الكاتب: ابن المقفع
المصدر: منتدى الملحدين العرب
كنت قد ذكرت في موضوع سابق أن الخطوط العامة لقصة ابني آدم القرآنية مذكورة في التوراة إلا أن بعض تفاصيل تناظر الأدبيات الحاخامية اليهودية مثل التلمود والمدراشيم وغيرها (وبالتحديد "مشناه سنهدرين" و"سودو يوناثان"), هذه التفاصيل تشمل ,الغرابين, والحوار الذي قام بين الأخوين, كما تشمل التعليق المثير للجدل الذي ذكره القرآن على قصتهما (منْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) والذي هو تعليق موجود في " مشناه سنهدرين". نقله القرآن نصا من هذا المؤَلَّف اليهودي. ويمكن مراجعة ترجمتي لكتاب "لماذا لست مسلما" لمعرفة المزيد عن هذه التأثيرات اليهودية على القصة القرآنية.كما يكنكم مراجعة موضوع "التلمود والمدراش مصدر من مصادر القصص القرآنية" للتعرف على تفاصيل هذه التأثيرات و المعنى الأصلي لكلمتي "هابيل" و"قاين".
ننتقل اليوم إلى مرحلة أعمق, ألا وهي المصدر الأصلي لهذه القصة. لقد وردت في التوراة في تكوين (4: 1-15) وتعتبر هذه القصة مصدرا لهيكل القصة القرآنية. وتحتوي القصة التوراتية التفاصيل التالية:
1-حواء تلد ابنين من آدم: قاين (قابيل) البكر وهابيل
2- عمل قاين في تربية الغنم, أما هابيل فعمل في الزراعة
3-قدم قاين قربانا لله من مزروعاته وقدم هابيل قربانا من سمان غنمه
4-تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قاين
5- طلب قاين من هابيل أن يذهبا سويا إلى الصحراء
6-وثب قاين على قابيل وقتله
7-لعن الله قاين و حكم عليه بأن يعيش طريدا سائر حياته
تضيف الكتابات الحاخامية تعليقا على القصة التوراتية أن الخلاف كان أيضا على النساء. فمن أجل بقاء الجنس البشري ولدت فتاة توأم مع كل من الأخوين, لتكون زوجة لأخيها غير التوأم. إلا أن توأم قاين (قابيل) كانت ذات جمال باهر وأرادها لنفسه.
تتشابه الخطوط العامة للقصة التوراتية والتعليقات الربينية مع القصة القرآنية وما ورد في الروايات والتفاسير الإسلامية اللاحقة بشأن الخطوط العامة للقصة واسم الابنين نوعية القرابين ووجود امرأة هي مصدر لخلاف.
ذكر الدكتور أحمد سوسة في كتابه "العرب واليهود في التاريخ" ثلاثة أساطير من بلاد ما بين النهرين اقترح أنها ذات علاقة بقصة هابيل وقابيل كلها تمثل النزاع التاريخي بين الفلاح والراعي. كما أذكر هنا أن الزميل راهب العلم قد كتب عن الموضوع أيضا. نقتبس:
من الاساطير السومرية.....أسطورة تدعى " إيميش" و"أنيتين" تتلخص في أن الإله "إنليل" أراد أن تنمو الأشجار والحبوب وأن تحل في البلاد الوفرة والرخاء فخلق لهذه الغاية مخلوقين أخوين هما "إيميش" و"أنيتين" ليعنيا بشأن الزراعة والفلاحة و تربية الحيوان, ويبدو من سياق القصة أن نزاعا شب بين الاثنين أفضى بهما إلى التحكيم, ولكن "إنليل" اختار "أنيتين" وجعله فلاح الآلهة, وتتألف هذه القصة من 300 سطر الكامل منها النصف.
ومن الأساطير السومرية الأخرى التي تمثل طرفا من النزاع المستحكم بين البدو والحضر, بين الراعي والفلاح, أسطورة الإله "لهار" إله الماشية و أخته الإلهة "أنشان" إلهة الحبوب. وهذه القصة تدور مثل القصة الأولى حول أصل النزاع بين قابيل وهابيل, وخلاصتها أن "لهار" و "انشان" نزلا من السماء وخصص الإلهان "إنليل" إله الهواء و"إنكي" إله المياه الماشيةَ إلى "لهار" وعينا له الخضار والعشب وبنيا ل"انشان" بيتا وقدما له النير والمحراث, وهكذا يبدو الصفاء بين الأخ لراعي الأخت الفلاحة ويمضيان دون ما يكدر تعاونهما وعيشهما. ولكن بعد حين تظهر فكرة في الرواية, وهي العداء المستحكم بين الراعي والفلاح أو بين "أهل المدر والوبر", أي بناة الطين وبناة الشعر أو الحضر والبدو, وذلك عندما شربا الخمرة وثملا, فبدأ الشجار والخصام بينهما في المزارع والحقول. ودار النزاع فيما بينهما بأن أخذ كل منهما يمتدح ويعظم أعماله ونتاجه ويزهد في أعمال الأخ,فاضطر الإلهان, "إنليل" و"إنكي", إلى أن يتدخلا بين الأخت والفلاح. أما نتيجة هذا القرار فمفقود
إلا أن الدكتور أحمد سوسة لم يبتعد أكثر فيحاول إيجاد قدر أكبر من الخيوط المشتركة بين هذه الأساطير الرافدينية والقصة التوراتية-القرآنية. لذلك لم أكتب موضوعي هذا حتى بحثت في الويكيبيديا فوجدت تحليلا مثيرا للاهتمام لقصة ثالثة ذكرها الدكتور أحمد سوسة وهي قصة "نحيب إنانا" التي اسماها الدكتور "إنانا تفضل الفلاح". تذكر الويكيبيديا أن القصة التي تعود الى ما قبل عام 1500 ق. م هي المنبع الأصلي لأسطورة هابيل وقاين (قابيل), وهنا نقتبس:
إن النظرية الأكثر شيوعا هي أن القصة مكونة من عدد من الطبقات, مع اشتقاق الطبقة الأولى من قصة " نحيب إناناInanna ". في القصة التي يُنظر إليها كمثال للصراع القديم بين الرعاة البدو و المزارعين المستقرّين, يتنافس الإلهان: إنكيمدو Enkimdu إله المزارعين و دُموزي Dumuzi إله الرعاة,من أجل لفت انتباه إنانا كبيرة الإلهات. يمتاز دموزي بأنه متهور و عنيف, أما إنكيمدو فهو هادئ و حسن المعشر, لذلك تفضّل إنانا إنكيمدو. إلا أن دُموزي يبدأ بالتفاخر بعظمته ويبدأ بأظهار جاذبية قوية لدرجة أن إنكيمدو يخبر إنانا بأن تتزوج دُموزي و من ثم يذهب بعيدا على غير هدى.
إن النظير في الكتاب المقدس لإنانا, حسب هذه النظرية, هو الله ونظير دموزي هو هابيل أما نظير إنكيمدو فهو قاين (قابيل), والأحداث المتناظرة هي فقط التنافس المذكور في القصة و مضي قاين على غير هدى و التقليد الغير المذكور في الكتاب المقدس المتعلق بتدخل فتاة جميلة في المسألة. إن وجود قرابين بدلا من كلمات مجردة قد يُعتبر ببساطة التفافا من قبل الكهنوت على القصة, من أجل التشديد على أن شكلا من القرابين هو أفضل من الشكل الآخر.
في الأساطير اللاحقة, والتي مع ذلك تسبق العام 1500 ق. م, يندمج دموزي مع إنكيمدو, فيكون بذلك معبودا زراعيا عاما, مع الاحتفاظ ببعض مظاهر الأسطورة الأقدم. في دوره الأكثر عمومية, يبدأ دُموزي بالظهور كمعبود للحياة-الموت-الولادة ثانية , وذلك لكونه مسئولا عن دورة المحاصيل السنوية. من غير الواضح أين تضع الأسطورة زواج إنانا من دُموزي, وذلك لكون النسخ التي عثر عليها من الأسطورة تبدأ بشكل مفاجئ بانحدار إنانا إلى العالم السفلي لسبب مجهول. تستطيع إنانا الهروب فقط من خلال استبدال نفسها بإله غير موجود في العالم السفلي, ولذلك تقوم بأخذ كل منهم بنظر الاعتبار. دموزي فرح جدا من أجلا أنها قد غابت ولذلك تقوم (إنانا)في سورة غضبها بإرسال شياطين في أثره فيموت,ومن ثم يحررها. بعد ذلك تغير (إنانا) رأيها فتشكر فضله وتعيده ثانية من خلال إقناع أخته أن تأخذ محله لمدة ستة أشهر كل سنة (ومن ثم تعلن بداية دورة حولية).
يعتقد النقاد بأن اغتيال دموزي هذا هو مصدر لاغتيال هابيل. وذلك لأن الله , على خلاف إنانا, ينظر إليه كشخص قدير بما فيه الكفاية لمنع احتجازه في العالم السفلي, ومن ثم فلا حاجة له إلى الهرب, ولذلك لا يوجد دافع لان يَقتُل هابيل, ومن ثم ينتقل الذنب إلى قاين (قابيل) /إنكيمدو الغيور.لا يُعطى الجزء من القصة المتضمن البعث السنوي والموت في دورة لا نهائية إلى هابيل, والذي يعتبر ببساطة شخصا فانيا.
هذا التحليل لم يتناوله أحد في هذا المنتدى رغم إشارة راهب العلم إلى الاسطورة
المصادر
1- الويكيبيديا (مدخل/ Abel and Cain)
2- د. أحمد سوسة. العرب واليهود في التاريخ
3- لويس جنزبرك . أساطير اليهود
4- محمد فريد وجدي. المصحف المفسر
5- إبن إياس الحنفي. بدائع الزهور في وقائع الدهور
6- القران
7- الكتاب المقدس. النسخة الكاثوليكية
-------------
مداخلة: القناص العربي
قرأت ايضا في كتاب جون بلير "مصادر الاسلام " أن اسطورة هاروت وموروت موجودان في اسطوره ارمنيه حيث كان الارمن يعبدونهم قبل تحولهم الى المسيحيهوكانت الملكان يحملان نفس الاسمين الاسلاميين . ويقول ايضا أن الارمن أقتبسوها من الديانه الزراديشتيه لقصة ملكين اخرجا من الجنه ولهما نفس القصه الاسلاميه الا انه يقول أن الاسمين الزرادشتيين لايتطابقان مع الاسطوره الارمنيه.
--------------
نعم يا عزيزي القناص.....القصة هي تراث فارسي ....من خلال تواجد اليهود في العراق وكتابة جزء كبير من تراثهم فيه ..دخلت الاسطورة الى التراث اليهودي ثم الاسلامي ..الارمن كذلك كانوا متأثرين بالثقافة الفارسية ..والعكس صحيح ..بحكم التقارب من ناحية السلالة والجغرافيا و..الحروف الارمنية مشتقة من الحروف الاتي كان يستخدمها الفرس قبل الاسلام.
كلمتا هاروت وماروت قد تكونا جاءتا من كلمتين ارمنيتين مشابهتين جدا , او ملاكين من الملائكة المحيطة باهورا مزدا...هذا رابط لكتاب للقس البروتستاني تسدل (مترجم الى العربية) اسمه مصادر الاسلام ....يقول الشيء نفسه عن مصدر قصتي هاروت وماروت....كما يربطها بقصة (دموزي وعشتار) البابلية
http://www.light-of-life.com/arb/asources/index.htm
اما القصة نفسها الواردة كتلميحة في القران وبالتفصيل في السنة الصحيحة ...فهي تراث يهودي (قصة الملاكين الساقطين شمحزاي وعزازيل....او احيانا عزا وعزازيل)
وهذه القصة قديمة حتى ان كاتبي رسائل العهد الجديد لمحوا اليها
-----
قلنا أن جزءا من قصة هابيل وقابيل يعود الى مصدر من تراث ا بين النهرين , حيث يمثل دموزي فيها هابيل, وذكرنا الأسطورة.
هنا ختم اسطواني سومري يمثل دموزي (تموز) في أربعة من مراحل حياته الأسطورية
المصدر: منتدى الملحدين العرب
كنت قد ذكرت في موضوع سابق أن الخطوط العامة لقصة ابني آدم القرآنية مذكورة في التوراة إلا أن بعض تفاصيل تناظر الأدبيات الحاخامية اليهودية مثل التلمود والمدراشيم وغيرها (وبالتحديد "مشناه سنهدرين" و"سودو يوناثان"), هذه التفاصيل تشمل ,الغرابين, والحوار الذي قام بين الأخوين, كما تشمل التعليق المثير للجدل الذي ذكره القرآن على قصتهما (منْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) والذي هو تعليق موجود في " مشناه سنهدرين". نقله القرآن نصا من هذا المؤَلَّف اليهودي. ويمكن مراجعة ترجمتي لكتاب "لماذا لست مسلما" لمعرفة المزيد عن هذه التأثيرات اليهودية على القصة القرآنية.كما يكنكم مراجعة موضوع "التلمود والمدراش مصدر من مصادر القصص القرآنية" للتعرف على تفاصيل هذه التأثيرات و المعنى الأصلي لكلمتي "هابيل" و"قاين".
ننتقل اليوم إلى مرحلة أعمق, ألا وهي المصدر الأصلي لهذه القصة. لقد وردت في التوراة في تكوين (4: 1-15) وتعتبر هذه القصة مصدرا لهيكل القصة القرآنية. وتحتوي القصة التوراتية التفاصيل التالية:
1-حواء تلد ابنين من آدم: قاين (قابيل) البكر وهابيل
2- عمل قاين في تربية الغنم, أما هابيل فعمل في الزراعة
3-قدم قاين قربانا لله من مزروعاته وقدم هابيل قربانا من سمان غنمه
4-تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قاين
5- طلب قاين من هابيل أن يذهبا سويا إلى الصحراء
6-وثب قاين على قابيل وقتله
7-لعن الله قاين و حكم عليه بأن يعيش طريدا سائر حياته
تضيف الكتابات الحاخامية تعليقا على القصة التوراتية أن الخلاف كان أيضا على النساء. فمن أجل بقاء الجنس البشري ولدت فتاة توأم مع كل من الأخوين, لتكون زوجة لأخيها غير التوأم. إلا أن توأم قاين (قابيل) كانت ذات جمال باهر وأرادها لنفسه.
تتشابه الخطوط العامة للقصة التوراتية والتعليقات الربينية مع القصة القرآنية وما ورد في الروايات والتفاسير الإسلامية اللاحقة بشأن الخطوط العامة للقصة واسم الابنين نوعية القرابين ووجود امرأة هي مصدر لخلاف.
ذكر الدكتور أحمد سوسة في كتابه "العرب واليهود في التاريخ" ثلاثة أساطير من بلاد ما بين النهرين اقترح أنها ذات علاقة بقصة هابيل وقابيل كلها تمثل النزاع التاريخي بين الفلاح والراعي. كما أذكر هنا أن الزميل راهب العلم قد كتب عن الموضوع أيضا. نقتبس:
من الاساطير السومرية.....أسطورة تدعى " إيميش" و"أنيتين" تتلخص في أن الإله "إنليل" أراد أن تنمو الأشجار والحبوب وأن تحل في البلاد الوفرة والرخاء فخلق لهذه الغاية مخلوقين أخوين هما "إيميش" و"أنيتين" ليعنيا بشأن الزراعة والفلاحة و تربية الحيوان, ويبدو من سياق القصة أن نزاعا شب بين الاثنين أفضى بهما إلى التحكيم, ولكن "إنليل" اختار "أنيتين" وجعله فلاح الآلهة, وتتألف هذه القصة من 300 سطر الكامل منها النصف.
ومن الأساطير السومرية الأخرى التي تمثل طرفا من النزاع المستحكم بين البدو والحضر, بين الراعي والفلاح, أسطورة الإله "لهار" إله الماشية و أخته الإلهة "أنشان" إلهة الحبوب. وهذه القصة تدور مثل القصة الأولى حول أصل النزاع بين قابيل وهابيل, وخلاصتها أن "لهار" و "انشان" نزلا من السماء وخصص الإلهان "إنليل" إله الهواء و"إنكي" إله المياه الماشيةَ إلى "لهار" وعينا له الخضار والعشب وبنيا ل"انشان" بيتا وقدما له النير والمحراث, وهكذا يبدو الصفاء بين الأخ لراعي الأخت الفلاحة ويمضيان دون ما يكدر تعاونهما وعيشهما. ولكن بعد حين تظهر فكرة في الرواية, وهي العداء المستحكم بين الراعي والفلاح أو بين "أهل المدر والوبر", أي بناة الطين وبناة الشعر أو الحضر والبدو, وذلك عندما شربا الخمرة وثملا, فبدأ الشجار والخصام بينهما في المزارع والحقول. ودار النزاع فيما بينهما بأن أخذ كل منهما يمتدح ويعظم أعماله ونتاجه ويزهد في أعمال الأخ,فاضطر الإلهان, "إنليل" و"إنكي", إلى أن يتدخلا بين الأخت والفلاح. أما نتيجة هذا القرار فمفقود
إلا أن الدكتور أحمد سوسة لم يبتعد أكثر فيحاول إيجاد قدر أكبر من الخيوط المشتركة بين هذه الأساطير الرافدينية والقصة التوراتية-القرآنية. لذلك لم أكتب موضوعي هذا حتى بحثت في الويكيبيديا فوجدت تحليلا مثيرا للاهتمام لقصة ثالثة ذكرها الدكتور أحمد سوسة وهي قصة "نحيب إنانا" التي اسماها الدكتور "إنانا تفضل الفلاح". تذكر الويكيبيديا أن القصة التي تعود الى ما قبل عام 1500 ق. م هي المنبع الأصلي لأسطورة هابيل وقاين (قابيل), وهنا نقتبس:
إن النظرية الأكثر شيوعا هي أن القصة مكونة من عدد من الطبقات, مع اشتقاق الطبقة الأولى من قصة " نحيب إناناInanna ". في القصة التي يُنظر إليها كمثال للصراع القديم بين الرعاة البدو و المزارعين المستقرّين, يتنافس الإلهان: إنكيمدو Enkimdu إله المزارعين و دُموزي Dumuzi إله الرعاة,من أجل لفت انتباه إنانا كبيرة الإلهات. يمتاز دموزي بأنه متهور و عنيف, أما إنكيمدو فهو هادئ و حسن المعشر, لذلك تفضّل إنانا إنكيمدو. إلا أن دُموزي يبدأ بالتفاخر بعظمته ويبدأ بأظهار جاذبية قوية لدرجة أن إنكيمدو يخبر إنانا بأن تتزوج دُموزي و من ثم يذهب بعيدا على غير هدى.
إن النظير في الكتاب المقدس لإنانا, حسب هذه النظرية, هو الله ونظير دموزي هو هابيل أما نظير إنكيمدو فهو قاين (قابيل), والأحداث المتناظرة هي فقط التنافس المذكور في القصة و مضي قاين على غير هدى و التقليد الغير المذكور في الكتاب المقدس المتعلق بتدخل فتاة جميلة في المسألة. إن وجود قرابين بدلا من كلمات مجردة قد يُعتبر ببساطة التفافا من قبل الكهنوت على القصة, من أجل التشديد على أن شكلا من القرابين هو أفضل من الشكل الآخر.
في الأساطير اللاحقة, والتي مع ذلك تسبق العام 1500 ق. م, يندمج دموزي مع إنكيمدو, فيكون بذلك معبودا زراعيا عاما, مع الاحتفاظ ببعض مظاهر الأسطورة الأقدم. في دوره الأكثر عمومية, يبدأ دُموزي بالظهور كمعبود للحياة-الموت-الولادة ثانية , وذلك لكونه مسئولا عن دورة المحاصيل السنوية. من غير الواضح أين تضع الأسطورة زواج إنانا من دُموزي, وذلك لكون النسخ التي عثر عليها من الأسطورة تبدأ بشكل مفاجئ بانحدار إنانا إلى العالم السفلي لسبب مجهول. تستطيع إنانا الهروب فقط من خلال استبدال نفسها بإله غير موجود في العالم السفلي, ولذلك تقوم بأخذ كل منهم بنظر الاعتبار. دموزي فرح جدا من أجلا أنها قد غابت ولذلك تقوم (إنانا)في سورة غضبها بإرسال شياطين في أثره فيموت,ومن ثم يحررها. بعد ذلك تغير (إنانا) رأيها فتشكر فضله وتعيده ثانية من خلال إقناع أخته أن تأخذ محله لمدة ستة أشهر كل سنة (ومن ثم تعلن بداية دورة حولية).
يعتقد النقاد بأن اغتيال دموزي هذا هو مصدر لاغتيال هابيل. وذلك لأن الله , على خلاف إنانا, ينظر إليه كشخص قدير بما فيه الكفاية لمنع احتجازه في العالم السفلي, ومن ثم فلا حاجة له إلى الهرب, ولذلك لا يوجد دافع لان يَقتُل هابيل, ومن ثم ينتقل الذنب إلى قاين (قابيل) /إنكيمدو الغيور.لا يُعطى الجزء من القصة المتضمن البعث السنوي والموت في دورة لا نهائية إلى هابيل, والذي يعتبر ببساطة شخصا فانيا.
هذا التحليل لم يتناوله أحد في هذا المنتدى رغم إشارة راهب العلم إلى الاسطورة
المصادر
1- الويكيبيديا (مدخل/ Abel and Cain)
2- د. أحمد سوسة. العرب واليهود في التاريخ
3- لويس جنزبرك . أساطير اليهود
4- محمد فريد وجدي. المصحف المفسر
5- إبن إياس الحنفي. بدائع الزهور في وقائع الدهور
6- القران
7- الكتاب المقدس. النسخة الكاثوليكية
-------------
مداخلة: القناص العربي
قرأت ايضا في كتاب جون بلير "مصادر الاسلام " أن اسطورة هاروت وموروت موجودان في اسطوره ارمنيه حيث كان الارمن يعبدونهم قبل تحولهم الى المسيحيهوكانت الملكان يحملان نفس الاسمين الاسلاميين . ويقول ايضا أن الارمن أقتبسوها من الديانه الزراديشتيه لقصة ملكين اخرجا من الجنه ولهما نفس القصه الاسلاميه الا انه يقول أن الاسمين الزرادشتيين لايتطابقان مع الاسطوره الارمنيه.
--------------
نعم يا عزيزي القناص.....القصة هي تراث فارسي ....من خلال تواجد اليهود في العراق وكتابة جزء كبير من تراثهم فيه ..دخلت الاسطورة الى التراث اليهودي ثم الاسلامي ..الارمن كذلك كانوا متأثرين بالثقافة الفارسية ..والعكس صحيح ..بحكم التقارب من ناحية السلالة والجغرافيا و..الحروف الارمنية مشتقة من الحروف الاتي كان يستخدمها الفرس قبل الاسلام.
كلمتا هاروت وماروت قد تكونا جاءتا من كلمتين ارمنيتين مشابهتين جدا , او ملاكين من الملائكة المحيطة باهورا مزدا...هذا رابط لكتاب للقس البروتستاني تسدل (مترجم الى العربية) اسمه مصادر الاسلام ....يقول الشيء نفسه عن مصدر قصتي هاروت وماروت....كما يربطها بقصة (دموزي وعشتار) البابلية
http://www.light-of-life.com/arb/asources/index.htm
اما القصة نفسها الواردة كتلميحة في القران وبالتفصيل في السنة الصحيحة ...فهي تراث يهودي (قصة الملاكين الساقطين شمحزاي وعزازيل....او احيانا عزا وعزازيل)
وهذه القصة قديمة حتى ان كاتبي رسائل العهد الجديد لمحوا اليها
-----
قلنا أن جزءا من قصة هابيل وقابيل يعود الى مصدر من تراث ا بين النهرين , حيث يمثل دموزي فيها هابيل, وذكرنا الأسطورة.
هنا ختم اسطواني سومري يمثل دموزي (تموز) في أربعة من مراحل حياته الأسطورية
من اليسار:
1-الإله دموزي (مرتديا التاج المقرّن, رمز الألوهية) وهو مكبل بالأغلال, لقد قبضت عليه العفاريت.
2-الإله دموزي يدخل العالم السفلي عبر البوابة
3-الإله دموزي عاريا في العالم السفلي وتحت سيطرة العفاريتز
4-بعث دموزي من العالم السفلي كإله للخصب الزراعي في الربيع وبيده غصن ثلاثي الشعب
1 تعليق(ات):
القصه مختلفه جدا
يعني ده اسمه تلبيس وتلفيق
بالضبط زي اسم تلفيق النبوات في موقعقم
تانيا قابيل وهابيل موجودين منذ القدم قبل اي كتابات يعني ممكن سيرتهم اتنقلت للشعوب وعملوا عليها الاساطير وبعدين الله اوحي الحقيقه
فهمت
إرسال تعليق