موضوع المعجزات هو مثير ولا شك.
فمن يظهر إعجازاَ أو يقوم بمعجزة، يستطيع أن يوضح لمؤيديه وخصومه أن قضيته تتجاوز إمكانات البشر وعلمهم، ويمكنه عبر ذلك تأييد دعوته بحجة قوية لا تتاح لغيره.
لذلك فالكثير من الأديان والطوائف تستخدم المعجزات للبرهنة على محتويات هذه الأديان. فالهندوس مثلا، لا تنقصهم قصص الاعجاز التاريخية أو إكتشاف الاعجاز في كتب الفيدا المقدسة عندهم ، والفاتيكان لديه قسم مختص بدراسة المعجزات مما قد يؤدي إلى الاعتراف بالمعجزات "الحقيقية" منها، حتى يومنا هذا.
بمعنى آخر، المعجزات يتم استخدامها من جميع الأديان والطوائف للتدليل على أحقية عقيدتهم.
والمذهل في الأمر هو مالهذه المعجزات من قدرة إقناعية هائلة على أصحاب هذه الأديان، ولكن هذه المقدرة تتبخر عندما يتعلق الأمر بأتباع الأديان الأخرى.
وإلا لرأينا جميع أطباء أمريكا قد تحولوا إلى الاسلام بسبب "إعجازه" في مجال تطور الجنين.
أو جميع علماء الفيزياء قد تحولوا إلى الهندوسية، لما تدعيه هذه من إكتشاف النظرية الكوانتية في الفيدا التي كتبت قبل ثلاثة آلاف عام.
ولكننا لا نرى شيئا من ذلك.
ما نسمع به، هو فقط بعض القصص من أتباع دين ما، وهم يدعون أن قصص الإعجاز قد أدت إلى انقلاب أشخاص "غير معروفين" في ظروف "غير معروفة" من دين لآخر.
مما يعطي الانطباع - عندي - بأن هذه القصص مختلقة، أو "محسنة" كثيرا.
لأن الإيمان الديني عند الإنسان عميق عادة، ولا يتزعزع بمجرد رؤية معجزة مزعومة.
فكر بذلك بنفسك..
هل ستترك الاسلام إلى الهندوسية، إذا رأيت "معجزة" يدعيها الهندوس؟؟؟
على الأغلب ستبحث عن "الخدعة"، أو عن "الصدفة"، أو عن التبرير العلمي، أو أي شيء آخر يحبط ذلك الزعم.
سوف تنبش في أعماق إيمانك الاسلامي عن حل لهذه الظاهرة..
وفي أفضل الأحوال قد يبقى عندك انطباع "عجائبي"، بأشياء لم تستطع تفسيرها.
ولكنني سأتفاجأ لو أنك (أو أي مؤمن آخر) ترك دينه بسبب "معجزة" يراها.
اللهم إلا "السذج" وضعاف الايمان، الذين ربما قاموا بذلك حتى بدون تلك المعجزة..
بشكل عام نرى أن قصص المعجزات تنسب الى الماضي السحيق.
وإن حدثت في عصرنا، فنعلم بها "قيل عن قال"، وقلما نرى شخصا عايشها بنفسه.
وغالبا ما نرى قصص المعجزات (أو ما يسمى بالكرامات) تنتشر في بيئة الجهل والخرافات.
ومعظم هذه القصص يعود أجيالا الى الوراء.
وهناك "شبه علم" الـ "باراسايكولوجي" اهتم بتحليل الظواهر الغير مفهومة التي يمكن وصفها بالمعجزات (مثل تحريك الأشياء عن بعد، أو توارد الخواطر). ولكن أيا من هذه الدراسات لم ينجح تحت شروط "مخبرية"، أي تحت المراقبة العلمية.
قصة "شق القمر" مثلا، لا تحظى بتأييد جميع الفقهاء، فهناك الرأي المعاكس بأن القرآن هو معجزة محمد الوحيدة. (مشاكل الاسناد مهمة هنا).
ولم أعثر حتى الآن على أي مصدر محايد (مثلا مواقع وكالات الفضاء في الانترنت) يثبت انشقاق القمر، ناهيك عن أن يعطي أي تفاصيل عن ذلك (طول الشق، عمقه، تحديد تاريخ الانشقاق والقوى التي تسببت في ذلك، تحديد تاريخ الالتحام والقوى التي تسببت في ذلك ..الخ).
بينما قصص معجزات الأنبياء مثل موسى، تتطلب الإيمان بالقرآن كشرط مسبق. وليس هناك إثبات على حدوثها غير ذلك النص. أي أن الايمان بالمعجزات هو نتيجة من نتائج الايمان بالاسلام، وليس طريقا له.
أما قصص الاعجاز العلمي في القرآن، مثل تطور الجنين، أو البحرين، أو غير ذلك.
فجميعها برأيي أساليب "إذهال" خطابية، تلوي عنق النص لتفسيره بما يتوافق وهوى الراوي.
- غالبا ما نرى آية بسيطة، مفهومة كما هي، يقوم الاعجازي بتفسيرها عبر صفحات من المعلومات العلمية الحديثة، بدون أن يوضح ما علاقة تلك المعلومات بمحتوى الآية. فنرى بعضهم يستنتج نظرية الانفجار العظيم من آية مكونة من بضعة كلمات..
- أحيانا يكون الاعجاز عن طريق نسب الجهل الى عصر الرسول، أو التأكيد على "أمية" الرسول. وفي كل الأحوال من المفيد جدا النظر في التفسيرات القديمة للقرآن ومقارنة هذه التفسيرات مع "الاعجاز" المزعوم.
- أحيانا نجد هؤلاء يحتالون إلى حد الكذب (مثل قصة "عليها تسعة عشر" ، أو بقية الاعجازات العددية)
- أحيانا يحتالون على اللغة فيعطون الكلمات معاني توافق مرادهم، فيستخدمون تعبيرا مثل "والأرض دحاها.." ليستنتجوا كروية الأرض، بينما جميع التفاسير المعروفة تدعي العكس، أي "بسط" الأرض. والخلط يأتي من أن الاعجازي المعاصر خلط بين بيضة النعام وعش النعام.
الكاتب: القبطـان
المصدر: شبكة اللادينيين العرب
فمن يظهر إعجازاَ أو يقوم بمعجزة، يستطيع أن يوضح لمؤيديه وخصومه أن قضيته تتجاوز إمكانات البشر وعلمهم، ويمكنه عبر ذلك تأييد دعوته بحجة قوية لا تتاح لغيره.
لذلك فالكثير من الأديان والطوائف تستخدم المعجزات للبرهنة على محتويات هذه الأديان. فالهندوس مثلا، لا تنقصهم قصص الاعجاز التاريخية أو إكتشاف الاعجاز في كتب الفيدا المقدسة عندهم ، والفاتيكان لديه قسم مختص بدراسة المعجزات مما قد يؤدي إلى الاعتراف بالمعجزات "الحقيقية" منها، حتى يومنا هذا.
بمعنى آخر، المعجزات يتم استخدامها من جميع الأديان والطوائف للتدليل على أحقية عقيدتهم.
والمذهل في الأمر هو مالهذه المعجزات من قدرة إقناعية هائلة على أصحاب هذه الأديان، ولكن هذه المقدرة تتبخر عندما يتعلق الأمر بأتباع الأديان الأخرى.
وإلا لرأينا جميع أطباء أمريكا قد تحولوا إلى الاسلام بسبب "إعجازه" في مجال تطور الجنين.
أو جميع علماء الفيزياء قد تحولوا إلى الهندوسية، لما تدعيه هذه من إكتشاف النظرية الكوانتية في الفيدا التي كتبت قبل ثلاثة آلاف عام.
ولكننا لا نرى شيئا من ذلك.
ما نسمع به، هو فقط بعض القصص من أتباع دين ما، وهم يدعون أن قصص الإعجاز قد أدت إلى انقلاب أشخاص "غير معروفين" في ظروف "غير معروفة" من دين لآخر.
مما يعطي الانطباع - عندي - بأن هذه القصص مختلقة، أو "محسنة" كثيرا.
لأن الإيمان الديني عند الإنسان عميق عادة، ولا يتزعزع بمجرد رؤية معجزة مزعومة.
فكر بذلك بنفسك..
هل ستترك الاسلام إلى الهندوسية، إذا رأيت "معجزة" يدعيها الهندوس؟؟؟
على الأغلب ستبحث عن "الخدعة"، أو عن "الصدفة"، أو عن التبرير العلمي، أو أي شيء آخر يحبط ذلك الزعم.
سوف تنبش في أعماق إيمانك الاسلامي عن حل لهذه الظاهرة..
وفي أفضل الأحوال قد يبقى عندك انطباع "عجائبي"، بأشياء لم تستطع تفسيرها.
ولكنني سأتفاجأ لو أنك (أو أي مؤمن آخر) ترك دينه بسبب "معجزة" يراها.
اللهم إلا "السذج" وضعاف الايمان، الذين ربما قاموا بذلك حتى بدون تلك المعجزة..
بشكل عام نرى أن قصص المعجزات تنسب الى الماضي السحيق.
وإن حدثت في عصرنا، فنعلم بها "قيل عن قال"، وقلما نرى شخصا عايشها بنفسه.
وغالبا ما نرى قصص المعجزات (أو ما يسمى بالكرامات) تنتشر في بيئة الجهل والخرافات.
ومعظم هذه القصص يعود أجيالا الى الوراء.
وهناك "شبه علم" الـ "باراسايكولوجي" اهتم بتحليل الظواهر الغير مفهومة التي يمكن وصفها بالمعجزات (مثل تحريك الأشياء عن بعد، أو توارد الخواطر). ولكن أيا من هذه الدراسات لم ينجح تحت شروط "مخبرية"، أي تحت المراقبة العلمية.
قصة "شق القمر" مثلا، لا تحظى بتأييد جميع الفقهاء، فهناك الرأي المعاكس بأن القرآن هو معجزة محمد الوحيدة. (مشاكل الاسناد مهمة هنا).
ولم أعثر حتى الآن على أي مصدر محايد (مثلا مواقع وكالات الفضاء في الانترنت) يثبت انشقاق القمر، ناهيك عن أن يعطي أي تفاصيل عن ذلك (طول الشق، عمقه، تحديد تاريخ الانشقاق والقوى التي تسببت في ذلك، تحديد تاريخ الالتحام والقوى التي تسببت في ذلك ..الخ).
بينما قصص معجزات الأنبياء مثل موسى، تتطلب الإيمان بالقرآن كشرط مسبق. وليس هناك إثبات على حدوثها غير ذلك النص. أي أن الايمان بالمعجزات هو نتيجة من نتائج الايمان بالاسلام، وليس طريقا له.
أما قصص الاعجاز العلمي في القرآن، مثل تطور الجنين، أو البحرين، أو غير ذلك.
فجميعها برأيي أساليب "إذهال" خطابية، تلوي عنق النص لتفسيره بما يتوافق وهوى الراوي.
- غالبا ما نرى آية بسيطة، مفهومة كما هي، يقوم الاعجازي بتفسيرها عبر صفحات من المعلومات العلمية الحديثة، بدون أن يوضح ما علاقة تلك المعلومات بمحتوى الآية. فنرى بعضهم يستنتج نظرية الانفجار العظيم من آية مكونة من بضعة كلمات..
- أحيانا يكون الاعجاز عن طريق نسب الجهل الى عصر الرسول، أو التأكيد على "أمية" الرسول. وفي كل الأحوال من المفيد جدا النظر في التفسيرات القديمة للقرآن ومقارنة هذه التفسيرات مع "الاعجاز" المزعوم.
- أحيانا نجد هؤلاء يحتالون إلى حد الكذب (مثل قصة "عليها تسعة عشر" ، أو بقية الاعجازات العددية)
- أحيانا يحتالون على اللغة فيعطون الكلمات معاني توافق مرادهم، فيستخدمون تعبيرا مثل "والأرض دحاها.." ليستنتجوا كروية الأرض، بينما جميع التفاسير المعروفة تدعي العكس، أي "بسط" الأرض. والخلط يأتي من أن الاعجازي المعاصر خلط بين بيضة النعام وعش النعام.
الكاتب: القبطـان
المصدر: شبكة اللادينيين العرب
2 تعليق(ات):
أتمنى ان استطيع المناقشه مع انسان يقتنع بأفكار الالحاد ويا ريت تكون هذه المناقشه مباشرة عبر الايميل عموما انا ايميلى هوbol_7777777@hotmail.com وأنا جاهز للحوار فى اى وقت مع تحياتى.
لماذا لم ياتي على فكر ابي لهب ان يدخل في دين الاسلام فيظهر كذب القران وامثاله كثير هم في النار
إرسال تعليق