The Out Campaign
  

محرك البحث اللاديني المواقع و المدونات
عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان
تصنيفات مواضيع "مع اللادينيين و الملحدين العرب"    (تحديث: تحميل كافة المقالات PDF جزء1  جزء2)
الإسلام   المسيحية   اليهودية   لادينية عامة   علمية   الإلحاد   فيديوات   استفتاءات   المزيد..

28‏/10‏/2010

هل الملحدون واللادينيون أغبياء أم أذكياء وعلماء؟

مقدمة (من كتابة أثير العاني)
يتهم بعض المتدينين الملحدين واللادينيين بالغباء والجهل كما ينشر بعض رجال الدين إشاعة مفادها أن أكثر العلماء اليوم يرفضون نظرية التطور فهل هذه الإدعاءات صحيحة؟
من الواضح للأذكياء أنه لو صح الزعم بأن من أسباب الإلحاد هو الغباء لكان ذلك حجة للادينيين والملحدين لا للمتدينين إذ هو يفضي إلى القول بالجبر وهو مناقض للعدل الذي يقتضي أن لا يكون الإيمانُ الذي يَستوجبُ رَفضُهُ العقابَ معتمدا على شيء لا يملك المكلــَّفُ اختيارَه كمستوى الذكاء، فهذا القول يتعارض مع صفة العدل للإله.
ونبدأ بذكر تأييد نظرية التطور* وتحديدا بالمختصين من العلماء في مجال علوم الأرض و الأحياء (حسب استبيان جرى عام 1987) حيث نرى ان هناك من بين 480000 عالم 700 فقط يؤمنون بالخلق ويعتبرونه متوافقا مع العلم أي (15 فقط من كل عشرة آلاف عالم)، وبالنسبة لرأي العلماء من كافة الإختصاصات حول نظرية التطور فقد وجد استبيان جالوب للأمريكيين عام 1997 أن 95% من العلماء يؤيدون أن الإنسان تطور من أشكال أبسط من الحياة ويؤمن 55% منهم بأنه لا دخل لأي إله في عملية التطور بينما يؤمن بالرؤية الدينية للخلق 44% من عموم الناس في الولايات المتحدة الأمريكية (1) حيث تضم أكبر نسبة من الرافضين لنظرية التطور في الدول الصناعية ويَرجع ذلك إلى حد كبير حسب دراسة في صحيفة Science إلى الاصولية الدينية المنتشرة وتسييس العلم في الولايات المتحدة حيث قارنتها الدراسة باليابان التي تقترب فيها نسبة تأييد نظرية التطور إلى 80% بين عموم الناس وقريب من ذلك في كثير من الدول الاوربية مثل المملكة المتحدة وفرنسا والدنمارك والسويد وآيسلندا(2).
لكن ماذا تقول الاستفتاءات والإستبيانات عن نسبة الملحدين واللاأدريين بين العلماء العاملين في المؤسسات العلمية الكبرى وبين الأذكياء؟ هذا ما يحدثنا عنه الموضوع.
-----------
مصدر الموضوع: منتدى اللادينيين العرب
توجد سلسلة من الإستفتاءات الهامة نشرت في جورنال Nature (الطبيعة) أجريت على مراحل امتدت من بداية القرن الماضي إلى بحث نشر في جورنال Intelligence (الذكاء) من عام 2008 وعلقت عليه وكالات الإعلام في بريطانيا بسبب زوبعة المعارضة والرفض التي شنتها بعض الهيئات الدينية لما تضمنه من استنتاجات لم تستسغها. وقد وجدت في هذه الأبحاث أقرب تفسير لملاحظات وتجارب وتساؤلات شخصية امتدت لعدة سنوات فيما إذا وجدت عوامل بايولوجية تأثر على قابلية الفرد للتخلي عن عقيدته الدينية.

إستناداً إلى ويكيبيديا (3) تبلغ نسبة غير المؤمنين في العالم non-believers (وهذا يشمل الملحدين واللادينيين والذين لا ينتمون إلى أي ديانة) مابين 12 و 15% أي أن النسبة الباقية التي تصنف كمنتسبة إلى ديانة ما (المؤمنون) هي الأغلبية الساحقة ونسبتها 85 إلى 88%. على افتراض أن متوسط مستوى التعليم في العالم ككل هو أقل مما هو عليه في الدول المتقدمة (مع العلم أن 20% من سكان العالم أميّين وفقاً ليونيسكو (4)) وأن نسبة الذكاء IQ هي 100 وهو المتوسط في الدول المتقدمة. أي باختصار، أن الغالبية العظمى التي تصل إلى 85% من سكان العالم تنتمي إلى دين (المؤمنون) وهي على معدل فلنفترض أنه "متوسط" من الثقافة والذكاء.

في عام 1914 ، قام العالم النفسي الأمريكي جيمز لوبا James Leuba باستفتاء وجد فيه أن 58% من عينة مكونة من 1000 عالم أمريكي - Scientist - تم إختيارهم عشوائياً ، إما أنهم لايؤمنون أو أنهم يشكون بوجود إله وأن هذه النسبة ترتفع إلى مايقارب 70% بين الأربعمئة عالم الأعلى مستوى منهم (المتفوقيين والبارزين منهم في نفس العينة). أي أن عدد المتدينين في هذه العينة في تلك السنة كانت 42% وأن هذه النسبة تنخفض إلى 30% مع ارتفاع المستوى الأكاديمي للعلماء في ذلك الإستفتاء.

كرر لوبا ذلك الإستفتاء بعدها بعشرين سنة ، أي عام 1934 ، ووجد أن نسبة غير المؤمنين أو المشككين بوجود إله قد ارتفعت في الإستفتاء الجديد من 58 إلى 67% وبين المتفوقين من هؤلاء العلماء في نفس العينة وجد أن النسبة قد ارتفعت بفارق أكبر من 70 إلى 85%.

وفي عام 1996 ، قام البروفيسور إدوارد لارسون Edward Larson باستفتاء مماثل أن نسبة العلماء غير المؤمنين أو المشككين بوجود إله مماثلة (بل انخفضت قليلاً) لنسبة عام 1914 إذ بلغت 60.7% ولكنه عندما أعاد هذا الإستفتاء سنة 1998 وقصره على المتفوقين (أو النابغين) فقط من العلماء - وهم أعضاء الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة National Academy of Sciences - للحصول على تفاصيل أدق وجد الآتي : (5)
المؤمنين بإله : 7%
غير المؤمنين بإله : 72.2%
اللاأدريين والمشككين : 20.8%
مجموع غير المؤمنين بإله واللاأدريين والمشككين 93%

المؤمنين بالخلود (بعد الموت) : (7.9%)؟
غير المؤمنين بالخلود : 76.7%
اللاأدريين والمشككين : 23.3%
مجموع غير المؤمنين واللاأدريين والمشككين 100% ؟

(ملاحظة كاتب المقال: سبب وضعي لعلامة الإستفهام مقابل بعض النتائج أعلاه أني وجدت أن نسب الردود على سؤال موضوع الخلود في الجدول المنشور في المقالة لاتستقيم إلاّ بإعطاء هذه القيمة صفر - للأمانة ، هناك غلطة في هذا القسم من الجدول ولكن باقي البيانات صحيحة)

الإستنتاج واضح ، ولكن تعالوا معي لنتعمق قليلاً في هذه النتائج ...

فلنرجع أولاً إلى نسبة المتدينين من سكان العالم ككل التي ذكرناها في أوائل هذا الشريط والتي وجدنا أنها تبلغ حالياً 85% بافتراض أن مستوى الثقافة والتعليم كمعدل عام في العالم لا يتعدى المتوسط. قارن هذه النسبة الآن بنسبة المتدينين بين العلماء scientists بشكل عام في إستفتاء سنة 1996 والتي بلغت 40% وقارن الإثنين بنسبة المتدينين بين العلماء المتفوقين لاستفتاء سنة 1998 وهي 7% فقط. تجد أن الإستنتاجات التي لا يستطيع أن ينكرها المؤمن أو الملحد على حد سواء هي أولاً وجود علاقة طردية بين المستوى الثقافي العلمي وبين الإيمان بإله - لاحظ التدرج التصاعدي في نسبة الإلحاد مع ارتفاع المستوى الثقافي أو بعبارة اخرى : إرتفاع المستوى الأكاديمي العلمي يؤدي إما إلى التشكك أو اللاأدرية أو الإلحاد - وثانياً أن نسبة الإلحاد (أو الشك واللاأدرية) بين العلماء المتفوقين تصاعدت بشكل بارز بمرور الوقت ، أي من 70% لاستفتاء سنة 1914 إلى 85% لسنة 1934 إلى 93% لسنة 1998. وهذه الملاحظة ممكن أن تعزى إلى ازدياد الإستكشافات العلمية ووفرة المعلومات التي قفزت أبواعاً خلال العقود القليلة الماضية وكان تأثيرها الأبلغ على هذه الشريحة من العلماء.

السؤال الهام الذي يطرح نفسه هو :

لماذا يتركز الإلحاد في الطبقة الأكاديمية النابغة بالذات ؟
قد نجد الجواب في هذا البحث :
في مقابلة أجرتها النشرة الثقافية التابعة لصحيفة التايمز اللندنية مع ريشارد لين Richard Lynn بخصوص بحث نشر له في جورنال Intelligence وجد ريتشارد لين في بحثه هذا علاقة قوية بين إرتفاع مستوى الذكاء high IQ وانعدام الإعتقاد الديني كما وجد أن متوسط معدل الذكاء يعتبر مؤشر ينبئ بالإلحاد عبر 137 دولة. (6)

وأضيف إلى هذه الأبحاث إستفتاء آخر قام به و نشره نفس الجورنال Intelligence عن نسبة الأعضاء الذين يؤمنون بإله God في الجمعية الملكية البريطانية The Royal Society فوجد أن هذه النسبة هي 3.3% فقط أي أن نسبة الذين لايؤمنون بإله هي 96.7%. ولمن لايعرف ما هي هذه الجمعية فهي باختصار هيئة للبحث على التقدم العلمي تتركب من أنبغ العلماء scientists في المملكة المتحدة (7). فإذا عرفنا أن عدد أعضاء هذه الجمعية يقدر بحوالي 1000 عالم وعدد علماء الأكاديمية الوطنية للعلوم التي استفتاها إدوارد لارسون يبلغ حوالي 2000 عالم نجد أن من 3000 أنبغ علماء بريطانيا والولايات المتحدة عدد الملحدين واللاأدريين والمشككين منهم يبلغ 2830 في حين أن عدد المتدينين هو 170 فقط !!! قارن هذا الفارق الهائل مع عينة من نفس العدد من سكان العالم تجد أن من كل 3000 فرد عدد المتدينين 2550 والغير متدينين 450 فقط.

هناك مفاهيم ضمن الثقافات التلقينية التسليمية (أسميها ثقافات مع تحفظ شديد) يصعب على العقل الإنصياع المطلق لها والطريقة الوحيدة السليمة للإستدلال هي ما يمليه العقل. إنما العامل الذي يحدد الإتجاه الذي سوف يستقرعليه هذا الجهاز المعجز من تصديق أو تكذيب هو مدى طاقة هذا العقل على التفكير ، فكلما ازدادت الطاقة أخذ العقل منحنى التكذيب والتشكيك والإلحاد.
كل الود

كاتب الموضوع: QAL

* استفدت في ذلك من مداخلة الزميل spinoza في منتدى اللادينيين العرب فشكرا له

المصادر

(1)
http://www.religioustolerance.org/ev_publi.htm
(2)
http://en.wikipedia.org/wiki/Level_of_support_for_evolution
والتي تنقل عن الدراسة أدناه في مجلة Science :
http://www.sciencemag.org/cgi/content/summary/313/5788/765
(3)
http://en.wikipedia.org/wiki/Demographics_of_atheism
(4)
http://www.unesco.org/education/literacyday_2008/ILD_factsheet_en.pdf
(5)
http://www.stephenjaygould.org/ctrl/news/file002.html
(6)
http://www.timeshighereducation.co.uk/story.asp?sectioncode=26&storycode=402381&c=1
(7)
http://royalsociety.org/news.asp?id=7829

11 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها