ترجمة : Enki
المصدر في شبكة الطبيعيين الوجوديين
الطبيعية هي منظور عالمي، انها فلسفة، فهم عام لعالم الواقع ولموقع الانسان في عالم الواقع. الطبيعية تعرف باختصار بانها الاستنتاج الفلسفي بان الواقع الوحيد الموجود هو الطبيعة، وهو ما نستمر باكتشافه كل يوم باستخدام ادواتنا التجريبية و عبر العلم والتفكير العقلاني. هناك انواع مختلفة من المدارس الطبيعية والتي تضيف تفاصيل متنوعة ومعقدة لهذا التعريف المختصر.
الطبيعية تؤكد على التقدم والتوسع المعرفي الذي يوفره العلم. العلماء ينقحون باستمرار فهمهم للعالم المادي الذي نعيش فيه. اليوم، العلم لديه فكرة جديدة عن ماهية المادة والطاقة، هذه الفكرة لربما وجدها علماء القرن التاسع عشر غير قابلة للفهم. وربما غداً سينقح العلماء نظرتنا الحالية وافكارنا عن الواقع المادي الى شيء اخر غير قابل للفهم من قبلنا. ولان افضل الافكار التي يقدمها العلم خاضعة للتنقيح والتطوير فان الفلسفة الطبيعية تتطلب منا تواضع فكري، فبينما الواقع مادي في حقيقته وقابل للاكتشاف عبر العلم فان الطبيعية لا توفر لك صورة نهائية عن ماهية هذا الواقع. ولهذا فليس من مهام الطبيعية ان تدافع عن صحة النظريات العلمية الحالية فهذه هي وظيفة العلماء.
الفلسفة الطبيعية تأخذ على عاتقها مسؤولية وضع رؤية واضحة ومتماسكة ذات منظور عالمي شامل مبني على التجربة، العلم، والعقلانية، ومسؤولية الدفاع عن حق العلماء والعلم في استكشاف والتنظير في كل جوانب الواقع بلا تدخل من التقاليد، الخرافات، التصوف، الدوغما الدينية، والسلطات الكهنوتية.
الطبيعية هي منظور عالمي مبني على التجربة (الخبرات) والعلم والعقلانية لتطوير نظرتها للواقع ولموقع الانسان ضمن الواقع. التجارب والخبرات الانسانية هي المصدر الاساسي لكل المعارف البشرية. لقد تراكمت هذه الخبرات خلال تاريخ البشر في ذاكرته وحضارته حتى انتجت بالتدريج المنهج الفكري الذي نسميه حالياً: العلم والعقلانية. الطريقة العلمية هي امتداد للعقلانية ولهذا فان العلم والعقلانية ليسا مسألتين مختلفتين كلياً، ومع ذلك فانه من المهم التمييز بينهما بهذه الطريقة: العقلانية هي مصطلح عام يشير الى سبل الاستخدام السليم لقواعد الاستدلال المنطقي في حين ان الطريقة العلمية تطبق قواعد الاستدلال المنطقي السليم على الادلة التجريبية للخروج باستنتاجات عن الواقع. على سبيل المثال، اذا قام مفكر طبيعي بدحض استدلال حول وجود الاله فان هذا المفكر قد استخدم العقلانية لرفض شيء فوق طبيعي، بينما اذا رفض مفكر طبيعي التصديق بان هذه الظاهرة هي ظاهرة اعجازية يسببها سبب فوق طبيعي بسبب ان العلم اعطى اسباب طبيعية واوضح القوى الفيزيائة التي تسببها. فان هذا المفكر قد استخدم العلم لرفض سبب غير طبيعي.
الطبيعية تعرف احياناً بدلالة ماهو غير موجود في الواقع: لا وجود للالهة، او للقوى فوق الطبيعية، لا وجود للارواح او المعجزات او الوحي من كائنات سامية ولا خطة كونية تقبع خلف الطبيعة. لهذا فان الطبيعية تقف موقف الضد من اغلب الاديان لانها تتطلب الايمان بقوى فوق طبيعية الا ان موقف الضد هذا هو فقط فيما يخص ما يمكن ان يوجد في عالم الواقع. وفي الحقيقة فان موقف الطبيعية من الاديان اكثر تعقيدا من ان يبسط بهذه الاسطر، ننصح القارئ بالرجوع الى Atheism and Agnosticism
الطبيعية غالباً ما تعارض من الاديان لانهم يظنون انهم الوحيدون الذين يستطيعون فهم ووضع الاخلاق. بعض الطبيعيون يؤمون باخلاق يتفق بعضها مع ما ورد في بعض الاديان الا ان الطبيعية تنفي ان تكون الاديان او الالهة هي مصدر معرفة الاخلاق بل ما ينشده الطبيعيون هو فهم افضل للاخلاق وتطويرها باستخدام وسائل المعرفة الحديثة: التجربة، العقلانية، العلم. ان الطبيعية تقبل افضل تفسير علمي لطبيعة الانسان وقدرته على الانتظام وتشكيل مجتمعات مسالمة، من هذا نعرف ان الطبيعية لها آثار في السياسة كما لها اثار في الاخلاق.
1 تعليق(ات):
نعم لا أعرفك ولا أعرف من تكون لكن كل ما اعرفه أن لديك عقل يعمل وهذا أفضل من ألف معرفة من تكون ولديك الجرأة أن تستخدم عقلك لتفكر بكل ما توارثنا من حقائق وكذب. أحترم عقلك وأحترم كل ما جئت به من كلام أنا لا أعرف شيئاسوى أن الحقيقة واحدة ولا أعلم لما تتعدد الحقائق مع وجود الأديان
إرسال تعليق