الانسان: خُلِق من الطين أم اتى نتيجة للتطور Evolution ؟
هذا السؤال كثيرا ما يكون موضع جدل ونقاش بين الدينيين العرب واللادينيين العرب وكل يأتي بأدلّته على اصحية فكرته ونقض فكرة المقابل. وكل مرة لا نتوصل الى حلّ لهذا الموضوع.
وهنا في الغرب يتم مناقشة الموضوع ايضا خصوصا بعد ظهور نظرية التصميم الذكي intelligent design التي نشأت اولا في الولايات المتحدة الامريكية. ومن الملاحظ ان هذه النظرية الجديدة لا تنفي تطور الكائنات بل تؤيّده (لان التطور تويّده كلّ الاكتشافات التي وجدها الانسان من خلال الاحافير Fossils وادلة اخرى مثبّتة علميا) ويختلف جماعة التصميم الذكي مع الداروينية في انّ محرّك آلية التطور هو مصمّم (خالق) عبقري وهذا المحرك ليس هو الطبيعة وهو غير عشوائي ويستدلّون كلامهم مثلا في دقّة صنع بعض الاعضاء كالعين والمخ مثلا. اذا المتدينون في الغرب قطعوا شوطاً كبيرا في مناقشاتهم مع العلمييين اذ قبلوا بنظرية التطور ولكن اختلفوا في محرّك ومرتّب هذا التطور. ولو قال هنا احدٌ بان الانسان مخلوق خلقا من الطين لاصبح اضحوكة للناس بعد ان اصبح التطور من الثوابت العلمية الي لا جدال حوله.
وبعكس ذلك نجد ان المتدينون العرب مازالوا مصرّين على ان الانسان مخلوق من الطين كالفخار ثمّ نُفخ الروح فيه, والغريب في الامر هو انهم يقولون بان نظرية التطور ولّى للابد مع العلم ان في الغرب اصبح التطور والارتقاء من الثوابت العلمية التي تدرّس في المدارس والجامعات.
وهنا في هولندا دار نقاش حول نظرية التصميم الذكي واثره على الداروينية وفيما اذا كانت هذه النظرية الجديدة مقبولة. ومن الشخصيات البارزة التي شارك في النقاشات البروفسور بيت بورست Piet Borst وهو متخصص في الكيمياء البيولوجية biochemistry و البيولوجية الجزيئية molecular biology وقد قام بالكثير من الابحاث القيمة في مجالات تخصصه ونال العديد من الجوائز العالمية بسببها وهو من ألمع العلماء والخبراء في هذا المجال وهو الان يدرّس في جامعة أمستردام الهولندية ولمعرفة المزيد حول هذا العالم اضغط هنا ...
وفي جريدة نرس هاندلسبلاد NRC Handelsblad الهولندية اليومية واتي تُقرأ غالبا من قبل المثقفيين والاكاديميين هنا نشر هذا البروفسور مقالا قيّما حول هذا الموضوع, وقد قمت بترجمة النص من الهولندية الى العربية وكانت هناك كلمات كانت تحتاج الى توضيح فلوّنتها باللون الاخضر لتمييزها عن النص الاصلي للبروفسور , وكتبت بجنب بعض المصطلحات العربية ما ترادفها بالانكليزية للتوضيح فقط.
ويمكنك انزال المقال ادناه (اللغة هولندية) على شكل ملف adobe acobat بالضغط هنا ............
اقتباس:
البروفسور Piet Borst : التصميم الذكي ( جريدة NRC Hamdelsblad ٨ آذار ٢٠٠٣ )
داروين كان على حقّ, هذا ما يتعلمّه الاطفال في المدارس, والمبادئ الاساسية للداروينية يُدرس بدون تغيير, المبدأ الاساسي للداروين هو ان كل عملية توالد تحدث معها تحويربسيط, والمعلومات الجينية genetic information تُرسل الى الجيل التالي بعد تطويرات (تحويرات) صغيرة ومن خلال انتخاب نظامي في تلك المتغيرات variations استطاع الانسان ان يجعل من الابقار ابقارا دائمة وكثيرة اللبن ومن الدجاج دجاجا كثيرة التبيّض, اذا كان الانسان استطاع ان يفعل ذلك في مدّة عدة آلاف من السنين فكيف لا تستطيع الطبيعة في مدة عدة ملايين من السنين ان تغيّر الزّواحف reptiles الى طيور birds. والمراحل التغيرية المتوقعة بين الزواحف والطيور تم اكتشافها على شكل احافير fossils في الطبقات الارضية المختلفة والاعمار المقاسة لتلك الاحافير تتطابق مع التتابع الزمني الصحيح الذي كان تتوقعه العلماء قبل اكتشاف تلك الاحافير.
ولان الاجنحة لا تنموا او تنشأ في الاشجار كتب داروين عن مكائن طبيعية جديدة مصنوعة من اعضاء قديمة, وذهب Francois Jacob ابعد من ذلك اذ وصف الطبيعة بصنّيع Handyman (انسان غير اكاديمي يعرف او يريد تقريبا صنع كافة الاشياء بنفسه و نحن نقول عنه في العراق سبع صنايع) عبقري الذي استطاع من ان يحوّر الراديو الى تلفزيون مع العلم ان الجهاز في مراحل تغيره عمل كراديو وكل مرة تصبح الصورة او الشاشة اوضح والصوت (الراديو) مازال يعمل الى ان اصبحت الصورة واضحة مع الصوت , وكل هذا كان ممكنا لان الطبيعة تعمل دائما خلال التغييراعضاءاً احتياطية. هذه المعلومات الجينية الاضافية تتشكل عن طريق استنساخ الحمض النووي DNA- Duplication وتبادل الحمض النووي مع كائنات حية اخرى وكذلك عن طريق دخول الفايروسات الى الجسم. يقول العالم ستيفن كولد Stephen Gould ان هناك زمن غير محدود وطويل يلزم لعمية خلق (تطوّر) شيء (عضو او كائن) جديد .
وعلى نفس المنوال وفي تطوّر طويل الامد تشكّلت عدسة العين من مزيج من بروتينات مختلفة. لتكوين تلك البروتينات الخاصة بعدسة العين لدى الفقريات verbetrates استعملت الطبيعة اربع انزيمات مختلفة, كل انزيم لديه وظيفة خاصة به تختلف كلّيا عن وظائف للاخريات. تلك الجينات اُستُنْسخت duplicated صدفةً وعملية الاستنساخ كانت صدفة قادرة نوعا ما على تكوين عدسة العين, ثم من خلال عملية التطور طويلة الامد تم انتخاب تلك البروتينات لاكمال optimize عمل وظيفة العدسة بشكل امثل. حاليا يتم تحديد الخريطة الكاملة لتسلسلات الحمض النووي DNA- sequence لكثير من الكائنات الحية, لذلك اتوقع ان نحل الغازا كثيرا ومنها المتعلقة بتفاصيل الوظائف المعقدة الجديدة مثل عدسة العين.
ان تطور علم البيولوجي الجزيئي molecular biology سيصبح من احد افتن واسحر العلوم في هذا العصر. والتصنيع (التركيب) العبقري له ايضا مُحدّداته. نظرا لمحدودية كمية المواد والتطور التدريجي (غير فجائي) للوظائف الجديدة يجعل من المسار المُختار ثابتا ولا يمكن الرجوع عنه. تشكلت العيون لعدة مرّات خلال عملية تطور الكائنات المختلفة لذلك نرى ان هناك عينا احسن من عين آخر. تصميم عين الفقريات (منها الانسان) أقل جودة ونوعية مثلا من الاخطبوط, ولكن الفقريات لا يستطيون في منتصف طور التطور ان يرجعوا الى الوراء ويختاروا عين الاخطبوط لانه كما قلنا هو طريق باتجاه واحد. يعتقد الانسان ظاهريا ان الطبيعة كاملة الابداع perfection ولكن الان ونحن نكتشف يوما بعد يوم تفاصيل الطبيعة والتطور نرى بان الطبيعة ليست كاملة دائما. والصنّيع Handyman هو ليس بمُصمّم designer والصنّيع كما نعرف يصنع او يجد حلولا جيدة جدا واحيانا يجد حلولا سيئة او هزيلة, فمثلا الحمض النووي DNA للانسان مليء بالنفايات (فضلات) ومن هذه النفايات بقايا الفايروسات التي قفزوا منذ سحيق الزمان الى داخل الجينوم genome اجدادنا القدماء واصبحوا كالدواجن في داخل الجينوم. وهل تعلم ان 45% من الحمض النووي DNA للانسان يتكوّن من هذه النفايات التي لا فائدة منها. ولا يمكن ان يكون هناك مُصمّم ذكي Intelligent designer ليبرمج كل هذه النفايات في الجينوم genome. على الرغم من ذلك نرى في ايامنا هذا اشخاص يشكّكون في الرؤية الداروينية العبقرية لنشوء وتطور الحياة وذلك لانهم ينتهجون مباديء وشرح المسيحية للخلق والمسيحية تزعم ان الكون خُلق في 7 ايام وان عمر الارض لا يتجاوز عشرة آلآف سنة. ولغرض اضفاء بعض الواقعية reality لتفسير الانجيل للنشوء البدائي ابتدعوا فكرة علم الخلق Creation Science وهذه محاولة يائسة منهم لاضفاء صفة الواقعية لنشوء الحياة ويمزجونه مع بعض الحجج العلمية والنتيجة هي خليط من الخدع من جهة والسذاجة من جهة اخرى نظرا للكثير من التناقضات العلمية في حججهم. وعلى الرغم من ذلك يصر بعض المتدينين البروتستانتيين من مبادلة افكار دين اجدادهم القدماء بنظرة شبه علمية مُعصرنة. الحركة البروتستانتية الجديدة تُسمى التصميم الذكي للخلق Intelligent design creationism. ونظرية التصميم الذكي أتت من رحم النظرية القديمة الانفة الذكر والمسمى بالخلق العلمي Creation Science. والاب الروحي لهذا الناتج التقمّصي هو فيليب جونسون Philip Johnson الذي هو شخص قانوني اكاديمي واستاذ جامعي في احدى كبرى الجامعات الامريكية.
بعد عمية انفصال شاقّة و مؤلمة اكتشف جونسون طريق الخلاص الى المسيح عندما كان عمره 38 عاماً. وبعدها تسائل جونسون في نفسه لماذا لم تُعير كليته الجامعية الربّ اية اهتمام في المناهج المدروسة. في سنة 1987 قرأ جونسون الكتاب الحارس المكفوف The blind watchmaker للمؤلف داوكينس Dawkins, وهو لحد الان من الكتب المفضلة للقراءة, عندها علم جونسون اين اُرتكبت الاخطاء: الداروينية أوقعت الله كخالق للاحياء في مصيدة التسلّل وعملت الداروينية على تفسّخ وانحلال المجتمع.
في سنة 1992 نشر جونسون كتابا بعنوان محاكمة داروين Darwin on trial, في هذا الكتاب ينتقد جونسون رؤية داروين الطبيعية المادية العلمية لنشوء الانسان. العنوان الاساسي لرؤيته كان ان الداروينية تحتوي على ثقوب كبيرة: الكثير من الاحافير المتوقعة لم تُكتشف (ناقصة), الوظائف المعقّدة في الانسان يظهر استحالة نشوئها بالصدفة, كل هذه المشاكل يحلّها الخالق Creator, ونفس هذا الخالق هو الذي أشرف على تطور الكائنات ويساهم بين الفينة والاخرى بنفسه في التطوّر لابداع خلقه. جونسون هو محامي عجيب فهو يستعمل كافة الاساليب لاخراج موكلّه (الله) من التهمة الموجّهة اليه, ولان هناك شكوك باقية بانّ الداروينية لا يمكنها تفسير تفاصيل عديدة في سير عملية التطوّر بشكل كامل لذلك فان موكّله (الله) يفوز بالمحاكمة. وبهذا يكون بحسب جونسون دور الله لا يمكن الاستغناء عنه في تكّون الاحياء والطبيعة وبذلك يحافظ (ينقذ) جونسون الانجيل كمصدر للتشريع والهداية للمجتمع. ان الحاكم في هذه المحكمة يكفيه الادلة السلبية المعاكسة اي ان المحامي جونسون غير مُرغم (مجبور) على الاستدلال على الفاعل (الجاني), بل يكفي جونسون ان يوضح للحاكم بانّ هناك شكوك حول ان موكله (الله) مُذنب. ان في دراسة علم الاحياء يتم النظر دائما الى التفسيرات العلمية المتنافسة. اذا لم يكن الانسان متكوّن بواسطة التغيّر mutation والانتخاب selection من كائن سابق في فصيلة الثديات المتواجدة حاليا, فقولوا لنا اذا كيف؟ , اين اتى الله بين الاثنين وكيف نجد التدخّل الإلآهي الان في الفروق بين الحمض النووي DNA للشامبانزي و أورانجوتان Orangoutan (نوع من القردة العليا الشبية بالانسان يقطن في بورنيو وسومطرة ويسمى بالعربية بانسان الغاب) و الانسان؟ . وجماعة التصميم الذكي لا يستطيعون لحد الان الجواب على هذه النقطة. وهذا ليس بغريب لانّ التصميم الذكي هو حركة دينية وليس بديل علمي. هذه الجماعة يريدون دقّ اسفين في فكرة تطور الاحياء وبذلك يصبح الساحة مفتوحة للتفسير او الرؤية الدينية لمسألة تأسيس و تعليم التطور Evolution على شكل أصولي مسيحي ويقومون بذلك لانّ نظريتهم القديمة الخلق العلمي Creation Science فشلت منذ زمن طويل. الخلاّقيون الجدد neo-creo"s ليس لديهم شيء جديد ليقدّموه إلينا. انهم يقاتلون من اجل فرض عملية الخلق الموجودة في الطبعة الانجيلية للعصور القديمة جدا. انهم يدّعون بانهم لديهم حجج علمية ولكنها في الحقيقة طلاء لمّاع مخادع لباب الكنيسة الامامي.
هذه المعلومات حول التصميم الذكي اقتبستها من كتب كثيرة منها Intelligent Design Creationism and Its Critics للمؤلف Robbert T, Pennock طبعة 2001. في هذا الكتاب الذي يحتوي على 800 صفحة يشرح المؤلف فكرة الخلاّقين الجدد neo-creo"s ومنتقديهم. وهذا يشبه توجيه البندقية صوب بعوضة, لكن في الولايات المتحدة المسألة تُنظر اليها بشكل مختلف تماما عن هنا (هولندا) حيث يحاولون ان يجعلوا من فكرة الخلق الجديد Neocreationism مادة تُدرس في المناهج الدراسية. وفي هولندا يقف داروين ثابتا من خلال دروس علوم الاحياء في المدارس, ولكن حدث تشوّش عندما حاول استاذين جامعيين في الفيزياء مايستر Meester و ديكر Dekker اظهار تعاطفهم وتأييدهم لفكرة التصميم الذكي. والمجلة سكيبتر Skepter خصصت مقالاً طويلاً لنقد هذين الفيزياويين, وبعدها اُعطي الفيزياويان المجال الواسع للدفاع عن افكارهم الطائفية باسلوب بيولوجي (مجلة Skepter ديسمبر 2002). وانا اطلق عليها بالطائفي لأن من بين المسيحين فقط جماعة واحدة لا يقبلون الداروينية وهم البروتستانتيون المتشددون. في سنة 1950 أقرّ بابا الفاتيكان Paus Pius XII بأنّ النظرة الداروينية في تفسير ظاهرة التطور Evolution مقبولة. وفي سنة 1996 كرّر هذا القبول بابا الفاتيكان Johanes Paulus II. الكنيسة الكاثوليكية تقبل المباديء الاساسية للتطور والتي تشترك فيها الدين والعلم وبعض من هذه المباديء تتناقض احيانا بين ما موجود في العلم وما مذكور في الدين ولكن على الرغم من ذلك فأنّهما لا يسدّون الطريق على بعضهما وهذا شيء حسن.
العالم الفلكي هاورد فان تيل Howard van Till قام بدحض الفكرة البروتستانتية الليبرالية الجديدة حول التطور, ويقول بان الانجيل لا يحتوي على ايّة معلومات تؤيّد فكرة تطور الكائنات وهو يحترم اختيار الناس للانجيل ككتاب تأريخي وثقافي ولهذا الغرض كُتب الانجيل حسب رأيه. الاُناس (يقصد التلامذة الاربعة) الذين كتبوا الانجيل والمُلهم اليهم بكتابته لم يكونوا لديهم معلومات عن الاندماج النووي الحراري أو الاشعاعات الآيونية او الحمض النووي DNA او التطور الدقيق micro-evolution والخ .. ويقول يجب ان لا نسيء الفهم لان الانجيل لا يحتوي على اية معلومات علمية صحيحة عن تكوّن الارض والانسان. ويرى هذا العالم الفلكي بانّ داروين كان على حقّ.
انتهى الاقتباس
انسان الغاب والمسمى بأورانجوتان Orangutan
وفي 27 سبتمبر 2005 ناقش البروفسور بيت بورست Piet Borst مرة اخرى هذه المسألة والاخطاء الموجودة في خلق الانسان, والبرنامج الاذاعي المسمى بنوردرليخت Noorderlicht في الاذاعة الاولى الحكومية الرسمية وهذا البرنامج يعنى فقط بالمسائل العلمية.
ويمكنكم سماع المقابلة بالغة الهولندية في الرابط (اضغط هنا ......)
وقد قمت بترجمة المقابلة الاذاعية لزملائنا الاعزاء
المذيعة
حسب آراء مؤيّدي نظرية التصميم الذكي فان تركيب الكائنات الحيّة مخلوقة بشكل كامل ومكمّل perfect , وهذا الكمال لا يمكن ان يتأتّى عن طريق الصدفة في سير عملية التطور التدريجية. لكن البروفسور بيت بورس Piet Borst يرى هذه المسألة بشكل مختلف تماما. ضمن اطار البرنامج المخصص من قبل الوزير دا فورست de Vorst مسألة تطور الاحياء Evolution يتكلم البروفيسور بورست مع زميلي المذيع روب فان هاتب حول الاخطاء في تصميم الانسان والتركيبات الفاشلة في عملية الخلق وخاصة في الانسان.
المذيع
سيد بورست صباح الخير, حسب رأيك ما هو أغبى تصميم في الطبيعة Nature ؟
بروفيسور بورست
ان من احدى اغبى التصاميم في الطبيعة هي طريقة صنع الميتوكوندريا Mitochondria في خلايا الانسان والميتوكوندريا عبارة عن مراكز أو بالاحرى مصانع لانتاج الطاقة في الخلايا والميتوكوندريا مهمة جدا لديمومة عمل الخلايا.
المذيع
نحن نعرف ان مصانع انتاج الطاقة في الخلايا مهمة جدا ولكن ما هو وجه الغباء في تصميم الميتوكوندريا؟
بروفيسور بورست
الغباء هو في الحقيقة انه نحن نعرف منذ زمن ليس بقصير بان للميتوكونديا هذه نظام جيني genome خاص بها.
المذيع
حسب ما افمهه منك هو ان الخلايا تحتوي على الحمض النووي DNA التابع للخلية في النواة, وفي الخلايا موجودة ايضا الميتوكوندريا التي بدورها تحتوي ايضا على حمض نووي DNA خاص بها؟
بروفيسور بورست
نعم هذا صحيح للميتوكوندريا DNA خاص بها ولكن المشكلة ان هذا ال DNA يحتوي على عدد قليل من الجينات genes , ولكي تصبح الخلية قادرة على قرآءة جينات genes للميتوكوندريا لا بد للخلية من ان تحصل اولا على منتوجات products لمئات الجينات genes الاخرى وعندها فقط تستطيع الخلية قرآتها, وهذا النظام هو نظام غير كفوء inefficient system بشكل فضيع. وكذلك فان النظام مليئة بالمخاطر riscs لان بعض التشوهات التي تحدث للطفل المولود سببها هذا النظام الغريب للميتوكوندريا. وهناك دلائل معينة تشير الى انل سبب سرعة شيخوخة الانسان يرجع الى الاخطاء الموجودة في هذا النظام الجيني الغير كفوء. اذا باختصار هذا نظام مليء بالمخاطر وغير كفوء.
المذيع
اذا كمصمّم فانّك لا تصمّم مثل هذا النظام غير الكفوء والمليء بالمخاطر؟
بروفيسور بورست
صحيح وانك اذا صمّمته فلا تصمّمه بهذا الاسلوب غير الكفوء. والسبب يرجع الى ان هذا النظام متكوّن خلال الاصل التطوري للانسان وذلك عندما كان الانسان عبارة عن خلايا بكتيرية قبل ما يقرب عن 1,5 مليار سنة وحينها اختار التطور هذا النظام وتمّ اكمال هذا النظام تدريجيا حتى اصبح بالشكل الذي نراه اليوم واصبح مراكز لانتاج الطاقة وتسمى بالميتوكوندريا. وهناك القليل جدا من بقايا ال DNA لتلك البكتريا مازال تعشعش في ال DNA للانسان الحالي.
المذيع
من الواضح ان هذه هي حالة تطورية صرفة ولا يمكن لمصمّم ذكي ان يصمّم مثل هذا النظام غير الكفوء؟
بروفيسور بورست
صحيح وان التطور هو طريق باتجاه واحد وعندما اختار التطور هذا الحلّ لم يستطع العدول عنها والرجوع اى الوراء لانه كما قلت مسار ذو اتجاه واحد. واي مصمّم مفترض كان بامكانه تصميم نظام اسهل وأكفأ من النظام الحالي ولكن الطبيعة لا تصمّم Design ولكنها تحاول تركيب تراكيب عشوائية خطوة خطوة حتى تحصل على التركيبة الجديدة المخلوقة new structure وهذه العملية طويلة الامد وليس سهلا.
المذيع
انت تسمّيه عملْ صنّيعية Little jobs لشخص صنّيغي Handyman ؟
بروفيسور بورست
بالضبط انه عملْ صنّيعية Little jobs لشخص صنّيغي Handyman فالطبيعة كصنّيعي Handyman يحاول صنع او تركيب شيء ما واول ما تعمله هو اضافة جزء اضافي الى الحمض النووي DNA وتحاول بعدها بترتيبات معينة في هذا الجزء المضاف لصنع او خلق شيء جديد في الجسم.
المذيع
اذا اعتبرنا ان الانسان كله من منتوجات الطبيعة الصنّيعية فانا مثلا قرأت في الانترنت قائمة طويلة بالاخطاء الموجودة في تصميم الانسان واذكر منها العمود الفقري backbone.
بروفيسور بورست
صحيح العمود الفقري, فانا (ضاحكا قليلا) انجزت الكثير من اعمالي وانا مستلقي في الفراش لانني كنت اعاني من آلام في ظهري فالعمود الفقري للانسان ليس مخلوقا او مصنوعا للمشي مستقيما على القدمين حيث ان هناك دلائل بان اجدادنا القدماء الاوائل كانوا يمشون على الاربع ونحن نتوقع ان يكتمل تطور العمود الفقري بعد حوالي 10 ملايين سنة من الآن وعندها يصبح ربما اصلح لكي تمشي على الرجلين بدون توابع سلبية.
المذيع
فعلا تصميم سيّء وغبي, ومثال آخر على الاخطاء الموجودة هو الاعصاب الموجودة في المرفق elbow .فهو ايضا شيء غريب فمثلا اذا مسّ مرفقك شيء فجأة فتشعر بفزع واحساس غريبين؟
بروفيسور بورست
نعم, وهذا يرجع الى ان اذرعنا عندما تكون خلال التطور وركّزت هذه الاعصاب في ذلك المكان الغريب ولان التطور هو طريق باتجاه واحد فليس بامكانه العدول عن ذلك وان يضع الاعصاب مرة اخرى في الطرف الاخر من المرفق لكي لا تصيب الانسان تلك الوخزات الفجائية الغير مألوفة.
المذيع
مثال آخر كثيرا ما نسمع من جماعة التصميم الذكي يقولون بان عين الانسان شيء كامل perfect ولكن اذا تمحصت في تركيب العين فتصميمها ليس بذكي؟
بروفيسور بورست
صحيح, اذ ان اعيننا هي اقل جودة وكفاءة من عيون الاخطبوط ولكن عندما اختارت الطبيعة هذه العين لنا وهي حاولت ومازالت تحاول جاهدة اكمال او اصلاح عيوب العين دون جدوى والمشكلة كما قلنا ان التطور طريق لا رجوع فيه الى الوراء ولو كان بالامكان الرجوع عن هذا الاختيار لربما كان من الافضل اختيار عين الاخطبوط او عين الذبابة اللتان مركّبتان بشكل افضل من عين الانسان. فنرى ان عين الانسان مركّبة بشكل سيء وغير كفوء, اذ نجد ان الاعصاب في العين مُركّبة بشكل مقلوب وشبكية العين Retina مركبة بطريقة غريبة اذ لا يمكن لمصمم ذكي ان يركّب الشبكية بهذا الشكل اذا استعمل فهمه وعقله.
المذيع
الاوعية الدموية مركّبة في الجزء الامامي وتمر هذه الاوعية خلال شبكية العين وتخترقها ويتم كل هذا داخل العين وهذا غير عملي؟
بروفيسور بورست
صحيح انه تصميم غير كفوء
المذيع
اثكر هنا ايضا معانات النساء في العادة الشهرية خلال تصريف البيضة غير المخصبة مصحوبا بالدم؟
بروفيسور بورست
نعم وهذا شيء غير عملي, ولكن اذا نظرنا الى التطور من اصوله القديمة نرى انه حتى نشوء الثديات عموما حالة عجيبة وهناك الكثير من حلول الطبيعة او التطور غير سعيدة بالنسبة للثديات واحداها العادة الشهرية.
المذيع
انه لشيء عجيب ان يؤدي وظائفه بهذه الطريقة؟
بروفيسور بورست
وانا دائما احاول ان اشرح لتلامذتي بان الطبيعة ليست كاملة Perfect ولكنها كافية للحصول على ذُريّة وتشغيلها وتربيتها وارسال الجينات genes الى الابناء والاشياء الجيدة يتم عادة المحافظة عليها.
المذيع
حسنا, اذا بجانب التصميم الذكي لدينا ايضا التصميم الغبي stupid design؟
بروفيسور بورست
نعم.
المذيع
شكرا جزيلا.
انتهت المقابلة
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو متى سيصبح لعلمائنا العرب الشجاعة العلمية للادلاء بهذه الحقائق العلمية في اجهزة الاعلام وخاصة الفضائيات ودحض خرافات الاولين بان الانسان مصنوع من الطين كالسيراميك ثم نُفخ الروح فيه؟
انّ اخباء هذه المعلومات عن المواطن العربي يخدم في بقاء المجتمعات العربية في تخلفها وان القرآن والانجيل هما كتب سماوية وكلها طبعا يؤدي بالاخير الى بقاء الانظمة العربية الرجعية الحالية. اذا ان معرفة هذه الحقائق ضرورية لعدم تقديس الدين وكتبهم المسمى بالسماوية وهذا خطوة بدائية مهمة في اتجاه تحديث ودمقرطة المجتمع العربي المتخلف.
الكاتب: Shrek
المصدر في منتدى الملحدين العرب
04/11/2007
الانسان: خُلِق من الطين أم اتى نتيجة للتطور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها
7 تعليق(ات):
سأبدأ بأخر تعليق لحضرتك عن هذا الموضوع وهو قولك بأن(انّ اخباء هذه المعلومات عن المواطن العربي يخدم في بقاء المجتمعات العربية في تخلفها وان القرآن والانجيل هما كتب سماوية وكلها طبعا يؤدي بالاخير الى بقاء الانظمة العربية الرجعية الحالية. اذا ان معرفة هذه الحقائق ضرورية لعدم تقديس الدين وكتبهم المسمى بالسماوية وهذا خطوة بدائية مهمة في اتجاه تحديث ودمقرطة المجتمع العربي المتخلف.)
افهم من ذلك ان حضرتك ترى ان الايمان بالكتب السماوية هو منبع التخلف ,,اما الكفر بها هو الذى يعطى الفرصة للانسان للتفكير والعمل؟
اذا انت ترى ان حال كوكب الارض الان افضل مما هو من قبل؟
فلأوضح لك بعض النقاط الغائبة عن ذهنك:
هل تعلم ان هذا التقدم العلمي بدون ايمان بالله وبدون ضمير وبدون حب وسلام ادى الى ما نحن عليه من تلوث ودمار وحروب؟
ماذا فعل التقدم المزعوم عندما بعد عن تعاليم القران والانجيل ؟
اخترعت القنبلة الذرية،،،
تلوث الجو على الكوكب ،،،،،
ظاهرة الاحتباس الحرارى التى ستؤدى الى غرق السواحل ومدن باكملها،،،
الطمع والجشع ونهب ثروات البلاد وقتل الطفال الابرياء فى معظم الدول الاسلامية ...طبعا بتتفرج على قنوات الاخبار
انتشار الامراض والاوبئة التى لم تكن موجوده من قبل والتى يصعب ايجاد علاج لها
وغير ذلك كثير وكثير
فلننظر ماذا يحدث اذا تمسك اصحاب كل ديانه بتعاليم دينهم
ما اخترعوا وسائل الدمار المدمرة للكون
ومافقدوا ضميرهم الذي يقضى على نقاء الطبيعة من اجل جمع الدولارات
وما قتلوا طفلا ولا نزعوا شجرا ولا هدموا منزلا
هل تريد ان يتحول العرب الى دراكولا مصاص دماء الاطفال كما تفعل امريكا واسرائيل؟
ان الخطأ من الغرب فى سيرهم وراء هوس النهب وسلب ثروات البلادوشرب دم اطفال المسلمين
هذا بعض ما جلبه التقدم الذى يفتقده العرب بسبب تمسكهم بدينهم
ان مثلا الدين الاسلامى لا ينادى بالكسل والبطالة او النوم في المسجد وترك تعمير الارض
بل ان ايات القران كثيرة تحث على العمل والجهد وتعمير الارض
بل ان الاسلام يقول ان الانسان خلق ليعبد الله ويعمر الارض
فقال الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
اما كون المسلمون لا يعملون فهذا ليس خطأ الدين وانما خطأ من انفسهم لأنهم لا ينفذون تعاليم الدين
كما ان الغرب الان يتحكم فى بلاد المسلمين فيتحكمون فى تعليمهم وفى قراراتهم وفى اقتصادهم وفى ثروات بلادهم حتى انهم يجدون الفرصة بالكاد لايجاد قوت يومهم فمتى سيبتكرون؟
ومن منهم يمتلك مالا فمعظمهم سفيه والقليل منهم صالحون
وكل هذا ليس عيب فى الدين وانما فيمن يحمل الدين فليس كل المسلمين حمل المسؤلية
اماقولك ان(خرافات الاولين بان الانسان مصنوع من الطين كالسيراميك ثم نُفخ الروح فيه؟)
فلتخبرنا مم صنع الانسان؟
ولتتذكر انه ليس انسان فقط..بل رجل وامرأة
كيف خلقت الطبيعة كل كائن حي من ذكر وانثى؟ولماذا لم تخلق ذكر فقط او انثى فقط؟بما انها غبيه
وهذا الذى تراه عالم ومفتكس وفتك اوى ومؤيد لكلامه وعامله مقاله طويلة عريضه على المنتدى لا يدخل فى ذمتى ببصلة ولا يساوى عند خالقه ولا هوه ولاالكون جناح بعوضه،،،
انه يرى ان طريقة خلق الانسان غبية؟
فكيف يريد الانسان اذا؟
يرفض الميتوكوندريا ويقول انها سبب شيخوخة الانسان....
هل ترى ان شيخوخة الانسان ليس لها فائدة فى هذا الكون؟
اولا اعراض الشيخوخة هذه تظهر على جميع الكائنات الحية
وطبعا لها فائدة لم تخلق عبثا
وبالبلدى كده معناها انك مش هتاخد زمنك وزمن غيرك
يعنى لازم تكبر وتهرم وتموت عشان توسع لغيرك ويأتى انسان جديد بطاقة جديد بعقل جديد بفكر جديد يطور ويعمر فى الارض
كما انها من اسباب موت الانسان
والموت ايضا له فائدة فى دائرة الحياة
وطبعا خدنا الكلام ده فى الاحياء
وان لم يمت البشر ويتكاثرون فقط
هل ستحتويهم الارض؟
ان البلاد تصرخ من الانفجار السكانى
وانت تقول شيخوخه؟
ماذا يريد اذا؟
يريد ان يولد النسان ويظل طفلا؟
ام يكبر ويموت شابا؟
ام يتوقف نموه ويموت فى حادثة وخلاص؟
ايه المنطق الاهبل بتاعه ده؟
كمان تركيب العين لا يعجبه؟
ويقول انهاتحتوى على مشاكل عديدة
مسألش نفسه مشاكل العين دى جت منين؟
هل الله خلق العين خربانه واللا خلقت سليمة والانسان اى خربها بايده؟
طبعا خلقت سليمة ولكنها ضعفت مما تتعرض له من اشعاع وتلوث وشاشات تلفاز وموجات وغير ذلك
وكله من فساد الانسان
والتطور اى حضرته ماسك فيه وبيقول ان فى انسان غاب كان بابا جدو بتاعنا وتطور بقى بنى ادم
ليه مشفناش انسان غاب من دول طلعلنا من الغابة وقالنا عايز ابقى بنى ادم؟
ولا عمرنا سمعنا عن حاجة زى دى فى كتب ولا تاريخ
وكل كلامه مجرد نظريات غير خاضعة للتجربة
اذا كل كلامه احلام وتخاريف وكوابيس زى اناجيل النصارى
ويا ريت تسألهولنا مين اللى خلق اول خلية حيه تطورت وعملت الكون؟
اتخلقت لوحدها من الهوا؟
الهوا لوحده ميقدرش يكون اى كائن حى الا اذا كان يحتوى على كائنات حية في ذاته
مين اللى خلق الكائنات الحية اللى داخل الهوا؟
ممكن نشوف الناس اللى بتفهم بتقول ايه عن نظرية الخلق؟
ونشوف انهى كلام فيهم هيدخل الدماغ؟
هل الانسان خلق عفويا والبصدفة؟
واللا كان له مصدر؟
كان هذا ما استنتجه ريدى فى عام 1668 ومن المثير حقاً أنه، وفى نفس الحقبة الزمنية، تم اكتشاف "الميكروسكوب"، ولم يخطر ببال أحد أن العالم الذى نعيش فيه ليس به فقط الجنس البشرى والحيوانات والنباتات، ولكن به ملايين وملايين من كائنات دقيقة فى منتهى الصغر ودقة الحجم، وأنها – برغم ضآلتها – يمكنها أن تحدد مصير الإنسان ومصير أجيال.
وأهم رواد هذا المجال العالم الهولندى "أنطونى فان لينهوك" والذى اهتم اهتماماً جاداً بصناعة العدسات، وكرس حياته لهذا العمل، واستطاع باستخدام عدسة واحدة أن يحصل على تكبير يصل من أربعين إلى مائتين وسبعين مرة.. وكانت من أهم اكتشافاته فى عام 1675 وجود كائنات دقيقة فى المياه الراكدة وهى "البروتوزوا".. ورأى العلماء بواسطة الميكروسكوب العضلات وعدسة العين.
وطبقت شهرة العالم الهولندى "أنطونى فان لينهوك" الآفاق، حين رأى تحت الميكروسكوب أن السائل المنوى يحتوى على كائنات دقيقة جداً تسبح فيه تسمى "أبو ذنيمة"، وتتكون من رأس قطره واحد على مائة من البوصة، وله ذيل يمكنه من الحركة داخل السائل المنوى، واعتقد أن هذه الرأس تحمل داخلها صورة دقيقة للكائن المكتمل التكوين.. وقد كتب فى عام 1680 يقول: بما أنى أستطيع اكتشاف الحيوانات المنوية فى السائل المنوى للحيوانات والأسماك وحتى الطيور، فإنى أستطيع اكتشاف الحيوانات المنوية فى السائل المنوى للحيوانات والأسماك وحتى الطيور، فإنى أؤكد أن الإنسان ينشأ من الحيوان المنوى فى السائل المنوى وليس من البويضة.. ولقد كان هذا الرأى مناقضاً تماماً لما كان سائداً وهو أن التطور الكامل يحدث داخل البويضة، وأن السائل المنوى يحدث البخار الذى يخترق الرحم ويحدث الإخصاب.
والذى يهمنا ونحن بصدد نظرية الخلق العفوى أن نسجل أن اكتشاف "لينهوك" للبكتيريا والبروتوزا والحيوانات المنوية، كان هو المعول الذى هدم هذه النظرية، وأثبت أنه ليس هناك خلق من العدم، وإن كانت كل المخلوقات مهما كان حجمها أو أهميتها لابد أنها انبثقت من مخلوق حى، وهذا هو التحدى الذى ورد فى الآية الكريمة من سورة الحج، حين تحدى الله جل جلاله الناس أن يخلقوا ذبابة ولو اجتمعوا على ذلك.
وجاءت نهاية الاعتقاد فى نظرية الخلق العفوى فى عام 1860، حين عرضت الأكاديمية الفرنسية للعلوم منح جائزة لمن يحاول بواسطة تجارب مقنعة إلقاء الضوء على حقيقة نظرية الخلق العفوى.. واستجابة لهذا الطلب، استطاع "لويس باستير" أن يثبت أن الكائنات الدقيقة التى تكونت من النمو فى وسط ملائم، جاءت من كائنات دقيقة تسبح فى الهواء، ولكن ليس من الهواء نفسه.. وكان هذا تأكيداً لصحة تجارب العالم الإيطالى "ريدى" فى القرن السابع عشر، والتى سبق وأشرنا إليها.
وكانت الكلمة الأخيرة هى لعالم الطبيعة الإنجليزى "تيندال" الذى اخترع جهازاً لإظهار قدرة الهواء على حمل الأجزاء الدقيقة، وبما أن هذه الأجزاء لها القدرة على أن تعكس الضوء، فإن هذا الجهاز كان يمكن أن يكتشف إن كان الهواء نقياً، فإنه لا يمكن الحصول على أية كائنات حية، إذا تعرضت أوساط غذائية ملائمة لهذا الهواء النقى.. ولكن إن كان الهواء يحمل كائنات دقيقة فيمكن أن تنمو كائنات حية فى تلك الأوساط الغذائية.
وأثبتت تجارب تيندال بالإضافة إلى تجارب باستير مدى خطأ نظرية الخلق العفوى، وأن شعلة الحياة لا يمكن أن توقدها إلا شعلة الحياة، وأنه لا يجئ من العدم بل من زوجين اثنين.. وكل هذه الحقائق وردت فى آيات القرآن الكريم واكتشفها العلم بعد نزوله بأكثر من ألف عام.)))).
ممكن سؤال؟
لو الانسان ماتخلقش من طين ليه لما اى انسان بيموت بيتحول لتراب؟والذى هو احد مكونات الطين
واذا كان الكون منبثق من خلية واحده
اذا خلية الانسان هيه خلية الحيوان هيه خلية النبات هيه خلية البكتيريا والطفيليات
ليه لما النبات بيموت مبيتحولش لتراب زى الانسان؟
ما همه من نفس الخليه
ولو الانسان اصله بكتريا او طفيليات
ليه لما بيموت مبيتحولش لبكتريا فقط او طفيليات فقط؟
يا ريت شوية تفكير بقلب مع العقل الانسان مش ماديات فقط الانسان جواه عواطف وقلب وروح
هل خلقت الطبيعة العواطف ايضا بخلية عاطفيه؟
مب المتحكم فى الحب والكره بين الناس؟
والحرب والسلام؟
الخير والشر؟
والجمال والقبح؟
والصدق والكذب؟
هل هى الطبيعة؟
هل خلقت الروح وبثتها داخل الجسد؟
اذا كانت الطبيعة خلقت الجسد بالروح فلماذا يموت الانسان ويظل الجسد او بقايا الجسد؟
عندما يتحول الانسان الى تراب، اين تذهب الروح التى كانت تسيره؟ولكاذا لا يختفى التراب كما تختفي الروح؟
اسئلة كثيرة لن تجدوا عليها اجابات الا في الكتب السماوية
لأنها تخلو من المادية وغير خاضعة للتجربة
فكمايتكون الانسان من روح وجسد
مادة وعواطف
حاضر وغيب
فالكون كذلك يتكون من مادة وغيب يسير هذه المادة
حتى ولو قلتم ان الطبيعة هى مصدر الانسان
فالجزء الغيبي المعنوى لدى الانسان يجب ان يناظره جزء غيبي في الطبيعة
والا فلماذا لم تخلقنا الطبيعة مثل الجماد بلا حب واحساس؟
شكرا على المشاركة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم انت الحق
ووعدك حق
ولقاؤك حق
والجنة حق
والنار حق
والنبيون حق
ومحمد صلى الله عليه وسلم حق
الفرق بين المؤمن و الكافر في التعاطي مع العلم هو أن الكافر كفر ثم بدأ يبحث في العلم على ما يمكن أن يعتبره دليلا يدعم كفره
و المؤمن أمن و بدأ يبحث في العلم عما يرسخ إيمانه
لكني ببساطة أقول لك إن الإيمان الغيبي لا يتناقض مع العلم
فالإنسان لم يشهد الكيفية التي وجد بها على الارض , و تفسير "خلق الإنسان من طين" لم تتحدث عن كيفية الخلق
بالصورة التي تصلح لدحضها أو اثباتها علميا .. هي شئ غيبي
لا يستطيع العلم (المحدود بالوعي البشري) أن يثبتها و لا أن يدحضها
أما القول بتطور الإنسان (تحديدا) فهو نظرية لها معنى الظن دون اليقين
و حتى علميا لها انتقادات واسعة و لم ترقى لتصبح بعد من المسلمات
سواء اعتقدت بأن الانسان هو نتاج التطور أم لا فهناك ثلاث نقاط أساسية ستقف عندها حتما
1- الحياة
2- الوعي
3- الكون
ماهو مصدر الحياة ؟؟ في نظرية التطور هناك نقطة ضبابية .. من أين أتت الحياة و ما الذي دفع بعض المركبات لتقوم بعمليات الحيوية لتشكل في النهاية هوية خاصة بها
و من أين أتت الحياة على سطح الأرض هل أتت من الفضاء و هل هناك امكانية لذلك ؟؟
الجواب بالتأكيد هو لا .. فغالبية البيولوجين يؤمنون بأن الحياة تشكلت على الارض نتيجة لارتطام أجرام به و يقطعون باستحالة أن تتوافر ظروف في الكون تساعد على البقاء على قيد الحياة
النقطة الثانية هي الوعي و هي مرتبطة بالنقطة السابقة .. هل تستطيع الطبيعة أن تخلق وعيا ؟؟
و بما أن الحديث عن الانسان
لماذا ذكاء الإنسان هو تلك الحالة الاستثنائية عن ملاييين المخلوقات التي لا تتمتع إلا بذكائات جزئية
النقطة الثالثة هي الكون
من أين آتى الكون ؟؟ هل هو أزلي ؟؟ أم أنه أتى من الانفجار الكبير
دعني أقل لك إن اللانهاية هو تجريد رياضي يستخدم لتمثيل بعض المقداير الفيزيائية و لا يوجد كمية فيزيائية لها القيمة "لا نهاية
فالانهاية لا يمكن أن توجد ضمن حدود و لعل من أهمها هو الزمن "
ماذا عن الزمن ؟؟ ما هو مفهوم الزمن و هل له بداية و نهاية
أم انه لا نهائي ؟؟
و مالذي يعطي لمتغيرات الفيزيائية تلك الخصائص تستطيع أن تربط بها المتغيرات و تضيغ القوانين ؟؟
هل هي نظرية الأوتار ؟؟ هل الأوتار دون سمات أم ماذا ؟؟
أم عند الحديث عن الإنفجار الكبير فتتسائل مالذي أحدث الانفجار الكبير ؟؟و ماذا كان قبله
الحمد لله على نعمة العقل
إن البشر الذين كانوا على الارض قبل ادم عليه السلام تنطبق عليهم سنة الله في الخلق والتي لاحظها داروين أما ادم فقد خلقه بالكيفية التي بينت في القرآن فأدم ونسله فقط كانوا هم المكلفين بعبادة الله حيث إن الرسل كلهم قد وجدوا في منطقة الشرق الاوسط الى إن بعث الله خاتم النبيين سيدنا محمد فهو للناس كافة بعد أن تمدن باقي البشر الذين لم يكونوا من نسل أدم واصبحوا اهل لعبادة الله من صينين وهنود ورومان واغريق وقرطاجيين وهنود حمر وغيرهم من الامم....
اقتباس
(وعندما اختار التطور هذا الحلّ لم يستطع العدول عنها والرجوع اى الوراء )
هناك شيء حيرني بالفعل هو هذه الطبيعة التي تبحث عن الخلق او لنقل التخليق هل هي عاقلة لتتجه باتجاه ان تركب الاشياء وتنتج منها ماهو عاقل وما الدافع الى هذا التبحث والتركيب؟
اقتباس
(اختارت الطبيعة هذه العين لنا وهي حاولت ومازالت تحاول جاهدة اكمال او اصلاح عيوب العين دون جدوى والمشكلة كما قلنا ان التطور طريق لا رجوع فيه الى الوراء )
اذا كانت التطور هو اختيار الطبيعة احادي الاتجاه ولارجعة فيه الى الوراء فان الاخطاء ستتراكم منطقيا حتى يصبح المخلوق كله عبارة عن اخطاء وذلك شيء منطقي لان الخطا لايمكن الرجوع لاصلاحه وبالتالي فان الفناء وانهيار النظام شيء حتمي بمرور فترة زمنية مهما كانت
وعليه يمكن القول ان الطبيعة لاتتمكن من ادامة هذا النظام
والسؤال ان الطبيعة مع هذا العجز عن التصحيح مع المخلوق كيف تمكنت من ان تتحكم بمحيط المخلوق البيئة ؟؟ لانه من المعروف مثلا ان الاوكسجين والنتروجين وثاني اوكسيد الكربون وغيرها من العناصر والمواد ولنقل وجدت ايضا بالصدفة والتركيب فكيف يمكن للطبيعة ان تتعامل مع متغيريين بوقت واحد (البيئة وتغيراتها التركيبية التي لارجعة فيها بالاخطاء) (وكذلك المخلوق الذي لارجعة باخطائه)اذ من المنطقي ان يكون هناك ثابت وهناك متغير ام ان يكون الامر التعامل مع متغيرين بوقت واحد فهو امر صعب رياضيا جدا مع مليارات الاحتمالات لحدوث تركيب متطابق
اقتباس
(ولكنها تحاول تركيب تراكيب عشوائية خطوة خطوة حتى تحصل على التركيبة الجديدة المخلوقة new structure وهذه العملية طويلة الامد وليس سهلا)
كيف يمكن لها ان تركب تركيبات عشوائية وتقرر المحافظة على ماهو اصلح مع وجود المسار ذا الاتجاه الواحد والمحتمل للاخطاء - كيف يمكن ان تكون الاخطاء موجودة ولا مجال لاصلاحها وبنفس الوقت تحافظ على ماهو جيد - وباختيار عشوائي ومليارات من الاحتمالات --- ومن المعروف احصائيا ان الاحتمالات مع وجود المتغيرات المتعددة هي لانهاية لها
برهن كيفية حدوث الموت وهل تستطيع توقيفها
اني ادحض ما جاء به الدارويون جملة وتفصيلا وذلك بسبب بسيط خال من الشرح والاطالة.
لقد وجد الجيولوجيون مؤخرا هيكلا عظميا يعود الى زمن اقدم بكثير من الزمن الذي ابتدأ به داروين وامثاله النسب التسلسلي الاقدم الذي يتحدر منه الانسان والذي حسب معتقد الدارويون انه كان قردي الابتداء ليتطور الى انسان العصر الحاظر.
فالهيكل المكتشف حديثا تحقق منه الخبراء انه مماثلا تماما للهيكل العظمي لانسان القرن الحالي اي الواحد والعشرين وذلك في اتيوبيا وقدر عمره ب 4 ملايين عام.
وللتوضيح اكثر / العلماء قدروا ظهور الانسان منذ 200000 عام قبل الميلاد , اما اشباه الانسان وليس الانسان الحالي أي الانسان القوريلا ظهر منذ تقريبا 7 ملايين سنة حسب تقدير حفريات للآثار الهيكلية . ولذلك فالهيكل الذي وجد في اتيوبيا مؤخرا هو لانسان يشبه تماما الانسان الحالي أي ليس شبه انسان , وقدر عمره ب 4 ملايين عام , مما يؤكد الخطأ الكامل والتام لنظرية التطور الداروينية وغيرها من جعل الانسان تطور من شامبانزي الى قوريلا الى الانسان الحالي ابتداءا من 200000 سنة , مما يجعل اقدمية الهيكل الاتيوبي للانسان يؤكد ان الانسان هو انسان ابتداءا منذ ظهوره على سطح الارض مؤكدا رواية الكتابيين اليهود والنصارى والمسلمين
وهو الاكتشاف الذي يقسم ظهر الدارويين ومن ذهب مذهبهم ومنهم الملحدين.
فافيقوا يا ملحدون قبل فوات الاوان.
بقلم - نور-
www.elnoor_to@yahoo.com
إرسال تعليق