أيضا كيف يأكل صنفا معينا من الطعام, فالخبز يقطع باليد أو يقص بالسكين, أو يقضم إلى لقيمات. لذلك فإن فعل الأكل يتضمن إلى حد ما "نيل معرفة" بصور متنوعة.
"Enkidu did not know to eat bread,
Nor had he ever learned to drink beer!
The harlot made ready to speak, saying to Enkidu:
"Eat the bread, Enkidu, the staff of life,
Drink the beer, the custom of the land."
Enkidu ate the bread until he was sated.
He drank seven juglets of the beer...
He...turned into a man...
He put on clothing..."
ص 14. بنجامين آر. فوستر. ملحمة گلگامش. نيويورك ولندن. دبليو دبليو نورتُن وشركائه. 2001)
"They set bread before him,
He gagged, he gaped at it,
stared.
Enkidu had not known about the eating of cooked food,
About drinking strong wine
no one had taught him.
The love-priestess opened her mouth,
said to Enkidu:
"Eat the food, Enkidu,
as life requires.
Drink the wine, as is the custom of the land."
Enkidu ate the food
till he was full.
He drank the wine,
seven goblets.
His brain became loose, he became childish:
his heart became light...
he became a man...
He put on clothes;
he was like a groom
(ص. 92-94. جون گاردنر وجون ماير. گلگامش, مترجمة عن نسخة سِن-لِقي-أُنِنّي. نيويورك. كتب ڨِنتِج, جزء من بيت راندم. 1984-1985)
(وإليك ترجمة طه باقر للنصين أعلاه من ملحمة گلگامش)
ولما وضعوا أمامه خبزا تحير واضطرب
وصار يطيل النظر إليه
أجل لا يعرف إنكيدو كيف يؤكل الخبز
..........................................
ولم يُعلّم كيف يشرب الشراب القوي
ففتحت البغي فاها وخاطبت إنكيدو
"كل الطعام يا إنكيدو فإنه مادة الحياة
واشرب من الشراب القوي, فهذه عادة البلاد"
فأكل إنكيدو من الخبز حتى شبع
وشرب من الشراب القوي سبعة أقداح
فانطلقت روحه وانشرح صدره وطرب لبه ونور وجهه
.......................................
وأضحى إنسانا, لبس اللباس وصار كالعريس
(ص. 68 . طه باقر. ملحمة گلگامش. دار الحرية للطباعة. بغداد.1975)
إن أكل "الطعام المحرم" (الخبز والجعة المأخوذان من حقول الحب أو مدن الجنائن التي لا منال لها والتي تعود إلى الآلهة ويفلحها البشر) من قبل إنكيدو لم يعطه معرفة الخير الشر. إن الأسطورة تؤكد على أن "تحوّلا" حدث بعد تناول الخبز والشراب القوي," يعلن أن إنكيدو أصبح "مثل إنسان" (في ترجمات أخرى "مثل رجل") مللمحة إلى أنه كان سابقا وحشا جاهلا عاريا مشعرا يأكل العشب ويشرب الماء مع وحوش إدن أو السهوب. في اعتقادي, إن تناول إنكيدو للطعام وإعطاءه ثوبا جديدا بعد ذلك من قبل الراعي لم يحوله إلى إنسان متحضر وحسب بل أنه الآن "مثل إله" لأن الآلهة تتناول الخبز والشراب وترتدي الملابس. إنها تعيش في مدن, وتمتلك جنانا. إن نمط العيش هذا لم كن متوفرا في السابق لإنكيدو. بما معناه أن إنكيدو "يصبح مثل إله" لكونه يعيش عيشة إله, لكونه أصبح عارفا أنه من الخطأ أن يكون عاريا, فإنه يرتدي الثياب مثل إله, ويأكل الخبز مثل إله, ويشرب الشراب القوي مثل إله, ويسكن في مدينة مثل إله. بكلمات أخرى, كان إنكيدو في البدء "مثل حيوان وحشي", أو "وحش," وكان الطعام النامي في جنان الآلهة بعيد المنال عن وحوش إدن, وبضمنهم الرجل الوحش العاري البري. لقد أعيدت صياغة كل ذلك في سفر التكوين, [أن يصبح آدم وحواء بعد أكلهم للفاكهة المحرمة مثل إلهين , عارفين بالخير والشر, فيسترا عورتهما خجلا. لقد تمت إعادة صياغة فكرة هجر إنكيدو وشمخة لغدير إدن, ليعيشا في أرُك, في سفر التكوين لتكون رجلا يستقر في مدن بعد أن طرد من عدن من قبل ملائكة غاضبين (حيث أسس قاين مدينة أخنوخ في أرض نود).
الأسطورة الرافدينية مقابل الكتاب المقدس
--------------
إدِن هي كلمة سومرية تعني السهوب غير المزروعة, أو السهل, أو الصحراء, أو البرية وهي ترتبط بما بين النهرين وبالأخص سومر القديمة
تقع عِدِن شرقا. توصف حاران حيث عاش إبراهيم ذات يوم بأنها تقع شرقا وهي تقع في ما بين النهرين (أنظر تك 29: 1-4)
---------------------
كان لإدن غير المزروعة نهران يسقيانها هما إد-إگلَت (دجلة) وبُرانُم السومري أو فْرات الأكدي (الفرات)
لعدن نهران يدعيان حداقل والفرات
-----------------------------
يخلق الإنسان البدائي (إنكيدو) من قبل إلهة هي أرورو ويوضع في إدن.
يخلق الإنسان البدائي (آدم) من قبل الله ويجعله في عدن
-----------------------
تصف ملحمة گلگامش إنكيدو بأنه رجل إدن الوحشي بمقابلته شمخة. إن الكاتب السومري يستخدم الرمز الصوري إدن في محل الكلمة الأكدية سِرو أو سِري والتي تعني "سهوب"."
يلتقي آدم بحواء في موضع يدعى عدن
-----------------------------
إن الحيوانات الوحشية هي رفيقة إنكيدو في إدن.
برفقة آدم في عدن حيواناتٌ برية
--------------------------------
إن رفاق الرجل العاري إنكيدو من الحيوانات لا تلحق به ضررا لأنها آكلة للنباتات (غزلان) ولا يعتبر هو تهديدا لها لأنه يأكل العشب (أي نباتي)
إن رفاق آدم العاري من الحيوانات تأكل النباتات الخضراء هو يأكل من الثمار والأعشاب (كلهم أكلة نباتات) لذلك لا يلحق أحدهما أذى بالثاني.
---------------------------
يلتقي الرجل العري إنكيدو بامرأة في إدن, فتحل محل حيواناته كرفيقة له.
يلتقي آدم العري بحواء العارية في عدن فتُعلن أنها رفيقة أكثر ملائمة له من الحيوانات
------------------------
إن بهجة قلب الرجل العاري إنكيدو وقلوب الحيوانات هو الماء في إدن عند مورد الماء
تعني عدن طبقا لما يذهب إليه بعض الباحثين "بهجة" أو "مكانا مرويا" طبقا لما يذهب إليه الآخرون
-------------------------------
يتعلم الرجل العاري إنكيدو في إدن بعد احتكاكه بالمرأة العارية شمخة أن من الخطأ البقاء عاريا.
يتعلم آدم العاري بعد أن يلتقي بالمرأة العارية حواء بأنه من الخطأ البقاء عاريا
-----------------------------
تقوم الآلهة بخلق جنائن-مدن أشجار مثمرة قبل خلق الإنسان. يحيط بتلك الجنات أرض غير مزروعة تسمى إدِن.
يخلق الله جنة قبل خلق الإنسان تقع هذه الجنة في(أو أنها محاطة ب) موقع يسمى عدن.
---------------------------
ثم أن الآلهة تقوم بخلق الإنسان ليفلح ويعتني بجنائن- مدن الأشجار المثمرة والتي تحيط بها إدن البور.
يخلق الله آدم ليفلح الأرض ويعتني بجنته المحاطة بموضع يسمى عدن.
-------------------------
ترينا الأختام الأسطوانية رجلا عاريا يفلح جنائن-مدن الآلهة. يخدم البشر العراة آلهتم الكاسية.
color=red]يفلح آدم العاري ويحرث جنة الله في عدن. يخدم آدم العاري الله الكاسي.[/color]
------------------------------
يغادر الرجل العاري إنكيدو مورد المياه في إدن ورفاقه من الحيوانات ليكون برفقة امرأة عارية (شمخة), يقوم الإثنان بستر عورتهما قبل مغادرة إدن.
يستر آدم العري وحواء العارية جسديهما قبل مغادرة الجنة في عدن.
--------------------
لا يغضب إله من تعلم الرجل البدائي في إدن أن من الخطأ أن تكون عاريا حتى يطرده من ذلك المكان.
يطرد الله الغاضب الإنسان ويلعن الأرض بسببه بعد أن يكتشف أنه قد تعلم في عدن أن من الخطأ البقاء عاريا فيكسو جسده,
-------------------
إن المرأة العارية التي تسببت في أن يصل رجل إدِن العاري إلى حقيقة أن من الخطأ البقاء عاريا لا تلعن من قبل إلهها
تُلعَنُ حواءُ جنةِ عدنٍ العاريةُ من قبل إلهها
----------------
يلوم رجل إدِن العاري سابقا امرأة إدن العارية سابقا (شمخة) على وفاته المحتمة وفقدانه برائته
يلوم آدم حواءَ لفقدانه برائته, لقد أعطته ثمرة محرمة ليأكل منها. إنه سوف يخسر حياته لاتباعه إياها بدلا عن اتباعه الله.
--------------------------
في البدء يمتنع إنكيدو عن أكل الخبز الموضوع أمامه من قبل راعي إدِن, إنه لا يعرف أكل الخبز, إنه يأكل العشب مع الغزلان. تقوم شمخة بإخباره بأن عليه أن يأكل منه, إن ذلك من عادة البلاد! هو يخضع لرغبتها ويأكل الخبز. يمكن أن يقال الآن عن إنكيدو بأنه "يعرف" أكل الخبز, لقد نال المعرفة من خلال الأكل (إنه "يعرف" الآن أكل الخبز بينما كان "يعرف"سابقا أكل العشب فقط
يتم تحذير آدم من قبل الله بأن لا يأكل الثمرة المحرمة. إن حواء هي إعادة صياغة لشمخة التي تقول لإنكيدو بأن ياكل. إن فكرة نيل الإنسان البدائي العاري المعرفة عن طريق عملية الأكل هي إعادة صياغة لنيل إنكيدو المعرفة عن طريق الأكل, إنه يعرف كيفية أكل الخبز. إلا أن العبرانيين قد أعادوا صياغة هذه المعرفة كأكل ثمرةٍ لنيل معرفة الخير والشر بدلا من "معرفة" أكل الخبز. إن معرفة الخير والشر تتوازى مع إدراك آدم أنه من الخطأ البقاء عاريا فيكسو جسده. إن هذه هي إعادة صياغة لكون إنكيدو عاريا ابتداءا في إدِن ثم ارتداءه الثياب بعد الأكل من الخبز في مخيم الراعي في إدن (إنظر في الأسفل)
----------------------
يعلن أن إنكيدو أصبح "إنسانا" بعد أن أكل من خبز الراعي (ولم يعد وحشا آكلا للنباتات بعد الآن). ثم أنه يرتدي الملابس في مخيم الراعي في إدن
إن إنكيدو قد أعيدت صياغته ليكون آدم الذي يأكل لينال المعرفة, ثم أنه بعد أنه يرتدي الثياب بعد أن يأكل, إلا أن إنكيدو لم يرتدي الثياب بعد الأكل لخجله من عريه (كما فعل آدم), إن هذا مثال على إعادة العبرانيين صياغة أفكار من ملحمة گلگامش للخروج بقصة جديدة تماما هي "أصول" البشرية في جنة عدن, في مقابل القصة الرافدينية عن كيف أن رجلين هما إنكيدو و گلگامش قد فشلا في نيل الخلود.
إن العبرانيين لا يستنسخون ملحمة گلگامش, إنهم يأخذون أفكارا مختلفة منها ويعيدون صياغتها من أجل خلق قصة جديدة تقوم حقيقة بتحدي, أو إنكار, ورفض الإشارات الرافدينية إلى كون إدِن مكانا حيث جال فيه الإنسان البدائي برفقة الحيوانات غير مدرك إلى أنه من الخطأ البقاء عاريا حتى يلتقي بامرأة عارية عند مورد مياه إدِن فيكسو جسده قبل أن يغادر إدِن برفقتها.
-------------------------
إن الآلهة تأكل الخبز وليس العشب وترتدي الملابس. يصبح إنكيدو مثل إله عندما يصبح آكلا للخبز مثل إله,
بعد الأكل يرتدي آدم الثياب, ئم إنه يصبح مثل إله عارفا أنه من الخطأ البقاء عاريا
--------------------
إنكيدو, إنسان إدن العاري سابقا, يلعن امرأة إدن العارية سابقا, ويلومها على فقدانه برائته وموته المحتم (وهو على فراش الموت. المترجم)
يلعن حواءَ اللهُ لا آدمَ (في الهاجادا اليهودية والأحاديث الإسلامية, يلوم آدم حواء ويعنفها على خروجه من عدن وهو على فراش الموت, ويحن إلى الفردوس وفاكهتها, أنظر مقاتي حول تأثير الأساطير اليهودية على الأحاديث الإسلامية. المترجم)
--------------------
يدافع إله إنكيدو , شمَش, عن شمخة فيسحب إنكيدو المُلام اللعنة ويمنحها بركة عوضا عن ذلك. يخبر شَمَش إنكيدو بأن البغي قد أعطته رداءا فاخرا ليستر عورته وطعاما وشرابا لائقا لاستهلاك إله. لقد أعطته بركات حياة متحضرة, تُنهي حياته الوحشية. يوافق شَمش على امتلاك إنكيدو لملابس في إدِن, إنه يوافق على تعلم الإنسان أن من الخطأ البقاء عاريا.
لا يدافع الله عن حواء, إنه يلومها على إغوائها لآدم ليقع في الخطيئة. إن الله غاضب لأن آدم وحواء كاسيين, لأن هذا يعني بـأنهما يمتلكان معرفة الخير والشر ويعرفان أن من الخطأ أن يبقى البالغون عراة. يقوم الله في سورة غضبه بطرد آدم وحواء العاريين سابقا.
--------------------------------------
يلعن إنكيدو الصياد الذي جلب شمخة إلى مورد المياه في إدِن ليصطاده ويحول بينه وبين رفاقه الحيوانات, طالبا من إلهه أن يقلل مردود عمل الصياد.
يلعن الله أرض بسبب آدم. إن منتوجها سيضأل وهكذا ستقل مردودات آدم. "لقد وضّفت هنا "حبكة جديدة." فبدلا من قلة مردودات الصيد نجد قلة مردودات البستنة.
-------------------------
يموت في النهاية رجل مورد مياه إدِن العاري سابقا إنكيدو وامرأة الموردِ شمخة
يموت آدم وحواء الذان كانا سابقا في جنة عدن
-------------------------
لا تطرد الآلهة الإنسان أبدا من جنائن-مدنها المليئة بأشجار الفاكهة لأنها عندها ستضطر للاعتناء بجنائنها بنفسها, وهو عبء ثقيل كانت تخشى منه.
يطرد الله الإنسان من جنته, إنه لا يحتاج إلى الإنسان ليعتني بها نيابة عنه وليوفر لله غلة ليأكل مثل الآلهة الرافدينية.
---------------------
خُلِق الإنسان ليعتني بجنائن-مدن الآلهة المليئة بأشجار الفاكهة, وليطعم الآلهة بمنتوجها, وليرفع عبئ الفلاحة عن الآلهة. إن الآلهة تُطعم مرتين في اليوم من قبل الإنسان.
تبلغ إسرائيل من قبل إلهها بأن عليها أن تطعمه مرتان في اليوم. إن الله يأكل نفس الأطعمة التي تنتجها الأرض كما تفعل الآلهة الرافدينية.
----------------------------
لقد تمردت آلهة الإگيگي ضد العمل الصعب والقاصم للظهر في بناء والعناية بقنوات الري في جنائن آلهة الأنونّاكي. إن الحياة لا تطاق في جنة الإله
ينكر سفر التكوين أن الحياة لا تطاق للبستاني العامل في جنة عدن. إن البستنة أو فلاحة الأرض تغدو جحيما فقط بعد طرد البستاني من جنة الله. لقد حدث قلب يتم فيه تحدي الإشارة الرافدينية إلى أن الحياة كانت جحيما للإنسان منذ أول لحظة جُعِل فيها في جنائن الآلهة.
--------------------------------------
يمكن أن يُبَرَّرَ تمرّد (آلهة) الإگيگي. إن الإنسان قد خلق ليحمل أعبائها, وليوفر للآلهة الغذاء واللباس والمأوى. لقد رحبوا بإراحتهم من عبئ الكدح في جنان الآلهة. لأنهم الآن يمكن أن يلتحقوا بمضطهديهم السابقينَ آلهة الأنونّاكي, لكون كلا الفرقتين يضطهدون الإنسان.
لقد تمت إعادة صياغة تمرد الإگيگي كتمرد آدم ضد الله وإبعاده عن جنته في عدن. لقد حدث قلب للصورة, لقد قدم الإبعاد عن جنة الإله كلعنة وعقاب بدلا من أن يكون نعمة.
----------------------------
إن نية الآلهة كانت أن يكدح الإنسان إلى الأبد في جنائن-مدن الآلهة, موفرين للآلهة منتوج جنائنهم لكي ما يرغد الآلهة متنعمين براحة من الكدح على الأرض إلى الأبد.
إن الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام تنتظر بلهفة اليوم الذي سيسمح الله ثانية للإنسان المطرود بأن يعود إلى جنة عدن ويدخل إلى مستقر الله.
---------------------------
(تقوم الحية باختلاس عشبة الخلود التي بحث عنها گلگامش حتى وجدها وكان يريد أن يستزرعها , ففقد بذلك فرصته وفرصة أهل سكان أرك والبشرية من بعده في نيل الخلود, تسمى الحية في ملحمة گلگامش أسد التراب.
كان للحية دور أساسي في القصة التي قدمها الكتاب المقدس, فبسبب حيلتها أصبح الموت نصيب البشرية, لقد استحقت الحية أن تلعن, وكان جزء من لعنتها أن تأكل التراب. المترجم)
---------------------------
إن الكلمة السومرية التي تعني أرضا بورا هي إدِن. بالرغم من أن ملحمة گلگامش مكتوبة باللغة الأكدية التي يعبّر فيها عن "سهوب" ب "سِرو" أو "سِري", إلا أنها تنص بصراحة على أن سمحت قد رأت إنكيدو عند مورد المياه كرجل إدِن (السهوب) الوحشي. فكيف يوصف مورد المياه بأنه يقع في ال "إدِن" بدلا من أن يكون واقعا في ال "سِرو"؟ لقد كان الكتبة الأكديون متضلعين بالسومرية كما بالأكدية, لقد استخدموا مرارا رموزا مسمارية كبدائل للكلمات الأكدية. لذلك كُتب اسم إنكيدو "رجل السهوب الوحشي" باستخدام رمز مسماري سومري (إدِن1 لقد علم الكاتب عند رؤيته لهذا الرمز المسماري أنه مرادف لكلمة سِرو أو سِري التي تعني سهوبا.
يترجم البروفيسور يپَيسر ما يتعلق بوصول إنكيدو إلى مورد المياه في السهوب (ويقابل كلمة سهوب في السومرية كلمة إدن وفي الأكدية كلمة سِرو), حيث تنتظره شمخة كاهنة-البغي التي من أُرُك والصياد (ملاحظة: إن الخط الغليظ إلى الأسفل مترجم من قبل هايدل,التالي, إلى الأكدية):
"The creeping creatures came, their heart DELIGHTING in water.
But as for him, Enkidu, born in the hills-
With the gazelles he feeds on grass,
With the wild beasts he drinks at the watering-place,
With the creeping creatures his heart DELIGHTS in water-
The lass beheld him, the savage-man,
The barbarous fellow from the depths of the steppe:
"There he is, O lass, FREE THY BREASTS,
Bare thy bosom that he may possess thy ripeness!
Be not bashful! Welcome his ardor!
As soon as he sees thee, he will draw near to thee.
Lay aside thy cloth that he may rest upon thee.
Treat him, the savage, to a woman's task! Reject him will his wild beasts that grew up on his steppe,
As his love is drawn unto thee."
The lass FREED HER BREASTS, bared her bosom,
And he possessed her ripeness.
She was not bashful as she welcomed his ardor
..."
(ص 44. إي أي سپايسر. "ملحمة گلگامش." جيمس بي پرتشارد محررا. الشرق الأدنى القديم, مختارات من النصوص والصور. پرنستُن, نيو جرسي. مطبعة جامعة پرنستُن. 1958.)
(إليك ترجمة طه باقر إلعربية. المترجم)
قصدت وحوش البر الماء ففرحت وطابت قلوبها
أما إنكيدو الذي كان مولده في التلال
والذي يأكل العشب مع الظباء, ويرد الماء مع الحيوانات
ويفرح لبه مع حيوانات البر عند مسقى المياه
فإن البغي رأته, رأت الرجل الوحش
أبصرت البغي المارد, الآتي من قلب الصحارى (وضعها طه باقر محل سهوب. المترجم)
(فأسر إليها الصياد): "هذا هو أيتها البغي فاكشفي عن نهديك
اكشفي عن عورتك لينال من مفاتن جسمك
لا تحجمي بل راوديه وابعثي فيه الهيام
فإنه متى ما رآك انجذب إليك
انضي عنك ثيابك ليقع عليك
علمي الوحش الغر فن (وضيفة) المرأة
ستنكره حيواناته التي ربيت معه في صحرائه
إذا حفي بك وانعطف حبه إليك"
فأسفرت البغي عن نهديها وكشفت عورتها
فتمتع بمفاتن جسمها
لم تحجم بل راودته وبعثت فيه الشوق
(ص. 62 . طه باقر. ملحمة گلگامش. دار الحرية للطباعة. بغداد.1975)
يترجم هايدل ما يتعلق ب"ابتهاج" قلب إنكيدو بماء مورد المياه في إدِن السهوب, علما أن عدن العبرية تعني "بهجة." لاحظ رجاءا أن إنكيدو في البيت أدناه يوصف عام 1946 كرجل وحشي من أعماق السهوب وأن هايدل قد وضع كلمة "سهوب" في موضع كلمة سِرو الأكدية و إدِن السومرية في مقاله من العام 1949.
"The animals came to the water, and their hearts were glad.
And as as for him, (for) Enkidu, whose birthplace is the open
country,
(Who) eats grass with the gazelles,
Drinks with the game at the drinking-place,
(Whose) heart DELIGHTS with the animals at the water,
Him, the wild(?) man, the prostitute saw,
The savage man from the depths of the steppe."
(ص 21. "ملحمة گلگامش." ألِكساندَر هايدل. التوازيات بين ملحمة گلگامش والعهد الجديد. شيكاغو ولندن. مطبعة جامعة شيكاغو. 1946, 1949, أعيد طبعها 1993)
يستخلص هايدل الكلمات أعلاه من ترجمة سپايسر لملحمة گلگامش فيقول (وهو يشير إلى إنكيدو):
"....بينما يسمى في اللوح الأول 4:7 ,
إتلو(گُورُس) سَگ-گا-ا سا-قا-بَل-تي سِري (إدِن): أي "الرجل الوحشي من وسط السِرو."
(راجع ص. 233. أليكساندر هايدل. "استخدام خاص للمصطلح الأكدي سِدو." ص ص. 233-235. مجلة الدراسات الشرق أدنيوية. المجلد الثامن. العدد 3. تموز 1949)
عميق شكري إلى د. روبرت إم وايتنگ من هلسنكي في فنلندة, وهو عالم مختص في الآشوريات (المحرر الإداري لمشروع النصوص الآشورية الحديثة المعروف عالميا, سلسلة الأرشيف الرسمي الآشوري) لأجل توضيحه لي أن ترجمة هايدل من العام 1949 تكشف أن الكاتب قد كتب حقيقة الكلمة "سهوب" مستخدما الرمز المسماري السومري (إدِن), وأن العلماء المعاصرون يقرأون (إدن) باعتبارها بديلا عن سِري أو سِرو. إن ترجمة هايدل تكشف أيضا عن أن كلمة لإتلو قد كتبت حقيقة ك (گورُس) وهو رمز سومري آخر. يبين وايتنگ أن استخدام الرموز المسمارية السومرية شائع جدا في المؤلفات الأكدي.
إن توضيح وايتنگ بالنسبة لي قد حل معضلة كيفية أصبحت سِرو "السهوب" كلمة عدن العبرانية, لقد أدركت أن العبرانيين ربما قد أعادوا تركيب الرمز السومري إدن المستخدم بدلا من سِرو في ملحمة گلگامش, ليكونا كلمة عدن العبرانية والتي تعني بهجة, وقد أُخبِرنا عندما يظهر إنكيدو مورد المياه أن فرحة (أو بهجة) قلبه كان الماء. لذلك أعتقد أن العبرانيين قد أخذوا هذه الإشارة إلى بهجة لإنسان البدائي العاري بالماء وحولوا مورد مياه إدن إلى كلمة عدن العبرانية, أي مكان بهجة (ها قد تم حل المعضلة بعد حوالي 3000 عام!-كذا-. بما معناه \, أن قصة إنكيدو و گلگامش تبدأ كحكايات سومرية, وكان تسمى السهوب الذي جال فيه إنكيدو إدن بالسومرية, و الرمز المسماري السومري إدن الذي يظهر في ملحمة گلگامش المكتوبة بالأكدية ربما يكون أثرا من تسمية سومرية أصبحت تُقرأ سِرو. مثال آخر على تشكيل العبرانيين لمفردات غريبة هي دويلة المدينة بْيت عَديني التي تظهر في الحوليات الآشورية الحديثة, لقد أعيد تشكيلها في الكتاب المقدس العبراني لتصبح بِيث عِدِن (أي بيت البهجة), بينما أعي تشكيل كلمة بابل البابلية أو الأكدية "باب الإله" (باب , إيل= إله) لتصبح بالال أي "بلبلة" (في الكتاب المقدس العبراني). لقد أعيد تشكيل كلمة كَلدو الآشورية الحديثة والتي تعني كلدانيين (أو كلديين) لتصبح كَسديم . وأعيد تشكيل كلمة أُرَرتو الآشورية الحديثة من قبل العبرانيين لتصبح أرارات (وهي مملكة في شرقي الأنضول. المترجم).
تحديث في 13/تشرين الثاني/2007 بخصوص ظهور كلمة إدِن في ملحمة گلگامش:
لقد كن أمس أتأمل في ترجمة هايدل لكلمة سرو/سري في العام 1949 وجاءت محل الرمز السومري الذي ينطق (إدن), لقد تسائلت عن عدد المرات التي تظهر فيها مفردة إدن في المؤلَّف؟ أي هل كانت ترجمة هايدل هي الوجود الوحيد لهذه الكلمة في ملحمة گلگامش؟
لقد أرسلت رسالة ألكترونية إلى أندرو جورج الذي كان قد ألف حديثا إحدى أشمل الدراسات عن ملحمة گلگامش بمختلف قراءاتها وأرسلت إليه هذا السؤال. لقد أجابني بالتفاتة عزيزة منه خلال أربع وعشرين ساعة وأخبرني أن كلمة إدن تظهر مرات عديدة في أسطر الألواح الاثنا عشر التي تشكل ملحمة گلگامش وقام بتوجيهي إلى بحثه الخاص الذي قد نشره على الإنترنيت.
يقسم هذا البحث إلى الاثنا عشر لوحا لملحمة گلگامش ويتألف من ترجمات إنجليزية للكلمات الأكدية التي تظهر في نصوص گلگامش حسب ترقي السطر والعمود. يوفر البروفيسور جورج عدة قراءات لكل سطر موضحا الاختلافات.
باستخدام مفتاح "إبحث" أدخلت كلمة "إدن" فحصلت على 74 نتيجة لإدن في الإثني عشر لوحا التي تحتوي على ملحمة گلگامش (تتضمن هذه ال74 نتيجة القراءات المختلفة). إن الرمز المسماري السومري إدِن يظهر بأشكال مختلفة (بنهايات مختلفة) مثل : إدن-كي, إدن-سو, إدن-إيا, إدن-كا. فعميق شكري للبروفيسور جورج لتوجيهه إياي إلى بحثه المنشور على الإنترنيت.
إن لمفردة إدن (التي تقرأ بالأكدية سرو أو سري أو تسري) معنيان كما يبدو: "أولا, هي تعني "الخلف" أو "الجانب الأعلى," وتعني ثانيا بشكل مناظر أرض السهوب غير المزروعة التي تتاخم الأرض المزروعة والمروية والتي كان يتم تخيلها خلفية (الأرض الخلفية أو البور, أو البرية, أو البراري حيث تسرح الحيوانات البرية, كالظبي, و ..........., والأسود, والرعاة مع عنزهم وخرافهم).
لقد نبهني البروفيسور جورج إلى أنه في ترجمته الإنجليزية لملحمة گلگامش قد ترجم إدن بال"البر" (أنظر اندرو جورج. ملحمة گلگامش. لندن. كتب پنگوين. 1999, 2000, 2003).
لقد مررت خلال نسختي من الكتاب الذي كنت قد أشرت إليه أعلاه ولاحظت أن مفردة "البرية" تظهر حوالي 74 مرة! إن إنكيدو يوصف بأنه قد ولد في "في البرية و مثل نمر "البر," ومثل حمار "البر" , بينما يوصف گلگامش بأنه يجول في "البر" نائحا على موت إنكييدو, يقتل وحوش ال"بر" ويأكلها (الثيران البرية, والدببة البرية, والضباع البرية, والنمور البرية, والفهود البرية, وبنات آوى البرية, والحمر البرية, و..........). إن سِدوري صاحبة الحانة ومن بعدها أُتو نپِشتِم (الذي من دلمون) تسأله عن سبب تجواله في البر باحثا عن الخلود. إن گلگامش يجول في البر أو إدن بعد وفاة إنكيدو بحثا عن الخلود بينما يذكر سفر التكوين فشل آدم في نيل الخلود في عدن مثلما فشل گلگامش وإنكيدو. بما معناه, إن عدن سفر التكوين ترتبط بأفكار الحياة والموت, والخلود والفناء, وترتبط إدن التي جال فيها إنكيدو و گلگامش بنفس الأفكار والصور العامة.
عدن من قاموس سترونگ للتوافق العبراني الكلدي (جيمس سترونگ. التوافق الشامل لسترونگ. واكو, تكساس. كتب ورد. 1977)
5727. عَدَن,: جذر أولي: يلين أو يطيب, العيش بوفرة
5729. عِدِن , مشتقة من 5727: بهجة, وعدن مكانٌ في ما بين النهرين
5730. عِدِن , مؤنثها عِدنة, مشتقة من 5727, بهجة , لذيذ, بهيج.
.5731 عِدِن, مثل 5730 (مذكر): المنطقة التي فيها مسكن آدم.
يلاحظ هذا البحث في المصدر القبل-الكتابية لعدن وجنتها أن الباحثين المختصين مختلفون في ما بينهم. لقد اقترح البعض أن مفردة عدن في سفر التكوين قد اشتقت في الأصل من إدن السومرية, في ما اعترض آخرون على ذلك. إن هنالك ثلاثة أسباب خلف اعتراضهم.
(1) إن عدن الكتابية تكتب بالعين بينما لا تكتب إدن السومرية بهذا الحرف.
(2) يبدو أن عدن الكتابية قد اشتقت من عَدَن وهو جذر يعني بهجة, متعة, خضرة, أو موضعا مرويا بشكل جيد, بينما تعني إدن السومرية "خلف" وتشير إلى الأرض الخلفية أو السهوب البور, التي تترجم إلى برية , أو بر, أو صحراء اعتمادا على الباحث.
(3) لقد تمت الإشارة إلى أن الكلمة الأكدية (أو البابلية) إِدينو تظهر مرة واحدة فقط ولذلك فإن بقائها خلال العصور لكي تصبح كلمة عدن الكتابية غير مقبول.
إنني أضم صوتي لصوت العلماء المؤيدين لكون إدن هي المصدر لكلمة عدن في سفر التكوين. ولقد أعطيت أسبابي في هذه المقالة.
(1) إن عدن هو سوء تهجئة متعمد لدحض أو إنكار أو تحدي الطرح الرافديني لأصول الإنسان وعلاقته بخالقه (أو خالقيه). إن عدن التي تعني "بهجة" هي صدى أو انعكاس لابتهاج إنكيدو ورفاقه من الحيوانات بماء مورد المياه حيث يلتقي بالمرأة العارية شمخة فيفقد شخصيته.
(2)إن الأفكار المرتبطة بإدِن مثل عري الإنسان (أو إنكيدو),وعدم إدراكه أن من الخطأ البقاء عاريا, والتجول في إدن مع الغزلان آكلة النباتات, وأنه هو نفسه يأكل العشب, قد تم إعادة صياغتها لكي يكون آدم ورفاقه من الحيوانات في عدن آكلو نباتات.
(3)إن فكرة "السقوط" وترك آدم رفقة الحيوانات لأجل امرأة عارية هي حواء في عدن تلتقي بفكرة التقاء إنكيدو بشمخة في إدِن.
(4) إن إقناع حواء لآدم بأن يأكل الطعام المحرم هو إعادة صياغة لإقناع شمخة لإنكيدو بأن يأكل الخبز في مخيم الراعي في إدن. بعد الأكل يقدم له ثوب ليرتديه (وهذه إعادة صياغة لأكل آدم ثم إكساء جسده)
(5) يلوم إنكيدو شمخة على فقدانه لبراءته وموته المحتم ويلعناها (أعيدت صياغة الفكرة لكي تكون لعن يهوه-إلوهيم لحواء على إقناعها لآدم بأن يأكل من الثمرة المحرمة.)
(6) إن الأفكار المرتبطة بموجود فرصة مضاعة للإنسان كان يمكنه من خلالها أن يكسب الخلود في عدن يبدوا أنها تنعكس في قصة إنكيدو و گلگامش اللذان عاشا لفترة من الزمن في إدن, واللذان حاولا عبثا أن يتجنبا مصير كل البشر ألا وهو الموت.
(7) تقدم عدن في سفر التكوين كاسم لموقع حقيقي أو منطقة تقع فيها جنة الله. بعد أن صنع جنته يوضع فيها الإنسان ليعتني بها. إن مصطلح إن السومري يطلق على الأرض غير المستصلحة. لقد خلقت الآلهة مدنا وجنائن-مدن لتوفر لنفسها الغذاء قبل خلق الإنسان. لاحقا, يُخلق الإنسان ليعتني بجنائنها. إن مدن-جنائن الآلهة محاطة بأرض غير مستصلحة تسمى إدن. بما معناه أن مدن-جنائن الآلهة تقع ف وسط إدن. لذلك يغرس يهوه جنة في عدن ويجعل الإنسان فيها ليعتني بها, بينما تقول الأساطير الرافدينية بأن الآلهة قد خلقت مدن الجنائن في وسط إدن (الأرض غير المستصلحة).
( إن اعتراض بعض المختصين على القول بأن إدن قد أصبحت عدن قائم على الآن الشكل الأكدي إدِنو يظهر مرة واحدة في قائمة المقاطع اللفظية مما يقترح عليهم أن الكلمة "نادرة" ولا يمكن أن تبقى ليتم تناقلها عبر العصور إلى أن تصبح عدن العبرانية من خلال الإستعارة اللغوية. بالضد من هذا الطرح, أصبحت أأمن بفضل عالمين محنرفين ومختصين متدربين بالآشوريات هما د.روبرت إم وايتنگ من هلسنكي, فنلندة, والبروفيسور أندرو جورج أن كلمة إدن قد تم حفظها كرمز مسماري سومري كان عادة ما يستخدم في محل الكلمة الأكدية سري أو سرو في كل أنواع المؤلفات!
لذلك أعتبر أن الاعتراض الذي يقدمه بعض المختصين والذي يقول بأن إدن لم تبقى محفوظة في الأدب الأكدي هو اعتراض باطل لا أساس له, لقد بقيت! ربما كان مصدر الارتباك أنه عندما يرى علماء الآشوريات المحترفون الرمز السومري في النص الأكدي فإنهم يقرأونه آليا بشكله المقابل, أي سِري أو سِِرو.
أدناه أمثلة بضعة أمثلة على استخدام رمز سومري في محل الكلمة الأكدية سرو أو سري أو تسِِرو في الاثنا عشر لوحا المكونة لملحمة گلگامش
اللوح الأول
103 P ii 37a [ina EDI]N den-ki-dù ib-ta-ni qu-ra-du :
h ii 42 ina EDIN den-k[i-
132 P iii 11 [u•-te-li ina q®t¬-ia] bu-lam nam-ma•-•á-a •á ED[IN]
133 P iii 12 [ul i-nam-din-a]n-ni a-na e-pe• ED[IN]
136 P iii 15 [ ]x e-lu EDIN-•u
اللوح الثاني
29 bb i 4' am-mi-ni KI n[am-ma•-•e-e ta-rap-pu-ud EDIN]
105 X2 ii 7' i-tep-pi-ir um-man-ni U[GU EDIN-•u]
177 X2 iv 7 ina EDIN a-lid-ma mam-ma [
اللوح الثالث
10 M3 i 10 [ -r]a-a-ta pa-gar-•u lib-la
BB2 i 10 a-na EDIN ¿i-ra-a-ti pa-gar-•ú lib-la
225 BB2 vi 3' «a»-na EDIN ¿i-ra-a-tu[m pa-gar-•ú lib-la
اللوح الرابع
107 Y2 iii 21 [x-’-al-d]am-ma ina EDIN mit-lu-ka ni-le-«’»-
اللوح الخامس
اللوح السادس
اللوح السابع
131 E3 iii 6' u ia-a-a-•i KÙ [tu-•am-flin-ni ]
L1 iii 3' [ ]-ni ina EDIN-ia
اللوح الثامن
6 R i 6 [ -t]i
V2 i 6 [ k]a-lu me-er-e-ti
V3 i 6 u bu-u[l EDIN
17 V2 i 17 [ r]i-«mu a»-a-lu tu-ra-¿u bu-lum u [nam-ma]•-•u-ú •á EDIN
e 10-11 UR.MAø AM.ME∞ a-a-lim [ ] / bu-ul nam-ma•-e EDIN
اللوح التاسع
2 D i 2 ◊ar-pi• i-bak-ki-ma i-rap-pu-ud EDIN
5 D i 5 mu-ta ap-là¿-ma a-rap-pu-ud EDIN
اللوح العاشر
24 K1 i 24 [ E]DIN
b i 6' [ in]a EDIN
52 [u pa-an lab-bi la •ak-na-ku-ma la a-rap-pu-ud EDIN]
53 (K ii 1) [ib-ri ku-da-nu flar-du ak-kan-nu •á KUR nim-ru •á EDIN]
اللوح الحادي عشر
86 J1 ii 29' [ ME]∞ um-ma-a-ni ka-li-•ú-nu ú-•e-li
T1 ii 19 [ ] «ú»-•e-li
W1 ii 23 bu-ul EDI[N] «ú»-ma-am EDIN «DUMU.ME∞ um»-ma-nu «ka-li-•u»-
n[u ]
اللوح الثاني عشر
150 G1 vi 6–7 •á •á-lam-ta-•ú ina ED[IN] na-d[a-at] / ta-mur a-ta-ma[r]
N vi 7 •á •á-lam-ta-•ú ina EDIN na-da-a[t
إن لقاء إنكيدو العري بامرأة عارية في إدن السومرية أو "السهوب" لم يفقد تمام عندما أتت الأكدية لتحل محل السومرية كلغة أدبية. إن ارتباط إنكيدو ب (سري/سور) بشكل رمز مسماري سومري هو (إدن) بقد أبقى الترابط طوال القرون الماضية.
إن المقالة التي نشرها ڨانستيفوت ذات أهمية في كونها تكشف أن رمزين مسماريين سومريين قد استخدما من قبل الكتبة الأكديين للتعبير عن عبارة "بِلِت سِري" أي "سيدة الصحراء/السهوب" (السطر 20) ك"گاسان إدن" (گاسان=سيدة, إدن=صحراء, سهوب: ="سيدة إدن")
"20. ...beletseri (GASAN.EDIN) mi-lik-kunu lis-pu-uh..."
(ص.52. إتش. جَي . ڨانستيفوت. "ملاحظة على السلسلة"رحلة في الصحراء." مجلة الدراسات المسمارية. المجلد. 29, العدد.1 (كانون الثاني. 1977), ص ص. 52-56)
يقول هالوران عن الرموز المسمارية السومرية:
"إن الرمز المسماري هو قراءة لعلامة مسمارية تمثل كلمة في اللغة المحكية. لقد اخترع الكتبة السومريون ممارسة الكتابة وعلى رقم طينية حوالي العم 3400 ق.م في منطقة اُرُك/الوركاء في جنوبي العراق. إن اللغة التي تكلموا بها وهي السومرية, معروفة لدينا من خلال كم كبير من النصوص ومن خلال قواميس ثنائية اللغة مكتوبة بالمسمارية باللغتين السومرية والأكدية, والأخيرة لغة من خلفهم, والتي لا علاقة لها بالسومرية. تعود هذه القواميس ثنائية اللغة إلى العصر البابلي القديم (1800-1600 ق.م) وكانت اللغة السومرية آنذاك قد تخلت عن دورها كلغة منطوقة إلا من قبل الكتبة. إن أقدم الكلمات السومرية وأشدها أهمية كان لها رمزها المسماري الخاص, والذي كانت جذوره رموزا صورية, ظهرت لأول مرة في مجموعة من حوالي الألف علامة أو رمز مسماري." (جون أي. هالوران. المعجم السومري. النسخة 3).
يذكر هالوران التالي بخصوص رمز إدن أو إيدن:
إدن, إيدن: اسم, سهوب, سهل, مرعى بين نهرين طويلين
أن-إدن: هضبة (عالي+سهوب)
بَر-إدن-نا: حافة الصحراء (جانب+سهوب+ ..........................)
أعتقد أن رفاق إنكيدو من الحيوانات, أي الغزلان, الذين رفضا صحبته بعد أن جامع شمخة لستة أيام وسبع ليال, أصبحت في إعادة الصياغة العبرانية صحبة آدم للحيوانات فقط الذين لم يكونوا أعوان أو رفاقا ملائمين حتى قدم الله له حواء العارية. بما معناه أن الصياد الذي جلب شمخة إلى مورد المياه, وجعلها تخلع ردائها وتثير شهوة إنكيدو بجسدها المثير, قد أعيدت صياغته ليكون يهوه-إلوهيم الذي جلب لآدم حواء العارية. لم اشتق ’دم سفر التكوين من إنكيدو؟ إن آدم يمثل إنسانا أوليا, لا أب له ولا أم, إنه كائن مخلوق. إن إنكيدو هو نوع من "البشر الأوليين" مثل آدم, الذي لم يكن له هو أيضا أب ولا أم, لقد خلق مثل آدم من قبل معبود, هي الإلهة أرورو التي صنعته من قبضة من الطين رمتها على إدن السهوب ليطوف مع رفاقه من الحيوانات البرية. لقد خلق إنكيدو وجعل في إدن ليطوف مع رفاقه من الحيوانات البرية , وخلق آدم وجعل في عدن ليطوف عاريا مع الحيوانات البرية. بما معناه أن إلهة خلقت الإنسان الأولي لا إله, لقد قلب العبرانيون الأسطورة!
تقول نانسي كَي ساندَرس عن لعنة إنكيدو التي ألقاها على بغي المعبد والصياد الذي أحضرها لتوقعه في شباكها, مقارنة إنكيدو بإشارة المسيحية إلى "سقوط" آدم, ولكن بصورة معاكسة:
"........إنكيدو الرجل الطبيعي, قد تربى مع الحيوانات البرية, وكان سريعا كمثل غزال. بمرور الوقت أثارت بغي حضرية شهوة إنكيدو , ومع فقدانه برائته جائت خطوة لا رجوع فيها نحو ترويض الرجل الوحشي. ها قد رفضته الحيوانات, ثم تم التدرج معه نحو تعلم ارتداء الثياب وأكل طعام البشر, ورعي الغنم, وشن الحرب ضد الذئب والأسد, إلى وصل في النهاية إلى مدينة أرك العظيمة المتحضرة. إنه لم ينظر ثانية إلى حياته الحرة الأولى إلى أن استلقي على فراش الموت, عندما استولت عليه بادرة ندم فلعن كل معلميه. إن هذا هو "السقوط" بالمقلوب, شعور بالندم ينقصه التقلب في المآسي, إلا أنه أيضا قص للخطوات التي اتخذها الإنسان إلى أن وصل إلى التحضر, مبتدأ من الوحشية مارا بالرعي ومنتهيا بحياة المدينة."
(ص. 30. "مقدمة" إن كي. ساندرس. ملحمة گلگامش. هارموندسوورث. مدلسكس. إنگلترا, كتب پنگوين. 1960, أعيدت طباعته في 1969)
لقد أدرك البروفيسور جاسترو مع حلول عام 1898 أن آدم وحواء كانا كما يبدوا إعادة صياغة عبرانية لشخصيات تظهر في المؤلفات الرافدينية: (1) إنكيدو وشمخة من ملحمة گلگامش,(2) لقد اشتق آدم أيضا من أدَپا من أسطورة أدَپا وريح الجنوب. لقد ذكرت الأسطورة الأخيرة السب وراء عدم نيل الإنسان الخلود. إن تأملات جاسترو الثاقبة حول سبب اختلاف رواية سفر التكوين عن الرواية الرافدينية مفيدة جدا, فيقول ملاحظا أن من المفروض أن تكون الفروقات نتيجة لمعوقات محددة كان يفرضها على راوي سفر التكوين إيمانه بإله واحد بدلا من آلهة متعددة:
"إن افترضنا ما قاله گونكِل من أن القصص التي يحتويها أول أصحاح من سفر التكوين كانت متداولة لفترة طويلة بين العبرانيين قبل أن تعطى صيغة نهائية, فإن تبني تقاليد قديمة لتدخل في نظام جديد تماما من المعتقدات يتضمن طرح خصائص لا يمكن أن تستخدم وإن غض النظر عن ذلك يكون شطوطا. إن الاختلافات العميقة بين الأساطير العبرانية ومقابلاتها الرافدينية لها معنى مساوي في القيمة للتوافقات بين الاثنين. يجب أن يُخذ في الحسبان الاختلافات كما التوافقات. لأن للاثنين أسبابهما الخاصة. لذلك نقول, لغاية تركيز الأضواء على نقطة واحدة, في حل توحيدي لمعضلة ما, أنه لا يوجد مكان لأي صراع بين الآلهة في الحل التوحيدي للمعضلة المعنية. يشاء الله ببسطة في سفر التكوين ألا يأكل الإنسان من شجرة الحياة. بينما في أسطورة أدَپا يشاء الآلهة ومن بينهم أنو ان يمنحوا طعام الحياة وماءها لفانٍ, ببساطة لأنهم يعتقدون بأن أيا خالق الإنسان يرغب في أن يمتلكها ذلك الفاني. وهكذا يصور أنو ورفاقه في خاتمة الأسطورة حزينين على تخلي أدَپا عن الامتياز.
لقد نظر إليه أنو وانتحب عليه. "تعال يا أدَپا , لم لم تأكل أو تشرب؟ ها أنت لا تستطيع أن تحيا."فأجاب أدَپا غير مدرك للخداع الذي مورس معه: "ربي إيا أمرني ألا آكل ولا أشرب."ثم يعود إيا إلى الأرض... لا يمكن لمشهد مثل هذا أن يجد له مكانا في النسخة العبرانية التي تشدد على السلطة العليا لقوة لا يُعترف بسواها. إن الله يعمل بمفرده.
إن استعدنا ذكر آدم, فإننا نذكر أنه بعد أكله لثمرة شجرة المعرفة, صنع ثوبا لنفسه؟ لا وجود لأي شك في أن هنالك ارتباطا وثيقا بين هذا التقليد وأحد مظاهر أسطورة أدَپا, حيث يؤمر أدَپا, الذي قد أري "أسرار السماء والأرض" أي أنه حاز على المعرفة, من قبل إيا بأن يرتدي الثوب الذي قد أعطي له. إن مسح شخص لجسده بالزيت, قد أهمل في القصة العبرانية باعتباره مسألة زائدة, بالرغم من أنه يعتبر جزءا أساسيا من النظافة في الشرق القديم والحديث. إن الفكرة التي تُقدم من خلال استخدام الزيت كانت نفس الفكرة التي يقدمها ستر عورة شخص ما. إن كلاهما رمز لحضارة كان من المسموح للإنسان أن ينالها, إلا أن تطوره يتوقف إلى هذه المرحلة, إنه لا يستطيع أن ينال الحياة الأبدية.
من جانب آخر, فإنه من خلال مقارنة النسختين العبرانية والبابلية من معضلة المعرفة والخلود, لا يمكن لأحد أن يتجنب أن يصدم للنبرة التشاؤمية للنسخة الأولى بالمقارنة مع الروح التشجيعية للأخيرة. إن الله لا يرغب بأن ينال الإنسان حتى المعرفة, بينما يمنحه إيا معرفة كل ما في السماء وما في الأرض عن طيب خاطر. بهذه الطريقة طور كل من العبرانيين والبابليين تقليدهم الشائع بصورة منفصلة.
(ص ص. 481-483. مورِس جاسترو. ديانة بلاد بابل وآشور. مطبعة دودو. المملكة المتحدة. إعادة طبع من عام 2007 لطبعة عام 1898.)
1 تعليق(ات):
احب اقول ان ادم وحواءاقدم بكثير من اي كتبات او اساطير وان كان صداهم موجود حتي الان وسيستمر الي النهايه فما المانع ان تكون بعضالشعوب قد الفت اساطير علي ماوصل اليها من تناقل لسيرتهم فنسجت بعض الحقائق بالاساطير المؤلفه وجاء الحق من الله ليوضح الحقائق التي اختلطت بالاساطير وليس كل ماهو مدون في وقت سابق يكون علي حق
ثانيا
القصه ختلفه حيث ان ما ذكرته كان يرتقي به
اما ادم فابخطائه اسفل السافلسن بعد ان كان خليفه الله وما لبس كان لحجب عورته وطعامه من جهده لم يصير مثل الاله 0000000
بل لعنت الارض بسببه
احتاج للمخلص
احتاج لمن يخلصه من الجحيم
حكم عليه بالموت
عاش شريدا
وتقلي صار مثل الاله
إرسال تعليق